عيني لغير جمالكم لا تنظر ** وسواكمو في خاطري لا يخطر
وجميع فكري فيكمو دون الورى** وعلى محبتكم أموت وأحشر
يا سادة قلبي بهم متعلق ** أبدا وعنكم ساعة لا أصبر
إن نمت كنتم في المنام معي وإن ** في يقظتي قد كنت فيكم أبصر
لا فرق ما بيني وبين خيالكم ** إن غاب غبت وإن حضرتم أحضر
اثنان نحن وفي الحقيقة واحد ** لكن أنا الأدنى وأنت الأكبر
ولعل لطفك أن يداركني فقد ** أقللت من أدبي وإني الأحقر
سبحانك اللهم يا ملك الورى ** إني بجاهك في الورى أستنصر
ولقد جعلت وسيلتي لك سيدا ** أرسلته بالحق دينك يظهر
وهو النبي محمد دون الورى ** منك الصلاة عليه ليست تحصر
لي بالمدينة أحباب إذا نظروا
إلي ولت همومي وانجلى الضرر
وأصبح القلب في أنس وفي فرح
جم وصاحبني التوفيق والضرر
يا أهل طيبة هيا إنني دنف
وإنني للذي أملت منتظر
جرت عوائدكم ان المحب إذا
ناداكموا بلسان الحب ينجبر
وقائل لي ما تشتاق قلت له
أشتاق طيبة شوقا ليس ينحصر
فخلني في ربا الإلهام مرتقبا
أستلهم الشعر مما تبعث الذكر
والشهر في كل أرض عشره قمر
والشهر في أرض طه كله قمر
البدر فيها جلي لا استتار له
والبدر في غيرها يبدو ويستتر
يا قائد الجو أنزلني إذا لمعت
لعينك القبة الخضراء والحجر
فوقفة عند أبواب المدينة لا
تبقي من الشوق مطويا ولا تذر
هناك أقصد شباك الحبيب لكي
أستغفر الله حيث الذنب يغتفر
صافاهُمُ فَصَفوا لَهُ فَقُلوبهم """ في نُورِها المِشكاةُ وَالمِصباحُ
وَتَمَتّعوا فَالوَقتُ طابَ لِقُربِكُم """ راقَ الشّراب وَرَقّتِ الأَقداحُ
يا صاحِ لَيسَ عَلى المُحبِّ مَلامَةٌ """ إِن لاحَ في أُفق الوِصالِ صَباحُ
لا ذَنبَ لِلعُشّاقِ إِن غَلَبَ الهَوى """ كِتمانَهُم فَنما الغَرامُ فَباحوا
سَمَحوا بِأَنفُسِهم وَما بَخِلوا بِها """ لَمّا دَروا أَنّ السَّماح رَباحُ
وَدعاهُمُ داعي الحَقائقِ دَعوة """ فَغَدوا بِها مُستَأنسين وَراحوا
رَكِبوا عَلى سنَنِ الوَفا وَدُموعهُم """ بَحرٌ وَشِدّة شَوقهم مَلّاحُ
وَاللَّهِ ما طَلَبوا الوُقوفَ بِبابِهِ """ حَتّى دعوا فَأَتاهُم المفتاحُ
لا يَطربونَ بِغَيرِ ذِكر حَبيبِهم """ أَبَداً فَكُلُّ زَمانِهم أَفراحُ
حَضَروا وَقَد غابَت شَواهِدُ ذاتِهم """ فَتَهَتّكوا لَمّا رَأوه وَصاحوا
أَفناهُم عَنهُم وَقَد كشفَت لَهُم """ حجبُ البقا فَتَلاشتِ الأَرواحُ
فَتَشَبّهوا إِن لَم تَكُونوا مِثلَهُم """ إِنَّ التَّشَبّه بِالكِرامِ فَلاحُ
قُم يا نَديم إِلى المدامِ فَهاتها """ في كَأسِها قَد دارَتِ الأَقداحُ
مِن كَرمِ أَكرام بدنّ ديانَةٍ """ لا خَمرَة قَد داسَها الفَلّاحُ
هيَ خَمرةُ الحُبِّ القَديمِ وَمُنتَهى """ غَرض النَديم فَنعم ذاكَ الراحُ
وَكَذاكَ نوحٌ في السَّفينة أَسكَرَت """ وَلَهُ بِذَلِكَ رَنَّةً وَنِياحُ
وَصَبَت إِلى مَلَكوتِهِ الأَرواحُ """ وَإِلى لِقاءِ سِواه ما يَرتاحُ
وَكَأَنَّما أَجسامهُم وَقُلوبهُم """ في ضَوئِها المِشكاةُ وَالمِصباحُ
مَن باحَ بَينَهُم بِذِكرِ حَبيبِهِ """ دَمهُ حلالٌ لِلسّيوفِ مُباحُ
سَقَانِي الْحُبُّ كَاسَاتِ الْوِصَالِ فَقُلْتُ لِخَمْرَتِي نَحْوِي تَعَالِي
سَعتْ وَمَشَتْ لِنحْوِى فِي كُئُوسٍ فَهِمْتُ بِسَكْرَتِي بَيْنَ الْمَوَالِي
وَقُلْتُ لِسَائِرِ الأَقْطَابِ لُمُّوا بِحَانِي وَادْخُلُوا أَنْتُمْ رِجَالِي
وَهِيمُوا وَاشْرَبُوا أَنْتُمْ جُنودِي فَسَاقِي الْقَوْمِ بِالْوَافِي مَلاَلِي
شَرِبْتُمْ فَضْلَتِي مِنْ بَعْدِ سُكْرِي وَلاَ نِلْتُمْ عُلُوِّي وَاتِّصَالِي
مَقَامُكُمُ الْعُلا جَمْعَاً وَلَكِنْ مَقَامِي فَوْقَكُمْ مَا زَالَ عَالِي
أَنَا في حَضْرَةِ التَّقْرِيبِ وَحْدِي يُصَرِّفُنِي وَحَسْبِي ذُو الْجَلاَلِ
أَنَا الْبَازِيُّ أَشْهَبُ كُلِّ شيْخٍ وَمَنْ ذَا فِي الرجال أُعْطَي مِثَالِي
دَرَسْتُ الْعِلْمَ حَتَّى صِرْتُ قُطْباً وَنِلْتُ السَّعْدَ مِنْ مَوْلَى الْمَوَالِي
كَسَانِي خِلْعَةً بِطِرَازِ عِزٍّ وَتَوَّجَنِي بِتِيجَانِ الْكَمَالِ
وَأَطْلَعَنِي عَلَى سِرٍّ قَدِيمٍ وَقَلَّدَنِي وَأَعْطَانِي سُؤالِي
وَوَلاَّنِي عَلَى الأَقْطَابِ جَمْعاً فَحُكْمِي نَافِذٌ فِي كُلِّ عَالِي
فَلَوْ أَلْقَيْتُ سِرِّي وَسْطَ نَارٍ لَذَابَتْ وَانْطفَتْ مِنْ سِرِّ حَالِي
وَلَوْ أَلْقَيْتُ سِرِّي فَوْقَ مَيْتٍ لَقَامَ بِقُدْرَةِ الْمَوْلَى سَعَى لِي
وَلَوْ أَلْقَيْتُ سِرِّي فِي جِبَالٍ لَدُكْتُ وَاختَفَتْ بَيْنَ الرِّمَالِ
وَلَوْ أَلقْيتُ سِرِّي فِي بِحَارٍ لَصَارَ الْكُلُّ غَوْراً فِي الزَّوَالِ
قصيدة نوافح الجود في العليا لي انفردت
سيدي ابراهيم القرشي الدسوقي رضي الله
==========
نوافح الجود فى العـليا لى انفردت
أقول لا فخر أسرارى بدت فعلت
من عـالم الغيب فى سـر إلى أتت
أنا الدسوقى بروقى فى السما لمعت
وصنجكى فى العلا من ذا يضاهيه
تجمعت بى رجال كـنت عاهدهم
لما أتى الوقت حـتما ان أكلمهم
يساءلونى عـن حـالى فاوهمهم
رأيت اسمى مكـتوبا فقـلت لهم
هذا مقامى فمن فيكم يسـاويه
وعندما عاينوا عينى التى كـتبت
رأوا مقامى وما باعى له وصلت
بأحرف من جلال القدرة اتضحت
قالوا جميعا شهدنا بالتى شـهدت
عيناك من منح الله الذى فـيه
شربتها شـربة تشـفى من العلل
فقال لى اشرب لك البشرى من الأزل
وكأسها من يد الساقى تقدم لى
شربتها وأبو العباس يشـهد لى
فى مجلس وأبو العبـاس قاضيه
فى حضرة الغوث و الأقطاب جمعهم
وكلهم من رجـال طاب ذكرهم
فشاهدوا ما راوا طابت نفوسهم
أميت بالغوث و الأقطاب جمعهم
سبعين عـاما لبـيت الله حاميه
نحن الذى سخر الله الوجود لنا
ادخل حمــانا تنال الخير والمننا
ومن لباس التقى والفضل ألبسنا
من جـاءنا ثم وافانا محــبتنا
فنحن أوفى لمـن وافى نـوافيه
لى المقـام الذى قــامت أدلته
تخشى جميع جنود الكون سطوته
فى الخافقين وجيش النصر دولته
البـيت بيتى ومحرابى وقبلــته
وصاحب البيت أدرى بالذى فيه
أرح فؤادك تكـفى الهم والحزنا
إذا أردت ملوك الكون فاعرفنا
كم خائف عندما أم الحمى أمنا
نحن الملوك فمن يأتى لخـدمتنا
لن يخشى ريب الليالى فى لياليه
اسلك طريقى تعش فى نعمة وهنا
ولاتنم كـسلا فالزهد فيه غنى
ولازم الذكر سرا كان أو علنا
الزهد راحتـنا والذكر حرفتنا
والعلم صنعـتنا نقرا ونقـريه
فالعلم بالذكر لا ينفـك مقترنا
قل للذى قد غدا بالجهل مفتتنا
والجهل صاحبه فى غـفلة وعنا
يا مدعى العلم والجاه الرفيع بنا
قف عندنا وخذ الماء من مجاريه
تنل مقـامـا وعـزا فى عواقبه
السيف يحتاج عزما ان ضربت به
وقـد يحوز المعالى فى مطـالبه
السيف لا نعطيه إلا لضـاربه
والقوس لا نعطيه إلا لراميـه
ولا تخـف حقق الآمال والأملا
فجود مولاك لم يكمل وما كمل
واترك النوم دع طول المدىكسلا
طب يامريدى نفسا واصطلح عملا
ولازم الذكر واشطح فى معانيه
نعطى المريد جميع القصد والمننا
اسمـع كلامى فى سر وفى علن
ولا تخف اغتيال الدهـر والزمنا
أنا الدسوقى وكل الكون يعرفنى
كل يقول امام الدين حاميـه
لي بالمدينة أحباب إذا نظروا
إلي ولت همومي وانجلى الضرر
وأصبح القلب في أنس وفي فرح
جم وصاحبني التوفيق والضرر
يا أهل طيبة هيا إنني دنف
وإنني للذي أملت منتظر
جرت عوائدكم ان المحب إذا
ناداكموا بلسان الحب ينجبر
وقائل لي ما تشتاق قلت له
أشتاق طيبة شوقا ليس ينحصر
فخلني في ربا الإلهام مرتقبا
أستلهم الشعر مما تبعث الذكر
والشهر في كل أرض عشره قمر
والشهر في أرض طه كله قمر
البدر فيها جلي لا استتار له
والبدر في غيرها يبدو ويستتر
يا قائد الجو أنزلني إذا لمعت
لعينك القبة الخضراء والحجر
فوقفة عند أبواب المدينة لا
تبقي من الشوق مطويا ولا تذر
هناك أقصد شباك الحبيب لكي
أستغفر الله حيث الذنب يغتفر