منى الفخرانى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منى الفخرانى

روحانيات وتصوف اسلامى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تشطير البردة ))) للإمام أبي الهدى الصيادي رحمه الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 798
تاريخ التسجيل : 30/03/2013

تشطير البردة ))) للإمام أبي الهدى الصيادي رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: تشطير البردة ))) للإمام أبي الهدى الصيادي رحمه الله   تشطير البردة ))) للإمام أبي الهدى الصيادي رحمه الله Emptyالأحد نوفمبر 03, 2013 11:21 pm

تشطير البردة )))
للإمام أبي الهدى الصيادي رحمه الله



مولاي صل وسلم دائما أبدا** على نبيك رب التاج والعلم
مولاي جد بتحيات مباركة** على حبيبك خير الخلق كلهم
أمن تذكر جيران بذي سلم** أضعت قلبا بغير الحي لم يهم
أم من فراق النقا والساكنين به** مزجت دمعا جرى من مقلة بدم
أم هبت الريح من تلقاء كاظمة** عليلة حملت آثار عطرهم
وضج من حاجر رعد بسيرتهم*** وأومض البرق في الظلماء من إضم
فما لعينيك إن قلت أكففاهمتا** لهم وأبرزتا أسرار حبهم
وما لهمك إن قلت الفراغ طغى** وما لقلبك إن قلت استفق يهم
أيحسب الصب أن الحب منكتم** والحب في الصب طور غير منكتم
أنى يصح له كتمان لوعته** ما بين منسجم منه ومضطرم
لولا الهوى لم ترق دمعا على طلل** معندما رش منك المرط للقدم
ولا علقت بأخبار اللوى ولها** ولا أرقت لذكر البان والعلم
فكيف تنكر حبا بعدما شهدت** أطواره فيك أصناف من الأمم
ويوم رمت جحودا قام بينة** به عليك عدول الدمع والسقم
وأثبت الوجد خطى عبرة وضنى** موشحين من الأشجان بالرقم
تفرقا بطراز النعت واجتمعا** مثل البهار على خديك والعنم
نعم سرى طيف من أهوى فأرقني** وأن عينا كواها البعد لم تنم
آنست معنى اللقا من نار فرقته** والحب يعترض اللذات بالألم
ولا توال الهوى ترجو إزالته** إن الطعام يقوي شهوة النهم
والنفس كالطفل إن تهمله شب على** إهماله باعوجاج غير ذي قوم
مثل الرضيع فإن تتركه رعرع في** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
فاصرف هواها وحاذر أن توليه** زمام نفسك واصرعها وعظ ولم
واجعل جنود الهوى منها مقيدة** إن الهوى ما تولى يصم أو يصم
وراعها وهي في الأعمال سائمة** وانهض بها إن تراخى عزمها وقم
وروحنها على منوال طاقتها** وإن هي استحلت المرعى فلا تسم
كم حسنت لذة للمرء قاتلة** وأبلعته الزؤام المحض في اللقم
تقريه بالدسم المسموم شهوتها** من حيث لم يدر أن السم في الدسم
واخش الدسائس من جوع ومن شبع*** وكن فتى وسطا كالمبصر الحزم
وخذ لصلبك لقمات يقمن به*** فرب مخمصة شر من التخم
واستفرغ الدمع من عين قد امتلأت*** من رؤية الغير إن الغير كالصنم
وارفق بذاتك واشكمها فقد شبعت*** من المحارم والزم حمية الندم
وخالف النفس والشيطان واعصهما*** لله وامسك بحبل الله واعتصم
واصرع هواك وما أغواك من أمل*** وإن هما محضاك النصح فاتهم
ولا تطع منهما خصما ولا حكما** في زي محتكم أو طور مختصم
وحكم الشرع واقمع فيه كيدهما*** فأنت تعرف كيد الخصم والحكم
أستغفر الله من قول بلا عمل*** ومن زخارف أقوال بلا شيم
نصحت غيري ونصحي عنه بي عوج*** لقد نسبت به نسلا لذي عقم
أمرتك الخير لكن ما ائتمرت به*** وما سعت بي إلى ما قلته قدمي
وما تهذب طبعي من كثافته*** وما استقمت فما قولي لك استقم
ولا تزودت قبل الموت نافلة** تعلو بها بين ركبان الحمى هممي
ولم اقم سنة من بعد أن طمست** ولم اصل سوى فرض ولم أصم
ظلمت سنة من أحيي الظلام إلى*** أن اقبل الفجر يجلو وجه مبتسم
ورأفة قيل طه بالكتاب على*** أن اشتكت قدماه الضر من ورم
وشد من سغب أحشاءه وطوى*** عزيمة لسوى الرحمن لم تقم
وقام يحمل في قدسي بردته*** تحت الحجارة كشحا مترف الأدم
وراودته الجبال الشم من ذهب*** بلابتيها تجاه البيت والحرم
كما تراود ذات الخدر سيدها*** عن نفسه فأراها ايما شمم
وأكدت زهده فيها ضرورته*** وهو العليم بأن الكرب لم يدم
أين الضرورة من سلطان عصمته**** إن الضرورة لا تعدو على العصم
فكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من** له انجلى شكلها من مهمة القدم
قامت به وهو قبل الكون علتها*** لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
محمد سيد الكونين والثقلين*** والقبيلين موصول ومنصرم
نبراس باصرة النوعين في الملأين*** والفريقين من عرب ومن عجم
نبينا الآمر الناهي فلا أحد**** إلا ومنه له سهم من النعم
بدا بحاليه محفوظ الجناب ولا*** أبر في قول لا منه ولا نعم
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته** لذي فؤاد كشأني بالذنوب عمى
وهو الذي يرقب الملهوف غارته*** لكل هول من الأهوال مقتحم
دعا إلى الله فالمستمسكون به*** وافى بهم حضرة الإحسان كلهم
رعى لهم ذمة استمساكهم ولهم*** مستمسكون بحبل غير منفصم
فاق النبيين في خلق وفي خلق*** في عالم الخلق مذ قاموا بكونهم
فلم يساوره في فضل ولا مدد*** ولم يدانوه في علم ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمس*** وبحره العذب ممدود لحزبهم
على مراتبهم يعطون نائله**** غرفا من البحر أو رشفا من الديم
وواقفون لديه عند حدهم*** ومطرقون لعز فوق علمهم
تلوى الأعنة منهم دون رتبته*** من نقطة العلم أو من شكلة الحكم
فهو الذي تم معناه وصورته** فوصفه بانتقاص قط لم يسم
والشمس أطلعها وضاع طلعته*** ثم اصطفاه حبيبا بارىء النسم
منزه عن شريك في محاسنه** والخلق فيه حيارى طول دهرهم
فرد تعزز عن ند يماثله** فجوهر الحسن فيه غير منقسم
دع ما ادعته النصارى في نبيهم** ونزه الله حقا عن غلوهم
واذكر نبيك أعلى الله منبره** واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف** ومن فخار ومن فضل ومن همم
وانسب إلى يده ما شئت من منن** وأنسب إلى قدره ما شئت من عظم
فإن فضل رسول الله ليس له** ند ونادبه في الخطب لم يضم
ولا لسلطانه الوهاج طالعه** حد فيعرب عنه ناطق بفم
لو ناسبت قدره آياته عظما*** وجانسته على منواله الفخم
ومر ذكر اسمه في دارس رمم*** أحى اسمه حين يدعى دارس الرمم
جلا بحكمته ليل الظنون لنا*** حرصا علينا فلم نرتب ولم نهم
أعي الورى كنه معناه فليس يرى**** إلا بعيدا بقرب غير ذي فصم
ولم يكن لعلو في حقيقته*** للقرب والبعد فيه غير منفحم
كالشمس تظهر للعينين من بعد *** قريبة لشعاع بالعيون رمي
تجلى على كبر فيها بمطلعها *** صغيرة وتكل الطرف من أمم
وكيف يدرك في الدنيا حقيقته *** من لم تكن ساعة الأخرى بهمهم
وهل يداني معاريج الدنو له ** قوم نيام تسلوا عنه بالحلم
فمبلغ العلم فيه أنه بشر*** أقيم من سبحات النور في القدم
وأنه علة الأكوان أشرفها*** وأنه خير خلق الله كلهم
وكل آي أتى الرسل الكرام بها*** وكل معجزة منهم لقومهم
وكل لمعة نور في حقائقهم*** فإنما اتصلت من نوره بهم
فإنه شمس فضل هم كواكبها*** لدى بروج جلت طمطامة العتم
اشرقن في النوبة الاولى برونقها*** يظهرن أنوارها للناس في الظلم
أكرم بخلق نبي زانه خلق*** مبارك حسن الأوصاف والشيم
بمظهر ظهرت آي الجمال به** بالحسن مشتمل بالبشر متسم
كالزهر في ترف والبدر في شرف** والفجر في مستهل المنظر الوسم
والروح في اللطف والأقدار سلطنة*** والبحر في كرم والدهر في همم
كأنه وهو فرد من جلالته*** بين الجيوش من الأجناد والخدم
تظنه وهو في محراب خشيته*** في عسكر حين تلقاه وفي حشم
كأنما اللؤلؤ المكنون في صدف*** والدر منتسق في سلكه النظم
يبز ما بين منثور ومنتظم*** من معدني منطق منه ومبتسم
لا طيب يعدل تربا ضم اعظمه*** قل للمحبين موتوا في حبيبكم
واستنشقوا مسك قبر حل روضته*** طوبى لمنتشق منه وملتثم
ابان مولده عن طيب عنصره*** والناس أنموذج عن نوع أصلهم
به بدايات أسرار الهدى اختتمت*** يا طيب مبتداء منه ومختتم
يوم تفرس فيه الفرس أنهم*** مبدلون بأسر بعد ملكهم
وكل قوم طغوا منهم بنعمتهم*** قد أنذروا بحلول البؤس والنقم
وبات إيوان كسرى وهو منصدع*** ونار أشياعه أجت بفودهم
وكسر دوله كسرى بعد شوكته*** كشمل أصحاب كسرى غير ملتئم
والنار خامدة الأنفاس من اسف** حزنا على أنها شبت لشركهم
طم اللهيب بها من عظم ما لطمت*** عليه والنهر ساهى العين من سدم
وساء ساوة أن غاضت بحيرتها*** وأهلها خاب منهم حسن ظنهم
فشد صادرها إزرا على عطش*** ورد واردها بالغيظ حين ظمى
كأن بالنار ما بالماء من بلل*** وفي الهواء أجيج زم من سجم
وفي التراب انقلاب عن خميرته** حزنا وبالماء ما بالنار من ضرم
والجن تهتف والانوار ساطعة** رغما لكل كفور بالضلال عمى
والصدق يبرز من بطن الخفا علنا*** والحق يظهر من معنى ومن كلم
عموا وصموا فإعلان البشائر لم** يفدهموا غير محض الطمس والصمم
كأن ضجة آيات البشارة لم*** تسمع وبارقة الإنذار لم تشم
من بعدما أخبر الأقوام كاهنهم*** وقال عرافهم في قطع حبلهم
وراح يجزم منهم كل ذي نظر*** بان دينهم المعوج لم يقم
وبعد ما عاينوا في الأفق من شهب*** تنحط ما بين مغموم ومضطرم
من ثابتات رأوها في بصائرهم*** منقضة وفق ما في الأرض من صنم
حتى غدا عن طريق الوحى منهزم*** يتلوه منقصم من بعد منقصم
من كل مسترق للسمع منخذل*** من الشياطين يقفوا إثر منهزم
كأنهم هربا أبطال أبرهة*** مذ شتت الشمل منهم صرع فيلهم
أو جحفل بتراب كف اعينهم** أو عسكر بالحصى من راحتيه رمي
نبذا به بعد تسبيح ببطنهما*** كالسر ينبذ فيه نطق مكتتم
حكى الحصى حينما ذرته راحته*** نبذ المسبح من أحشاء ملتقم
جاءت لدعوته الأشجار ساجدة*** سجود معتكف للركن ملتزم
وأقبلت ويد الاقدار تجذبها*** تمشى إليه على ساق بلا قدم
كأنما سطرت سطرا لما كتبت*** اصولها من معاني بأسه العزم
كأنما الأرض لوح زان أسطره*** فروعها من بديع الخط باللقم
مثل الغمامة أنى سار سائرة*** بخيمة فوقه من أبهج الخيم
تمد ظلا رقيقا فوق منظره*** تقيه حر وطيس للهجير حمي
أقسمت بالقمر المنشق إن له*** معنى تضيق له الأرقام بالقلم
ونسبة بانشقاق البدر مد لها*** من قلبه نسبة مبرورة القسم
وما حوى الغار من خير ومن كرم*** ومن علوم ومن فضل له عمم
وما أحاط به من لطف بارئه*** وكل طرف من الكفار عنه عمي
فالصدق في الغار والصديق لم يرما*** وليس من صانه الرحمن بالوجم
هما بمهد أمان ضمن غارهما*** وهم يقولون ما بالغار من ارم
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على*** حكم الطبيعة لم تبرح لغيهم
نعم على غير غار الطهر سيدنا*** خير البرية لم تنسج ولم تحم
وقاية الله أغنت عن مضاعفة*** من مثلهم وجيوش فوق جيشهم
كفت يد العون عن زرق مصفحة*** من الدروع وعن عال من الأطم
ما سامني الدهر ضيما واستجرت به*** إلا وقام بحق الحب والرحم
ولا فزعت له من ضيم نائبة*** إلا ونلت جوارا منه لم يضم
ولا التمست غنى الدارين من يده**** إلا ورحت ندي الكف بالنعم
ولا تشبثت في أذيال دولته*** إلا استلمت الندى من خير مستلم
لا تنكروا الوحي من رؤياه إن له*** في الحالتين انطلاق البرق في الظلم
يسري بروح حوت في طي قالبها*** قلبا إذا نامت العينان لم ينم
فذاك حين بلوغ من نبوته*** وللنبيين هذا في بلوغهم
وفي البلوغ رأوه شيخ موكبهم*** فكيف ينكر منه حال محتلم
تبارك الله ما وحي بمكتسب** لكنه محض سر الفضل والكرم
فلا رسول مريب في رسالته** ولا نبي على غيب بمتهم
كم أبرأت وصبا باللمس راحته*** أبو البتول وأحيت ميت السقم
وقيدت شاردات المجد همته*** وأطلقت اربا من ربقة اللمم
وأحيت السنة الشهباء دعوته** من بعد أن سقطت في وهدة العدم
أفاض من نوره فيها فنورها** حتى حكت غرة في الأعصر الدهم
بعارض جاد أو خلت البطاح بها** هدارة بعريض النيل منسجم
كأنما بحجون والصفا ومنى** سيب من اليم أو سيل من العرم
دعني ووصفي آيات له ظهرت** فضاء للرسل فيها أفق سعدهم
جلت بمظهرها للناس يوم بدت** ظهور نار القرى ليلا على علم
فالدر يزداد حسنا وهو منتظم** وإن تساوى مع المنثور بالقيم
لا النظم يعليه قدرا عن حقيقته** وليس ينقص قدرا غير منتظم
فما تطاول آمال المديح إلى** نعوت سر الوجود الثابت القدم
من بعد أن نص آيات الكتاب على** ما فيه من كرم الأخلاق والشيم
آيات حق من الرحمن محدثة** كالدر نظم في سمط من الكلم
مواهب قبل كون الكون بارزة** قديمة صفة الموصوف بالقدم
لم تقترن بزمان وهي تخبرنا** أخبار حق علا عن وصمة التهم
عن كل آت وماض نص معلمها** عن المعاد وعن عاد وعن إرم
دامت لدينا ففاقت كل معجزة** للمرسلين وبرهان لحزبهم
لا تنقضي كصنوف المعجزات مضت** من النبيين إذ جاءت ولم تدم
محكمات فما يبقين من شبه** لما حكمن به من محكم الحكم
ولا يدعن طريقا في محاكمة** لذي شقاق ولا يبغين من حكم
ما حوربت قط إلا عاد من حرب** وليها صابغا أعداءه بدم
ما غولبت في وغى إلا رأيت به** أعدى الأعادي إليها ملقي السلم
ردت بلاغتها دعوى معارضها** بعد البلاغ رفيق الحزن والسدم
وردت الجاحد المحتج حجتها** رد الغيور يد الجاني عن الحرم
لها مكان كموج البحر في مدد** يرمي بفوجين منهل ومنسجم
ففوق سلطانه سلطان حكمتها** وفوق جوهره في الحسن والقيم
فما تعد ولا تحصى عجائبها** كأنها طالعات الزهر في الظلم
فلا تمس يد الإقلال رونقها** ولا تسام على الإكثار بالسأم
قرت بها عين قاريها فقلت له** قر بالأمان وفي ظل بالنبي نم
وقم دجى الليل واقرأ حزبها فيها** لقد ظفرت بحبل الله فاعتصم
إن تتلها خيفة من حر نار لظى** أمنت لا ريب من نار ومن ضرم
وإن ذكرت بها الرحمن متثقا** أطفأت حر لظى من وردها الشيم
كأنها الحوض تبيض الوجوه به** يوم القدوم على خلاقها الحكم
تحيي به أنفس يزهي عناصرها** من العصاة وقد جاؤه كالحمم
وكالصراط وكالميزان معدلة** حكما على ما مضى في اللوح والقلم
مصونة من غبار الظلم طاهرة** فالقسط في غيرها للناس لم يقم
لا تعجبن لحسود راح ينكرها** إن الحسود عدو الفضل والنعم
رآى هداها وأغضى غير مكترث** تجاهلا وهو عين الحاذق الفهم
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد** وينكر الشيخ فعل الكهل من هرم
وينكر الأكمه الأشكال من كمه** وينكر الفم طعم الماء من سقم
يا خير من يمم العافون ساحته** وأمه زمر القصاد لتكرم
وحج أبطال أهل الله مرقده** سعيا وفوق متون الانيق الرسم
ومن هو الآية الكبرى لمعتبر** ومن هو الملجأ الأعلى لمعتصم
ومن هو المنة الوفرى لمفتقر** ومن هو النعمة العظمى لمغتنم
سريت من حرم ليلا إلى حرم** إلى مقام علا عن فكرة الهمم
وسرت تكشف سر الأفق مرتفعا** كما سرى البدر في داج من الظلم
وبت ترقى إلى أن نلت منزلة** لم ترق بالوهم فضلا عن قوى القدم
منيعة برحاب القدس دانية** من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم
وقدمتك جميع الأنبياء بها** كما تقدمتهم في عالم القدم
ذا في النبيين تقديم أبنت به** والرسل تقديم مخدوم على خدم
وأنت تخترق السبع الطباق بهم** سلطان كبكبة سارت بجندهم
ضمن السرادق والأنوار مطبقة** في موكب كنت فيه صاحب العلم
حتى إذا لم تدع شأوا لمستبق** في مصدر وورود من صدورهم
ولا تركت مقاما يستقر به** من الدنو ولا مرقى لمستنم
خفضت كل مقام بالإضافة إذ** فتحت باب الهدى فردا بجمعهم
جزمت ميم المنى عن لاحقيك كما** نوديت بالرفع مثل المفرد العلم
كما تفوز بوصل أي مستتر** عن علم كل عليم من فحولهم
وكي ترى نور قدس أي محتجب** عن العيون وسر أي مكتتم
فحزت كل فخار غير مشترك** وكل سهم نوال غير مقتسم
وطلت كل مطال غير مطلع*** وجزت كل مقام غير مزدحم
وجل مقدار ما وليت من رتب** شم وأوليت من عفو لمجترم
وأعظم الله ما أدركت من عظم** وعز إدراك ما أوليت من نعم
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا** مواهبا فوق حصر الخط والرقم
بنى لنا الله بالمختار سيدنا** من العناية ركنا غير منهدم
لما دعى الله داعينا لطاعته** ونحن سرنا بذاك الإثر والقدم
واحكم الله فينا حكم سنته** بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم
راعت قلوب العدا أنباء بعثته** بطارق من أفانين القضا صدم
جاءتهمو فأخافتهم طوارقها** كنبأة أجفلت غفلا من الغنم
ما زال يلقاهم في كل معترك** يرد كيدهم فيه لنحرهم
يدير فيهم مناياهم ويصرعهم** حتى حكوا بالقنا لحما على وضم
ودوا الفرار وكادوا يغبطون به** قرون قوم عفوا من شر أهلهم
تظنهم وخيول الله تلحقهم** أشلاء شالت مع العقبان والرخم
تمضي الليالي ولا يدرون عدتها** لما بهم من توالي نار حربهم
كأن تلك الليالي لا تمر بهم** ما لم تكن من ليالي الاشهر الحرم
كأنما الدين ضيف حل ساحتهم** فهد ركنا منيعا من مشيدهم
وجاءهم ولواء النصر يقدمه** كل قرم إلى لحم العدا قرم
يجر بحر خميس فوق سابحة** بفتكة فول فتك الصارم الخذم
يجري بسيال آساد مدرعة*** يرمي بموج من الأبطال ملتطم
من كل منتدب لله محتسب*** رام بسهم بنار البأس مضطرم
يصول كالقدر المنقض من أفق** يسطو بمستأصل للكفر مصطلم
حتى غدت ملة الإسلام وهي بهم*** في مشهد شامخ الأركان محترم
عزيزة بحصون السعد ريضة*** من بعد غربتها موصولة الرهم
مكفولة ابدا منهم بخير أب*** وخير عم كريم الطور والشيم
وخير إلف غيور من ذوي حسب*** وخير بعل فلم تيتم ولم تئم
هم الجبال فسل عنهم مصادمهم** وهم على الشهب من باد وملتثم
يوم العراك ونار الموت شاعلة*** ماذا رآى منهم في كل مصطدم
وسل حنينا وسل بدرا وسل أحدا*** وخيبرا يوم هدوا ركن خصمهم
وسل حصونا دعوها لا رسوم لها*** فصول حتف لهم أدهى من الوخم
ألمصدري البيض حمرا بعد ما وردت*** عيون أوداج قوم من عدوهم
ألموردي الزان كالبرق الملح دجى*** من العدى كل مسود من اللمم
والكاتبين بسمر الخط ما تركت*** اكفهم صحفا إلا لدينهم
لم تبق في كل جلد من معارضهم*** أقلامهم حرف جسم غير منعجم
شاكي السلاح لهم سيما تميزهم*** أكرم بذي رأفة بالفتك متسم
قد مازهم باجتثاث الظلم عدلهم*** والورد يمتاز بالسيما عن السلم
تهدي إليك رياح النصر نشرهم*** فيملأ الكون طيبا طيب نشرهم
يمر عسكرهم والفتح يكنفه*** فتحسب الزهر في الأكمام كل كمي
كأنهم في ظهور الخيل نبت ربى*** أو كالرواسي بناها طول حزمهم
رسوا على الجرد أوتادا مطنبة** من شدة الحزم لا من شدة الحزم
طارت قلوب العدا من بأسهم فرقا*** أجل على الضد سم مس بأسهم
راعوا عقول أعاديهم بسطوتهم*** فما تفرق بين البهم والبهم
ومن تكن برسول الله نصرته*** فذاك لا شك من كل الهموم حمي
تراه والنصر يجلى فوق جبهته** إن تلقه الأسد في آجامها تجم
فلن ترى من ولي غير منتصر** بجاهه ضمن حصن أي معتصم
ولا محب صدوق غير متصل*** به ولا من عدو غير منقصم
أحل أمته في حرز ملته*** وصانهم وكفاهم شر وزرهم
تراه وهو بهم في سوح رأفته*** كالليث حل مع الأشبال في الأجم
كم جدلت كلمات الله من جدل*** ذي منطق فيه حتى صار كالبكم
وكم أقيمت براهين لمعتقد** فيه وكم خصم البرهان من خصم
كفاك بالعلم في الأمي معجزة*** عظيمة هي فوق العلم بالعظم
جلته بداراً زها بالفضل أبرزه*** في الجاهلية والتأديب في اليتم
خدمته بمديح أستقيل به** وزرا كساني من فرعي إلى قدمي
وأمحون بذكري نور طلعته*** ذنوب عمر مضى في الشعر والخدم
إذ قلداني ما تخشى عواقبه*** من حمل جرم به أصبحت لم أقم
وقيداني بقيد منهما وأنا*** كأنني بهما هدي من النعم
أطعت غي الصبا في الحالتين وما ***صحوت إلا على أثقال مجترم
وراح وقتي سدى في المذهبين وهل*** حصلت إلا على الآثام والندم
فيا خسارة نفس في تجارتها ***تبغي المكاسب كالسارين في الحلم
طاشت فلا رأس مال تقتنيه كما*** لم تشتر الدين بالدنيا ولم تسم
ومن يبغ آجلا منه بعاجله** هو الذي استبدل الأنوار بالظلم
وبعد كشف غطاء عن بصيرته*** يبن له الغبن في بيع وفي سلم
إن آت ذنبا فما عهدي بمنتقض*** من الرسول ولا وجهي بمهتضم
ولا ولائي وميثاقي بمنقطع*** من النبي ولا حبلي بمنصرم
فإن لي ذمة منه بتسميتي*** بإسمه وإليه ينتهي رحمي
أبو الهدى كنيتي والإسم أذكره*** محمدا وهو أوفى الخلق بالذمم
إن لم تكن في معادي آخذا بيدي*** وراحمي يا عنا قلبي ويا ندمي
وإن تكن لم تقلني عثرتي بغد*** فضلا وإلا فقل يا زلة القدم
حاشاه أن يحرم الراجي مكارمه*** ومنه في الخلق فاضت أبحر الكرم
أنى يرى عبده ردا بساحته****** أو يرجع الجار منه غير محترم
ومنذ ألزمت أفكاري مدائحه*** غنيت فيه عن الأنصار واللزم
ومذ لزمت بصدقي باب منته*** وجدته لخلاصي خير ملتزم
ولن يفوت الغنى منه يدا تربت*** ولا مواهبه تعدو أولي العدم
تحيي قلوبا عفت أنواء رأفته*** إن الحيا ينبت الأزهار في الأكم
ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفت*** نفسيها أمم زلوا بمدحهم
ولم أرم بدر الورق التي جمعت*** يدا زهير بما أثنى على هرم
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به*** وصرت للضنك والأكاد كالعلم
وليس لي إمام الرسل من سند*** سواك عند حلول الحادث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بي*** إن أبخس الخصم طيشا في الورى قيمي
ولن أرى الضيم إن أوليتني نظرا*** إذا الكريم تحلى باسم منتقم
فإن من جودك الدنيا وضرتها*** وأنت أكرم من يمشي على قدم
فمن فهومك تفسير الكتاب بدا*** ومن علومك علم اللوح والقلم
يا نفس لا تقنطى من زلة عظمت*** ولا زمى باب باب الله واعتصمى
ولا تراعى وحسن الظن فادخري*** إن الكبائر في الغفران كاللمم
يا رب فاجعل رجائي غير منعكس*** ومنك حبل ظنوني غير منصرم
واجعل سفاسف أعمالي منزهة*** لديك واجعل حسابي غير منخرم
والطف بعبدك في الدارين إن له** عزما على غير سوء الحال لم يقم
أقام بالطبع تسويفا وأرفقه*** صبرا متى تدعه الأهوال ينهزم
وأذن لسحب صلاة منك دائمة** تسقي بيثرب قبر الطاهر الشيم
ما رنحت عذبات البان ريح صبا*** وفاح من آل طه عطر ذكرهم
تمدها أبحر التسليم وافدة*** على النبي بمنهل ومنسجم
ما رنحت عذبات البان ريح صبا*** وفاح من آله طه عطر ذكرهم
وأشبع الركب من مدح الصحاب شذا ***وأطرب العيس حادي العيس بالنغم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrefaee.ahlamontada.com
 
تشطير البردة ))) للإمام أبي الهدى الصيادي رحمه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفريج الشّدة في تشطير البردة
» أبو الهدى الصيادي 1266 - 1328
» بردة البارودي رحمه الله
» بردة البارودي رحمه الله
» بردة الشيخ ابن عابدين الحسيني رحمه الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منى الفخرانى :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: