منى الفخرانى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منى الفخرانى

روحانيات وتصوف اسلامى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التائيه ابن الفارض 3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 798
تاريخ التسجيل : 30/03/2013

التائيه ابن الفارض 3 Empty
مُساهمةموضوع: التائيه ابن الفارض 3   التائيه ابن الفارض 3 Emptyالسبت سبتمبر 14, 2013 5:51 am

التائيه ابن الفارض 3
وذا مُظهرٌ للّنفسِ ، حادٍ ، لرِفقِها، *** وُجوداً ، غدا في صيغةٍ صُوَرِيّةِ
402. ومَنْ عَرَفَ الأشكالَ مِثليَ لم يَشُبْ *** هُ شِرْكُ هُدىً ، في رَفعِ إشكالِ شُبهةِ
403. فذاتي باللَّذَّاتِ خَصَّتْ عَوالِمي *** بمَجْموعِها ، إمدادَ جَمْعٍ ، وعمَّتِ
404. وجادتْ ولا استعدادَ كسبٍ بفيضِها، *** وقبلَ التَّهَيّي للقبولِ استعدَّتِ
405. فبالنَّفسِ أشباحُ الوُجودِ تنعَّمتْ، *** وبالرُّوحِ أرواحُ الشُّهودِ تهنَّتِ
406. وحالُ شهودي ، بين ساعٍ لأفقِهِ، *** ولاحٍ مُراعٍ رفقهُ ، بالنَّصِيحةِ
407. شهيدٌ بحالي ، في السَّماعِ لجاذبي، *** قضاءُ مَقرِّي ، أو مَمَرُّ قضيَّتي
408. ويُثبِتُ نفيَ ، الإلتِباسِ ، تطابُقُ ال *** مِثالَينِ بالخمسِ الحواسِ المُبَينةِ
409. وبين يَدَيْ مرْمايَ ، دونَكَ سِرَّ ما *** تلقَّتهُ منها النَّفسُ ، سِرّاً فألقَتِ
410. إذا لاحَ معنى الحسنِ في أيِّ صورةٍ، *** وناحَ مُعَنَّى الحزنِ في أيِّ سورةِ
411. يُشاهِدُها فكرِي بطرْفِ تخيُّلي، *** ويَسْمَعُها ذِكرى بمسمَعِ فِطنتي
412. ويُحضِرُها للنَّفسِ وَهْمي ، تصوُّراً، ***فيحسبُها ، في الحِسِّ ، فَهمي ، نديمتي
413. فأعجبُ من سُكري بغيرِ مُدامةٍ، *** وأطربُ في سرِّي، ومِني طربتي
414. فيرقصُ قلبي ، وارتعاشُ مَفاصِلي *** يُصَفِّقُ كالشَّادي ، وروحيَ قينتي
415. وما برحَتْ نفسي تقوَّتُ بالمُنى، *** وتمحو القوى بالضُّعف ، حتى تقوَّتِ
416. هناك وَجَدتُ الكائناتِ تحالفتْ، *** على أنَّها ، والعونُ مني ، مُعينتي
417. ليجمَعَ شملي كلُّ جارحةٍ بها، *** ويَشمَلَ جَمعي كلُّ مَنبتِ شعْرَةِ
418. ويخلعُ فينا ، بيننا ، لُبسَ بيننا، *** على أنَّني لم أُلفِهِ غيرَ ألفةِ
419. تنبَّهْ لنقلٍ الحسِّ للنَّفسِ ، راغباً *** عن الدَّرسِ ، ما أبْدَتْ بوَحي البديهَةِ
420. لِروحي يُهدي ذِكرُها الرَّوْحَ ، كلَّما *** سَرَتْ سَحَراً مِنها شمالٌ ، وهبَّتِ
421. ويَلتذ ُّإن هاجَتهُ سَمعيَ ، بالضُّحى *** على وَرَقٍ وُرْقٌ ، شدَتْ ، وتغنَّتِ
422. ويَنعَمُ طرْفي إن رَوَتهُ ، عَشيَّةً، *** لإنسانهِ عنها بُروقٌ ، وأهْدَتِ
423. ويَمْنحُهُ ذوقي ولَمْسِيَ أكؤسَ ال *** شَّرابِ ، إذا ليلاً ، عَليَّ أُديرَتِ
424. ويوحيهِ قلبي للجَوَانِحِ ، باطناً، *** بظاهرِ ما ، رُسْلُ الجَوارحِ ، أدَّتِ
425. ويُحضِرُني في الجمعِ مَن باسمِها شدا، *** فأَشهَدُها ، عندَ السِّماعِ ، بجُملتي
426. فينحو سماءَ النَّفحِ روحي ، ومظهري ال *** مُسوِّي بها ، يحْنو لأترابِ تربتي
427. فمنيَ مجذوبٌ إليها وجاذبٌ *** إليهِ ، ونزعُ النزعِ في كلِّ جَذبَةِ
428. وما ذاكَ إلاَّ أنَّ نفسي تذكَّرتْ *** حقيقتَهَا ، مِنْ نفسِهَا ، حينَ أوحتِ
429. فحنَّتْ لتجريدِ الخطابِ ببرزخِ ال *** ترابِ ، وكلٌّ آخِذٌ بأزِمَّتي
430. ويُنبيكَ عن شأني الوليدُ ، وإن نشَا *** بليداً ، بإلهامٍ كوَحيٍ وفِطنةِ
431. إذا أنَّ من شدِّ القماطِ ، وحنَّ ، في *** نشاطٍ ، إلى تفريجِ إفراطِ كُربةِ
432. يُناغَى ، فيُلغي كلَّ كَلٍّ أصابَهُ، *** ويُصغي لمَنْ ناغاهُ ، كالمُتنصِّتِ
433. ويُنسيهِ مُرَّ الخَطبِ حُلوُ خِطابهِ، *** ويُذكِرهُ نجْوَى عُهودٍ قديمةِ
434. ويُعربُ عن حالِ السَّماعِ بحالِهِ، *** فيثبتُ ، للرَّقصِ ، انتفاءَ النَّقيصةِ
435. إذا هامَ شوقاً بالمُناغي ، وهَمَّ أنْ *** يطيرَ إلى أوطانهِ الأوّلِيّةِ
436. يُسكَّنُ بالَّتحريكِ ، وهوَ بمهدهِ *** إذا ، ما لهُ أيدي مُرَبِّيهِ ، هَزَّتِ
437. وجدتُ بوجدٍ ، آخِذي ، عند ذكرِها *** بتحبيرِ تالٍ ، أو بألحانِ صيِّتِ
438. كما يَجدُ المكروبُ في نزعِ نفسهِ *** إذا ، ما لهُ رُسلُ المَنايا ، توفَّتِ
439. فواجدُ كربٍ في سياقٍ لفرقةٍ *** كمَكرُوبِ وَجْدٍ لاشتياقٍ لرُفقةِ
440. فذا نفسُهُ رَقَّتْ إلى ما بدتْ بهِ، *** وروحي ترَقَّتْ للمبادي العَلِيَّةِ
441. وبابُ تخطِّيَّ اتَّصالي ، بحيثُ لا *** حجابَ وِصالٍ عنهُ ، روحي ترَقَّتِ
442. على أثري مَن كانَ يُؤثِرُ قصدَهُ، *** كمِثليَ ، فليَرْكَبْ لهُ صِدْقَ عَزمَةِ
443. وكم لُجَّةٍ قد خُضتُ قبلَ ولوجهِ، *** فقيرُ الغِنى ما بُلَّ منها بنغبةِ
444. بمرآةِ قولي ، إن عزمتَ ، أريكَهُ، *** فأصغِ لِما أُلقي بسَمْعِ بَصِيرَةِ
445. لفظتُ من الأقوالِ لفظيَ ، عِبرَةً، *** وحَظي ، من الأفعالِ ، في كلِّ فعلَةِ
446. ولَحظي على الأعمالِ ، حُسنَ ثوابها، *** وحِفظيَ للأحوالِ ، من شَينِ رِيبةِ
447. ووَعظي بصِدْقِ القصدِ إلقاءَ مخلِصٍ، *** ولَفظي اعتبارَ اللَّفظِ في كلِّ قِسمةِ
448. وقلبي بَيْتٌ فيه أسكنُ ، دونَُه *** ظُهُورُ صِفاتي عنهُ من حُجُبيَّتي
449. ومنها يَميني ، فيَّ رُكنٌ مُقبَّلٌ، *** ومن قِبلَتي ، للحُكمِ ، في فيَّ قُبلتي
450. وحَوْليَ بالمَعنى طَوافي ، حقيقةً، *** وسَعيي لوَجهي ، من صَفائي لمَرْوَتي
451. وفي حَرَمٍ من باطني أمنُ ظاهري، *** ومِنْ حَوْلِهِ يُخشى تخطّفُ جيرَتي
452. ونفسي بصومي عنْ سوايَ ، تفرُّداً، *** زكَت ، وبفضلِ الفيضِ عنيَ زكَّتِ
453. وشفعُ وُجوديَ في شُهوديَ ، ظلَّ في اتِّ *** حاديَ ، وِتراً ، في تيقّظِ غفوتي
454. وإسراءُ سرِّي ، عن خصوصِ حقيقةٍ *** إليَّ ، كسَيري في عُمومِ الشَّريعةِ
455. ولمْ ألهُ بالَّلاهوتِ عن حكمِ مظهري، *** ولمْ أنسَ بالنَّاسوتِ مظهرَ حِكمتي
456. فعنِّي ، على النَّفسِ ، العقودُ تحكَّمتْ، *** ومني على الحِسَّ ، الحدودُ أُقيمتِ
457. وقد جاءني مني رسولٌ ، عليهِ ما *** عَنِتُّ ، عزيزٌ بي ، حريصٌ لرأفةِ
458. فحكميَ من نفسي عليها قضيتهُ، *** ولمَّا تولَّتْ أمرها ما تولَّتِ
459. ومن عهد عهدي ، قبلَ عصرِ عناصري، *** إلى دارِ بَعثٍ ، قبلَ إنذارِ بَعثةِ
460. إليَّ رسولاً كنتُ مني مُرسَلاً، *** وذاتي ، بآياتي عليَّ ، استدلّتِ
461. ولما نقلتُ النّفسَ من مِلكِ أرضِها، *** بحكمِ الشَّرا منها ، إلى مُلكِ جَنّةِ
462. وقد جاهدَتْ ، واستُشهدتْ في سبيلها، ***وفازَتْ ببشرى بيعِها ، حينَ أوفتِ
463. سَمتْ بي لِجَمعي عن خلودِ سمائها، *** ولم أرضَ أخلادي لأرضِ خليفتي
464. ولا فَلكٌ إلا ، ومن نورِ باطني، *** بهِ مَلكٌ يُهدى الهُدى بِمشيئتي
465. ولا قُطرَ إلاَّ حلَّ من فيضِ ظاهري *** بهِ قطرةٌ ، عنها السَّحائبُ سَحَّتِ
466. ومن مطلّعي ، النُّورُ البسيطُ ، كلمعةٍ، ***ومن مشرَعي ، البحرُ المحيطُ ، كقطرَةِ
467. فكلَّي لكُلِّي طالبٌ ، مُتوَجِّهٌ، *** وبعضي ، لبعضي ، جاذبٌ بالأعِنَّةِ
468. ومَن كانَ فوقَ التحتِ ، والفوقُ تحتهُ، *** إلى وَجههِ الهادي عَنتْ كلُّ وجهَةِ
469. فتحتُ الثّرى فوقُ الأثيرِ لرتقِ ما *** فتقتُ ، وفتقُ الرَّتقِ ظاهرُ سُنَّتي
470. ولا شُبهةٌ والجمعُ عينُ تيقُّنٍ، *** ولا جِهَةٌ ، والأينُ بينَ تشتتي
471. ولا عِدَّةٌ ، والعَدُّ كالحَدِّ قاطعٌ، *** ولا مُدَّةٌ ، والحدُّ شِرْكُ موَقِّتِ
472. ولا نِدَّ فى الدَّارين يقضي بنقضٍ ما *** بَنيتُ ، ويُمضي أمرُهُ حُكمَ إمرَتي
473. ولا ضِدَّ في الكوْنينِ ، والخلقُ ما تَرى، *** بهم للتَّساوي من تفاوتِ خِلقتي
474. ومنِّي بدا لي ما عليَّ لبستُهُ، *** وعنِّي البوادي بي إليَّ أُعيدَتِ
475. وفيَّ شَهِدْتُ السَّاجدينَ لمَظهري، *** فحقَّقتُ أنّي كُنتُ آدمَ سَجدَتي
476. وعَايَنتُ روحانيَّةَ الأرَضِينَ ، في *** مَلائِكِ علِّيِّينَ ، أكفاءَ رُتبَتي
477. ومِنْ أفقيَ الدّاني اجتدى رفقيَ الهُدى، *** ومن فرْقَى الثّاني بدا جَمعُ وحدتي
478. وفي صَعقِ دَكِّ الحِسِّ خرَّتْ ، إفاقةً *** ليَ ، النَّفسُ ، قبلَ التَّوبةِ الموسويَّةِ
479. فلا أينَ بَعدَ العينِ ، والسُّكرُ منهُ قدْ *** أفقتُ ، وعينُ الغينِ بالصَّحوِ أصْحَتِ
480. وآخرُ مَحْوٍ جاءَ ختميَ ، بعدهُ، *** كأوَّلِ صَحْوٍ ، لارْتِسَامٍ بعدَّةِ
481. وكيف دُخولي تحتَ مِلكي ، كأوليا *** ءِ مُلكي وأتباعي وحزبي وشيعتي
482. ومأخوذُ محْوِ الطَّمسِ ، مَحقاً ، وَزَنتُهُ *** بمَحْذوذِ صَحْوِ الحسِّ ، فرْقاً بكفَّةِ
483. فنقطةُ غينِ الغينِ ، عنْ صَحويَ ، انمحتْ ، ***ويَقظةُ عينِ العينِ ، محْويَ ، ألغتِ
484. وما فاقِدٌ بالصَّحوِ ، في المحوِ واجدٌ، *** لتلوينِهِ ، أهلاً ، لِتمكينِ زُلفةِ
485. تساوَى النشاوى والصُّحاةُ لِنعْتِهمْ، *** برَسْمِ حُضورٍ ، أو بوَسْمِ حَظيرَةِ
486. وليسوا بقوْمي مَنْ عليهم تعاقبتْ *** صِفاتُ التِباسٍ ، أو سِماتُ بقيَّةِ
487. ومَنْ لمْ يَرِثْ عنِّي الكمَالَِ ، فناقِصٌ، *** على عَقِبَيهِ ناكِصٌ في العُقوبَةِ
488. وما فيَّ ما يُفضى للبْس بقيَّةٍ، *** ولا فئَ لي يَقضي عليَّ بفيئةِ
489. وماذا عسَى يَلقَى جَنانٌ ، وما بهِ *** يفوهُ لِسانٌ ، بينَ وَحْيٍ وصِيغةِ
490. تعانقتِ الأطرافُ عنديَ ، وانطوى *** بساطُ السَّوي ، عدلاً ، بحُكمِ السَّويةِ
491. وعادَ وُجودي ، في فنا ثنويَّةِ ال *** وُجودِ ، شُهوداً في بَقا أحَدِيَّةِ
492. فما فوقَ طَوْرِ العَقلِ أوَّلُ فيضةٍ، *** كما تحتَ طُورِ النَّقلِ آخرُ ، قبضةِ
493. لذلكَ عن تفضيلهِ ، وهو أهْلهُ، *** نهانا ، على ذي النُّون ، خيرُ البَرِيَّةِ
494. أشرْتُ بماتُعطي العِبَارَةُ ، والَّذي *** تغطَّى فقدْ أوضحتُهُ بلطيفةِ
495. وليسَ ألستُ الأمسَ غيراً لمنْ غدا، *** وجُنحي غدا صُبحي ويوميَ ليلتي
496. وسِرُّ بَلَى للّهِ مرآةُ كشفِها، *** وإثباتُ معنى الجمعِ نفيُ المَعِيَّةِ
497. فلا ظُلَمٌ تغشَى ، ولا ظُلْمَ يُختشى، *** ونِعمةُ نوري أطفأتْ نارَ نِقمَتي
498. ولا وَقتَ إلاَّ حيثُ لا وقتَ حاسِبٌ ***وُجودَ وُجودي ، منْ حِسابِ الأهلَّةِ
499. ومَسجونُ حَصْرِ العَصْرِ لم يَرَ ما وَرَا *** ءَ سجينهِ ، في الجنَّةِ الأبديَّةِ
500. فبي دَارَتِ الأفلاكُ ، فاعجَبِ لِقطْبها ال *** مُحيطِ بها ، والقطبُ مَرْكزُ نقطةِ
501. ولا قُطْبَ قَبلي ، عن ثلاثٍ خَلفتُهُ، *** وقُطبِيَّةُ الأوتادِ عن بدليَّةِ
502. فلا تَعدُ خطِّي المُستقيمَ ، فإنَّ في ال *** زَّوايا خبَايا ، فانتهزْ خيرَ فُرصةِ
503. فعَنيَّ بَدا في الذَّرِّ فيَّ الوَلا ، ولي *** لِبانُ ثُدىِّ الجمعِ منّي دَرَّتِ
504. وأعجبُ ما فيها شهدتُ ، فراعني، ***ومنْ نفثِ روحِ القدسِ ، في الرَّوعِ ، رَوعتي
505. وقدْ أشهدَتني حُسنها ، فشُدِهتُ عنْ *** حِجايَ ، ولمْ أُثبِتْ حِلايَ لدَهشَتي
506. ذَهَلتُ بها عنِّي ، بحيثُ ظَننتُني *** سِوايَ ، ولمْ أقصِدْ سواءَ مَظنَّتي
507. ودَلّني فيها ذُهُولي ، فلمْ أُفِقْ *** عليَّ ولم أقْفُ التِماسي بظِنَّتي
508. فأصبحتُ فيها والِهاً لاهياً بها، *** ومَنْ وَلَّهتْ شُغلاً بها ، عَنهُ ألهَتِ
509. وعنْ شغلي عنِّي شُغِلتُ ، فلوْ بها *** قَضَيتُ ردًى ، ما كنتُ أدري بُنقلتي
510. ومِن مُلَحِ الوَجْدِ المُدلِّهِ في الهوى ، ال *** مُوَلِّهِ عَقلي ، سَبْيُ سَلْبٍ كغفلتي
511. أُسائِلُها عنِّي إذا ما لقيتُها، *** ومِن حَيثُ أهدَتْ لي هُدايَ أضَلَّتِ
512. وأطلُبُها منّي ، وعِنديَ لم تزلْ، *** عجبتُ لها بي كيفَ عنّي استجنَّتِ
513. وما زِلْتُ في نفسي بها متردِّداً *** لنَشوَةِ حِسِّي ، والمحاسِنُ خمْرَتي
514. أسافرُ عن عِلْمِ اليَقينِ لِعَيْنِهِ، *** إلى حقِّهِ ، حَيثُ الحَقيقةُ رِحْلتي
515. وأنشُدُني عنِّي ، لأُرْشدَني ، على *** لساني ، إلى مُسترْشدي عندَ نَشدَتي
516. وأسألني رَفْعي الحِجابَ بكَشفيَ ال *** نِّقابَ ، وبي كانتْ إليَّ وسيلتي
517. وأنظرُ في مِرآةِ حُسنيَ كي أرى *** جَمالَ وُجودي ، في شُهوديَ طَلعتي
518. فإنْ فُهتُ باسْمي أُصْغِ نحوي ، تشوُّقاً *** إلى مُسمِعي ذِكرِي بنُطقي ، وأُنصِتِ
519. وألصِقُ بالأحشاءِ كفِّي عَسايَ أنْ *** أُعانِقَهَا في وَضْعِهَا عندَ ضَمَّتي
520. وأهْفُو لأنْفاسي لعَلِّيَ واجِدي *** بها مُستَجيزاً أنَّها بيَ مَرَّتِ
521. إلى أنْ بَدا مِنِّي ، لِعَينيَ بارِقٌ، *** وبانَ سَنَى فجرى ، وبانتْ دُجنَّتي
522. هناكَ ، إلى ما أحجَمَ العَقلُ دونهُ *** وَصَلْتُ ، وبي منِّي اتِّصالي ووُصْلتي
523. فأسفَرْتُ بِشراً ، إذ بَلغتُ إليَّ عن *** يَقينِ ، يَقيني شدَّ رَحلٍ لِسَفرَتي
524. وأرشدتُني ، إذْ كنتُ عنِّي ناشدي *** إليَّ ، ونفسي بي عليَّ دَليلتي
525. وأستارُ لبْسِ الحِسِّ ، لمَّا كَشَفتُها، *** وكانتْ لها أسرارُ حُكميَ أرْخَتِ
526. رَفعتُ حجابَ النَّفسِ عنها بكَشفيَ ال ***نِّقابَ ، فكانتْ عنْ سؤاليَ مُجيبتي
527. وكنتُ جِلا مِرآةِ ذاتيَ مِن صَدا *** صِفاتي ، ومنِّي أحدِقَتْ بأشعَّةِ
528. وأشهدتُني إيَّايَ ، إذ لا سِوايَ ، في *** شهوديَ ، موجودٌ ، فيقضى بزحمةِ
529. وأسمعُني في ذكريَ اسميَ ذاكري، *** ونفسي بنفي الحسِّ أصغتْ وأسمَتِ
530. وعانقتُني ، لا بالتزامِ جَوارحي ال *** جوانِحَ ، لكنِّي اعتنقتُ هويَّتي
531. وأوجَدتُني روحي ، وروحُ تنفُّسي *** يُعطِّرُ أنفاسَ العبير المفتَّتِ
532. وعن شِرْكِ وَصْفِ الحسِّ كلِّي منزّهٌ، *** وفيَّ ، وقدْ وَحّدْتُ ذاتيَ ، نُزْهتي
533. ومَدْحُ صِفاتي في يُوفِّقُ مادِحي *** لحَمْدي ، ومَدْحي بالصِّفاتِ مذمّتي
534. فشاهِدُ وصْفي بي جليسي ، وشاهدي *** بهِ ، لاحتِجابي ، لن يَحِلَّ بحِلَّتي
535. وبي ذِكرُ أسمائي تيقُّظُ رؤيةٍ، *** وذِكرِي بها رُؤيا توسُّنِ هجعتي
536. كذاكَ بفعلي عارفي بيَ جاهلٌ، *** وعارِفُهُ بي عارِفٌ بالحقيقةِ
537. فخذْ علمَ أعلامِ الصِّفاتِ بظاهرِ ال *** مَعالمِ ، من نفسٍ بذاكَ عليمةِ
538. وفَهْمُ أسامي الذَّاتِ عنها بباطنِ ال *** عَوالمِ ، من روحٍ بذاكِ مُشيرةِ
539. ظهورُ صِفاتي عن أسامي جَوارحي *** مَجازاً بها للحكمِ ، نفسي تَسَمَّتِ
540. رُقُومُ عُلومٍ في سُتًور هياكلٍ، *** على ما وراءَ الحسِّ في النَّفسِ وَرَّتِ
541. وأسماءُ ذاتي عن صِفاتِ جوانحي، *** جَوازً الأسرارٍ بها ، الرُّوحُ سُرَّتِ
542. رموزُ كنوزٍ عنْ معاني إشارةٍ، *** بمكنونِ ما تُخفي السَّرائرُ حُفَّت
543. وآثارها في العالمينَ بعِلْمِها، *** وعنها بها الأكوانُ غيرُ غنيَّةِ
544. وُجودُ اقتِنا ذِكرِ بأيْدِ تحَكُّمٍ، *** شُهودُ اجتِنا شُكرٍ بأيْدٍ عَميمةِ
545. مظاهرُ لي فيها بدَوْتُ ولم أكنْ *** عليّ بخافٍ ، قبلَ موطنِ بَرزتي
546. فلفظٌ ، وكلي بي لِسانٌ مُحدِّثُ، *** ولجظٌ ، وكلِّي فيَّ عَينٌ لِعَبرَتي
547. وسمعٌ ، وكلِّي بالنَّدى أسمعُ النِّدا، *** وكلّيَ في ردِّ الرِّدى يَدُ قوَّةِ
548. معاني صِفاتٍ ما وَرا اللَّبسِ أثبَتتْ، *** وأسماءُ ذاتٍ ، ما رَوى الحسُّ بثَّتِ
549. فتصْرِفُها مِنْ حافِظِ العَهْدِ أوَّلاً، *** بنفسٍ ، عليها بالوَلاءِ حفيظةِ
550. شوادي مُباهاةٍ ، هوادي تنبُّهٍ، *** بوادي فُكاهاتٍ ، غوادي رجيَّةِ
551. وتوقيفُها منْ مَوثِقِ العَهدِ آخراً، *** بنفسٍ ، على عِزِّ الإباءِ ، أبيَّةِ
552. جواهرُ أنباءٍ ، زواهرُ وُصْلةٍ، *** طواهرُ أبناءٍ ، قواهرُ صَولةِ
553. وتعرِفُها مِنْ قاصِدِ الحَزْمِ ، ظاهراً، *** سَجيَّةُ نفسٍ ، بالوجودِ ، سخيَّةِ
554. مَثاني مُناجاةٍ ، معاني نَباهَةٍ، *** مَغاني مُحاجاةٍ ، مَباني قضيَّةِ
555. وتشريفُها مِنْ صادِقِ العزمِ ، باطناً، *** إنابَةُ نفسٍ ، بالشهودِ رضيَّةِ
556. نجائبُ آياتٍ ، غرائِبُ نُزهَةٍ، *** رغائبُ غاياتٍ ، كتائبُ نجْدَةِ
557. فلّلبس منها بالتَّعلُّقِ في مقا *** مِ الإسلامِ ، عنْ أحكامهِ الحكميَّةِ
558. عقائقُ إحكامٍ ، دقائقُ حِكمَةٍ، *** حقائقُ أحكامٍ ، رقائقُ بَسطةِ
559. وللحِسِّ منها بالتّحقُّقِ في مقا *** مِ الإيمانِ ، عنْ أعلامهِ العَمليّةِ
560. صوامعُ أذكارٍ ، لوامعُ فكرةٍ، *** جوامعُ آثارٍ ، قوامعُ عزةِ
561. وللنَّفسِ منها بالتَّخلُّقِ في مقا *** مِ الاحسانِ ، عنْ أنبائهِ النبويَّةِ
562. لطائفُ أخبارٍ ، وظائفُ منحةٍ، *** صحائفُ أخبارٍ ، خلائفُ حِسبةِ
563. وللجمعِ مِنْ مَبْدا ، كأنَّكَ وانتهى، *** فإنْ لمْ تكنْ عنْ آيةِ النّظريَّةِ
564. غُيُوثُ انفِعالاتٍ ، بُعوثُ تنزُّهٍ، *** حُدوثُ اتِّصالاتٍ ، لُيوثُ كتيبَةِ
565. فمرجعُها للحِسِّ في عالمِ الشَّها *** دةِ المُجتدى ، ما النَّفسُ منِّي أحسَّتِ
566. فصولُ عِباراتِ ، وُصولُ تحيَّةٍ، *** حُصولُ إشاراتٍ ، أصولُ عطيَّةِ
567. ومَطلِعُها في عالمِ الغيْبِ ما وَجَدْ *** تُ مِنْ نِعَمٍ منِّي ، عليّ استجدَّتِ
568. بشائِرُ إقرارٍ ، بَصائِرُ عِبرَةٍ، *** سرائرُ آثارٍ ، ذخائِرُ دعْوَةِ
569. ومَوضِعُها في عالمِ المَلَكوتِ ما *** خُصِصْتُ منَ الإسرَا بهِ دونَ أسرَتي
570. مدارسُ تنزيلٍ ، مَحارِسُ غبطةٍ، *** مَغارِسُ تأويلٍ ، فوَارِسُ مِنعَةِ
571. وموقِعُها في عالمِ الجبَروتِ مِنْ *** مشارِقِ فتحٍ ، للبَصائِرِ مُبْهِتِ
572. أرائِكُ توحيدٍ ، مدارِكُ زُلْفةٍ، *** مسالِكُ تمجيدٍ ، ملائِكُ نُصْرَةٍ
573. ومنبَعُها بالفيضِ ، في كلِّ عالمٍ، *** لِفاقَةِ نفسٍ ، بالإفاقةِ أثْرَتِ
574. فوائدُ إلهامٍ ، روائِدُ نِعمَةٍ، *** عوائِدُ إنْعامٍ ، موائِدُ نِعمَةِ
575. ويجري بما تُعطي الطَّريقةُ سائري، *** على نهجِ ما منِّي ، الحقيقةُ أعطتِ
576. ولما شَعَبْتُ الصَّدعَ ،و التأمَتْ فُطو *** رُ شَملٍ بفَرْقِ الوَصْفِ ، غيرِ مُشتَّتِ
577. ولمْ يَبقَ ما بيني وبينَ توَثُّقي *** بإيناسِ وُدِّي ، ما يُؤدّي لِوَحْشةِ
578. تحقَّقتْ أنَّا ، في الحقيقةِ ، واحدٌ، *** وأثبتَ صَْحوُ الجَمعِ مَحْوَ التّشتُّتِ
579. وكُلِّي لِسانٌ ناظرٌ مسمعٌ يدٌ *** لنطقٍ ، وإدراكٍ ، وسَمعٍ ، وبَطشةِ
580. فعينيَ ناجَتْ ، والِّلسانُ مُشاهِدٌ، *** ويَنطقُ منِّي السَّمعُ ، واليَدُ أصْغتِ
581. وسَمعيَ عَينٌ تجتَلي كلَّ ما بدا، *** وعَينيَ سَمعٌ ، إنْ شدا القومُ تُنصِتِ
582. ومِنِّيَ ، عنْ أيدٍ ، لِساني يَدٌ ، كما *** يَدي لي لسانٌ في خطابي وخطبتي
583. كذاكَ يَدي عَينٌ ترَى كلَّ ما بَدا، *** وعَينيَ يَدٌ مَبسوطةٌ عِندَ بَسطتي
584. وسَمعي لِسانٌ في مُخاطبتي ، كذا *** لِسانيَ ، في إصغائِهِ ، سَمْعُ مُنصِتِ
585. وللشَّمِ أحكامُ اطّرادِ القياس في اتِّ *** حادِ صِفاتي ، أوْ بعَكسِ القضيَّةِ
586. وما فيَّ عضوٌ خُصَّ منْ دونِ غيرهِ، *** بتعيينِ وَصْفٍ مثلَ عَينِ البَصِيرَةِ
587. ومِنِّي ، على أفرادِها ، كلُّ ذرَّةٍ، *** جوامِعَ أفعالِ الجوارحِ أحْصَتِ
588. يُناجي ويُصغي عنْ شُهودِ مُصرَّفٍ، *** بمجموعِهِ في الحالِ عنْ يَدِ قُدرَةِ
589. فأتلُو عُلومَ العالِمينَ بلفظةٍ، *** وأجْلو علىَّ العالمينَ بلحْظةِ
590. وأسْمَعُ أصواتَ الدُّعاةِ وسائرَ ال *** لُّغاتِ بوَقتٍ ، دونَ مِقدارِ لمحةِ
591. وأحْضِرُ ما قدْ عَزَّ للبُعدِ حَمْلهُ، *** ولمْ يَرْتدِدْ طرفي إليَّ بغمضةِ
592. وأنشَقُ أرواحَ الجِنانِ وعَرْفَ ما *** يُصافحُ أذيالَ الرّياحِ بنَسمَةِ
593. واستعرِض الأفاقَ نحوي بخطرَةٍ، *** واخترقُ السَّبعَ الطَّباقَ بخطوةِ
594. وأشباحُ منْ لمْ تبقَ فيهمْ بقيَّةٌ *** لجمعيَ ، كالأرواحِ حفَّتْ فخفَّتِ
595. فمنْ قالَ ، أوْ مَنْ طالَ ، أو صالَ ، إنَّما *** يمُتُّ بإمدادي لهُ برقيقةِ
596. وما سارَ فوقَ الماءِ ، أوْ طارَ في الهوا، *** أو اقتحمَ النِّيرانَ ، إلاَّ بهمّتي
597. وعنِّي مَنْ أمْدَدْتهُ برقيقةٍ، *** تَصَرَّفَ عنْ مَجموعِهِ في دقيقةِ
598. وفي ساعةٍ ، أوْ دونَ ذلكَ ، مَنْ تلا *** بمجموعِهِ جَمعي تلا ألفَ ختمَةِ
599. ومِنِّي ، لوْ قامتْ ، بمَيْتٍ ، لطيفةٌ *** لرُدَّتْ إليهِ نفسُهُ ، وأعيدَتِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrefaee.ahlamontada.com
 
التائيه ابن الفارض 3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ابن الفارض التائيه 2
» عمر بن الفارض... سلطان العاشقين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منى الفخرانى :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: