غنَّى الهِزارُ على روضِ العَرارِ بكُمْ فما عَرَفْنا من المَقْصودِ بالنَّغَمِ
وذا النَّسيمُ على الوادي البَسيمِ سَرى فما فهِمنا تدلِّي رقَّةِ النَّسَمِ
وهاجَتِ العِيسُ تَبغي رُحْبَ ساحَتِكُمْ فما فقِهْنا هَزيزَ الرَّكبِ أَينَ رُمي
ولم نزلْ في حِجابٍ من جَلالَتِكُمْ ما بينَ مضْطَرِمٍ منَّا ومنسَجِمِ
وحُرمَةِ العهدِ والوُدِّ القَديمِ وما قد فاحَ من مِسكِ ذاكَ المشهدِ الحَشِمِ
لولاكُمُ ما تلهَّفْنا لذِي سَلَمٍ ولا أَرِقْنا لذاتِ البانِ والعَلَمِ
وجدٌ تمكَّنَ من أَحشائِنا فطَوى أَجزاءَ قلبٍ لغيرِ الحيِّ لم يَهِمِ
يا ساكِنينَ بقلبي لا عَدِمْتُ لكُمْ معنًى لَطيفاً سَرى مَعْناهُ ضمنَ دَمِي
ويا رَفارِفَ رُوحي في مَعارِجِها بذِكْرِكُمْ قد يُداوى في الهَوَى سَقَمِي
كم للخِيامِ بقلبي من مُعارَكَةٍ تَهُفُّ فيهِ هَفيفَ الرِّيحِ في الخِيَمِ
إذا تجلَّى خَيالٌ من مَطالِعِكُمْ أَحْيى وإلاَّ فيا مَوْتي ويا عَدَمِي
يا ما أُغَيْلى بعَيني حُسْنَ منظَرِكُمْ يا ما أُحَيْلى مَثاني ذِكْرِكُمْ بفَمِي
يجُرُّ دَمعي بُحورَ الوجدِ مائجَةً تَروحُ ما بينَ مَسْجورٍ ومُلْتَطِمِ
عَهدي بأَحْبابِ قلبي ما ذَكَرْتُهُمو إِلاَّ ولاحَ لعَيْني نورُ حَيِّهِمِ
ولا طُرِقَتُ برَمْشٍ حينَ أَنْدُبُهُمْ إِلاَّ لَمَسْتُ بطَرْفي زِيقَ ذَيْلِهِمِ
ولا تمَثَّلْتُ بالوادي وظَبْيَتِهِ إِلاَّ كتبْتُ بقَلبي سطرَ شكلِهِمِ
أَجْزاءُ رُوحي لم تبرَحْ بساحَتِهِمْ تُقَبِّلُ الأَرضَ من أَطرافِ رُكْنِهِمِ
لو أنَّ لي مَحْضَةً رُوحاً لجُدْتُ بها لأَجلِهِمْ إنَّما كلِّي لكُلِّهِمِ
وكيفَ يَفْديهُمُو من كانَ من قِدَمٍ في طَيِّ طِينَتِهِ عبداً لعَبْدِهِمِ
يا من أُساجِلُهُمْ شوقي وأَكْتُمُهُمْ طَوْقي وأُفْضَحُ من ذُلِّي لعزِّهِمِ
ويا غُصونَ فَنونٍ ما تَميلُ ضُحًى إِلاَّ أَميلُ برُوحي حالَ مَيْلِهِمِ
لكنْ يطيِّبُ قلبي أنَّهُمْ قَبِلوا اسمي بديوانِهِمْ في أَهلِ حُبِّهِمِ
فإنْ تنفَّسْتُ عن طِيبٍ بُعَيْدَ إذٍ فإنَّما الطِّيبُ من آثارِ طِيبِهِمِ
هُمْ علَّموني الهَوَى ما كنتُ أعلَهُمُ يا لائِمي بعدَ هذا كيفَ شِئتَ لُمِ
ونَسمَةٍ حاضَرَتْنا من مَحاضِرِهِمْ وأَفرَغَتْ في حِمانا نشرَ عِطرِهِمِ
لولا المَواعيدُ فيهِمْ ذابَ حاضِرُنا سُقْماً ورُحْنا فلم نقعُدْ ولم نَقُمِ
تَناهَبَتْنا سِقامُ البُعْدِ فاضْطَرَبَتْ أَلبابُنا خَشيةً من بأسِ بُعْدِهِمِ
ومن عَجيبٍ دَعَوْنا للتَّقرُّبِ لم نُحْجِمْ وخِفْنا جَلالاً عِزَّ قُرْبِهِمِ
فقُرْبُهُمْ واحدٌ والبُعْدُ إنَّهُمُ في الحالَتَيْنِ على سُلطانِ قُدْسِهِمِ
ما أَطْوَلَ اللَّيْلَ فيهِمْ والدُّجى قَلِقٌ ما أَقرَبَ اليومَ إذْ فجُّوا بشَمْسِهِمِ
الشَّمسُ طالِعَةٌ من نورِ مشهَدِهِمْ واللَّيلُ مُنْسَدِلٌ في طيِّ بُرْدِهِمِ
جِنْسِيَّةُ العشقِ ضمَّتْني لعُصْبَتِهِمْ يا عِلَّةَ الضَّمِّ أوهَنْتِ قُوى هِمَمِي
ما لي وللنَّظرَةِ الخَلْصاءِ إذْ بَرَزوا فوقَ المَنابِرِ في مَرْفوعِ عرشِهِمِ
ومن أَنا لأَراهُمْ كم جَهِلْتُ أَنا قدْري لجهْلِيَ والَهفي بقدرِهِمِ
عليهِمُ من فُؤادي كلَّ آوِنَةٍ سَلامُ وجدٍ تحيَّاتٌ حكَتْ ألَمِي
تمسُّ أعْتابَهُمْ منِّي بفذْلَكَةٍ من لُبِّ رُوحي وتَقْضي كَنسَ تُرْبِهِمِ
وتَجْتلي رمزُ حكمٍ من تَدَلُّلهِمْ بسِرِّ ذُلِّي وتَقْبيلي لنَعْلِهِمِ
في حالَةِ البُعْدِ روحي كنتُ أُرْسِلُها لطورِ سِينائِهِمْ في سبرِ سينِهِمِ
تقبِّلُ الأَرضَ عنِّي وهي نائِبَتي يا طِيبَ مُنْتَشَقٍ منها ومُلْتَثَمِ
وهذه دولةُ الأَشْباحِ قد حضرَتْ لسُدَّةِ المَدَدِ الفَيَّاضِ بالكَرَمِ
فامْدُدْ يَمينَكَ كي تَحْظى بها شَفَتي يا روحُ رُوحي وروحَ النَّاسِ كلِّهِمِ
غنَّى الهِزارُ على روضِ العَرارِ بكُمْ فما عَرَفْنا من المَقْصودِ بالنَّغَمِ
وذا النَّسيمُ على الوادي البَسيمِ سَرى فما فهِمنا تدلِّي رقَّةِ النَّسَمِ
وهاجَتِ العِيسُ تَبغي رُحْبَ ساحَتِكُمْ فما فقِهْنا هَزيزَ الرَّكبِ أَينَ رُمي
ولم نزلْ في حِجابٍ من جَلالَتِكُمْ ما بينَ مضْطَرِمٍ منَّا ومنسَجِمِ
(أعلمه الرماية كل يوم
فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي
فلما قال قافية هجاني )
**
فماذا لو أصابَ بِفِعْلِ سَهْمِي
برمْيةِ طائشٍ دون افْتِنَانِ ؟
وماذا لو شدا بقصيدِ شِعْرِي
فأطربَ وادَّعَى حسن البيان ؟
وماذا لو تغذَّى من وريدي
ودقَّ مفاصلي وكوى لساني ؟
وماذا لو تربَّى تحت ريشي
وبثَّ السمَّ في كُلِّ الكيانِ ؟
وماذا لو كتبتُ له القوافي
ولا يدرى النحافَ من السِّمَانِ
وكان يغطُّ تاركاً القوافي
فإن وُلدتْ كساها بالكِفَان ؟
وماذا لو تربَّعَ فوقَ عرْشِي
أيُصْبِحُ سَيِّدِي ويَحُطُّ شانِى؟!
**
أعرتُك ناظري ففقأتَ عيني
رفعتُك للعلا فوضعتَ شانى
كسوتُك ملبسي فََشَقَقْتَ ثوبى
بنشوةِ فائزٍ فى المهرجان
منحتُك مأكلي ففرضْتَ صومي
وجَفَّفْتَ المراضِعَ والأواني
سترتُك من سهام الفتكِ عُمْرَا
فسلَّطتِ السهام على حصاني
نثرتُ على الخزايا السودِ زهرا
وعطرتُ القبائحَ كُلَُّ آنِ
وما أنت الملومُ فكيفَ أرجُو
خروجَ المسكِ من غيرِِ المكان
**
وصفتُ لك الدواءَ فصِرْتَ تُزْهَى
بعافيةٍ وتَنْهَشُ في كياني
وتحقنني بسمٍّ كُلَّ يومٍ
وتدعوني حقوداً في العيانِ
وتزعمُ أن ما أخْرَجْتَ نَبْتَاً
نما في خافقيكَ مدى الزمان
وتزعمُ أنَّكَ استلهمتَ فِكْرَاً
وبلورتَ الخواطرَ والمعاني
وتزعمُ أنَّ فيضاً حَلَّ وحياً
على كِبَرٍ وتَكْتُبُهُ يدانِ
جزاك الله ما يكفيكَ عنِّى
ومن تلكَ المعاناةِ شفاني
**
فيا "يسرى" وقد أصبحتَ عُسري
ويا جُرحى المُدَجَّجَ بالطِّعَانِ
ويا ندمى الذي يُشْقِى نهاري
ومن تردِيْدِهِ نومي جفاني
ويا أسفى الذي لا نفعَ فيه
على ما كان من حُلوِ الأماني
ويا وجعي الذي لا برءَ منه
لآخر طرفةٍ فيها تَرانِي
ويا ضيقي الذي يجتاحُ صدري
بما أودعْتَ فِىَّ واحتواني
كفاني ما بخاصرتي كفاني
برمحي إذ غفتْ عيني رماني
وبدَّلَ أحْرُفي ذَمَّا بمدحٍ
أتى وبكل قافيةٍ هجاني
في ظلال القصيدة جميل داري
لحـن الطبيعـة مـا تـزال قصائـدي فـأنـا ألــوذ بـهــا كـنـجـم شـــارد
منـذ الشبيبـة أنتـشـي به بوبـهـافهي الصديقة عند كل شدائـدي
كـــم مـــرة غافلـتـهـا... لـكـنـهـاكانت تفتش عن جميـع مواعـدي
أحببتـهـا حــب الـطـريـد لأهـلــه وجعلـتـهـا مـيـثـاق حـــب مـــارد
مـــا للقـصـيـدة لاأفـــارق ظـلـهـافكأنهـا معـبـود قلـبـي العـابـد..؟
أحلـى الـكـلام قصـيـدة شعـريـةولغـيـر أشـعـاري كـــلام جـرائــد
ما زلت أحيي طقوسها..ميلادهاأضحى لـدي شعائـري وموالـدي
في ضفتيه تجيش كل مشاعريوعلى يديه يعيـش كـل تواجـدي
ما كنت- لولاها- سوى متشـدقأزجـي الثنـاء لجـاحـد أو حـاسـد
لـولا وجـود الشعـر كنـت مشـردافالشعروالدتـي الحنـون ووالـدي
الشعـر مجمرتـي وقلبـي جمـرةولكـم أضيـق بـكـل قـلـب جـامـد
ولكـم أطيـر مــع الطـيـور محلـقـاالأرض عشـي والسمـاء مـواردي
بينـي وبيـن الشعـر حـب مـزمـنفأراه فـي نبضـي العميـق الزائـد
أدمنتـه.. لا.. لا شـفـاء لـنـا مـعـافــإذا غــدا متـنـا نـمـوت كـواحــد
إنـي أنـا الطـود الأشـم فزعزعـييا ريح- لـو أحببـت- كـل قواعـدي
سأظل في الدنيا.. تصـد ظلامهـانـيـران أعمـاقـي ونــور قصـائـدي
دعني مع الشعراء أقتحم المدىمـا الشـعـر غـيـر فـرائـد وخـرائـد
يا أيهـا الكـلأ المضـرج فـي دمـيلوناكـمـا رمــز الـجـمـال الـخـالـد
تختال في روحـي أفانيـن الـرؤىتغفـو علـى حـلـم فـتـي.. نـاهـد
يـا أيهـا البجـع الجريـح ألا انطلـقفالكون دونـك محـض ضغـث بائـد
الشعر نور القلب والوجدان.. فيصـبـواتـه أحـــلام صـــب ســــارد
سهران..ليـس بنائـم فــي ليـلـهويـظـل يحـلـم بالـصـبـاح الـراقــد
مـتـألـق فـــي زهـــده ومـجـونـهأكــرم بــه مــن مـاجـن أو زاهـــد
يا شعر يا حلمي الجميـل وظلـهمــا أنــت إلا سلسـبـيـل قـلائــد
لحـن الطبيعـة مـا تـزال قصائـديفـأنـا ألــوذ بـهــا كـنـجـم شـــارد
منـذ الشبيبـة أنتـشـي بهبوبـهـافهي الصديقة عند كل شدائـدي
كـــم مـــرة غافلـتـهـا... لـكـنـهـاكانت تفتش عن جميـع مواعـدي
أحببتـهـا حــب الـطـريـد لأهـلــهوجعلـتـهـا مـيـثـاق حـــب مـــارد
مـــا للقـصـيـدة لاأفـــارق ظـلـهـافكأنهـا معـبـود قلـبـي العـابـد..؟
أحلـى الـكـلام قصـيـدة شعـريـةولغـيـر أشـعـاري كـــلام جـرائــد
ما زلت أحيي طقوسها..ميلادهاأضحى لـدي شعائـري وموالـدي
في ضفتيه تجيش كل مشاعريوعلى يديه يعيـش كـل تواجـدي
ما كنت- لولاها- سوى متشـدقأزجـي الثنـاء لجـاحـد أو حـاسـد
لـولا وجـود الشعـر كنـت مشـردافالشعروالدتـي الحنـون ووالـدي
الشعـر مجمرتـي وقلبـي جمـرةولكـم أضيـق بـكـل قـلـب جـامـد
ولكـم أطيـر مــع الطـيـور محلـقـاالأرض عشـي والسمـاء مـواردي
بينـي وبيـن الشعـر حـب مـزمـنفأراه فـي نبضـي العميـق الزائـد
أدمنتـه.. لا.. لا شـفـاء لـنـا مـعـافــإذا غــدا متـنـا نـمـوت كـواحــد
إنـي أنـا الطـود الأشـم فزعزعـييا ريح- لـو أحببـت- كـل قواعـدي
سأظل في الدنيا.. تصـد ظلامهـانـيـران أعمـاقـي ونــور قصـائـدي
دعني مع الشعراء أقتحم المدىمـا الشـعـر غـيـر فـرائـد وخـرائـد
يا أيهـا الكـلأ المضـرج فـي دمـيلوناكـمـا رمــز الـجـمـال الـخـالـد
تختال في روحـي أفانيـن الـرؤىتغفـو علـى حـلـم فـتـي.. نـاهـد
يـا أيهـا البجـع الجريـح ألا انطلـقفالكون دونـك محـض ضغـث بائـد
الشعر نور القلب والوجدان.. فيصـبـواتـه أحـــلام صـــب ســــارد
سهران..ليـس بنائـم فــي ليـلـهويـظـل يحـلـم بالـصـبـاح الـراقــد
مـتـألـق فـــي زهـــده ومـجـونـهأكــرم بــه مــن مـاجـن أو زاهـــد
يا شعر يا حلمي الجميـل وظلـهمــا أنــت إلا سلسـبـيـل قـلائــد