يا شامُ جلّلكِ الأسى والحُسنُ بالحزنِ اكتسى
والظالمُ المأفونُ من كأس الغرور قد احتسَى
هو قد تكبّر واستطال على الورَى وتغطرَسا
هو لا يبالي بالصغار ولا الشيوخِ ولا النِسا
من كلّ معنى للمروءة والكرامة أفلَسا
أرأيتِ أخبثَ منه في هذا الزمانِ وأنجَسا ؟
هذا هو الجيش الظلوم يجولُ صبحاً أو مَسَا
هل أخطأ الجولانَ أم هو قد أضلّ المقْدِسا ؟
هدَمَ المساجد والمنازل واستباحَ الأنفُسا
والشعبُ أهلكَهُ الحصار فلا غذاءَ ولا كِسا
والموتُ في كل الشوارعِ والبيوتِ تكدّسا
والأنفسُ الكبرى تتوقُ لأن تنالَ الأنفَسا
لا بدّ من يومٍ يُرى الطاغوت إذ هو أركِسا
حتى وإن حشَدَ الجنود وبالحصون تترّسا
هذا هو الفرَجُ الكبيرُ أراهُ أقربَ مِن (عَسى )
ووراء هذا الليلِ صبحُ النصر حين تنفّسا
يا ربُّ يا جبّارُ يا من قد عَلا وتقدّسا
حاشا لمن يرجوكَ أن يلقى الهوانَ وييأسا