قِفا خَبِّراني أَيُّها الرَّجُلانِ .. عنِ النَومِ إِنَّ الهَجرَ عَنهُ نَهاني
وكيفَ يَكونُ النَومُ أَم كيفَ طَعمُهُ .. صِفا النَومَ لي إِن كُنتُما تَصِفانِ
فَإِنّي لَمُشتاقٌ إِلى النَومِ فَاعلَما .. ولا عَهدَ لي بالنَومِ منذُ زَمانِ
وإِنّي لَظَمآنٌ إِلى بَردِ أَعيُنٍ .. جَرَت بحَواشي بُقعَةِ الزَبَداني
عُيونٌ جَرَت بِالسَفحِ حَتّى تَدافَعَت .. تَدافُعَ خَيلٍ أُرسِلَت لِرِهانِ
فَتِلكَ مياهٌ لو شَرِبتُ زُلالَها .. وبي كُلُّ داءٍ قاتِلٍ لَشَفاني
أَلا حَبَّذا عَيشٌ هَنيءٌ قَطَعتُهُ .. بِظِلِّكُما يا أَيُّها الجَبَلانِ
تَناوَحتُما كَالفَرقَدَينِ فَأَشرَفَت .. بِسَفحَيكُما لِلناسِ خَيرُ مَغانِ
عُيونُكُما قَرَّت وَعَيني سَخينَةٌ .. وهَل يَستَوي قاصي الدِيارِ وَداني
أهذا وما كابَدتُما غُربَةَ النَوى .. فَكَيفَ الغَريبُ الدارِ منذُ زَمانِ
( فتيان الشاغوري )
مُدّي بساطيَ واملأي أكوابي .. وانسي العِتابَ فقد نسَيتُ عتابي
عيناكِ، يا بغدادُ ، منذُ طفولَتي .. شَمسانِ نائمَتانِ في أهدابي
لا تُنكري وجهي، فأنت حَبيبتي .. وورودُ مائدَتي وكأسُ شرابي
بغدادُ جئتُكِ كالسّـفينةِ مُتعَباً .. أخفي جِراحاتي وراءَ ثيابي
ورميتُ رأسي فوقَ صدر أميرَتي .. وتلاقتِ الشّفَتانُ بعدَ غيابِ
أنا ذلكَ البَحّارُ يُنفِقُ عمرهُ .. في البحثِ عن حبٍّ وعن أحبابِ
( نز
جنون بالورى يحـدو حمـاقـه // وحمقٌ قد تمادى في نطاقه
ليشملَ من بها قد ظـلَّ حيّاً // ومن تـحت الثرى أيضاً أحاقه
فلا منجى وقد ضاقت عـلينا // سوى عـزمٍ ترافـقـه انطلاقه
لنـصحـوا بعدما قد طـال نومٌ // كما طال الشخير مع الإعاقه
كأنّـا مـن أوى فـيـهـا لكهـف // ولم تأتى عـلى هـذا إفـاقـه
وقــد آن الأوان لـكـــي ترانـا // أيـا زمن المآسي والصفـاقـه
عـلى صحو نعيش بغـير نوم // ولن يبق الهلال على محاقه