السري السقطي... واسطة العقد بين قطبين صوفيّين
د. عمار علي حسن
أحد أكثر أهل زمانه ورعاً وتقوى. كني بـ «طيب الطعام»، وتحدث مريدوه عن كرامات خارقة، بعضها كان من معجزات الأنبياء، وهي مسألة ينكرها السلفيون ويرمونه بالشطح والتضليل، بينما أوضح الدارسون إنه كان ضحية لقانون الأسطورة الذي يهول كل صغيرة، وينفخ في القليل فيصير أكثر مما يتصور أحد.
إنه أبو الحسن سري بن المغلس السقَطي خالُ الجنيد البغدادي وأستاذه، وهو تلميذ الزاهد العابد معروف الكرخي. عرف عنه إلمامه بالسنة وعلوم التوحيد. ويُقال إن الكرخي رحمه الله دعا له، قائلاً: {أغنى الله قلبك»، فوقع الزهد في قلبه حينئذ .
ويروي أبو القاسم سليمان بن محمد حكاية في هذا المجال: «حدثني بعض إخواني أن سري السقطي مرت به جارية معها إناء فيه شيء، فسقط من يدها فانكسر، فأخذ سري شيئاً من دكانه فدفعه إليها بدل ذلك الإناء، فنظر إليه معروف الكرخي فأعجبه ما صنع فقال له معروف: بغض الله إليك الدنيا» .
قال عنه الجنيد: «ما رأيت أعبدَ من السري، أتت عليه ثمانٌ وتسعون سنة ما رؤي مضطجعاً إلا في علة الموت». ووصفه الإمام القشيري في «رسالته» بأنه «أوحد زمانه في الورع وأحوال السنة وعلوم التوحيد».
وذكر عنه أبو عبد الرحمن السلمي: «هو أول من تكلم ببغداد في لسان التوحيد وحقائق الأحوال وهو إمام البغداديين وشيخهم في وقته». أما علي الحسن البزاز فقال: «سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن السري بعد قدومه من الثغر فقال: أليس الشيخ الذي يعرف بطيب الغذاء؟ قلت: بلى. قال: هو على سيره عندنا قبل أن يخرج».
كان السري يُعرف بطيب الغذاء، وتصفية القوة، وشدة الورع، حتى انتشر ذلك عنه. وكان من ورعه ومحاسبته لنفسه يقول: «إنني أنظر إلى أنفي في اليوم كذا وكذا مرة مخافة أن يكون قد أسودَّ وخوفاً من الله أن يسود صورتي لما أفعله».
وقال الجنيد: «سمعت السري يقول: أعرف طريقاً مختصراً قصداً إلى الجنة، فقلت: ما هو؟ فقال: لا تسأل من أحد شيئاً، ولا تأخذ من أحد شيئاً ولا يكن معك شيء تعطي منه أحداً».
وتابع: «دخلت عليه، وهو في الترع، فجلست عند رأسه، ووضعت خدي على خده، فدمعت عيناي، فوقع دمعي على خده، ففتح عينيه، وقال لي: من أنت. أجبت: خادمك الجنيد، فقال: مرحباً. فقلت: «أوصني بوصية أنتفع بها بعدك!» قال: «إياك مصاحبة الأشرار، وأن تنقطع عن الله بصحبة الأخيار».
كذلك روى الجنيد: «دخلت على السري السقطي وهو يبكي فقلت له: وما يبكيك؟ فقال: جاءتني البارحة الصبية، فقالت: يا أبتِ هذه ليلة حارة وهذا الكوز أعلقه ههنا، ثم إنه غلبتني عيناي فنمت، فرأيت جارية من أحسن الخلق قد نزلت من السماء فقلت: لمن أنت فقالت: لمن لا يشرب الماء المبرد في الكيزان، ثم رفسته برجلها فكسرته. قال الجنيد: فرأيت الخزف لم يرفعه حتى عفا عليه التراب تماماً».
وذكر علي بن الحسين بن حرب: «بعث بي أبي إلى السري بشيء من طبِّ السعال، فقال لي: كم ثمنه؟ أجبت: لم يخبرني بشيء، فقال: اقرأ عليه السلام وقل له: نحن نعلّم الناس منذ 50 سنة ألا يأكلوا بأديانهم ترانا اليوم نأكل بديننا».
ودخل عليه الجنيد يوماً فقال له السري: «يا جنيد، عصفور يجيء كل يوم أفت له الخبز في يدي فيأكله، فنزل الساعة، ولم يسقط على يدي، فتذكرت أني أكلت ملحاً بابراز، فآليت ألا آكله بعدها فعاد كما كان».
وعلّق الدكتور جودة أبو اليزيد المهدي في كتابه «بحار الولاية المحمدية في مناقب أعلام الصوفية» على ذلك الأمر بقوله: «هذا هو دأب العارف السري, وقد كان يوصي به أصحابه ومريديه. وقد سمعه الجنيد يقول: إني أعرف طريقاً يؤدي الى الجنة قصداً فقيل له ما هو يا أبا الحسن؟ فقال: أن تشتغل بالعبادة وتقبل عليها حتى لا يكون لك فيها فضل». وقد فسر هو بنفسه معنى قوله: «حتى لا يكون لك فيها فضل» عملياً، ذلك بعبادته المتصلة ثمانية وتسعين عاماً أمضاها بين صيام وقيام وذكر وفكر حتى أنه كان يقول: {إذا فاتني جزء من وردي لا يمكن أن أقضيه أبداً. وعلل ذلك الجنيد قائلاً: لأن السري كان متصل التنفل، وكان يقول: من قام بين يدي الله في الظلام نشرت له يوم القيامة الأعلام».
وتميز منهج السري السلوكي بجوانب متعددة عميقة الغور والأبعاد، كانت في مجموعها تمثل حلقات متصلة تفضي في النهاية إلى بلوغ قمة النضج الروحي، إذ تحلق الروح في سماء المعرفة والولاية.
في هذا المجال روى سعيد بن عثمان: «سمعت سري بن المغلس يقول: غزونا أرض الروم، فمررت بروضة خضرة فيها الخيار وحجر منقور فيه ماء المطر، فقلت في نفسي لأن أكلت يوماً حلالاً فاليوم، فنزلت عن دابتي وجعلت آكل من ذلك الخيار وشربت من ذلك الماء فإذا هاتف يهتف بي يا سري النفقة التي بلغت بها إلى ها هنا من أين».
وقال الجنيد: «سمعت سري بن المغلس يقول: {أشتهي منذ 30 سنة جزرة أغمسها في الدبس وآكلها فما يصح لي». أما حسن المسوحي فذكر أن السري دفع إليه قطعة نقود، فقال: اشتر لي باقلي من رجل قدره داخل الباب، فطفت الكرخ كله فلم أجد إلا من قدره خارج الباب، فرجعت إليه فقلت: خذ قطعتك فإني لا أجد إلا من قدره خارج».
تحرى السري الحلال دائماً مع شدة الورع حتى تحمل في ورعه الكثير والكثير وكان يقول دائماً: «آه على لقمة ليس لله فيها تبعة ولا لمخلوق فيها منة». وقد سمعه عبيد القاضي ذات اليوم يقول: «إني لأذكر مجيء الناس إلي فأقول اللهم هب لهم من العلم ما يشغلهم عني فإني لا أريد مجيئهم ولا أن يدخلوا علي». وقال علي بن عبد الحميد الغضائري: «سمعت السري السقطي ودققت عليه الباب فقام إلى الباب فسمعته يقول: اللهم اشغل من يشغلني عنك بك».
وسأل أبو بكر العطشي ذات يوم السري السقطي: ماذا أراد أهل الجوع بالجوع؟ فقال: ماذا أراد أهل الشبع بالشبع؟ إن الجوع أورثهم الحكم، وإن الشبع أورثهم الغم». وروى عن السري أنه قال: «المتصوف اسم لثلاث معانٍ: هو الذي لا يطفئ نور معرفته نور ورعه، ولا يتكلم بباطن في علم ينقضه عليه الكتاب أو السنة، ولا تحمله الكرامات على هتك أستار محارم الله».
ونشد السري مناجياً ربه ذات مساء وقال:
القلبُ محترقٌ والدمعُ مستبق
والكربُ مجتمعٌ والشوقُ القلق
ربِّي إن كانَ شيءٌ فيهِ لي فرج
فامنُن عليَّ بهِ ما دامَ بي رَمَقُ
ورفع السري إلى الجنيد يوما رقعة وقال له : انظر ما فيها فإذا فيها شعر يقول:
إذا ما شكوت الحب قال كذبتني
فما لي أرى الأعضاء منك كواسيا
فلا حب حتى يلصق الجلد بالحشا
وتذبل حتى لا تجيب المناديا
وجاء رجل وقال يوما للسقطي : كيف أنت ؟ فأجابه شعرا بقوله:
من لم يبت والحب حشو فؤاده
لم يدر كيف تفتت الأكباد
كراماته
ذكر مظفر بن سهل المقري: «سمعت علان الخياط وجرى بيني وبينه مناقب سري السقطي فقال علان: كنت جالساً مع سري يوماً فوافته امرأة فقالت: يا أبا الحسن أنا من جيرانك أخذ ابني الطائف وأنا أخشى أن يؤذيه فإن رأيت أن تجيء معي أو تبعث إليه. قال علان: فتوقعت أن يبعث إليه فقام وكبر وطول في صلاته، فقالت المرأة: يا أبا الحسن الله الله فيَّ!! هو ذا أخشى أن يؤذيه السلطان فسلم وقال لها أنا في حاجتك. قال علان: فما برحت حتى جاءت امرأة إلى المرأة فقالت الحقي قد خلوا ابنك}.
وثمة رواية شائعة في بعض كتب الصوفية تقول {إن السري مكث 20 عاماً، يطوف في الساحل، يطلب صادقاً، فدخل يوماً إلى مغارة، إذا قعود وعميان ومجذمين. فقال: «ما تصنعون ها هنا!» قالوا: «ننتظر خصاً يخرج لنا فنعافى!». فقال: «إن كان صادقاً فاليوم!». فقعد، فخرج كهل عليه درعة من شعر، فسلم وجلس، ثم مر يده على عمي هذا فأبصر، وأمر يده على مانة هذا فصح، وأمر يده على جذام هذا فبرئ. ثم قام مولياً، فضربت بيدي إليه، فقال: سري! خل عني، فإنه غيور. لا يطلع على سرك فيراك وقد سكنت إلى غيره، فتسقط من عينه».
وينسب إلى السري قولاً خارقاً للعادة، لا أحد يعرف على وجه اليقين مصدره، ولا مخبره، وهو: «رأيتُ كأنِّي وقفتُ بين يدي الله عز وجل، فقال: يا سري خلقتُ الخلقَ فكلُّهم ادَّعوْا محبتي، فخلقتُ الدنيا فذهب منِّي تسعةُ أعشارهم وبقيَ معي العشر، قال: فخلقتُ الجنَّة فهرب منِّي تسعةُ أعشار العشر، فسلَّطتُ عليهم ذرةً مِن البلاء؛ فهرب تسعةُ أعشار عشر العشر! فقلتُ للباقين معي: لا الدنيا أردتم، ولا الجنَّة أخذتم، ولا مِن النَّار هربتم، فماذا تريدون؟ قالوا: إنَّك لَتعلم ما نريد فقلتُ لهم: فإنِّي مسلِّطٌ عليكم مِن البلاء بعدد أنفاسكم، مالا تقوم له الجبال الرواسي، أتصبرون؟ قالوا: إذا كنتَ أنتَ المبتلي لنا فافعل ما شئتَ. فهؤلاء عبادي حقاً».
قال: «صليت وردي ليلة فمددت رجلي في المحراب فنوديت: يا سري كذا تجالس الملوك قال : فضممت رجلي ثم قلت: وعزتك لا مددت رجلي أبدا».
ونكر عليه السلفيون مثل هذه الكرامات، إذ علّق أحد كبارهم وهو سفر الحوالي: «هذه هي الأقوال التي أقول إنَّها أساس الخلاف بيننا وبين الصوفية، وهو: التلقِّي، إنَّهم لا يتلقَّوْن مِن الكتاب والسنَّة، بل يتلقَّوْن مِن المخاطبة المباشرة علم الحقيقة، العلم اللدني، العلم المباشر عن الله كما يدَّعون أنَّ الله يكلِّمهم، ويخاطبهم مثل ما ذكر هؤلاء الأئمة خشيش، أو الرازي، أو السكسكي، أو الأشعري».
وأضاف الحوالي: «ما هذا الكلام! متى خاطب الله السري؟ هل كلَّم اللهُ أَحَداً بعد موسى عليه السلام؟ هل حصل هذا عن طريق الوحي؟ هل نزل جبريل على أحدٍ بعد محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ هذا الكلام نقله محمد علوي مالكي عن السري، فلنفرض أن السري أخذ هذا الكلام مِن كتاب بانتجل، كتاب الهند، الذي ذكره البيروني، أو كتاب زندأفستا، أو أي كتاب، أو أي مصدر، كيف ينقله محمد علوي مالكي؟} والسؤال هنا للمالكي: «كيف تنقل هذا النصَّ وتقرُّه؟ وأين هم هؤلاء الذين يعبدون الله لا خوفاً مِن النَّار، ولا حبًّا في الجنَّة؟. هل هؤلاء أفضل مِن أنبياء الله الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم: «إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ». والأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم، تعوَّذوا مِن البلاء، ومتى امتحن الله تعالى الخلقَ بعددِ أنفاسهم مِن البلاء ما لا تصبر له الجبال الرواسي؟ وهؤلاء هم، فحسب، مَن يحبُّون الله؟ وقد بيَّن الله تعالى لنا طريق محبتِه أعظمَ البيان، فقال الله تبارك وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ»، ويقول الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ».
واللافت أن السري نفسه قال: «من ادعى باطن علم ينقضه ظاهر حكيم فهو غالط»، وهذا يعني أن الرجل أقرّ مبدئياً بأن الباطن يجب أن يوافق الظاهر، وإلا أصبح محض ادعاء وكذب. وعلى رغم ما يدافع به الصوفية عن كرامات الأولياء، ويقولون إن ثمة نصوصاً وردت بشأنها في القرآن الكريم والسنة النبوية، فإن أحداً لا ينكر أن كثيرين تقولوا على رموز التصوف، وشيوخه الكبار، فنسبوا إليهم من الأعمال ما هو خارق، ونسجوا حول بعضهم الأساطير، وتأثروا في تقييمهم لمسلكهم، وروايتهم لمسارهم بكثير من الفلسفات الغنوصية الشرقية، التي خالطت الفكر الإسلامي، وكان التصوف أحد الأبواب الوسيعة لحدوث ذلك.
إضافة إلى المراقبة والمحاسبة، كان السري متوكلاً على الله، راضياً بقضائه وحكمه. وهو يعرف التوكل بأنه: «الانخلاع من الحول والقوة». أما الرضا فقال بشأنه: «رأس الأعمال الرضا عن الله وعمود الدين الورع، ومخ العبادة الجوع، وضبط اللسان حصن حصين، ومن شكر الله جرى في ميدان الزيادة».
ورأى السري أن التجرد لله تعالى أقرب ما يوصل إلى الله سبحانه وتعالى، فقد سئل يوماً: «كيف الطريق إلى الله؟»، فأوضح: «إن أردت العبادة فعليك بالصيام والقيام, وإن أردته فاترك كل ما سواه تصل إليه».
ويقال إنه كان يردد في آخر أيامه: «أشتهي أن أموت ببلد غير بغداد». فقيل لمَ؟ فقال: «أخاف ألا يقبلني قبري فأفتضح». وقد تُوفي في سنة 251 هـ.
من أقواله
- «ثلاث من كن فيه استكمل الأمان: من إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا رضي لم يخرجه رضاه إلى الباطل؛ وإذا قدر لم يتناول ما ليس له».
- «الشكر ثلاثة أوجه: للسان، وللبدن، وللقلب. فالثالث أن يعلم أن النعم كلها من الله، الثاني ألا يستعمل جوارحه إلا في طاعته بعد أن عافاه الله، والأول دوام الحمد عليه».
- «من أراد أن يسلم دينه، ويستريح قلبه وبدنه، ويقل غمه، فليعتزل الناس، لأن هذا زمان عزلة ووحدة».
- «الأدب ترجمان العقل».
- «من خاف اللهَ خافه كلُّ شيءٍ».
- «من علامة الاستدراج للعبد عماه عن عيبه واطلاعه على عيوب الناس».
- «لو أشفقت هذه النفوس على أبدانها شفقتها على أولادها للاقت السرور في معادها».
- «المغبون من فنيت أيامه بالتسويف».
- «احذر أن تكون ثناء منشوراً وعيبا مستوراً».
- «التوكل الانخلاع عن الحول والقوة».
- «أربع خصال ترفع العبد: العلم والأدب والعفة والأمانة».
- «تصفية العمل من الآفات أشد من العمل».
- «من استعمل التسويف طالت حسرته يوم القيامة».
- «من لم يعرف قدر النعم سُلِبها من حيث لا يعلم، ومن هانت عليه المصائب أحرز ثوابها».
- «اجعل فقرك إلى الله تستغني به عمن سواه».
- «أحسن الأشياء خمسة: البكاء على الذنوب، وإصلاح العيوب، وطاعة علام الغيوب، وجلاء الرين عن القلوب، وألا تكون لما تهوى ركوب».