السيد زياد الصيادي الرفاعي
تَسَنَّمْ مِن سَنامِ الكَوكبَينِ *** علاك مكانةً في البرزَخَينِ
إذا فَخَرَتْ رجالُ بني رِجالٍ *** فأنتَ القرمُ فخرُ بني الحُسَينِ
أبو العَلَمَينِ والأعلامُ دانَتْ *** لِمجدِكَ يا سِراجَ الحضرتَينِ
وسَّدتَ اليومَ أهلَ الأرضِ طُرّا *** وقد طاولتَ ريف الرفرَفَينِ
لكَ العليا ارتفِعْ يا ابنَ الرفاعي *** فأنتَ زعيمُ شُمِّ الأبطحَينِ
سَبَرْتَ المشرِقَينِ هُدى وفضلا *** أضاءَ كِلاهُما في المغرِبَينِ
وبيَّضتَ القُلوبَ بصُبحِ رشدٍ *** تبجّحَ من سوادِ المُقلَتَينِ
أغوثُ الخافِقَينِ فدتكَ روحي *** نعم وأنا رقيقكُ قبلَ عَينِ
بك انشرحَ الصدورُ ولا عجيبٌ *** لأن أباكَ روحُ النشأتَينِ
ورثتَ وصيَّةَ الطُهرينِ فينا *** وقد حلَّيتَ رمز القبضتَينِ
وعامُكَ مُلتقى البحرين هذا *** لبِستَ به طِرازَ الدولتَينِ
وقفتَ بقُبَّةِ المُختارِ ترجو *** تجاه القبرِ لثمَ الراحتَينِ
فمدَّ لك اليمينُ لدى أُلُوفٍ *** رآها كُلُّهُم عَيناً بعَينِ
غُبِطْتَ وأنتَ مَوصولُ الأماني *** برَومِكَ غير مَرميٍّ بعَينِ
وقُمتَ على المَحَجَّةِ بانكسارٍ *** وذُلٍّ بعدَ نيلِ العِزَّتَينِ
وحفَّتْكَ العِنايةُ من يمينٍ *** لها تبعت فيوضُ الصاحبَينِ
بهِجتَ بمرطِها من غيرِ نَدٍّ *** ولم تلوي إلى ورقٍ وعَينِ
ورُحتَ من العراقِ على يقينٍ *** بنيلكَ فضلَ مولى العالمَينِ
وعُدْتَ مِنَ الحِجازِ أمينَ عهدِ *** النبيِّ على طوى عقدِ اليدَينِ
وسِرْتَ وفي رِكابِكَ كلُّ قُطبٍ *** ودون سناكَ قُطبُ النَيِّرَينِ
وعنكَ انحطَّ يافوخُ المعالي *** كما بك طالَ مجدُ العنصُرَينِ
أبوك السيد العلويُّ تاجُ *** العشيرةِ يعربيُّ الدوحتَينِ
وأمُّكَ زانها الأنصارُ كرشى *** ببُردٍ من إمامِ القِبلتَينِ
نماها الأنجبُونَ وكلُّ شيخٍ *** أقام قنى الثنا في الأبرَقَينِ
نحت من أمها العرج الأعالي *** صدورُ صديرها والجانبَينِ
جحاجحةُ العراقِ بني حُسينٍ *** ويفخرُ مُخولٍ ببني حُسَينِ
وخالُكَ شيخُنا المنصورُ ربُّ *** الخوارِقِ روحُ جِسمِ المشرِقَينِ
فلِلحسنَينِ والأنصارِ تُعزى *** بوالدةٍ وعِرقِ اليحيوَينِ
ورُحتَ بصادقِ الأقوالِ تنمى *** إلى الصدِّيقِ جَدُّكَ مرَّتَينِ
وأنتَ اليومَ جاذبةُ التجلِّي *** ومقبولُ الرجا في الساحتَينِ
حثثنا نحو بابِكَ يعملاتٍ *** فرَينَ خِفافَ عوجِ المقدمَينِ
وزُرنَ القُبَّةَ البيضاءَ فيها *** رحيب الباع زاكي النسبتَينِ
وانا شيعةٌ لك يا ابن طه *** بصِدقٍ قام بين الأعوَجَينِ
وهل يُدرى على الغبرا إمامٌ *** سواكَ له تُراثُ الموسيَّينِ
فخُذْ بيدِ الضِعافِ فقد دَهَتهُم *** مِنَ الأوزارِ عَينٌ أيُّ عَينِ
ودُمْ شرَفَ البريَّةِ مُقتداها *** إمامَ الدينِ قرةَ كلِّ عَينِ
تؤمُّ حِماكَ مُثقلةَ المطايا *** كما أمَّتْ بِطاحَ الأخضرَينِ
وصلى الله إعظاماً على مَن *** جلا عتَمَ الضلالِ بضَوءِ عَينِ
رسولٌ كان في العُليا نبيّاً *** وآدم بين نسجِ الجَوهرَينِ
وآلٍ والصِحابِ أخُصُّ منهم *** ذوي بدرِ الوغى وذوي حُنَينِ
وأنتَ وأهلُكَ السبّاقُ فينا *** أمان الأرضِ عَيناً بعد عَينِ