حمائم شعري يا هويفَ ترفرف ُ
وتنثر ألحان الغرام وتعزف ُ
كأن ّ فؤادي في ودادك ِ نخلةٌ
تدلّى بها تمرٌ و دلّكِ يقطفُ
أهيفاء مدّي بالمحبة لي يدا
فإلا تمدِّيها سأفنى وأتلفُ
تجمُّ الصبابات الجميلة نبعُها
لديك ِ فداريها وإلا ستنشفُ
غنمتِ فؤادي إذ غزوتِ مولهاَ
ولم تغنمي قربي ففيمَ التعففُ؟
وقسّمتني للحزن والهم والعنا
أضرّ بقلبي عفّةً لي تقصّفُ
أطلتِ جفاءً كم بعثتُ تحيةَ
فردَّ سلام القلب منكِ التأففُ
فأرجع مبهوتا أحير ُ ومهجتي
بما عَبَثتْ هيفا أراها تُلحّف ُ
تهيفَ شعري مذ رأيتك فاقرئي
قصيدي فدى عينيك إذ يتهيفُ
خططتُ بقلبي سطرَ حبك عاشقا
فلا تسألي حذفا فهيهات أحذفُ
تواعدني الألحاظ منها فأنتشي
وأصحو إذا الهيفاء للوعد تخلفُ
فتنتبه ُ العينان تسأل لهفة ً
لماذا هويفي بعد وعديَ تصدفُ
أسائلني هل كنت في الحب عابثا
وهل كان قلبي في الهوى يتكلفُ؟
إلى أن أجاب َ الشوق بدّد حيرتي
وأنبأني إني عميد ومدنفُ
علمت بأني عاشق زاره الردى
إلى حتفه الورديّ كم يتلهفُ
ويسرف في عذلي من الناس جلمدٌ
ولو كان إنسيا لما كان يسرفُ
يلوم ولم يلقَ العذابات ليلة
نؤومٌ ومنه القلب خالٍ وأجوفُ
وليس هوى إذ لا تموت من الهوى
و تصرعك الأشواق إذ غابَ مسعفُ
أرى جور هذا الحب عدلا محببا
فقل للذي أهواه إيّاك تنصفُ
نَفَحَت نسمَةُ مَن أَهوى عَليّ فَغَدا الحُبُّ بِها مِنّي إِليّ
وَلَوَت كُلّي إِلَيها لَيَّةً طَوَتِ الكَونَ بِها عَنّيَ طَيّ
يا لَها مِن حُسنِ شَمسٍ أَشرَقَت لَم يَكُن في جَوِّها وَاللَّهِ فيّ
نَسَخَت آيَتُها آيَ السوى إِذ سَرَت من لُطفِها في كُلِّ شيّ
لَست بِالعَينِ تَراها إِن بَدَت إِذ غَدَت لِلكُلِّ عَيناً يا أُخَي
كَم لَها مِن نَظرَةٍ قَد أَسكَرَت جَهرَة أَهل الهَوى مِن كُلِّ حيّ
فَهيَ إِن تَرض عَلى حُبٍّ لَها تَأتيهِ رُغماً عَلى أَنفِ اللَحيّ
وَإِذا تاهَت عَلى عاشِقِها لَم يَفِد في وَصلِها وَاللَهِ شيّ
فَلَها الحُكمُ اِنفِراداً في الوَرى لَم يَكُن مَعَها مِنَ الكَونَينِ رَأي