زُرْ حيشَ لا تَلْوِ النِّياقَ لِحاسا واسْتَجْلِ من مِضْمارها نبراسَا
واقْصُدْ رِحابَ ابن الخِزامِ عَليِّنا واملأْ بِمَدحِ جَنابهِ القِرْطاسا
واجْعَلْ طَريقَ جَنابهِ وسُلوكهُ أبَداً بأحكامِ السُّلوكِ أساسا
وإذا قَرأتَ من الشَّريعةِ نَصَّها خُذْ منهُ عن حالِ الرَّسولِ قِياسا
لله رَوْضَتهُ وجَلْجَلَها الثَّرى وكأنَّها قد رُصِّعَتْ ألماسا
يأتي المُحِبُّ لِبابهِ مُتَأدِّباً ولَدَيهِ يَطْرَحُ قَلبهُ الوَسْواسا
فكأنَّهُ للزَّائِرينَ مُجالِسٌ وبِحالهِ قد يُكْنِفُ الجُلاَّسا
فاحَتْ حَضيرَتهُ النَّدِيَّةُ عَنْبَرا نَشَرَتْ بِساطاً في الرَّوابي آسا
سيفُ العِنايةِ من ذُؤابَةِ أحمدٍ أعلى لأصْحابِ الخَوارِقِ راسا
السَّيِّدُ الأُمِّيُّ والأسَدُ الَّذي يلْوي العَدُوَّ بِبأسهِ إن جاسا
اللهُ سَرْبَلَ قَلْبَهُ بِعنايةٍ لَبَسَتْ من الوَهْبِ العَليِّ الباسا
أسَدُ الكِفاحِ أبو المَعارجِ بِأسُهُ في الغَيبِ كانَ كَما تَرى إلباسا
بَحْرٌ طَمى بِرَقائقٍ قُدْسِيَّةٍ جَمَعَتْ لأصحابِ الوَحا الأجناسا
نَظَمَ المَعاني في بَديعِ بَلاغةٍ حَمَلَتْ على طَبْعِ العَوامِ جِناسا
سَتَرى لِمَرْقَدِهِ قُفولاً تَجْتَلي عيساً ويُجْهِدُ بَعضُها الأفْراسا
هذا العَطاءُ لهُ بِعلمِ الغَيبِ قد أوْلاهُ باريهِ فَخَلِّ النَّاسا
سَبَرَ الحَقائِقَ طائراً لِحَضيرةٍ لم يُبقِ فيها للرِّجالِ مَساسا
قَبَسٌ من النُّورِ المُلألإ في طَوًى قد قامَ عنْ آبائِهِ مِقْباسا
أكرمْ به خَلَفاً عَظيماً قَدْرُهُ قد نابَ فينا السَّادَةَ الأكْياسا
وألِيَّةٍ لم يُقْصَ عن آرابِهِ من رامَ من إحْسانِهِ الأنْفاسا
محمَّدٌ عَلَمُ الأَكْوانِ أفرَغَها لنا فيا حُسْنَ فضلٍ منه مَشْكورِ
هو النَّبيُّ الَّذي أحْيى القُلُوبِ به مولاهُ فضْلاً بدِينٍ غيرَ مَنْكورِ
يَجلو ظَلامَ شُؤُنٍ حارَ ناقِدُها أَجرَتْ على أَهْلِها سَيَّالَ دَيْجورِ
يُفيضُ حِكمَةَ حقٍّ حُكْمُها مَدَدٌ قضَى بجيشٍ عَظيمِ الجَاشِ منْصُورِ
حَمَى طَريقَ الهُدى دهراً بنائِبِهِ شيخِ العَواجِزِ مأوى كلِّ مَذْعُورِ
أقامَهُ عنه شِبْلاً وارِثاً فأَتى بسيفِ شرعٍ حديدِ النَّصْلِ مَشْهُورِ
وجدَّدَ السُّنَّةَ السَّمْحاءَ مُنْتَهِضاً بعزْمِ صِدقٍ جَليلِ السَّعيِ مَبْرَورِ
عليه أَذكى الرِّضا ينهَلُّ ما تُلِيَتْ بناطِقاتِ التَّجلِّي سورَةُ الطُّورِ
ارقُبْ بِشاراتِ السَّماءِ فإنَّها نقَشَتْ على صُحُفِ القُلُوبِ سُطُورَا
تَفْتَرُّ عن حالٍ خفِيٍّ مُبْهَمٍ وتَراهُ ضمنَ خِلالِها مَنْظُورَا
فلْيَغْشَ منكَ الطَّوقَ حُبًّا باللِّقا وتَذَكَّرَنْ إذْ حلَّ موسى الطُّورا
واجْهَدْ فإنْ ما مُتَّ في طُرُقِ الهَوَى قدْ متَّ مَعْذوراً بها مأجُورَا