منى الفخرانى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منى الفخرانى

روحانيات وتصوف اسلامى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في أصول الطريقة الرفاعية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 798
تاريخ التسجيل : 30/03/2013

في أصول الطريقة الرفاعية Empty
مُساهمةموضوع: في أصول الطريقة الرفاعية   في أصول الطريقة الرفاعية Emptyالسبت سبتمبر 14, 2013 5:30 pm

القواعد المرعيـة
في أصول الطريقة الرفاعية
لا يخفى أنه قد اصطلح أعيان أهل الطريقة الرفاعية على قواعد وآداب مأخوذة من صاحب هذه الطريقة العلية ، وذلك أنهم رضي الله عنهم يأمرون الطالب – إذا وفد عليهم لأخذ الطريقة – بالوضوء وصلاة ركعتين لله تعالى بنية التوبة والإنابة إليه سبحانه . وبعد ذلك يجلس المرشد على السجادة مستقبلاً القبلة جاثياً على ركبته بالأدب والخشوع ، ويجلس الطالب أمامه لاصقاً ركبتيه بركبتيه .

فيقرأ الفاتحة ثلاثاً ، ويأخذ المريد بيده ويقرأ قوله تعالى : ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيما ) ، ( ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ) .

ثم يقول للمريد قل : أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، تبت لله ورجعت الى الله ونهيت نفسي عما نهى الله ورضيتك شيخاً لي ومرشداً بطريقة إمام الأصفياء وسلطان الأولياء الغوث الأكبر والكبريت الأحمر لاثم يد النبي الأطهر الخاشع الخاضع الداعي سيدنا ومولانا السيد أحمد محيي الدين أبي العباس الكبير الحسيني الرفاعي رضي الله عنه وبطريقة ولده القطب الفرد الجامع الجواد سيدنا أحمد عزالدين الشهير بالصياد رضي الله عنه ، وهذا الطريق طريقي والمنهج منهجي ، والأخوان إخواني ، والطاعة تجمعنا ، والمعصية تحول بيننا ، والعهد عهد الله واليد يد سيدنا رسول الله ، والبيعة بيعة شيخنا وسيدنا السيد أحمد أبي العلمين الحسيني الرفاعي الكبير رضي الله عنه والله على ما نقول وكيل .

كل هذا والمريد يقول بعده هذه الكلمات مُخاطباً بها له أعني المُرشد وبعدها يقول له المرشد : وأنا أقمتك مريداً بهذه الطريقة العلية وعلى هذا العهد المبارك بايعنا الله، ثم يقول له : قُم مريداً في هذه الطريقة العلية واجلس كذلك فيقوم المريد لإشارته هذه يجلس.

( قال العارفون ) وفي ذلك إشارة إلى أنه بايع الله تعالى على القيام والقعود على العهد . فإذا جلس يقول له المرشد أوصيك بتقوى الله ثم يقول له : اسمع مني كلمة التوحيد وطريقة التلقين تتلقنها مني كما تلقنتها من أشياخي بالسند الصحيح إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحينئذ يغمض المرشد عينيه ويقول: لا إله إلا الله ثلاثاً ماداً بها صوته بأول الكلمة المباركة من كتفه اليمنى ويُمِرُّ حبل المد الشريف من جهة الروح ومحلها تحت الثدي الأيمن بإصبعين حتى يُقِرُّها لفظةَ الجلالة في القلب ومحله تحت الثدي الأيسر بإصبعين يقولها مخلصاً مُتجرداً من الأغيار، قامعاً بها علائق الأكوان وبعده يقولها المريد بطريقة التلقن كذلك ثلاثا، فإذا أتمها ، وضع المرشد جبهته على جبهته ويده على صدره ودعا له بالتوفيق والإخلاص والبركة وبما يفتح الله به عليه من دعاء الخير ويختم دعاءه بالفاتحة .

وبعد ذلك يقوم ومعه المريد يتوجه كلاهما إلى القبلة ويقولان: الصلاة والسلام عليك يا رسول الله ، الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله، الصلاة والسلام عليك يا وسيلتنا إلى الله، الصلاة والسلام عليك يا أول خلق الله وخاتم رسل الله، الصلاة والسلام عليكم يا أنبياء الله أجمعين. ويختم المرشد ذلك بالفاتحة للنبي صلى الله عليه وسلم ولأخوانه النبيين والمرسلين وآل كل وصحب كل أجمعين . وللإمام القطب الغوث الأعظم السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه ولأولاده وأسباطه وخلفائهم وللأولياء أجمعين ولكل المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ويدعو الله بما تيسر.

( فائدة ) هذه القاعدة أعني قاعدة المبايعة ترجع إلى أصلين عظيمين من الكتاب والسنة، قال تعالى في الكتاب العزيز لنبيه سيد المخلوقين صلى الله عليه وسلم : (إن الذين يبايعونك إنما
يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيما) وغير ذلك من الآيات الكريمة المصرحة بهذا الشأن وقال سيدنا عبادة ابن الصامت رضي الله عنه : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره ونقول الحق حيث كنا ولا نخاف في الله لومة لائم وغير ذلك من الاخبار الصحيحة والآثار الصريحة المعلنة بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبايع أصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

( وأما تلقين الذكر ) فقد صح أن عليّاً رضي الله عنه وكرم الله وجهه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله كيف أذكر؟ فقال عليه الصلاة والسلام (أغمض عينيك واسمع مني ثلاث مرات ثم قل أنت ثلاث مرات وأنا أسمع) فقال صلى الله عليه وسلم لا إله إلا الله ثلاث مرات مغمضاً عينيه رافعاً صوته وعلي رضي الله عنه يسمع .

قال سيدنا الإمام الرفاعي رضي الله عنه – في (البرهان المؤيد) – بعد ذكر هذا الحديث الشريف وعلى هذا تسلسل أمر القوم وصح توحيدهم انتهى



سلوك هذه الطريقة أساسه الأدب وصحة الصحبة ، والصحبة عند رجال هذه الطريقة أول الآداب . وهي خدمة المرشد لتنطبع طباع المرشد بطباع المريد فتحسن أخلاقه وينقلب من كل خُلُقٍ سيء إلى كل خلق حسن ولينسلخ من الدعوى والغرور والتعزز بالطريق والشطح والخوض بالأقاويل الفاسدة المكفرة التي اعتادها جماعة من أهل الزيغ كالقول بالوحدة وكنسبة تأثير الفعل إلى المخلوق، وليخرج المريد من ورطة الكسل إلى ساحة النشاط بصالح العمل وليعمل بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وليسلك طريق السلف الصالح دائراً مع الحق ما دار منصرفاً عن الأغيار منطمساً عن الآثار فيصير قريباً من أهل الحق بعيداً من أهل الباطل منسلخاً عن العوالم لا تأخذه في الله لومة لائم فهنالك أعني عند ظهور هذه العلامات عليه يأمره المرشد بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن أول أوراد السادة الرفاعية التي يعطونها للمريد إنما هي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والعدد بنسبة استعداد المريد ثم يُلحقون له بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الاستغفار ( ونصه ونصها ) اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أستغفر الله العظيم وأتوب إليه والعدد بنسبة استعداد المريد أيضا وبعد الاستغفار الذكر ( ونصه ) لا إله إلا الله . والعدد كذلك بنسبة استعداد ويكون أقل العدد في كل من الصلاة والاستغفار والذكر عشرين مرة بعد كل صلاة، فإذا طاب للمريد الذكر يزيد له المرشد العدد بالحكمة المناسبة لحاله وتمكنه وفي أثناء السلوك يعالجه بالرياضة إذا مست الحاجة إليها وبالسياسة والتجرد والخلوة والسهر والتهجد والخدمة الشاقة على النفس والصدقات كل ذلك إذا مست الحاجة إليه ويُعَرِّفَهُ أن عقبات الطريق عند السادة الرفاعية ثلاثة:

( الأولى) حب الشيخ بالانقطاع إليه عن غيره لتصح الصحبة ويكمل الانقياد ويتم الاعتقاد ولتنقلع ألفة القواطع من قلب المريد فيكون متبعاً لشيخه مُنقاداً له عاملاً بعمله قائلاً بقوله مسلَّماً له فيما يُرضي اللهَ ورسولَه صلى الله عليه وسلم ولا يقدم عليه بقلبه ولسانه أحداً من رجال العصر وإلا فالذي لا يرى الأكملية لشيخه تنحط همته عن إعظامه وحُسْنِ اتِّباعه فلا يزدادُ في الطريق إلا انقطاعاً وذلك لأن جمعية القلب تتشتت عن الشيخ وتنصرف مع الخواطر حيث شاءت وهذا هو الانقطاع في الطريق . وبهذا يتحقق بصاحب الطريق الغوث الأكبر الإمام السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه.

( والثانية ) استغراق القلب واللسان بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم والتمسك الصحيح بشريعته وأحكام سنته الطاهرة حتى يشهده عليه الصلاة والسلام في كل زمان ومكان بحيث إذا تقهقه في البر الأقفر وحده لحال لا تلائم الشريعة المطهرة يستحي من صاحب الشريعة عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.

( فائدة ) وقد استحسن العارفون الأئمة من أعيان رجال هذه الطريقة الرفاعية القويمة أن يقرأ السالك بعد رواتبه التي لا بد منها حزب التحفة السنية الرفاعية مع حسن الرابطة وملاحظة المعاني والأدب الأكمل مع سر الوجود صلى الله عليه وسلم، وقالوا أن التحفة المباركة المذكورة من أعظم أسباب الفتح للسالك ومن أقرب أبواب القبول ومن الحبال الإلهية الناهضة بالمريد إلى المراد والمقصود بإذن الله تعالى وسأذكرها لك أيها المحب بنصها فإن شيخنا إمام الرجال وكعبة أهل الحال السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه أحسن بها السبط القطب الفرد الوارث المحمدي الجامع محيي الدين أبي اسحق السيد إبراهيم الأعزب رضي الله عنه وأمره بقراءتها وأن يعلِّمها للأخوان وهي من غرائب الأسرار الجليلة ومن تُحف الغيب النفيسة جامعة للبركات عظيمة الفتح لمن وفقه الله، وقد جرب أهل الإخلاص قراءتها لحل العقد ولدفع النوائب وتفريج الكرب وحصول نفحات الحق وها هي كما أتحف بها سبطه رضي الله عنهما .
راتب التحفة الشريفة [/align]

تقرأ فاتحة الكتاب مرة، وتستغفر الله ثلاثا، وتذكرُ الله بلا إله إلا الله مائة مرة، وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم عشر مرات وتقرأ سورة الضحى ثلاثا، وسورة ألم نشرح لك صدرك ثلاثاً، والإخلاص والمعوذتين والفاتحة ثلاثاً ثلاثا، ثم تقرأ بسم الله الرحمن الرحيم تسعة عشر مرة . ثم تقول، بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم فارج الهم كاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، أنت ترحمني فارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك، يا أرحم الراحمين ثلاثا، اللهم أني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكِبَر، وفتنة الدنيا وعذاب القبر ثلاثاً، رب ادخلني مُدخَلَ صِدقٍ وأخرجني مُخرَج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيرا، اللهم إني أسألك بأسمائك الكريمة وصفاتك العظيمة وبكلماتك التامات كلها وبآلائك وأسرارك وأنبيائك وأنصارك وبنبيك وعبدك ورسولك سيد أهل حضراتك، وعين أرباب معرفتك سيدنا محمد حبيبك الذي فتقت به رتق المواد السابقة الأصلية وأقمت به دعائم المواد اللاحقة الفرعية علة الأجزاء الحادثات سببا، ودائرة النكات المنبجسة من عالم الإبداع إحاطةً وعددا، ومنتهى الموارد المتشعبة من ساحل بحر الإيجاد مددا، طريق سبيل التجليات الساري في المظاهر والمباطن، ونقطة الجمع المحيطة بكل فرق ظاهر وباطن ، حامل لواء ( وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم ) صاحب منشور (قل إنني هداني ربي إلى صراطٍ مستقيم )، ارزقنا اللهم منك طول الصحبة، وكرامة الخدمة، ولذة شكر النعمة، وحفظ الحرمة ودوام المراقبة ونور الطاعة واجتناب المعصية وحلاوة المناجاة وبركة المغفرة وصِدق الجِنان وحقيقة التوكل وصفاء الود ووفاء العهد واعتقاد الفضل وبلوغ الأمل وحُسْنَ الخاتمة بصالح العمل وشرف الستر وعزة الصبر وفخر الوقاية وسعادة الرعاية وجمال الوصلة والأمن من القطيعة والرحمة الشاملة والعناية الكاملة إنك على كل شيء قدير . اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنةً فاقبضني إليك غير مفتون، ( ربنا آتنا من لدنك رحمةً وهيىء لنا من أمرنا رشدا ) ثلاثاً، (الله لطيفٌ بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز )، يا كافي المهمات يا رب الأرض والسموات، أسألك بالحقيقة الجامعة المحمدية وبما انطوى في مضمونها من عظائم الأسرار الربانية، بالميم الممتد الى بحبوحةِ ( مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخٌ لا يبغيان )، مادة المظاهر الطالعة والمشارق اللامعة، مُحَيَّا الحكمةِ المقبولة، مدار الشريعة المنقولة، ميزاب الفيوضات الهاطلة، منبع العوارف المتواصلة، ماهية المعرفة المطلوبة، ميزان الطريقة المرغوبة، منتهى الحقيقة المحبوبة، محراب جامع البداية الإبداعية، منبر بيت النهاية الإمكانية . وأسألك اللهم بحاء الحُسْن الأعمّ والحمد الأتمّ، حدّ النهايات الصاعدة في أدراج السمو الملكوتي، حيطة الغايات المنقلبة على بساط الإحسان الرحموتي، حبل إحاطة معاني (حمعسق)، حَمَلَةِ دولة التصريف الذي أُفرغ على النونِ من طريق الكاف، حرف العبدية الخاصة المُضمرة في عالم (حم)، حالة المحبوبية المطرزة بِعِلْمِ (ألم)، وأسألك اللهم بميم المدد المعقود على مُجمل أسرار الوجود، مُدّة الأزل السالمة من شوائب النقصان، مُدّة الأبد الثابتةِ بالوهب القديم إلى آخر الدوران ، معنى وصف القدم في ثوب العدم، مرجع مظاهر العدم في عالم القِدَم، مفتاح كنز الفرق بين العبوديةِ والربوبية، مصباح التجرد عن ملابسات الإغماض بالكلية، منار الإخلاص المُتحقق بأكرم آداب المخلوقية، مولى كل ذَرَّةٍ كونية في دائرةٍ ربانية، منصة التجليات الصمدانية في حظائر التعيُّنِ الأول، مجموع التدليات الإحسانية في ساحة رفرف الإفاضة الأطول. وأسألك اللهم بدال الدنو الأقرب الذي لا ينفصل عن حضرة الإحسان، دولة الإعانة المشتمل، مَقَامُ سلطانها على جميع نفائس العرفان، دائرة البرهان الكليّ المترجَم في صُحُف الإيناس، دُرَّة الكيان النوعيّ المتوَّج بتاج ( واللهُ يعصمُكَ من الناس )، اغمسنا في أحواض سواقي مساقي بِرِّكَ ورحمتك، وقيِّدنا بقيود السلامة والحماية عن الوقوع في معصيتك. طهِّر اللهم قلوبنا من المعارضات وزكِّ أعمالنا من الفيوضات والشبهات، وألهمنا خدمتك في جميع الأوقات ونوِّر قلوبنا بأنوار المكاشفات، وزيِّن ظواهرنا بأنواع العبادات وسيِّر أفكارنا وأفهامنا وعقولنا في ملكوت الأرض والسموات، واجعلنا ممن يرضى بالمقدور، ولا يميل إلى دار الغرور، ويتوكل عليك في جميع الأمور، ويستعين بك في نكبات الدهور . ارزقنا اللهم لذةَ النظرِ إلى وجهك الكريم، يا عليُّ يا عظيم يا عزيز يا كريم يا رحمن يا رحيم يا مُنعِم يا متفضل يا من لا إله إلا هو يا حي يا قيوم، أفِض علينا سراً من أسرارك يزيدنا تولُّهاً إليك واستغراقاً في محبتك ولُطفاً جليّاً وخفيّاً ورزقاً طيباً هنيئاً ومريّاً وقوةً في الإيمان واليقين وصلابةً في الحق والدين، وعزاً بك يدوم ويتخلد، وشرفاً يبقى ويتأبد، لا يخالط تكبراً ولا عتوّاً ولا إرادةَ فسادٍ في الأرض ولا عُلُوَّا، اطمس اللهم جمرة الأنانية من أنفسنا بسيل سحاب التقوى، وخَلِّص أوهامنا من خيال الحَول والقوة والغرور والدعوى، ألزِمنا كلمة التقوى واجعلنا أهلها، وأعِذنا من المخالفات بواقيةِ شرعتك واجعلنا محلها . عَرِّفنا حد البشرية بلطيف إحسانك ونَزِّه قلوبنا من الغفلة عنك بمحض كرمك وامتنانك . استُرنا بين عبادك بخاصة رحمتك وانشر علينا رداء مِنَّتك بخالص عنايتك ونعمتك، قِنا اللهم عذابَ النار وفضيحة العار واكتبنا مع المصطفَين الأخيار، أيِّدنا بقدرتك التي لا تُغلَب وسربلنا بوهب إحسانك الذي لا يُسلَب ( إياك نعبدُ وإياك نستعين )، ( ربنا آتنا من لدنك رحمةً وهيئ لنا من أمرنا رشدا ). لا قدرةَ لمخلوقٍ مع قدرتك ولا فعل لمصنوع دون مشيئتك، ترزق من تشاء وأنت على كل شيءٍ قدير، آمنا بك إيمان عبدٍ أنزل بك الحاجات وتوكل عليك مُلتجئاً لحولك وقوتك في الحركات والسكنات إذعاناً وتيقناً وعلماً وتحققاً بأن غيرك لا ، وقوي سلطانك ، لا يضرُّ ولا ينفع ولا يصِلُ ولا يقطع، وأنت الضار النافع المُعطي المانع (إنا لله وإنا إليه راجعون)، اللهم أرِنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرِنا الباطلَ باطلاً وارزقنا اجتنابه ولا تجعل علينا مُتشابهاً فنتبع الهوى . اللهم إنا نعوذ بك أن نموت في طلب الدنيا، أسألك اللهم بالنور اللامع والقمر الساطع والبدر الطالع والفيض الهامع والمدد الواسع، نقطة مركز الباء الدائرة الأولية، وسر أسرار الألف القُطبانية، واسطة الكل في مقام الجمع ووسيلة الجميع في تجلي الفَرْق، جوهرة خزانة قدرتك، وعروس ممالك حضرتك، مسجد محراب الوصول، سيف الحق المسلول، دائرة كوكب التجليات، وقطب أفلاك التدليات، جولة تيار أمواج بحر القدرة القاهرة، لمعة بارقة أنوار الذات المقدسة الباهرة، فسحة ميدان باذخ مقر كرسي النهي والأمر، رابطة طَول حَول عرش التصرف في السر والجهر، مقام تلقي ( إنّا فتحنا لك فتحاً مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر )، سلطان سرير ( إنا أعطيناك الكوثر* فصل لربك وانحر* إن شانئك هو الأبتر ). اشرح اللهم صدرونا بالهداية كما شرحتَ صدره ويسِّر بمزيد عوارف جُودك أمورنا كما يسرتَ أمره واجعلنا ممن يعرف قَدْرَ العافية ويشكرك عليها، ويرضى بك كفيلاً لتكون له وكيلا، تَوَلَّ اللهم أمورنا بذاتك، ولا تكِلنا إلى أنفسنا ولا لأحدٍ من خلقك طَرفةَ عينٍ ولا أقلَّ من ذلك، وكُن لنا في كل مقامٍ عوناً وواقياً وناصراً وحامياً، ارضِنا اللهم فيما ترضى والطف بنا فيما ينزل من القضاء، اغننا بالافتقار إليك ولا تُفقرنا بالاستغناء عنك، زيِّن سماءَ قلوبنا بنجوم محبتك، استهلك أفعالنا في فعلك، واستغرق تقصيرنا في طَولك، صَحِّح اللهم فيك مرامَنا، ولا تجعل في غيرك اهتمامنا. جئناك بذنوبنا وتجرُّدنا من أعذارنا فسامحنا واغفر لنا . جَمِّل اللهم افئدتنا بسائغ شراب عنايتك، وحسِّن أجسامنا ببرد عافيتك وأردية هيبتك وكرامتك . اكفنا اللهم شر الحاسدين والمُعادين وانصرنا عليهم بنصرك وتأييدك، يا قوي يا مُعين، اللهم مَن أرادنا بسوءٍ فاجعل دائرة السوء عليه، ارم اللهم نحره في كيده وكيده في نحره حتى يذبح نفسه بيديه، اضرب علينا سُرادق الوقاية والرعاية وأحطنا بعساكر الأمن والصون والكفاية . رُدَّ بسهام قهرك مَن آذانا، وأيِّد بمكين جبروتك مقامنا وحِمانا، ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفَّنا مسلمين وألحقنا بالصالحين. بارِك اللهم لنا في أرزاقنا وأوقاتنا واجعل على طريق مرضاتك انقلاب حياتنا ومماتنا لاحظنا بعين المحبة التي لا تُبقي لمنظورها ذنباً إلا وتشملُهُ بالغفران ولا تشهد عيبا وتحُفُّهُ بالستر وإصلاح الشان، عطِّف اللهم علينا قلوبَ أوليائك وأحبابك واكتُبنا اللهم في دفتر محبوبيتك وأهل اقترابك. تجاوز اللهم عن سيئاتنا كرماً وحِلماً، وآتنا من لدنك بسابقةِ فضلك علما، هيىء اللهم لنا آمالنا على ما يُرضيك بغير تعبٍ ولا نَصَبٍ، واكفِنا هَمَّ زمانِنا وصروفَ بِدَعِهِ ونوائبه بلا سعيٍ ولا سبب، أقم لنا بك عِزّاً تهابُهُ النوائب ومجداً تتباعدُ عن أريكته المصائب، وشرفاً رفيعاً تنقطع عنه أطنبة المتاعب، وكرامةً لا يمسُّها الزيغُ والبهتان، وقدرة لا يشوبُها الظلمُ والعُدوان، ونوراً لم تمسه نارُ الدعوى والغرور، وسراً لم تُحِط به غوائلُ الوساوس والشرور، أثبتنا اللهم في ديوان الصديقين، وأيِّدنا بما أيدت به عبادك المُقَرَّبين، وأكرمنا بالثبات على قدم عبدك ونبيك سيدنا محمد بن عبدالله سيد المُرسلين، وصلِّ اللهم عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، (سبحان ربك رب العزة عما يصفون* وسلام على المرسلين* والحمد لله رب العالمين)، ثم تقرأ الفاتحة ثلاثا، ولا إله إلا الله عشر مرات، والصلاةُ على النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا، والفاتحة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم أجمعين والدعاء بما ييسره الله تعالى. انتهى.

( قلت ) والعقبة الثالثة دوام الذكر وصحة الفكر وهذا هو المُعَبَّر عنه عند أهل الله بالحضور، فيدخل في أعداد الذين قال في حقهم تعالى ( الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ) الآية، وهنالك يتجرد لله عن الغير ويخلص له سبحانه في الأقوال والأفعال، والله تعالى يقول ( ألا لله الدين الخالص ) فإذا ذاق شراب المعرفة، وطابت روحه لهذا السر اللطيف، تهذبت نفسه وعَذُب لسانُهُ وحَسُنَ حالُهُ وهنالك يرفعه المرشد بعد الإشارة والاستخارة إلى مرتبة الشاؤشية وهي خدمة المجلس، فيكون مُكلَّفاً بسياسة إخوانه، وفي هذا سرٌّ إلى أنه أتقن سياسة نفسه وصلح أن يسوس غيره ولا بأس أن يأمره المرشد بذكر اسم الذات، وهو (الله)، بعددٍ يناسب تحمله وحاله وهذا مع الراتب الأول، فإذا أصلح كوامن النفس بالخدمة، وانسلخ من نظر التفوق على أحد من الخلق، ورأي نفسه دون الناس، هذا مع مداومة راتبه، وملاحظة الآداب المرعية في طريقته؛ حينئذ يرفعه المرشد بعد الاستخارة أو الإشارة إلى مرتبة النقابة، وهي الرياسة في الحضرة، فيسوس الخواص من إخوانه ويُرَتِّب الجمعَ ولا بأس بأن يأمره بالذكر بأي اسم كان من أسماء الله الحسنى، عملاً بقوله تعالى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)، وفي هذا إشارةٌ إلى صفاءِ سريرته، واستعداده لسياسة الناس على طبقاتهم، فإذا أتقن خدمته مع التجرد من التعالي والتعاظم، وأحسن محو ثائرة النفس وازداد تواضعاً لله تعالى وللخلق، مع مداومة راتبه بحسن التمسك بالشرع الشريف في الحركات والسكنات، فهنالك يرفعه المرشد كذلك بعد الاستخارة أو الإشارة إلى مرتبة الخلافة، وهي النيابةُ بالإرشاد عن صاحب الطريقة وعن النبي صلى الله عليه وسلم، وكيفية المبايعة في كل هذه المراتب واحدة وهي أن يستنبض بقلبه السر المحمدي بواسطة شيخه وأهل السلسلة الشريفة المتصلة بالرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، فإن السلسلة إذا تحركت حلقةٌ منها سرت حركتها لأصلها، وعند ذلك يُقيمه المُرشد بالرتبة المُشار إليها، وهذه الاستفاضةُ مستحسنةٌ للمريد بعد أوراده ورواتبه . والآيات الدالة على علو مرتبة الإرشاد والأحاديث الشريفة المصرحة بهذا المفاد أكثر من أن تُحصى وأجلّ من أن تُستقصى ويكفيك قول الله تعالى ( ومَن أحسنُ قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً) الآية، وقوله صلى الله عليه وسلم (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمر النعم)، وفقنا الله والمسلمين لهذا الخير العظيم، وجعلنا من السالكين طريق الحق القويم، آمين .




قاعدة في الخلوة الأسبوعية المحرمية[/align]


اشترط رجال هذه الطريقة العلية دخول الخلوة المحرمية في كل سنة في اليوم الثاني من عاشوراء، أعني اليوم الحادي عشر من محرم الحرام إلى مساء اليوم السابع عشر وقد اشترطوا ذلك على كل من انتسب إلى هذه الطريقة العلية، وقالوا يلزم على المُختلي أن يتخذ له فراشاً خالصاً لا يشاركه فيه النساء وأن يديم الوضوء كلما حدث له ناقضٌ جدده، ولا يتكلم بما لا يعنيه ولا يكثر الكلام غير الضروري، وإذا لم يكن له عذر فليلزم بيته ويحسن أن يكون منفرداً وأن يكون طعامه حلالاً خالياً من المشبوهات، وأن يقتصر مهما أمكن على الخبز والأدم الخفيفة، ولا شك أن الأدم الغليظة تورث الكسل والقسوة وقد روى عن على بن أبي طالب كرم الله وجهه إذ قال: (مَن أكل اللحم أربعين يوماً قسى قلبه ومن تركه أربعين يوماً ساء خُلُقه). وقال السيد أحمد الرفاعي (قُدِّس سره) لأصحابه: (لا تجعلوا بطونكم قبور الحيوانات) يشير بذلك إلى استحسان التقليل منه وشرطوا بعد كل صلاةٍ تلاوة هذه الصيغة وهي:

(اللهم صلِّ على سيدنا محمد النبي الأمي الطاهر الزكي وعلى آله وصحبه وسلم) مائة مرة، والذكر بعد الراتب المعتاد الذي تقدم ذكره (يا وهاب) والعدد بنسبة استعداد الشخص وأحسنه مع ترادف الأنفاسِ بلا عدد، وهذا الاسم المبارك يذكر به المريدون في أيام الخلوة السبعة.

وقالوا أصحاب السلوك والمشايخ والذين تروضت هممهم يكون ذكرهم

في اليوم الأول: لا إله إلا الله
وفي الثاني: يا الله
وفي الثالث: يا وهاب
وفي الرابع: يا حي
وفي الخامس: يا مجيد
وفي السادس: يا معطي
وفي السابع: يا قدوس

وقالوا يلزم استغراق الأوقات في الذكر. وذكروا لهذه الخلوة الشريفة من الفتوحات المحمدية العجائب، وسُلَّم الوصل وباب الفتوح الإخلاص والله وليُّ المتقين. وقالوا إجراء هذه الخلوة أدب اعتكاف مسنون وفيه سر الاقتفاء لصاحب الطريق رضي الله عنه. والذي يظهر من اختيار السادة الرفاعية هذا العدد فلأنَّ الأسبوع تدور عليه السنة وأما الوقت فلان الشهر المحرم هو أول السنة الهجرية ليُنقي باطنه بهذه الرياضة أول السنة، كالذي ينقي ظاهره بدفع الأخلاط عند تبدُّلِ الفصول.





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrefaee.ahlamontada.com
 
في أصول الطريقة الرفاعية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في أصول الطريقة الرفاعية
» من الطريقة الرفاعية
» الطريقة الرفاعية 111

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منى الفخرانى :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: