يا حبي المحيي المميت
لأنك أنت نوري ما حييت .. وسري أنت باق إن فنيت
إذا ما في هواك بلغت شأوا .. دعاني فيك شأو فارتقيت
و ما نفدت شؤون بهاك يوما .. و لا يوما أنا منك اكتفيت
فحسن فيك يدعوني لحسن .. و شوقي فيك خيل لا تبيت
و يلهبني لظى وجدي فأبكي .. و تنقطع الدموع و ما انطفيت
و يسعدني حنانك فوق ظني .. كأني لم أكن يوما شقيت
و تختلط الشؤون علي حتى .. كأني كنت أخفي ما لقيت
فمن فرط البكاء شبيه ضحكي .. و مما اشتد بي فرحي بكيت
علي قد التقى عشق و شوق .. و أنت حبيبي المحيي المميت
أراني ما انتهى أبدا مقامي .. و لا ضعني انتهى إلا ابتديت
أموت على سنا أفق جديد .. و إما مسني موتي حييت
كذلك دائماً موتي و بعثي .. كأني ما ابتدأت و لا انتهيت
أتابع دائماً أبدا رحيلي .. و ما انقطع الطريق و لا عييت
و أرحل في مدى سري و نوري .. كشمس في ، إلي و بي اهتديت
كشمس ليس تدركني الليالي .. بلا ظل على عرشي استويت
: نور
/ في أرض المعنى ، محمد الهادي بو قرة
ساقية الجوهري
عبيـر الـوردِ مـن فـيـك // دعــا شعـري ليـأتـيكِِ
كنسمات الصّبا صيحا // إذا هــبّــــت لتـنـبـيـكِ
بأنّـك بالـهـوى أمـلـي // وأنّــي هـائـــم فــيـكِ
فــإنْ أدركتِ ما اعني // وإنّــي جـئـتُ أرضـيـكِ
وأنّ العشق يعنـيـني // أيـــا حـبّـي ويـعـنـيـكِ
فأنّى تـبـعـدي عـنّـي // ومـثـلي سوف يولـيكِ
فؤاداً بالـجـوى يشـدو // بذاتي سـوف أفـديـكِ
أيــا حسنـاً تـغـيّـانـي // أغير القـلـبِ يحمـيـكِ
يقولون لي: «صِفها، فأنت بوصفها
خبيرٌ» أَجَلْ!! عندي بأوصافها علمُ
صفاء ولاماء، ولطفٌ ولا هوا،
ونور ولا نارٌ، وروح ولاجسمُ
تقدَّمَ كلَّ الكائناتِ حديثُها،
قديما، ولا شكل هناك، ولارسمُ
وقامت بها الأشياءُ ثَمَّ لحكمةٍ،
بها احتجبت عن كلّ مَن لاله فهمُ
وهامتْ بها روحي، بحيث تمازجا، اتّ
ـحادا، ولاجِرمٌ تخلّلهُ جِرمُ
فخمرٌ ولاكرمٌ، وآدمُ لي أب
وكرمٌ ولاخمرٌ، ولي أمُّها أمُّ
ولطف الأواني، في الحقيقة، تابع
للطف المعاني، والمعاني بها تنمُو
وقد وقع التفريق، والكلّ واحد
فأرواحنا خمر، وأشباحنا كرمُ
ولا قبلها قبلُ، ولابعدَ بَعْدَها
وقبليّة الأبعاد، فهي لها حتمُ
وعصرُ المدى من قبله كان عصرها
وعهدُ أبينا بعدَها، ولها اليتمُ
محاسنُ، تهدي المادحينَ لوصفِها
فيحسُنُ فيها منهُمُ النثرُ والنّظمُ
ويطربُ من لم يَدْرِها، عند ذكرها
كمشتاق نعم، كلّما ذكرتْ نُعمُ