ماذا تحمل في حقيبتك؟
كثير يتدافعون إلى السفر والسياحة في فترة الصيف ويعودون محملين في حقائبهم الكثير من الهدايا التذكارية والبضائع الجميلة والجديدة ويتفاخرون بامتلاك ما لا يتوافر في بلدانهم لكن ماذا عن حقيبة الأخرى حقيبة العودة الحقيقية التي يحملها كل إنسان على وجه الأرض الكل مسافر في مركب الحياة ولابد أن يعود إلى الأمة أتعرف من هي الأمة التراب بيت الظلمة بيت الوحشة بيت الدود هل فكرت ماذا في حقيبة أعمالك ؟هل هي أعمال حسنة تفتخر بها ماذا جمعت فيها ماذا ستعرض أمام ربك الآن ؟ انظر ماذا فيها ؟ كم شتمت كم أسأت كم أسرفت كم كذبت كم أخطأت أغمض عينيك الآن وفكر في الظلمة التي تحت أجفانك تعرف 00ستعيش في هذه الظلمة قريبا ؟هل تملك في حقيبتك مصباح ينير هذه الظلمة ؟اخرج إلى الشارع في منتصف الظهيرة أتستطيع أن تحتمل حر الصيف الحارق لساعات ؟ هل تملك في حقيبتك مروحة تلطف حر معاصيك ؟التي تهاونت فيها وسوّفت التوبة عنها أيزعجك سريرك إذا كان غير مريح ؟لما لم تفكر مرة في النوم تحت السرير ؟أتقول مكان صغير مزعج هل تدرك كم حفرة القبر ضيقة وقاسية أتملك في حقيبتك معولا لتفسح به عليك ضمة القبر إذاً بالله عليك أخي أختي اخبرني بكل جراءة صريحة ماذا تحمل في حقيبتك ؟
فالمسلم ينجو بدينه ويقدمه على كل شيء، كما ورد في بعض الأحاديث: إذا أتتك فتنة فقدم مالك، فإن جاوزت المال فقدم نفسك دون دينك .
فهذه الوصية نأمل أن يحملها المسلم أحسن محمل، نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ونعوذ به من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، ونسأله تعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا أتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله ملتبسا فنضل، ونسأله سبحانه أن يمكن لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأن يعيذنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، والله تعالى أعلم وأحكم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
لا تنسونا من الدعاء رشاد متولي