يعد معبد اسنا من أهم المعالم السياحية بمدينة اسنا وهو المعبد الوحيد الباقى من أربعة معابد كانت موجودة في اسنا ثلاث منهم في شمال غرب اسنا في (أصفون – كوم الدير – غرب اسنا) أما الرابع فكان يقع في شرق اسنا (الحله) وفى عام
1830 تم اكتشاف معبد آخر في موكير جنوب غرب اسنا بحوالي 10 كم إلا أن هذه المعابد قد اختفت منذ القرن الماضى ولم يبقى منها غير مات يدل عليها.
تاريخ بناء معبد اسنا
يرجع اكتشاف معبد اسنا وتنظيفه من الرديم إلى عام 1843م اى في أواخر عصر محمد على باشا ويسبق هذا التاريخ زيارة العالم الفرنسي (شمبليون) له في عام 1828م الذي ذكر أنه رأى نقوش تحمل اسم الملك تحتمس في هذا المعبد.
يعتقد أن المعبد الحالى أقيم على أطلال معبد قديم يرجع بدايته إلى عصر الأسرة الثامنة عشر حيث عثر على نقوش تحمل اسم الملك تحتمس عام 1468 – 1436 ق.م الذي جاء ذكر مدينة اسنا باسمها في عهده.
وهناك بحث أثرى لم ينشر بعد يذكر ان معبد اسنا يرجع إلى عصر الدولة الوسطى الأسرة الثانية عشر 1991- 1778 ق.م وقد تهدم هذا المعبد وأعيد بناءه في العصر الصاوى الأسرة السادسة والعشرين ويرقد معظمه أسفل المنازل الحديثة باسنا. أما المعبد الحالى فقد بدأ تشييده في عهد الملك البطلمى بطليموس الملقب باسم فيلوميتور اى المحب لأمه.
وقد أضيف اليه في العصر الرومانى قاعة أساطين ترجع لعصر الإمبراطور الرومانى (كلوديوس) 40م وتمت زخرفة الصالة في عصر كل من فيسيان وتراجان وهادريات وآخر نقوشها ترجع لعهد الإمبراطور دكيوس حوالي سنة 249 – 250م على الجدار الغربي للمعبد أي أن هذا المعبد استمر في بناءه وزخرفتة خلال 400 عام على فترات منفصلة ما بين عام 181 ق.م – عام 250 م
اله المعبد
يقع معبد اسنا على الضفة الغربية لنهر النيل على بعد 100م تقريباً من نهر النيل ويتعامد راسياً عليه على محور واحد وتنخفض أرضية المعبد بعمق 9م تقريباً عن مستوى الأرض الحديثة لمدينة اسنا وينزل اليه بسلم حديث.
خصص هذا المعبد لعبادة الإله خنوم مع كل من زوجته منحيت – نيبوت اما الآله خنوم فقد مثل برأس كبش وجسد إنسان ويعرف باسم الإله الفخرانى أو خالق البشر من الصلصال وباسم خنوم رع سيد اسنا
أما الآلهة منحيت فقد مثلت برأس أنثى الأسد ويعلوها قرص الشمس وجسد أنثى وتشبه الآلهة سخمت لهذه القوة.
أما الآلهة نيبوت الزوجة الثانية لخنوم ويعنى اسمها سيدة الريف وقد مثلت بهيئة أدمية على شكل سيدة يعلو رأسها قرص الشمس بين قرنين وهي هنا تشبة الآلهة ايزيس في هيئتها.
وصف معبد اسنا وأهم مناظره
معبد اسنا عبارة عن صالة مستطيلة الشكل ذو واجهة ذات طراز معمارى خاص بعمارة المعابد المصرية القديمة في العصرى اليونانى والرومانى ويحمل سقفها 24 اسطوانة بارتفاع 13م ومزخرفة بنقوش بارزة ذات تيجان نباتية متنوعة.
وتعتبر هذه القاعة (الصالة) من أجمل صالات الاعمدة في مصر على وجه العموم من حيث تماثل النسب وطريقة نحت تيجان أعمدتها وبقائها في حالة جيدة من الحفظ وتتميز واجهة المعبد بحوائط نصفية أو ساترية لكى تستر المعبد وتحافظ على أسرار الطقوس التي كانت تؤدى بداخله وقسمت جدرانه الداخلية والخارجية إلى سجلات أو صفوف أربعة بكل
سجل منظر متكامل بذاته وتمثل مناظر المعبد بصورة عامة
الملوك البطالمة في الجدار الغربي والاباطرة الرومان في هيئات فرعونية وهم يقدمون الهبات والقرابين والزهور المقدسة لالهة المعبد (خنوم – منحيت – نيبوت) آلهة أخرى مثل (مين – سوبك – صخور – ايزيس)
والمناظر الداخلية للمعبد تتعلق أغلبها بالديانة والعقيدة في تلك الفترة وتتكون من مؤلفات دينية ونصوص عن خلق العالم واصل الحياة بالإضافة إلى التضرعات والتراتيل الدينية وأعياد الإله خنوم ومناظر فلكية ومناظر تأسيس المعبد ومناظر سحرية تمثل صيد وقتل الارواح الشريرة وهزيمة الأعداء.
أهم مناظر المعبد
يبدأ المعبد بواجهة ذات طراز معمارى شاع في العصور المتأخرة يعرف باسم الاعمدة المتصلة أو الحوائط النصفية ويحلى الجزء الجنوبى من الواجهة مناظر تمثل خروج الإمبراطور (تيتوس) في هيئة فرعونية من قصره حاملا رموز الهية أربعة للإله "خنوم – تحوت – حورس – أنوبيس " اله التحنيط ثم يليه منظر يمثل عملية تطهير الإمبراطور بواسطة الالهين حورس – تحوت بأوانى التطهير HST وبعلامات الحياة أمام الإله خنوم ثم منظر قيادة الهى الشمال والجنوب للإمبراطور إلى داخل المعبد والناحية الشمالية تمثل مناظر تتويج الإمبراطور. المناظر الداخلية
يضم المعبد العديد من المناظر ولكن من أهمها :
في الواجهة الغربية (مدخل المعبد القديم) نجد في اعلاها منظر رئيسى يمثل الإله خنوم براس كبش وجسد إنسان بالزى الالهى داخل قرص الشمس سيد اسنا ويعنى هذا المنظر أن الإله خنوم محمى من قبل الإله رع