إني توسلت بالمختار أفضل من = رقَّى السموات سر الواحد الأحد
رب الجمال تعالى الله خالقه = فمثله في جميع الخلق لم أجد
خير الخلائق أعلى المرسلين ذرى = ذخر الأنام وهاديهم إلى الرشد
به التجأت لعل الله يغفر لي = هذا الذي هو في ظني ومعتقدي
فمدحه لم يزل دأبي مدى عمري = وحبه عند رب العرش مستندي
عليه أزكى صلاة لم تزل أبدا = مع السلام بلا حصر ولا عدد
والآل والصحب أهل المجد قاطبة = بحر السماح واهل الجود والمدد
روحي وأرواح من في الكائنات فدا لظل باب الذي عم الوجود ندا
محمد المصطفى كنز الرسالة من لولاه كانت شؤون الحادثات سدى
حقيقة الأمر عين القصد جلجلة ال معنى الذي كل آن للمنى قصدا
أبو الوجود وبحر الجود والمدد ال ممدود فوق البرايا والمجيب ندا
وخير داع إلى الرحمن محتسبا وخير هاد لمولاه الكريم هدى
حاشاي أن تختشي من بعد نسبته وحبه هم أوقات ومكر عدا
فقد نزلت بذلي في حماه وقد أخذته في الورى ركناً ومعتمدا
ولن يخيب فتى بالصدق لاذ به ورامه دائماً عزا ومستندا
يا ملجأ العالم العلوي وواسطة عليا إني العالم السفلى طول مدا
يا أعطف الأنبيا قلبا وأكرمهم كفا لمن جاءه مثلي ومد يدا
لاحظ بعين الرضى كسرى وقل كرما لا تخش ضيماً ويحمي الوالد الولدا
فإنني بك لي ظن ولي أمل عال وفيك تصير الأشقيا سعدا
حاشاك أن تقطعن حبلي ولي نسب ينمي إليك وأنت المرتجى أبدا
صلى عليك إله العرش ما قرئت آيات مدحك في قصد وقد وجدا
وآلك الغر والصحب الكرام ومن في صدق حبك عن طرق الهوى بعدا
وما أبو الهدى وافى قائلاً لكم روحي وأرواح من في الكائنات فدا
ص الخطاب الذي بعث به السلطان عبدالحميد الثاني لشيخه ومرشده في الطريق (أبو شامات الشاذلى بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد رسول الله رب العالمين وعلى آله وصحبه والتابعين الى يوم الدين، وبعد، فإني أرفع خطابي هذا إلى باعث الروح والحياة إلى الأجساد؛ سيد الجميع؛ شيخ الطريقة الشاذلية؛ سيدي محمود أبو شمات. وذلك بعد تقبيل يديه المباركتين، والتماس دعواته، وتقديم سلامي واحترامي له. لقد وصلني خطابكم في الثاني من شهر مايو من السنة الماضية، وإني أحمد الله تبارك وتعالى وأشكره على موفور صحتكم وعافيتكم. سيدي، إنني أواظب ليل نهار على قراءة أوراد الطريقة الشاذلية، والقيام بواجباتها، وأحمد الله تعالى على توفيقه لي لأداء هذه الواجبات. وإنني لفي أمس الحاجة إلى دعواتكم القلبية. وبعد هذه المقدمة أعرض من باب الأمانة التاريخية هذه المسألة المهمة على ذوي العقول السليمة من أهل السماحة والرشاد، وهي أنني لم أتخل عن الخلافة الإسلامية لأي سبب من الأسباب، لكني أجبرت على تركها بسبب تضييق وتهديد رؤوساء جمعية الاتحاد والترقي المعروفين باسم (الجون ترك). كان هؤلاء الاتحاديون يلحون في إصرار على قبولي إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين والأراضي المقدسة. ورغم إلحاحهم وتهديدهم فلم أقبل مطلقا بهذا العرض، رغم أنهم وعدوني بـ150مليون ليرة ذهبية. وقلت لهم: لو أعطيتموني ملء الأرض ذهبا، وليس 150مليون ليرة ذهبية ما قبلت أبدا، لقد خدمت الأمة الإسلامية المحمدية لمدة تزيد على 30 سنة، ولم أشوه أو ألطخ صفحات أبائي وأجدادي من السلاطين والخلفاء المسلمين. وبناء عليه اتفقوا على خلعي عن العرش. أخبروني أنهم سينفونني إلى سلانيك، فقبلت عرضهم الأخير، وإنني أحمد الله تبارك وتعالى على أنني رفضت عرضهم الذي سيكون بمثابة وصمة عار في جبين الدولة العثمانية والعالم الإسلامي. ثم جرى ما جرى بعد ذلك، فلله الحمد والمنة على كل شئ. ويكفي إلى هنا الحديث في هذه المسألة المهمة. وأختم خطابى هذا بتلك الكلمات، مقبلا أيديكم المباركة، ومتمنيا وراجيا أن تقبلوا منى فائق احتراماتى، ثم سلامى إلى جميع إخوانى وأصدقائى. يا أستاذي الجليل، لقد أطلت حديثي في هذا الباب مضطرا إلى ذلك حتى يحيط الجميع وذووا السماحة والرشاد بهذه المسألة المهمة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته خادم المسلمين عبدالحميد.