منى الفخرانى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منى الفخرانى

روحانيات وتصوف اسلامى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قال الحسن البصري: «بينا أنا أطوف بالبيت، إذا أنا بعجوز متعبدة، فقلت:

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 798
تاريخ التسجيل : 30/03/2013

قال الحسن البصري: «بينا أنا أطوف بالبيت، إذا أنا بعجوز متعبدة، فقلت: Empty
مُساهمةموضوع: قال الحسن البصري: «بينا أنا أطوف بالبيت، إذا أنا بعجوز متعبدة، فقلت:   قال الحسن البصري: «بينا أنا أطوف بالبيت، إذا أنا بعجوز متعبدة، فقلت: Emptyالأحد سبتمبر 15, 2013 9:39 pm

أَبْرَأ أَبُو بكر الرَّازِيّ غُلَاما ينفث الدَّم بإطعامه الطحلب

حَدثنِي أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عَليّ الْخلال الْبَصْرِيّ، أحد أَبنَاء الْقُضَاة، قَالَ: حَدثنِي بعض أهل الطِّبّ الثِّقَات: أَن غُلَاما من بَغْدَاد قدم الرّيّ وَهُوَ ينفث الدَّم، وَكَانَ لحقه ذَلِك فِي طَرِيقه.

فاستدعى أَبَا بكر الرَّازِيّ الطَّبِيب الْمَشْهُور بالحذق، صَاحب الْكتب المصنفة، فوصف لَهُ مَا يجد.

فَأخذ الرَّازِيّ مجسه، وَرَأى قارورته، واستوصف حَاله، مُنْذُ ابْتِدَاء ذَلِك بِهِ، فَلم يقم لَهُ دَلِيل على سل وَلَا قرحَة، وَلم يعرف الْعلَّة، فاستنظر الرجل ليفكر فِي الْأَمر.

فَقَامَتْ على العليل قِيَامَته , وَقَالَ: هَذَا إِيَاس لي من الْحَيَاة، لحذق الطَّبِيب، وجهله بِالْعِلَّةِ، فازداد مَا بِهِ.

وَولد الْفِكر للرازي أَن عَاد إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ عَن الْمِيَاه الَّتِي شربهَا فِي طَرِيقه، فَأخْبرهُ أَنه شرب من مستنقعات وصهاريج.

فَقَامَ فِي نفس الرَّازِيّ، لحدة الخاطر وجودة الذكاء، أَن علقَة كَانَت فِي المَاء وَقد حصلت فِي معدته، وَأَن ذَلِك النفث من فعلهَا.

فَقَالَ لَهُ: إِذا كَانَ غَدا جئْتُك بعلاجك، وَلَا أنصرف من عنْدك حَتَّى تَبرأ بِإِذن الله تَعَالَى، وَلَكِن بِشَرْط أَن تَأمر غلمانك يطيعونني فِيمَا آمُرهُم بِهِ.

قَالَ: نعم.

وَانْصَرف الرَّازِيّ، وَجمع ملْء مركنين كبيرين من طحلب، وأحضرهما من غَد مَعَه، وَأرَاهُ إيَّاهُمَا.

وَقَالَ لَهُ: ابلع جَمِيع مَا فِي هذَيْن المركنين، فَبَلع الرجل شَيْئا يَسِيرا، ثمَّ وقف.

فَقَالَ لَهُ: ابلع.

فَقَالَ: لَا أَسْتَطِيع.

فَقَالَ للغلمان: خذوه، فنيموه، فَفَعَلُوا بِهِ ذَلِك، وفتحوا فَاه، وَأَقْبل الرَّازِيّ يُدِير الطحلب فِي حلقه، ويكبسه كبسًا شَدِيدا ويطالبه ببلعه، شَاءَ أَو أَبى، ويتهدده بِالضَّرْبِ، إِلَى أَن بلع كَارِهًا أحد المركنين، وَهُوَ يستغيث فَلَا يَنْفَعهُ مَعَ الرَّازِيّ شَيْء.

إِلَى أَن قَالَ لَهُ العليل: السَّاعَة أقذف مَا فِي بَطْني، فَزَاد الرَّازِيّ فِيمَا يكبسه فِي حلقه.

فذرعه الْقَيْء، فقذف، فَتَأمل الرَّازِيّ قذفه، فَإِذا فِيهِ علقَة، وَإِذا بهَا لما وصل إِلَيْهَا الطحلب، دبت إِلَيْهِ بالطبع، وَتركت موضعهَا، فَلَمَّا قذف العليل، خرجت مَعَ الطحلب، ونهض العليل معافى.

( الفرج بعد الشدة - التنوخي )




ويروى عن الشبلي (¬1) رضي الله عنه أنه قال: رأيت بدوي بمكة، حرسها الله تعالى، وهو يخدم الصوفية، فسألته عن سبب ذلك، فقال لي: كنت بالبادية، وإذا بغلام حاف مكشوف الرأس ما معه زاد ولا ركوة ولا عصا، فقلت في نفسي: أدرك هذا الفتى، فإذا كان جائعا أطعمته، وإن كان عطشان سقيته.قال: فبادرت إليه حتى بقي بيني وبينه مقدار ذراع، وإذا به بعد عني حتى غاب عن عيني، فقلت: هذا شيطان وإذا به ينادي: لا بل سكران.

فناديته: يا هذا بالذي بعث محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحق إلا ما وقفت عليّ.

فقال لي: يا فتى أتعبتني وأتعبت نفسك.

فقلت له: رأيتك وحدك، فأردت خدمتك.

قال لي: من يكن الله معه، كيف يكون وحده؟!.

فقلت له: ما أرى معك زادا.

فقال لي: إذا جعت فذكره زادي، وإن عطشت فمشاهدته سؤلي ومرادي.

فقلت له: أنا جائع فأطعمني.

فقال: أولم تؤمن بكرامات الأولياء.

فقلت: بلى، ولكن ليطمئن قلبي، فضرب بيده الأرض، وكانت أرض رملة، ثم قبض قبضة، وقال: كل يا مخدوع، وإذا هو سويق ألذ ما يكون.

فقلت: ما ألذه!.

فقال لي: في البادية عند الأولياء من هذا كثير لو عقلت.

فقلت له اسقني، فركض برجله الأرض، فإذا هو بعين من عسل وماء، فجلست لأشرب من تلك العين، ثم رفعت رأسي، فلم أره، ولم أدر كيف غاب، ولا أين ذهب، فأنا أخدم الفقراء من ذلك اليوم إلى الآن، لعلي أرى مثل ذلك الولي.

يا هذا، إلى متى تسمع أخبارهم ولا تقفو آثارهم، اطلب رفقة التائبين عساك لطريقهم ترشد، اندب على بعادك يا مطرود، فمثلك من بكى وعدد، اعتذر يا مهجور، عساك بالذل تسعد، وقل بلسان التذلل والأسف والكمد:
كم ذا التلوّم لا إقلاع يصحبه ... ولا عزيمة هذا العجز والكسل

وكم أردّد أقوال ملفقة ... ما ينفع القول إن لم يصدق العمل

واعجبا! كم لي أعاتب المهجور والعتب ما ينفع، كم لي أنادي أطروش الغفلة لو كان النداء يسمع، كم لي أحدّث قلبك وفي سماعك أطمع. واها عليك يا جامد العين قط ما تدمع، من علامة الخذلان قلب لا يخشع، قلبك ذهب في حبّ الفاني، وأنت للحرام تجمع. عليك يا غافل في جمعه الحساب، وتخلفه لمن لا ينفع، بينما أنت في بستان اللهو إذ قيل: فلان سافر وليس في رجوعه مطمع.
ذكر اليونانيين

وأما اليونانيون فهم الروم الاولى من ولد يونان بن يافث بن نوح وهم حكماء الأمم، ولهم النجامة، والحساب، والهندسة، والطب، وصناعات المنطق، والصناعات اللطيفة، وكل حكم مذكور.

وكانت الأندلس والاسكندرية ومن جاورهم من الأمم يدينون بطاعتهم إلى أن غلب عليهم رومي بن ديقطون من ولد عيصو بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام، لأن عيصو لما فارق أخاه يعقوب سار إلى العدوة القريبة، وهي مساكن الروم اليوم فغلب عليها، وهم الذين بنوا رومية وإليهم تنسب وهم بنو الأصفر.

وكان آخر ملوك اليونانين أيلاوبطره (2) بنت بطليموس صاحب كتاب الحكمة والطلسمات، ثم رجع الملك الى الروم، وقد كان ملك قبلهما منهم كثير.

ومنهم الحكماء الذين تكلموا في علم الفلك والهندسة والطب والحساب والموسيقى والمرائي العجيبة والطلسمات والحيل والروحانية والزيجات (1) وكل حكمة.

وكان أبقراط منهم وأبقراط الثاني وهرمس وسقراط وأفلاطون وأرسطاطاليس واقليدس وجالينوس وجماعة يطول الكتاب بذكرهم.

( كتاب اخبار الزمان - المسعودي )


في الفضائل والرذائل

الصبر

93 يقال أوكد الأسباب للظفر والصبر. وقال بعض العلماء: الصبر جنة المؤمن وعزيمة المتوكل وسبب درك النجح في الحوائج. فمن وطن نفسه على الصبر لم يجد للأذى مسا. ومن استعف بالله عفه. ومن استعان به يعنه ولن تجدوا حظاً خيراً من الصبر. جاء في المبهج: الصبر أحجى بذي الحجج. وقال حكيم: تابع الصبر متبوع النصر (للمقدسي) 94 قال أبو تمام:

إذا اشتملت على اليأس القلوب ... وضاق لما به الصدر الرحيب

وأوطنت المكاره واطمأنت ... وأرست في مكامنها الخطوب

فلم تر لانشكاف الضر وجها ... ولا أغنى بحيلته الأريب

أتاك على قنوط منه غوث ... يمن به اللطيف المستجيب

فكل الحادثات وإن تناهت ... فموصول بها فرج قريب

95 من الديوان والمنسوب إلى أمير المؤمنين علي:

هي حالان شدة ورخاء ... وسجالان نعمة وبلاء

والفتى الحاذق الأديب إذا ما ... خانه الدهر لم يخنه العزاء

إن ألمت ملمة بي فإني ... في الملمات صخرة صماء

حائز في البلاد علماً بأن ليس ... يدوم النعيم والبلواء

وأنشد أعرابي:

وإني لأغضي مقلتي على القذى ... وألبس ثوب الصبر أبيض أبلجا

وإني لأدعو الله والأمر ضيق ... علي فما ينفك أن يتفرجا

وكم من فتى ضاقت عليه وجوهه ... أصاب لها في دعوة الله مخرجا

96 قال غيره:

تصبر ولا تبد التضعضع للعدى ... ولو قطعت في الجسم منك البواتر

سرور الأعادي أن تراك بذلة ... ولكنها تغتم إذ أنت صابر

إني وجدت وخير القول أصدقه ... للصبر عاقبة محمودة الأثر

وقل من جد في أمر يحاوله ... فاستصحب الصبر إلا فاز بالظفر

قال آخر:

عليك بالصبر فيما قد منيت به ... فالصبر يذهب ما في الصدر من حرج

كم ليلة من هموم الدهر مظلمة ... قد ضاء من بعدها صبح من الفرج

وما أحسن ما قال الشيخ حسن بن محمد البوريني:

صبراً على نوب الزمان فإنها ... مخلوقة لنكاية الأحرار

لا يكسف النجم الضعيف وإنما ... يسري الكسوف لرفعة الأقمار

97 قال إبراهيم العمادي:

لا تخش من شدة ولا نصب ... وثق بفضل الإله وابتهج

وارج إذا اشتد هم نازلة ... فآخر الهم أول الفرج

وقال غيره وأجاد:

تصبر ففي اللأواء قد يحمد الصبر ... ولولا صروف الدهر لم يعرف الحر

وإن الذي أبلى هو العون فانتدب ... جميل الضا يبقى لك الذكر والأجر

وثق بالذي أعطى ولاتك جازعاً ... فليس بحزم أن يروعك الضر

فلا نعم تبقى ولا نقم ولا ... يدوم كلا الحالين عسر ولا يسر

تقلب هذا الأمر ليس بدائم ... لديه مع الأيام حلو ولا مر

قال آخر:

إن الأمور إذا اشتدت مسالكها ... فالصبر يفتح منها كل ما رتجا

لا تيأسن وإن طالت مطالبه ... إذ استعنت بصبر أن ترى فرجا

وقال آخر:

على قدر فضل المرء تأتي خطوبه ... ويعرف عند الصبر فضل نهاه

ومن قل في ما يتقيه اصطباره ... فقد قل في ما يرتجيه مناه

قال المرار بن سعيد:

إذا شئت يوماً أن تسود عشيرة ... فبالحلم سد لا بالتسرع والشتم

وللحلم خير فاعلمن مغبة ... من الجهل إلا أن تشمس من ظلم

( كتاب مجاني الادب في حدائق العرب - الأب لويس شيخو
( كتاب بحر الدموع - ابن الجوزي )

نرجس.

الْخَواص: أَصله يجذب من المقعر ويجفف ويجلو وَيغسل ودهنه فِي أَحْوَال دهن الياسمين لكنه أَضْعَف.

الْخَواص: أَصله يخرج الشوك والسلاء وخصوصاً مَعَ دَقِيق الشيلم وَالْعَسَل والنرجس يجلو الكلف والبهق وخصوصاً أَصله بالخل وينفع أَصله من دَاء الثَّعْلَب.

الأورام والبثور: أَصله يعجن مَعَ الْعَسَل الكرسنة فيفجر الدبيلات الْعسرَة النضج ويضمد الْجراح والقروح: يجفف الْجِرَاحَات ويلزقها إلزاقاً شَدِيدا حَتَّى قطع الْوتر ومسحوقاً مَعَ الْعَسَل على حرق النَّار وجراحات العصب والقروح الغائرة وَإِن خلط بالكرسنة وَالْعَسَل نقى أوساخ القروح.

آلَات المفاصل: ينفع دهنه للعصب ويضمد بِأَصْلِهِ أورام العصب وعقدها وأوجاع المفاصل. .

أَعْضَاء الرَّأْس: يفتح سدد الدِّمَاغ وينفع من الصداع الرطب السوداوي وَكَذَلِكَ دهنه وَهُوَ أوفق ويصدع الرؤوس الحارة.

أَعْضَاء الصَّدْر: دهنه يحلّل الأورام الصلبة والباردة فى الْحجاب إِذا مرخ على الصَّدْر. أَعْضَاء الْغذَاء: أَصله إِذا أكل كَمَا هُوَ يهيج الْقَيْء وَكَذَلِكَ سلاقته.

أعضاه النفض: ينفع أوجاع الرَّحِم والمثانة إِذا شرب مِنْهُ أَرْبَعَة دَرَاهِم بِمَاء الْعَسَل أسقط الأجنة الْأَحْيَاء والموتى ودهنه يفتح انضمام فَم الرَّحِم وينفع من أوجاعها

( القانون في الطب - ابن سينا ) قوى النفس الثلاث

وإذا كانت القوى ثلاثا كما قلنا مرارا فأدونها النفس البهيمية. وأوسطها النفس السبعية. وأشرفها النفس الناطقة. والإنسان إنما صار إنسانا بأفضل هذه النفوس أعني الناطقة وبها شارك الملائكة وبها باين البهائم.

فأشرف الناس من كان حظه من هذه النفس أكثر وانصرافه إليها أتم وأوفر. ومن غلبت عليه إحدى النفسين الأخريين انحط عن مرتبة الإنسانية بحسب غلبة تلك النفس عليه. فانظر رحمك الله أين تضع نفسك وأين تحب أن تنزل من المنازل التي رتبها الله تعالى للموجودات. فإن هذا أمر موكول إليك ومردود إلى اختيارك. فإن شئت فانزل في منازل البهائم فإنك تكون منهم. وإن شئت فانزل في منازل السباع.

وإن شئت فانزل في منازل الملائكة وكن منهم. وفي كل واحدة من هذه المراتب مقامات كثيرة فإن بعض البهائم أشرف من بعض وذلك لقبول التأديب لأن الفرس إنما شرف على الحمار لقبوله الأدب وكذلك في البازي فضيلة على الغراب. وإذا تأملت الحيوان كله وجدت القابل للتأديب الذي هو أثر النطق أعني النفس الناطقة أفضل من سائره وهو يتدرج في ذلك إلى ان يصير إلى الحيوان الذي هو في أفق الإنسان أعني الذي هو أكمل البهائم وهو في أخس مرتبة الإنسانية.

وذلك أن أخس الناس هو من كان قليل العقل قريبا من البهيمية. وهم القوم الذين في أقاصي الأرض المعمورة وسكان آخر ناحية الجنوب والشمال لا ينفصلون عن القرود إلا بشيء قليل من التمييز. وبذلك القدر يستحقون إسم الإنسانية. ثم يتميزون ويتزايدون في هذا المعنى حتى يبلغوا إلى وسط الأقاليم، ويعتدل فيهم المزاج القابل لصورة العقل فيصير فيهم العاقل التام والمميز العالم. ثم يتفاضلون في هذا المعنى أيضا إلى أن يصيروا إلى غاية ما يمكن للإنسان أن يبلغ إليه من قبول قوة العقل والنطق. فيصير حينئذ في الأفق الذي بين الإنسان والملك ويصير فيهم القابل للوحي والمطليق لحمل الحكمة فتيض عليه قوة العقل ويسيح إليه نور الحق ولا حالة للإنسان أعلى من هذه ما دام إنسانا.

ثم ارجع القهقري إلى النظر في الرتبة الناقصة التي هي أدون مراتب الإنسان فإنك تجد القوم الذين تضعف فيهم القوة الناطقة وهم القوم الذي ذكرنا أنهم في أفق البهائم تقوى فيهم النقص البهيمية فيميلون إلى شواتها المأخوذة بالحواس كالمأكول والمشروب والملبوس وسائر النزوات الشبيهة بها. وهؤلاء هم الذين تجذبهم الشهوات القوية بقوة نفوسهم البهيمية حتى يرتكبونها ولا يرتدعوا عنها. وبقدر ما يكون فيهم من القو العاقلة يستحيون منها تى يستتروا بالبيوت ويتواروا بالظلمات إذا هموا بلذة تخصهم.

وهذا الحياء منهم هو الدليل على قبحها فإن الجميل بالإطلاق هو الذي يتظاهربه ويستحب إخراجه وإذاعته. وهذا القبح ليس بشيء أكثر من النقصانات اللازمة للبشر. وهي التي يشتاقون إلى إزالتها. وافحشها هو انقصها. وانقصها أحوجها إلى الستر والدفن. ولو سألت القوم الذين يعظمون أمر اللذة ويجعلونها الخير المطلوب والغاية الإنسانية لم تكتمون الوصول إلى أعظم الخيرات عندكم. وما بالكم تعدون موافقتها خيرا ثم تسترونها؟ أترون سترها وكتمانها فضيلة ومروءة وإنسانية والماهجرة بها وإظهارها بين أهل الفضل وفي مجمع الناس خساساة وقحة؟ - لظهر من انقطاعهم وتبلدهم في الجواب ما تعلم به سوء مذهبهم وخبث سيرتهم. وأقلهم حظا من الإنسانية إذا رأى إنسانا فاضلا احتشمه ووقره وأحب أن يكون مثله إلا الشاذ منهم الذي يبلغ من خساسة الطبع ونزارة الإنسانية ووقاحة الوجه إلى أن يقيم على نصرة ما هو عليه من غير محبة لرتبة من أفضل منه.

( تهذيب الاخلاق وتطهير الاعراق - ابن مسكويه )



قوى النفس الثلاث

وإذا كانت القوى ثلاثا كما قلنا مرارا فأدونها النفس البهيمية. وأوسطها النفس السبعية. وأشرفها النفس الناطقة. والإنسان إنما صار إنسانا بأفضل هذه النفوس أعني الناطقة وبها شارك الملائكة وبها باين البهائم.

فأشرف الناس من كان حظه من هذه النفس أكثر وانصرافه إليها أتم وأوفر. ومن غلبت عليه إحدى النفسين الأخريين انحط عن مرتبة الإنسانية بحسب غلبة تلك النفس عليه. فانظر رحمك الله أين تضع نفسك وأين تحب أن تنزل من المنازل التي رتبها الله تعالى للموجودات. فإن هذا أمر موكول إليك ومردود إلى اختيارك. فإن شئت فانزل في منازل البهائم فإنك تكون منهم. وإن شئت فانزل في منازل السباع.

وإن شئت فانزل في منازل الملائكة وكن منهم. وفي كل واحدة من هذه المراتب مقامات كثيرة فإن بعض البهائم أشرف من بعض وذلك لقبول التأديب لأن الفرس إنما شرف على الحمار لقبوله الأدب وكذلك في البازي فضيلة على الغراب. وإذا تأملت الحيوان كله وجدت القابل للتأديب الذي هو أثر النطق أعني النفس الناطقة أفضل من سائره وهو يتدرج في ذلك إلى ان يصير إلى الحيوان الذي هو في أفق الإنسان أعني الذي هو أكمل البهائم وهو في أخس مرتبة الإنسانية.

وذلك أن أخس الناس هو من كان قليل العقل قريبا من البهيمية. وهم القوم الذين في أقاصي الأرض المعمورة وسكان آخر ناحية الجنوب والشمال لا ينفصلون عن القرود إلا بشيء قليل من التمييز. وبذلك القدر يستحقون إسم الإنسانية. ثم يتميزون ويتزايدون في هذا المعنى حتى يبلغوا إلى وسط الأقاليم، ويعتدل فيهم المزاج القابل لصورة العقل فيصير فيهم العاقل التام والمميز العالم. ثم يتفاضلون في هذا المعنى أيضا إلى أن يصيروا إلى غاية ما يمكن للإنسان أن يبلغ إليه من قبول قوة العقل والنطق. فيصير حينئذ في الأفق الذي بين الإنسان والملك ويصير فيهم القابل للوحي والمطليق لحمل الحكمة فتيض عليه قوة العقل ويسيح إليه نور الحق ولا حالة للإنسان أعلى من هذه ما دام إنسانا.

ثم ارجع القهقري إلى النظر في الرتبة الناقصة التي هي أدون مراتب الإنسان فإنك تجد القوم الذين تضعف فيهم القوة الناطقة وهم القوم الذي ذكرنا أنهم في أفق البهائم تقوى فيهم النقص البهيمية فيميلون إلى شواتها المأخوذة بالحواس كالمأكول والمشروب والملبوس وسائر النزوات الشبيهة بها. وهؤلاء هم الذين تجذبهم الشهوات القوية بقوة نفوسهم البهيمية حتى يرتكبونها ولا يرتدعوا عنها. وبقدر ما يكون فيهم من القو العاقلة يستحيون منها تى يستتروا بالبيوت ويتواروا بالظلمات إذا هموا بلذة تخصهم.

وهذا الحياء منهم هو الدليل على قبحها فإن الجميل بالإطلاق هو الذي يتظاهربه ويستحب إخراجه وإذاعته. وهذا القبح ليس بشيء أكثر من النقصانات اللازمة للبشر. وهي التي يشتاقون إلى إزالتها. وافحشها هو انقصها. وانقصها أحوجها إلى الستر والدفن. ولو سألت القوم الذين يعظمون أمر اللذة ويجعلونها الخير المطلوب والغاية الإنسانية لم تكتمون الوصول إلى أعظم الخيرات عندكم. وما بالكم تعدون موافقتها خيرا ثم تسترونها؟ أترون سترها وكتمانها فضيلة ومروءة وإنسانية والماهجرة بها وإظهارها بين أهل الفضل وفي مجمع الناس خساساة وقحة؟ - لظهر من انقطاعهم وتبلدهم في الجواب ما تعلم به سوء مذهبهم وخبث سيرتهم. وأقلهم حظا من الإنسانية إذا رأى إنسانا فاضلا احتشمه ووقره وأحب أن يكون مثله إلا الشاذ منهم الذي يبلغ من خساسة الطبع ونزارة الإنسانية ووقاحة الوجه إلى أن يقيم على نصرة ما هو عليه من غير محبة لرتبة من أفضل منه.

( تهذيب الاخلاق وتطهير الاعراق - ابن مسكويه )


تحْسِين الْفقر

كَانَ يُقَال: الْفقر شعار الْأَنْبِيَاء وَالصَّالِحِينَ، وَكَذَلِكَ قَالَ البحتري:

فقر كفقر الْأَنْبِيَاء وغربة ... وصبابة، لَيْسَ الْبلَاء بِوَاحِد

وَقَالَ بعض الْحُكَمَاء: الْفَقِير مخف آمن وَلَا عَدو لَهُ، والغني مثقل خَائِف وَلَا تحصى أعداؤه. وَمن أحسن مَا قيل فِي هَذَا الْبَاب قَول أبي الْعَتَاهِيَة:

ألم تَرَ أَن الْفقر يُرْجَى لَهُ الْغنى ... وَأَن الْغنى يخْشَى عَلَيْهِ من الْفقر

وَقَول مَحْمُود الْوراق:

يَا عائب الْفقر أما تنزجر ... عيب الْغنى أكبر لَو تعْتَبر

من شرف الْفقر، وَمن فَضله ... على الْغنى، لَو صَحَّ مِنْك النّظر

أَنَّك تَعْصِي الله تبغي الْغنى ... وَلست تَعْصِي الله كي تفْتَقر

( تحسين القبيح وتقبيح الحسن - أبو منصور الثعالبي )

محاسن الدنيا [ومساوئها]

قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: «الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن لها عنها، ودار غنى لمن تزود منها، مسجد أنبياء الله، ومهبط وحيه، ومصلى ملائكته، ومتجر أوليائه يكسبون فيها الرحمة، ويربحون فيها الجنة، فمن ذا يذمها؟ وقد آذنت ببنيها، ونادت بفراقها، ونعت نفسها، وشوقت بسرورها إلى السرور، وببلائها إلى البلاء تخويفاً وتحذيراً، وترغيباً وترهيباً. فيا أيها الذام للدنيا والمفتتن بغرورها متى غرتك: أبمصارع آبائك من البلى، أم بمضاجع أمهاتك تحت الثرى؟ كم عللت بكفيك، وكم مرضت بيديك؟ تبتغي لهم الشفاء، وتستوصف لهم الأطباء، وتلتمس لهم الدواء؟ لم تنفعهم بطلبتك، ولم تشفعهم بشفاعتك، ولم تستشفهم باستشفائك بطبك. مثلت بهم الدنيا مصرعك ومضجعك، حيث لا ينفعك بطاؤك، ولا يغني عنك أحباؤك» .

ثم التفت إلى قبور هناك، فقال: «يا أهل الثراء والعز، الأزواج قد نكحت، والأموال قد قسمت، والدور قد سكنت. هذا خير ما عندنا، فما خير ما عندكم» ؟ ثم قال لمن حضر: «والله، لو أذن لهم لأجابوا بأن خير الزاد التقوى» . وأنشد:

ما أحسن الدنيا وإقبالها ... إذا أطاع الله من نالها

من لم يواس من فضلها ... عرض للإدبار إقبالها

قال أبو حازم «1» : «الدنيا طالبة ومطلوبة. طالب الدنيا يطلبه الموت حتى يخرجه منها، وطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتى توفيه رزقه» .

وقال الحسن البصري: «بينا أنا أطوف بالبيت، إذا أنا بعجوز متعبدة، فقلت:

«من أنت» ؟ فقالت: «من بنات ملوك غسان» ، قلت: «فمن أين طعامك» ؟ قالت: «إذا كان آخر النهار، جاءتني امرأة متزينة، فتضع بين يدي كوزاً من ماء، ورغيفين، قلت لها: «أتعرفينها» ؟ قالت: «اللهم لا» . قلت: «هي الدنيا خدمت ربك، جل ذكره، فبعث إليك الدنيا فخدمتك» .

وضده، زعموا أن زياد أبن أبيه مر بالجدة، فنظر إلى دير هناك، فقال لخادمه: «لمن هذا» ؟ قيل له: «هذا دير حرقة بنت النعمان بن المنذر» ، فقال: «ميلوا بنا إليه نسمع كلامها» ، فجاءت إلى وراء الباب فكلمها الخادم فقال لها: «كلمي الأمير» ، فقالت: «أأوجز أم أطيل» ؟ قال: «بل أوجزي» ، قالت: «كنا أهل بيت طلعت الشمس علينا وما على الأرض أحد أعز منا، وما غابت تلك الشمس حتى رحمنا عدونا» ، قال: فأمر لها بأوساق من شعير، فقالت: «أطعمتك يد شبعاء جاعت، ولا أطعمتك يد جوعاء شبعت» ، فسر زياد بكلامها، فقال لشاعر معه: قيد هذا الكلام ليدرس، فقال:

سل الخير أهل الخير قدماً ولا تسل ... فتىً ذاق طعم الخير منذ قريب

ويقال: إن فروة بن إياس بن قبيصة انتهى إلى دير حرقة بنت النعمان، فألفاها وهي تبكي، فقال لها: «ما يبكيك» ؟ قالت: «ما من دار امتلأت سرورا إلّا امتلأت بعد ذلك تبوراً» ، ثم قالت:

فبينا نسوس الناس والأمر أمرنا ... إذا نحن فيهم سوقة نتنصف

فأف لدنيا لا يدوم نعيمها ... تقلب تارات بنا وتصرف

قال: وقالت حرقة بنت النعمان «2» لسعد بن أبي وقاص: «لا جعل الله لك إلى لئيم حاجة، ولا زالت لكريم إليك حاجة، وعقد لك المنن في أعناق الكرام، ولا أزال بك عن كريم نعمة، ولا أزالها بغيرك إلا جعلك سبباً لردها عليه» .

قال: وقال عبد الله بن مروان لسلم بن يزيد الفهمي: «أي الزمان أدركت أفضل وأي ملوكه أكمل» ؟ قال: «أما الملوك فلم أر إلّا ذاماً وحامداً، وأما الزمان فرفع أقواماً ووضع آخرين، وكلهم يذم زمانه لأنه يبلي جديدهم ويهرم صغيرهم، وكل ما فيه منقطع إلا الأمل» ، قال: «فأخبرني عن فهم» ، قال: هم كما قال الشاعر:

درج الليل والنهار على فه م بن عمرو فأصبحوا كالرميم

وخلت دارهم فأضحت قفاراً ... بعد عز وثروة ونعيم

وكذاك الزمان يذهب بالنا ... س وتبقى ديارهم كالرسوم

قال: فمن يقول منكم:

رأيت الناس مذ خلقوا وكانوا ... يحبون الغني من الرجال

وإن كان الغني أقل خيراً ... بخيلاً بالقليل من النوال

فلا أدري علام وفيم هذا ... وماذا يرتجون من المحال

أللدنيا فليس هناك دنيا ... ولا يرجى لحادثة الليالي

قال: أنا، وقد كتمتها. قال: ولما دخل علي صلوات الله عليه المدائن فنظر إلى إيوان كسرى أنشد بعض من حضره قول الأسود بن يعفر «1» :

ماذا يؤمل بعد آل محرق ... تركوا منازلهم وبعد إياد «2»

أهل الخورنق والسدير وبارق ... والقصر ذي الشرفات من سنداد

نزلوا بأنقرة يسيل عليهم ... ماء الفرات يجيء من أطواد

أرض تخيرها لطيب نسيمها ... كعب بن مامة وابن أم دواد

جرت الرياح على محل ديارهم ... فكأنما كانوا على ميعاد

فإذا النعيم وكل ما يلهى به ... يوماً يصير إلى بلىً ونفاد

وقال علي صلوات الله عليه: «أبلغ من ذلك قول الله تعالى: «كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك، وأورثناها قوماً آخرين، فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين» .

وقال عبد الله بن المعتز: «أهل الدنيا كركب، يسار بهم، وهم نيام» . وقال غيره: «طلاق الدنيا مهر الجنة» ، وذكروا أن إعرابياً ذكر الدنيا، فقال: «هي جمة المصائب، رنقة المشارب» . وقال آخر: «الدنيا لا تمتعك بصاحب» . قال أبو الدرداء: «من هوان الدنيا على الله تعالى إنه لا يعصى إلا فيها، ولا ينال ما عنده إلا بتركها» . وقال: «إذا أقبلت الدنيا على امرىء أعارته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه» .

وقال الشاعر:

أيا دنيا حسرت لنا قناعاً ... وكان جمال وجهك في النقاب

ديار طالما حجبت وعزت ... فأصبح إذنها سهل الحجاب

وقد كانت لنا الأيام ذلت ... فقد قرنت بأيام صعاب

كأن العيش فيها كان ظلاً ... يقلبه الزمان إلى ذهاب

قال الأصمعي: وجد في دار سليمان بن داود، عليه السلام، على قبته مكتوباً:

ومن يحمد الدنيا لشيء يسره ... فسوف لعمري عن قريب يلومها

إذا أدبرت كانت على المرء حسرةً ... وإن أقبلت كانت كثيراً همومها

وكان إبراهيم بن أدهم «1» ينشد:

نرقع دنيانا بتمزيق ديننا ... فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع

وقال أبو العتاهية:

يا من ترفع بالدنيا وزينتها ... ليس الترفع رفع الطين بالطين

إذا أردت شريف القوم كلهم ... فأنظر إلى ملك في زي مسكين

ذاك الّذي عظمت في النّاس همّته ... وذاك يصلح للدنيا وللدين

وقال آخر:

هب الدنيا تساق إليك عفواً ... أليس مصير ذاك إلى زوال

وقال محمود الوراق «1» :

هي الدنيا فلا يغررك منها ... مخائل تستفز ذوي العقول

أقل قليلها يكفيك منها ... ولكن لست تقنع بالقليل

تشيد وتبتني في كل يوم ... وأنت على التجهز للرحيل

ومن هذا على الأيام تبقى ... مضاربه بمدرجة السيول

وقال آخر:

دنيا تداولها العباد ذميمة ... شيبت بأكره من نقيع الحنظل

وثبات دنيا ما تزال ملمةً ... منها فجائع مثل وقع الجندل

وقال آخر:

حتى متى أنت في دنياك مشتغل ... وعامل الله بالرحمن مشغول

وقال أبو نواس الحسن بن هانيء:

دع الحرص على الدنيا ... وفي العيش فلا تطمع

ولا تجمع لك المال ... فما تدري لمن تجمع

ولا تدري أفي أرض ... ك أم في غيرها تصرع؟

قال الأصمعي: سمعت أبا عمرو بن العلاء وهو يقول: بينا أنا أدور في بعض البراري، إذا أنا بصوت:

وإن امرأ دنياه أكثر همه ... لمستمسك منها بحبل غرور

فقلت: «أإنسي أم جني؟» ، فلم يجبني، فنقشته على خاتمي.

قال: وسمع يحيى بن خالد بيت العدوي في وصفه الدنيا:

حتوفها رصد، وعيشها نكد ... وشربها رنق، وملكها دول

فقال: «لقد نظن في هذا البيت صفة الدنيا» قال: وسمع المأمون بيت أبي نواس:

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت ... له عن عدو في ثياب صديق

فقال: «لو سئلت الدنيا عن نفسها ما وصفت نفسها كصفة أبي نواس» . وقيل للحسن البصري: «ما تقول في الدنيا» ؟ قال: «ما أقول في دار، حلالها حساب، وحرامها عقاب» ، فقيل: «ما سمعنا كلاماً أوجز من هذا» . قال: «بلى، كلام عمر بن عبد العزيز، كتب إليه عدي بن أرطأة: «ولهي على حمص، قد تهدمت واحتاجت إلى صلاح حيطانها» ، فكتب إليه: «حصنها بالعدل ونق طرقها من الظلم، والسلام» .

( كتاب المحاسن والأضداد - الجاحظ )






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrefaee.ahlamontada.com
 
قال الحسن البصري: «بينا أنا أطوف بالبيت، إذا أنا بعجوز متعبدة، فقلت:
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قالوا : جننت فقلت : كل *** الخلق مجنون عجيب
» قالوا : جننت فقلت : كل *** الخلق مجنون عجيب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منى الفخرانى :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: