منى الفخرانى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منى الفخرانى

روحانيات وتصوف اسلامى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ابو العزايم 1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 798
تاريخ التسجيل : 30/03/2013

ابو العزايم 1 Empty
مُساهمةموضوع: ابو العزايم 1   ابو العزايم 1 Emptyالأحد نوفمبر 24, 2013 4:02 pm

نبذة مختصرة عن الإمام المجدد]
• نَسَبُهُ : سَلِيلُ أَهْلِ ٱلْبَيْتِ ٱلطَّيِّبِينَ ٱلطَّاهِرِينَ، حَسَنِيٌّ مِنْ جِهَةِ وَالِدَتِهِ، حُسَيْنِيٌّ مِنْ جِهَةِ وَالِدِهِ.
• مَوْلِدُهُ : وُلِدَ يَوْمَ ٱلاثْنَيْنِ 27 مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ 1286ه ٱلْمُوَافِقَ 2/11/1869م بِمَسْجِدِ سَيِّدِي زَغْلُولٍ بِرَشِيدٍ فِي بَيْتٍ مِنْ بِيُوتِ ٱللهِ وَلَمْ يَسْبِقَ لأحَدٍ مِنَ ٱلْعَاَلِمِينَ أَنْ يُولَدَ فِي بَيْتٍ مِنْ بِيُوتِ ٱللهِ سِوَى جَدِّهِ ٱلإِمَامِ عَلِيٍّ حَيْثُ وَضَعَتْهُ أُمُّهُ فِي ٱلْبَيْتِ ٱلْحَرَامِ ، وَلَمْ يُولَدَ بَعْدَهُ مَوْلُودٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بِيُوتِ ٱللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
• وَظَائِفُهُ : عَمِلَ بِٱلتَّدْرِيسِ، ثُمَّ تَدَرَّجَ فِى سِلْكِ ٱلْوَظَائِفِ حَتَّىٰ صَارَ أُسْتَاذًا لِلشَّرِيعَةِ ٱلإِسْلاَمِيَّةِ بِجَامِعَةِ ٱلْخُرْطُومِ.
• إِقَالَتُهُ مِنْ وَظِيفَتِهِ : كَانَ يَرَىٰ أَنَّ أَهَمَّ وَظَائِفِ ٱلرَّجُلِ ٱلدِّينِيِّ ٱلإِرْشَادُ وَٱلنَّصِيحَةُ لِلْحَاكِمِينَ، بَلْ لِعَامَّةِ ٱلنَّاسِ، وَٱلتَّحْذِيرُ مِنَ ٱلْوُقُوعِ فِى حَبَائِلِ ٱلاِسْتِعْمَارِ فَأَقْصَاهُ ٱلْحَاكِمُ ٱلْعَامُ ٱلإِنْجِلِيزِيُّ مِنْ وَظِيفَتِهِ فِي يَوْمِ ٱلأَحَدِ 19 مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ 1333ه ٱلْمُوَافِقَ 1/8/1915م.
• مُطَالَبَتُهُ بِعَوْدَةِ ٱلْخِلاَفَةِ ٱلإِسْلاَمِيَّةِ: بَعْدَ أَنْ قَرَّرَتِ ٱلْجَمْعِيَّةُ ٱلْوَطَنِيَّةُ بِأَنْقَرَةَ فِي يَوْمِ ٱلأَحَدِ 26 مِنْ رَجَبٍ 1342ه ٱلْمُوَافِقَ 2/3/1924م، إِلْغَاءَ ٱلْخِلاَفَةِ ٱلإِسْلاَمِيَّةِ دَعَا ٱلإِمَامُ لِتَأْسِيسِ جَمَاعَاتٍ لِلْخِلاَفَةِ ٱلإِسْلاَمِيَّةِ بِجَمِيعِ أَنْحَاءِ ٱلْعَالَمِ ٱلإِسْلاَمِيِّ، وَٱنْتُخِبَ رَئِيسًا لِجَمْعِيَّةِ ٱلْخِلاَفَةِ ٱلإِسْلاَمِيَّةِ بِمِصْرَ فِي يَوْمِ ٱلْخَمِيسِ 13 مِنْ شَعْبَانَ 1342ه ٱلْمُوَافِقِ 20/3/1924م، ونَابَ عَنْ شَعْبِ مِصْرَ فِي حُضُورِ مُؤْتَمَرِ ٱلْخِلاَفَةِ ٱلإِسْلاَمِيَّةِ ٱلَّذِي ٱنْعَقَدِ فِي مَكَّةَ ٱلْمُكَرَّمَةِ سَنَةَ 1344ه ٱلْمُوَافِقَ 1926م فِي شَهْرِ ذِي ٱلْحِجَّةِ.
• دَعْوَتُهُ : أَسَّسَ جَمَاعَةَ آلِ ٱلْعَزَائِمِ سَنَةَ 1311ه ٱلْمُوَافِقَ 1893م ،وَٱلطَّرِيقَةَ ٱلْعَزْمِيَّةَ سَنَةَ 1353ه الْمُوَافِقَ 1934م، وَمَقَرَّهُمَا 114 شَارِعَ مَجْلِسِ ٱلشَّعْبِ بِٱلْقَاهِرَةِ.
• تُرَاثُهُ ٱلْعِلْمِيُّ : تَذْخَرُ ٱلْمَكْتَبَةُ ٱلإِسْلاَمِيَّةُ بِمِئَاتِ ٱلْكُتُبِ مِنْ تُرَاثِهِ ٱلْعِلْمِيِّ فِى ٱلتَّفْسِيرِ، وَٱلْفِقْهِ وَعِلْمِ ٱلْكَلاَمِ، وَٱلتَّصَوُّفِ وَٱلْفَتَاوَىٰ وَٱلسِّيرَةِ وَٱلْمَوَاجِيدِ.
• ٱنْتِقَالُهُ : ٱنْتَقَلَ إِلَى ٱلرَّفِيقِ ٱلأَعْلَىٰ لَيْلَةَ ٱلاِثْنَيْنِ 27 مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ 1356ه ٱلْمُوَافِقُ 3/10/1937م ، وَنَزَلَ بِرَوْضَتِهِ بِمَسْجِدِهِ بِشَارِعِ مَجْلِسِ ٱلشَّعْبِ بِٱلْقَاهِرَةِ.
• خَلِيفَتُهُ ٱلأَوَّلُ : ٱبْنُهُ ٱلأَكْبَرُ ٱلإِمَامُ ٱلسَّيِّدُ أَحْمَدُ مَاضِي أَبُو ٱلْعَزَائِمِ ، شَكَّلَ عُمْرًا جَدِيدًا لِدَعْوَةِ ٱلإِمَامِ وَنَشَرَ تُرَاثَهُ ٱلْعِلْمِيَّ وَٱنْتَقَلَ إِلَى ٱلرَّفِيقِ ٱلأَعْلَىٰ يَوْمَ ٱلثُّلاَثَاءِ 20 مِنْ رَبِيعٍ ٱلأَوَّلِ سَنَةَ 1390ه ٱلْمُوَافِقَ 26/5/1970م ، وَنَزَلَ بِرَوْضَتِهِ يَوْمَ ٱلْخَمِيسَ 22 مِنْ رَبِيعٍ ٱلأَوَّلِ 1390ه ٱلْمُوَافِقَ 26/5/1970م بِمَسْجِدِ وَالِدِهِ ٱلإمَامِ بِشَارِعِ مَجْلِسِ ٱلشَّعْبِ.
• خَلِيفَتُهُ ٱلثَّانِي : ٱلإِمَامُ ٱلسَّيِّدُ عِزُّ ٱلدِّينِ مَاضِي أَبُو ٱلْعَزَائِمِ ، حَفِيدُ ٱلإِمَامِ وَٱلاِبْنُ ٱلأَكْبَرُ لِلْخَلِيفَةِ ٱلأَوَّلِ، وَهُوَ ٱلْمُجَاهِدُ ٱلأَكْبَرُ فِي دَعْوَةِ ٱلإِمَامِ وَنَشْرِ تُرَاثِهِ ٱلْعِلْمِيِّ، وَقَدِ ٱنْتَقَلَ يَوْمَ ٱلْجُمْعَةِ 22 مِنْ ٱلْمُحَرَّمٍ سَنَةَ 1415ه ٱلْمُوَافِقَ 1/7/1994م وَنَزَلَ بِرَوْضَتِه بِمَسْجِدِهِ بِمَدِينَةِ إِيتَايِ ٱلْبَارُودِ مُحَافَظَةِ ٱلْبُحَيْرَةِ يَوْمَ 24 مِنْ ٱلْمُحَرَّمِ 1415ه ٱلْمُوَافِقَ 3/7/1994م.

نسب خاتم الوراث المحمديين الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم[عدل]
هو السيد الفرد الغوث الكامل والإمام المجدد والحجة الثبت في فهم كلام الله خاتم الوراث المحمديين مولانا وإمامنا السيد محمد ماضي أبو العزائم فرع الشجرة المحمدية المباركة التي أنبتها الله نباتا حسنا وسقاها بفضله وأمدها بمدده فأثمرت وآتت أكلها بإذن ربها العظيم فهو سليل أهل البيت الطاهرين، أمده الله بمدد رسول الله ﴿ صلى الله عليه وآله﴾ وجدته السيدة فاطمة الزهراء وجده لأبيه مولانا الحسين سيد الشهداء وجده لأمه مولانا الحسن ،وكفى فخرا له قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ ليُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾، وقوله جل شأنه ﴿ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام والتحيات. والإمام من ذرية الإمام الحسين من جهة أبيه, ومن ذرية الإمام الحسن من جهة أمه.
من جهة أبيه[عدل]
أبيه السيد عبد الله المحجوب بن السيد أحمد بن السيد مصطفى بن السيد إبراهيم بن السيد صالح بن السيد ماضي نسبة إلى عين ماضي بجوار الساقية الحمراء على الحدود بين مراكش والجزائر بن السيد درويش بن السيد محمد بن السيد علي بن السيد محمد بن السيد إبراهيم بن السيد رمضان بن السيد أحمد بن السيد عبد الحميد بن السيد محمد بن السيد علي بن السيد حسن بن السيد زيد بن السيد حسن بن السيد علي الطويل بن السيد محمد بن السيد إبراهيم بن السيد محمد بن السيد عبد الله العوكلاني بن السيد أبو الحسن موسى الكاظم بن السيد جعفر الصادق بن السيد محمد الباقر بن السيد علي زين العابدين بن الحسين السبط ابن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام والتحيات. ولديه اقارب في العراق هم ممن ينسبون إلى الامام عبد الله العوكلاني وهم من الساده الاشراف الصحيحي النسب
من جهة أمه[عدل]
فهي السيدة آمنة المهدية وهي ابنة السيد أحمد العربي الفرجاني السائح ابن القطب الكامل السيد خادم السادة القادرية ونسل السلالة الهاشمية السيد أحمد القادري بن السيد علي بن السيد سليمان بن السيد مصطفى بن السيد زين الدين بن السيد محمد درويش ابن السيد حسام الدين ابن السيد ولي الدين بن السيد زين الدين بن السيد شرف الدين بن السيد شمس الدين بن السيد محمد الهتاكي بن السيد عبد العزيز بن سيد السادات قطب الوجود الدرة البيضاء مالك أزمة المنصرفين رئيس المحبوبين الإمام الجوهر الفرد سلاب الأحوال قطب الأقطاب الغوث الأعظم الجامع بين المعشوقين السيد عبد القادر الجيلاني قدس الله سره بن أبي صالح موسى كنجي دست بن السيد عبد الله الجيلي بن السيد يحيى الزاهد بن السيد محمد بن السيد داود بن السيد موسى بن السيد عبد الله بن السيد موسى الجون بن السيد عبد الله المحض بن السيد حسن المثنى بن الإمام الحسن السبط بن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام والتحيات.
حياته ودعوته[عدل]
انبثق فجر ميلاد الإمام في مدينة رشيد، بضريح سيدي زغلول, وكان لولادته ظاهرة عجيبة، حيث ولدته أمة السيدة (( آمنة المهدية )) أثناء زيارتها لضريح سيدي زغلول، عندما فاجأها المخاض في يوم السابع والعشرين من شهر رجب 1286 هـ .
استأثر الإمام أبو العزائم في طفولته بعناية أبيه (( السيد عبد الله المحجوب )) دون بقية إخوته، لما يلوح عليه من مخايل النبل، ولما ألهمه الله من مكنون العلم .
حفظ القرآن الكريم بمكتب بلدته – محلة أبو علي مركز دسوق محافظة كفر الشيخ - ولما بلغ السادسة عشرة من عمره، توجه إلى الأزهر الشريف، فاشتغل في تلقي العلوم، مع المحافظة على ما تألفه نفسه من دوام زيارة أهل البيت وأولياء الله الصالحين، ثم التحق بكلية دار العلوم، وظهر نبوغه وتفوقه في طلب العلم . وكان هذا تعهدا إلاهيا لهذا الذي يوشك أن يصبح فيما بعد إماما عارفا، بصيرا ربانيا، مبارك الخطوات .
تخرج الإمام من كلية دار العلوم، وعمل بالتدريس، حتى صار أستاذا للشريعة الإِسلامية بكلية غردون بالخرطوم، وقد وجد الإمام أن العالم العربى الممتد من سواحل الأطلنطي في الغرب، إلى الخليج العربي في الشرق، تعرض لغزو الاستعمار، الذي تسابقت ممالكه وجمهورياته لاغتصاب أراضى الإمبراطورية العثمانية، وفى سنة 1830 م استولت فرنسا على الجزائر، وفي سنة 1880 م نزلت جيوشها تونس تحت الحماية، وفي سنة 1882 م أناخت بريطانيا بمصر، وفي سنة 1911 م فاجأت قوات إيطاليا ساحل طرابلس .
هكذا بدا للإمام أبي العزائم أن العالم العربي والإِسلامي، قد تعرض من جديد لحرب صليبية تستهدف كيانه القومي وعقائده الدينية، فوقف مناديا بالجهاد تحت لواء الخلافة الإسلامية، فأقصاه الحاكم الإِنجليزي عن وظيفته في 1/8/1915 م لتحذيره المسلمين من الوقوع في حبائل الاستعمار، فاستقبل أمر الإِقصاء بصدر رحب، لأنه كان يجاهد في سبيل الله .
وكان للإِمام أبي العزائم دور كبير في ثورة 1919 م فمطابعه التي كانت تطبع مؤلفاته العلمية حولها لطبع المنشورات ضد الاحتلال الإنجليزي لجمعية اليد السوداء التي كان يتعقبها الإنجليز في كل مكان، واعتقل الإمام أبو العزائم وابنه الأكبر سيدي السيد أحمد ماضي أبو العزائم أكثر من مرة . كما وقف من جميع حكام مصر وزعمائها، موقف المعارض كلما لانت قناتهم لمفاوضة المستعمر الغاصب، فكان يوجه النصح في مجلاته وكتبه وفى الصحف لسعد زغلول ولغيره من زعماء الأحزاب، ليصرفهم عن مهادنة الإنجليز، مبينا لهم مغبة مساومة المستعمر على حقوق الأمة .
بعد أن قررت الجمعية الوطنية بأنقرة في 2/ 3/ 1924 م إبعاد الخليفة عن تركيا، وتخليه عن الخلافة، ونظرا لتعدد أدعياء الخلافة فقد دعا الإمام أبو العزائم إلى عقد مؤتمر عام بمكة سنة 1926 م تمثل فيه جميع الشعوب الإسلامية لتعود مياه الخلافة إلى مجاريها، الأمر الذي أغضب الملك فؤاد، فجند جنوده وأنشأ جماعة أخرى للخلافة الإسلامية، وبذلك أصبحت هناك هيئتان للخلافة الإسلامية، إحداهما حكومية يرعاها الملك فؤاد، والأخرى شعبية برئاسة الإمام أبي العزائم, وعندئذ أعلن الإمام بأن مصر دولة محتلة، وحكامها قد تربوا في أحضان الأجانب، ودانوا بفكرتهم، ومن ثم فلا يكون لهذا البلد في ظل الاستعمار, وفى ظل هذه الشرذمة من الحكام، أن يتصدر ملكها عرش الخلافة الإسلامية .
ومن مظاهر عظمة هذه الشخصية أن كل هذا لم يشغل الإمام أبا العزائم عن الناس من العامة والبسطاء الذين لا يحفل بهم أحد, بل كان لهؤلاء منزلة خاصة في قلب الإمام وكانوا هم موضع نظره, لأنه ينظر بنور الله تعالى, ويزن الناس بميزان الله الذي يختلف عن ميزان البشر, وكان هذا بحكم الوراثة لجده سيدنا رسول الله ص الذي نزل عليه قول الله تعالى (وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ . وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) الأنعام : 52-53
ففي 10 شعبان من عام 1313 هـ (6 فبراير 1895) إبان الأيام الأخيرة من حكم المهدية بالسودان، توجه الإمام رضوان الله عليه من مصر إلى بلاد السودان ليرفع لواء العلم عاليا خفاقا (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت) . وقد بذل الإمام كل جهده في تربية النشء التربية الدينية السليمة، وهو الجيل الذي سوف يتولى القيادة، والذي سيعول عليه في بناء المجتمع السوداني الإسلامي المتحرر من قيود الاستعمار. وظل الإمام بالسودان حتى عام 1915م فيما عدا عام واحد قضى في مدينة أسوان بعد سواكن.
وفي عام 1898م خضعت سواكن للاحتلال الإنجليزي. وكان الناس في شغل عن المدارس والتدريس، فالكل خائف من عدوهم الخارجي ومن الوشايات التي يدبرها أهل البلد فيما بينهم وذلك نتيجة لوجود الحكم العسكري فيها واستقطابه لبعض الأهالي، فكان وجود الإمام بينهم بعلومه ألفة لقلوبهم فصاروا بنعمة الله إخوانا، وحببهم في العلم وفي تلقيه، فما لبثوا أن أقبلوا عليه لتلقيه بالمدارس لأبنائهم، وبالمساجد لأنفسهم وأرواحهم.
وقد أكرم الله تعالى أهل سواكن خواصها وعوامها وعلماءها بالإمام رضوان الله عليه، فتلقوا منه- كل على قدر سعته- هاطل الفيض الأقدس. وكما ذكرنا آنفا، لقد تأثر جميع سكان سواكن بوجود الإمام بينهم، لأنه كان يصرف جميع أنفاسه بعد العمل المدرسي في الدعوة إلى الله وتعليم الناس وتربيتهم وتنوير عقولهم، لذا كان أثره فيهم بالغاً.
وخلال فترة وجود الإمام بسواكن في السودان، ونظرا لقربها من المنطقة الجنوبية التي تنتشر بها الوثنية، فقد كان يرسل إليها بعض أتباعه في صورة تجار حاملين معهم الملح نظرا لعدم وجوده عندهم. فإذا أنسوا لهم كانوا يعرضون عليهم مبادئ الإسلام في صورة سهلة سمحة رغبت فيه الكثير، وهنا تنبه الإنجليز إلى خطر الإمام الذي أوفد أتباعه إلى تلك المنطقة التي تجوبها جيوش المبشرين، فكانت ذلك من الأسباب التي أدت إلى نقل الإمام إلى مدينة أسوان.
تسلم الإمام عمله الجديد بأسوان- وكان بصحبته عائلته- أواخر شهر جمادي الأولي 1316هـ الذي وافق 8 أكتوبر 1898م، ومكث بها عامًا واحدًا. وعلي غير ما اعتادت عليه أسوان، وعلي غير مثال ما سبق، اكتظ الجامع الكبير بأهل البلدة لسماع دروس الإمام، وجمع الله عليه الخلق يستمعون إليه وينصتون. وكان من بين تلاميذه الذين توثق رباطهم به: الشيخ محمود العقاد (والد الكاتب عباس محمود العقاد)، وماهر بك (والد علي باشا ماهر وأحمد بك ماهر الذين أحبوا الإمام حبًا جمًا)، وقاضي المحكمة الشرعية وفقيهها، وعائلة بشندي ، وأحمد أفندي إبراهيم ملاحظ شونة الملح، والجدّاوي الذي تظاهر أنه من تلاميذ الإمام ومريديه رغبة في أن يتعلم منه الإسم الأعظم ليقضي حاجاته، وكان قاضيًا بمديرية سنار بالسودان قبل الثورة المهدية ثم فر منها راحلاً إلى أسوان حيث أستقر فيها، وحسده علي تلك المنزلة التي أنزله الله، وهاله جمع الناس علي الإمام وارتباطهم به فسرت نار الحقد في قلبه وبدأ يكيد له في كل مكان محاولاً فض الناس من حوله، فاستمال قلوب الضعفاء ومنهم عمدة أسوان، وبألوان الخسة حاربوه، وبما يندي له الجبين آذوه.
و جاءت ليلة هي خير من ألف شهر.. جاءت ليلة القدر، اختاروها إمعانًا في إيذائه. إن العمدة وآخرون قد حركوا الأهإلى لقذف منزل الإمام بالطوب والحجارة طوال الليل، كل ذلك والإمام في خلوته آنسًا بربه يناجيه، قائمًا لليلة القدر إيمانًا واحتسابًا كما أمر الرسول الكريم. ولما حانت صلاة الفجر، صلي الإمام بمن معه في الخلوة، ثم جلس متأثرًا بما يحدث، وتوجه قلبه إلى مولاه، وجعل يملي القصيدة الآتية:

نعم لرجال الله وصف الحنانة * وإمهالهم للعز لا للمذلة
وسيفهمو ماضٍ إذا سٌلّ لحظةً * يقطع أعناقاً بعزمِ النبوةِ
وهمتهم فوق الجبال إذا بدت * تدك لها من خشية بل ورهبة
وسهمهمو إن قَوّسوهُ تَدَكدَكَت * لـه كل أركانُ الوجودِ برميةِ
وإن نظروا يوما بغضب وحدة * بَدَى سوط سخط الحق من كل وجهة
رجال لهم حال مع الله ظاهر * وحال مع المختار في كل لحظة
وناصرهم ذو العز والقهر والعلا * يؤيدهم بالنصر بعد المشيئة
إذا رفعوا الأجفان يوما لحاجة * لهم ربهم بالفضل لبى بسرعة
يناديهمو لبيكمو ما شئتمو * يكن لكمو عندي بمحض المبرة
يغار علينا أن يمس جنابنا * أولو الفسق والبهتان حزب الضلالة
وها هو سوط القهر صب عليهمو * وفيهم بدت نار الشقاق الحمية
وامهلهم بجلاله وبقهره * وأحرقهم بالنار نار المذلة
طغوا وبغوا جهلا بقدري ورتبتي * ولم يرعووا حتى أصيبوا بنقمتي
وأمهلتهم ودا ولطفا ورحمة * ليرتدعوا عن فعل أهل الجهالة
فزادهم الإمهال مني تعنتا * إلى أن علاهم سيفٌ ماضي العزيمة
ولا لوم يا قوم على فإنني * على ثقة أن أجاب بدعوتي
وها هم رجال الله سلوا سيوفهم على من طغى يرموه أقبح رمية
وقاموا بأمر الله للحق ينصروا * وأمر رسول الله خير البرية
وبالأمر قد ساروا بعزم وهمة * لنصرة دين بل وإحياء سنة
وحسبي رب العرش والله ناصري * وطه غياثي بل ومنه معونتي
عليه صلاة الله تُجلي وتُجتَلي * صلاة بها أحظى لنيل السعادة
و بعد ثلاث ليال من هذه الواقعة، وفي ليلة عيد الفطر المبارك، أنزل الله بالظالمين عقوبته وكفاه الله أمرهم، وثاب بعضهم إلى الحق فتاب وأناب.
و بعد هذه الحادثة، ترك الإمام هذه المنطقة، واستأجر بضاحية من ضواحي أسوان منزلاً لأحد كبار الرجال وهو بشير بك كحبال، فأنس بالوحدة وشرح الله صدره بها، وعكف علي مناجاة ربه، فقيض الله له من يؤنسه من الإخوان وهو صاحبه بسواكن محمود بك صفوت العياط، الذي نقل لأسوان يوزباشي بهيئة الأركان حرب للقوات المصرية فيها، فلازمه بقية هذه السنة ملازمة الظل لصاحبه.
و قد وجد الإمام جماعة كبيرة من الناس ملتفة حول رجل مشعوذ. ولما سأل الإمام من هذا؟ قالوا هذا شيخ ولكنه لا يلتزم بتعاليم الإسلام، فتغير وجه الإمام حزنًا مما رآه، وكيف أنهم يسمونه شيخًا وهو علي هذا الحال. أدرك ذلك المشعوذ أن الإمام غير راض عما رآه، وأدرك أنه سيكون خطرًا عليه، فاحتاط لنفسه وأرسل أحد أتباعه المشعوذين بعصا ليأتي بالإمام أبا العزائم ويسحره بها. ولما قرأ هذا المشعوذ علي العصا بسحره، قرأ الإمام أيضًا قول الحق: )بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ )(الانبياء: الآية18)، فسقطت العصا من يد المشعوذ فأخذها الإمام ووضعها بجانبه ثم ألقي درسًا نافعًا ممتلئًا بالخشية من الله، فتاب الرجل علي يد الإمام وعزم علي ألا يعود إلى السحر مرة أخري ، فقال له الإمام مداعبًا: (لقد أتيت لتسحر أبا العزائم, فسَحَرَكَ أبو العزائم!!)، أي سحرك بالبيان والعلم مصداقًا لقول النبي ﴿ ص وآله﴾: (إن من البيان لسحرا).
وكان الإمام يؤلب الناس ضد الاحتلال البريطاني ، ومن دعائه الذي كان يدعو به "أن يهلك الله الظالمين بالظالمين والكافرين بالكافرين وأن يخرج المسلمين من بينهم سالمين غانمين"، وظل علي ذلك إلى أن حيل بينه وبين مزاولة عمله كأستاذ لمادة الشريعة الإسلامية بكلية غردون لأسباب سنعرض لها فيما بعد.
وقد كان الإمام حتى وهو بالخرطوم يحقد عليه الحاقدون من بعض علماء ومشايخ مصر، وقد كان الإمام في زيارة لبلدة آبا الوقف بمصر أثناء العطلة الصيفية وأمضي بها أسبوعًا، وبعد سفره إلى السودان قام أحد العلماء بإلقاء خطبة الجمعة بمسجد سيدي إبراهيم الشلقامي بآبا الوقف وأخذ يطعن في الإمام طعنًا شديدًا. وأثناء ذلك إذ بالإمام وهو بالسودان يملي قصيدة في التو والحال فيقول:
تأدب فسيف القوم ماض مجرد * يقومه شهم بطه مؤيد
إذا ما دنا لله يوما بطرفة * تلبيه أملاك السماء وتنجد
وإذ بخطيب المسجد هذا يقع من علي المنبر ولا يستطيع الحركة بعد ذلك.
إن الله غيور علي أحبابه وغيور علي أوليائه، ومن عادي لله وليًا فقد آذنه الله بالحرب، ولكنها أسباب تأخذ مقتضاها، وإن من أمة رسول الله محدثون- أي تحدثهم الحقائق- كما أخبر رسول الله ﴿ ص وآله﴾.
تأسيس الإمام جماعة آل العزائم والطريقة العزمية[عدل]
بدأ الإمام السيد محمد ماضي أبو العزائم دعوته الدينية بمدينة المنيا أثناء عمله مدرسًا هناك (1311-1313هـ، 1893-1895م)، ومن المنيا انتشرت دعوته إلى قراها ونجوعها والبلاد التي حولها في وقت قصير جدًا، وقد تنزلت على قلبه من سماء الفيض الإلهي صيغ مختلفة في الصلاة علي الحبيب المصطفي ﴿ ص وآله﴾ وسيل منهمر من مواجيده الروحانية التي جذبت قلوب من سبقت لهم من الله الحسني وكان عندهم القابل النوراني لتلقيها وتذوق ما فيها، فعم صيته مدن صعيد مصر. وقد كانت مواجيده في أقصي ما يكون ذراها كمًا وكيفًا في بداية الدعوة وكذلك خلال فترة عمله ببلاد السودان.
تلقي الإمام بالتلقين دعاء غوث العصر
كان من عادة الإمام عندما يريد النوم أن يقرأ القرآن أو يقرأه علي مسامعه أحد الإخوان أو أهل بيته، وأثناء قراءته لبعض آيات من الذكر الحكيم عقب الانتهاء من احتفال كبير بمناسبة ذكري المولد النبوي الشريف، قهره النوم، فجاءه سيدنا رسول الله ﴿ ص وآله﴾ وأقعده، وتناول كلتا يديه، ولقنه مشاهد وأذواق قرآنية وصيغًا جديدة في الصلاة والسلام علي ذاته الشريفة تبين مقامات النبوة والرسالة منذ نشأة الخليقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ثم لقنه دعاء الغوث لهذا العصر وأمره بأن يلقنه للمسلمين وأن يجعل الأمة تردده قائلاً:
اللهم بإسمك العظيم الأعظم، وبجاه المصطفي ﴿ ص وآله﴾، وبسر أسمائك الحسني ما علمنا منها وما لم نعلم
أن تعجل بالإنتقام ممن ظلم، وأن توقع الظالمين في الظالمين والكافرين في الكافرين
وأن تخرج المسلمين من بينهم سالمين غانمين يارب العالمين.
وبدأت الفيوضات الربانية والمنح النبوية تفاض علي قلب الإمام، فبدأ يملي أورادًا وأحزابًا واستغاثات وتفاسير قرآنية ومشاهد في أحاديث نبوية غير مسبوقة بمثل ما كتب فيها أو شاهد عنها أو ذاق منها، حتى أن الإمام قال حامدًا وشاكرًا فضل الله سبحانه وتعالى عليه: ومنها أن محبة رسول الله ﴿ ص وآله﴾ بلغت مني مبلغًا حتى كاشفني الله تعالى ببعض معانيه ﴿ ص وآله﴾ الباطنة والظاهرة، وألهمني سبحانه جملاً في الصلاة عليه ﴿ ص وآله﴾.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrefaee.ahlamontada.com
 
ابو العزايم 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سيرة ابو العزايم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منى الفخرانى :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: