بردة الشيخ الطاهر المجذوب )))
هل ضاء برق دجا الاسحار من اضم *** ام نــور لـيـلى بــــــدا ثغــرا لمبتـســم
ام تلك عــيـن المها تمشى عـلى وهن *** تـرمى بلحظ عـيــــون كل ذى سـقــم
بــالله ياظـبـيــات الـحى مـاعــلــقــت ** نــفـــسى بــشادن ريـــــم آض للخـيـم
الا رايت نفــورا مــن طـــباعــكـــم *** فــلا عــلى حــالــة نــــــرتـادها نــدم
يا اهــل ودى متى ترضــون حبكـم *** يـاتى لــبابــكــم ياوى مــــــع الخـــدم
سـهام لحظكـموا جرى الدموع عـلى *** خـــد المحب وفى الاحشاء بدا كـلـمـى
فــان رفــقـتم حبيبي بالمــحب فــــذا *** قصـــدي الا فـما قـد كان مـن مجــــرم
فالبين عوقنــــــــي عنــــــكم وهاناذا ***طـريحكـــم دنف داووه مـن الـــــــــم
وصـالكم عذبه قـد ضقت فى لـطعــم ** وهــجركم طــبه قــد كان مــن قــدمى
فيــا حبيبيا مـن هجر الجــوى كــبدى *** لهيبـه قد شــوى جسمى كــذا عــظمى
لم انس ليــلات وصــلي ماحييت وان ** امــــت فــــــــذلك حكــم القـادر الحكم
مهلا عذولي ما انصـــــــفت في عذلي *** فهـل علمت لقلبــــي غـــير ماعلـــــم
الحــــب اولـــه ماقــــــــد عملت وفي ** اواخـــــر فتكه يعـــــدو بــــــــكل دم
فان رضيت باهــــل الحب فاصطبرن *** واســـــمح بنفسك لاترعي لمـن يلـــم
وان جــزعت فــــــــلا تطمع لمذهبهم *** فكل دعـــــوي لـهـا الايات لــم تقــــم
اني نصـــحتك لاالــــــوي لنصحك يا ** خــــــــــلي هوانا فبادر واستمع كلمي
وان ابــيــــت فان اللـه يعــــــــلم مـــا ***ابديته مـــن ضميـــري صــادق بفـمي
ردوا لجــــــفني رقادا علّى طيفكمو *** يـــزور قلبـــي مناما في دجــي الظلـم
محـمد الطاهر المجــــذوب عبـــــدكم ** راجــــــــي شفاعتكم في محشر الامـم
صــــــلي عليـــك الهـي دائــــــما ابدا ** تعـــــداد مـــزن بسفح الخيف منسجـم
والال والصـــحب ماطير اللوي غردا ** ببلبل مــــــــــن ذوات الطوق في نغـم
نهج البردة )))
الدكتور محمد نجيب المراد
1 أَقْصِرْ ، عرفتـكَ ذا ضعـفٍ ، ولاتلـمُ ** والزمْ حدودَكَ قـد جـاوزتَ فاحتشـمِ
2 أ أنتَ ؟ هذا العصيَ الدمعِ فـي شـرهٍ ** إلـى المعاصـي وللآثـامِ فـي نَهَـمِ
3 أ أنـتَ هـذا الـذي ماانفـكَّ ذا وَلَـهٍ ** على الحيـاةِ برغـمِ الشيـبِ والهـرمِ
4 أ أنتَ ؟ هذا النؤومُ الليل عـن شبـعٍ ** ومالئُ البطنِ طولَ اليـومِ مـن تُخَـمِ
5 أ أنتَ ؟ هـذا الـذي تسبيـكَ بارقـةٌ ** وتسَتبيحـكَ دمـعـاً رقــةُ النـغـمِ
6 فمـا مـررتَ برسـم لسـتَ تلثُـمُـهُ ** ولا بريـمِ فـلاةٍ مــرَّ لــمْ تَـحُـمِ
7 وكيفَ تجرو علـى أمـرٍ إذا اجتمعـتْ ** كـلُّ البرايـا لـه هابتـهُ مـن عِظَـمِ
8 ماذا تريـدُ ؟ أحقـاً مـا يـدورُ هنـا ** وما يدبَّـرُ تحـتَ الليـلِ فـي الظُّلَـم
9 مـاذا تريـدُ ؟ فانـي خائـفٌ وَجِـلٌ ** الأمرُ أكبرُ مـن قولـي ومـن كَلِمـي
10 ارحـمْ هشاشـةَ حرفـي إننـي بشـرٌ *** والطفْ رجوتُكَ في حبري وفي قلمـي
11 ولا يغُّـركَ مـا ألقـيـتُ مــن دُرَرٍ ** البحرُ أعمقُ من شعري ومـن حِكَمـي
12 أ أنتَ رغـم الـذي تـدري وأعلمـه ** تُغري لساني بمدحِ المصطفـى وفمـي
13 المادحونَ سَمَـوا فـي مدحـه قممـاً ** فوقَ النجومِ برغم الضعفِ فـي الهمـم
14 لكننـي .. واندفاعـي صـادقٌ أبــداً ** أخشى اقتراباً وأخشـى ثـورة النـدمِ
15 حبـي إليـكَ رســولَ اللهِ منطـبـعٌ ** ضمنَ الحنايا ، وسـرِّي غيـرُ منكتـمِ
16 محمـدٌ ، سيـدُ الدنيـا و سيـدُ مَـنْ ** فوق البسيطةِ من عُربٍ ومـن عجـمِ
17 شمسُ الحقيقـةِ لـولا أحمـدٌ طُفئـتْ ** كلَُ العلومِ وبـاتَ النـاسُ فـي عَتَـمِ
18 بـابُ الفتـوحِ ولـولا أحمـدٌ قُفلـتْ ** مدارجُ الـروحِ والأحـوالِ مـن قِـدَم
19 أصلُ الفضائـلِ لـولاهُ لمـا انبجسـتْ ** عيـنُ الكمـالاتِ والأخـلاقِ والقيـمِ
20 مهـدٌ تَجَمَّـعَ فيـه الخيـرُ قاطـبـةً ** مـن خلـقِ آدمَ حتـى يـومِ مختَتَـمِ
21 ولاحظتْـهُ العنايـاتُ الـتـي نقـلـتْ ** أنوارَ أحمدَ مـن صُلـبٍ إلـى رحـم
22 عنـايـةُ اللهِ إسماعـيـلُ يعرفـهـا ** لأجـلِ أحمـدَ يُفـدى جــدُّهُ بــدمِ
23 لُمَّ الرداءَ أيـا ابراهيـمُ قـدْ ضجَّـت ** كـلُّ الملائـكِ تبكـي حامـلَ النـعـمِ
24 عَمَّـرْ لـهَ الكعبـةَ الغَـرّا مُطَـهَّـرةً ** وارفـعْ قواعِدَهـا ساقـاً علـى قَـدَمِ
25 واصعـدْ علـى سقِفهـا ، أَذَّن لأمتـه ** بالحجَّ والأمنِ والتمكيـنِ فـي الأَمَـمِ
26 وبشَّـرِ الكـونَ فـي ميـلادِ سـيـدهِ ** ووطِّـئِ الأمـرَ لـلإسـلام والسَّـلَـمِ
27 من أجلِ أحمـدَ جبرائيـلُ حـطَّ هنـا ** بالكبـشِ يفديـكَ والحجـاجِ والخيـمِ
28 يا ابنَ الذبيحين ..كمْ في ذاك من شَرَفٍ ** على الدهـورِ برغـمِ الفقـرِ واليُتُـمِ
29 يا ابنَ الذبيحين ، هذي مكـهُُ لبسـتْ ** ثوبَ العروسِ وشعَّ النورُ فـي الحـرمِ
30 اليـومَ مولـدُ طـه فاستفـقْ طـربـاً ** واصدحْ حمامَ الحمى عزاً علـى شَمَـمِ
31 بشـراكِ آمنـةٌ ، بـشـراكِ آمـنـةٌ ** هـذا الوليـدُ ، حبيـبُ الله فاستلمـي
32 في يومِ مولدهِ ، كسرى اعتراهُ أسـىً ** تكحَّـلَ الملـكُ والإيــوانُ بالنِّـقـمِ
33 ونـارُ فـارسَ إجــلالاً لحضـرتـهِ ** باتـتْ ضراوتُهـا خوفـاً .. بلاضَـرَمِ
34 هـذا محمـدُ ياكـلَّ العبـيـدِ أتــى ** من ينقذُ الناسَ من ظُلْـمٍ ومـن ظُلَـمِ
35 هذا الرضيعُ ، فيـا سعديـةُ إنتظـري ** فيضُ النبوةِ مثـلُ الغيـثِ فـي الديـمِ
36 طوبـى حليمـةُ ولتهنـأْ مضاربُـهـا ** لأجـلِ أحمـدَ طـابَ الضـرعُ بالغنـمِ
37 قد يمُنعُ الكونُ مـن شخـصٍ لسوأتـهِ ** ويمطـرُ الكـونُ إكرامـاً لمحتـشـمِ
38 جبريلُ هـذا فـؤادُ المصطفـى عَبِـقٌ ** فارسمْ بـه خـطَّ وحـيِِ الله يرتسـمِ
39 وهِّـيءِ القلـبَ لـلأنـوارِ ساطـعـةً ** قـولٌ ثقيـلٌ سّيُلقـى باهـرُ الكـلـمِ
40 هذي الشعـابُ وهـذي مكـةٌ شهـدتْ ** رعيَ الصبـيِّ قطيـعَ الشـاءِ والنَّعَـمِ
41 هـذا اليتيـمُ الـذي شاعـتْ أمانتُـهُ ** فصار يُعَرفُ فـي صـدقٍ وفـي حُلُـمِ
42 يمشي الهوينى فما أحـلاهُ مـن قمـرٍ ** إن يلقهُ البدر ، ضـوءُ البـدرِ لا يـدمِ
43 مفكـرٌ ، مطـرقٌ ، تلقـاه ذا نَـظَـرٍ ** إلى السمـاءِ بطْـرف الحـاذق الفَهِـم
44 والعبقريـاتُ تـبـدو بـاكـراً أبــداً ** منذ الطفولـةِ لاتخفـى علـى الحكَـمَِ
45 لما رأى الراهـبُ الشامـيُّ طلعتَـهُ :** هذا بشارةُ عيسـى قـال فـي عِظَـمِ
46 خَتْـمُ النـبـوةِ والإنجـيـلُ يـذكـرهُ ** خَتْـمٌ بـه الآيـةُ الكبـرى لمتـهِـمِ
47 أمـا الغمامـةُ ظلْـتْ فوقـه حـرسـاً ** من أرضِ مكـةَ حتـى الشـامِ كالعَلَـم
48 طوبى خديجةُ ما عاينـتِ مـن خُلُـقٍ ** فأحمـدٌ حبـلُ دربِ اللهِ فاعتصـمـي
49 واهنـأْ محمـدُ فيهـا إنـهـا فَــرَجٌ ** كم يجعـل اللهُ بعـد الـلاءِ مـن نَعـمَِ
50 هذي خديجةُ سرُّ السـرِّ قـد شهـدتْ ** مشارفَ الوحيِ ما ضلـتْ ولـم تَهِـمِ
51 اصعـدْ لغـارِ حـراءٍ وارتقِـب جَلَـلاً ** من غير ما مَلـلٍ فتحـاً ... ولا سَـأَمِ
52 أمْضِ الليالي وحيداً فـي العـراءِ هنـا ** فـي قمـةِ الجبـلِ العالـي ولا تـنـمِ
53 عمـا قريـبٍ سمـاءُ اللهِ عـن كثـبٍ ** ستَفْتَحُ البـابَ للسهـرانِ فـي القمـمِ
54 النورُ يدفقُ يا غـارَ الفخـارِ ضُحـىً ** فاصمدْ حِراءُ علـى الزلـزالِ والتحـمِ
55 جبريـلُ ضـمَّ حبيـبَ اللهٍ محتضـنـاً ** اقـرأ محمـدُ قـد بُلِّغـتَ ... فالتـزمِ
56 أقرأْ علـى مسمـعِ الدنيـا بأجمعهـا *** قرآنَ ربكَ ، وانشـرْ دعـوةً وقـمِ !
57 خـلِّ الـدثـارَ وأعلنـهـا مـدويـةً *** للشرقِ والغربِ كلَّ الدهرِ ... واقتحـمِ
58 أنْ لا إلـه سـوى الرحمـن خالقنـا ** وأنَّ أحمـدَ خـيـرُ الخـلـقِ كلِّـهـمِ
59 أقـرأْ محمـدُ فالدنيـا علـى مَــلَءٍ ** تصغـي إليـك وخـلِّ الكفـرَ يلتْجِـمِ
60 رتِّـلْ محمـدُ أيْقظْهـا فقـد سَكِـرتْ ** كلُّ النفـوسِ وصـارَ النـاسُ كالبهُـمِ
61 رتِّـلْ محمـدُ عَمِّرْهـا علـى أُسـسٍ ** مـن المسـاواةِ والأخـلاقِ والنُـظُـمِ
62 وسوفْ تلقى من الأهوالِ مـا عجـزتْ ** عنـه الجبـالُ بصبـرٍ غيـرِ منخـرمِ
63 والأقربونَ وكـمْ كانـوا علـى حَسَـدٍ ** رغم البراهينِ صاروا أشرسَ الخَصـمَ
64 الحقدُ يعمـي عيونـاً وهـي مبصـرةٌ ** إن الحقودَ علـى سمـعٍ لفـي صَمَـم
65 هاجت قريشُ على المختـارِ واتفقـتْ** ضدَّ النبوةِ أحـلافُ الهـوى الصنمـي
66 وآمـنَ الفـقـراءُ المتعـبـونَ بــهِ ** وهكـذا ديـدنُ الأديـانِ فـي الأمـم
67 اثبتْ بلالُ علـى الإيمـانِ فـي مثـلٍ ** للمؤمنـيـنَ ولا تخـضـعْ فتنـهـزمِ
68 يـا آلَ ياسـرَ صبـراً إنهـا مِـحَـنٌ ** من غيرها دعـوةُ الإسـلام لـم تقـم
69 وها جِروا في سبيل الله علَّ ، عسـى ** عند النجاشيِّ ينجو الدينُ مـنَ ضيـم
70 بكـى النجاشـيُّ للـقـرآن يسمـعـه ** بوركتَ ياملـكَ الأحبـاشِ مـن قَـرِمِ
71 وهكـذا بـذرةُ التوحيـد قـد نبـتـتْ ** في أرضِ مكةَ مثلَ الزهـرِ فـي الأكَـمَِ
72 وراحَ أحمـدُ بـاسـم الله يرعـاهـا ** ويشحـنُ الجيـلَ بالتثبيـتِ والـعََـزمِ
73 هـذا الرعيـلُ سيحمـي أحمـداً أبـداً ** أفدي نعـالَ حُمـاةِ المصطفـى بدمـي
74 الأخشـبـان إذا أحبـبـت أطبقـهـا ** يقـولُ جبريـلُ والـرأسُ الكريـمُ دمِ
75 لا تفعلـنَّ يقـول المصطفـى فعسـى ** من صُلْبهم يخرجُ الإيمانُ عـن رغََـمِ
76 وحاصروه ببطـنِ الشِّعـبِ واكتتبـوا **ميثـاقَ عـارٍ وعهـداً بالـغَ الشُّـؤُمِ
77 هذا البراقُ وهذا الـروحُ قـد حضـرا ** فاركـبْ محمـدُ هـذي رحلـةُ الحِكَـم
78 صـلِّ إمامـاً بكـلِّ الأنبـيـاءِ هـنـا ** في المسجدِ الأقصـى كالمفـردِ العَلَـمِ
79 الأنبيـاءُ تصلـي خـلـفَ سيـدِهـا ** ومَـنْ يَـفُـزْ بحبـيـبِ اللهِ يأْتـمـمِ
80 وارقَ السمـوات عبـداً عـزَّ مرتقيـاً ** مابيـنَ محَتفِـلٍ شـوقـاً ومحـتـرِمِ
81 هذي الملائـك بالمختـارِ فـي فـرحٍ ** عرسُ السمواتِ عَنـد اللـوحِ والقلـمِ
82 العـرشُ زُيِّـن للمختـارِ فـي أَلَــقٍ ** وسدرةُ المنتهـى فـي نورِهـا العمـمِ
83 اسمعْ محمـدُ وانظـرْ مـا رأى أحـدٌ ** ما قد رأيت وَلُـذْ بالعـرشِ ثـم حُـمِ
84 وقيـل للمصطفـى بشـراكَ منـزلـةً ** فانزلْ على السـدرةِ العليـاءِ ،والتحـمِ
85 كانَ الخطـابُ مـن البـاري مشافهـةً ** لم يُصعقِ المصطفى من وطـأةِ الكِلـمِ
86 وثبَّـتَ اللهُ هاديـنـا عـلـى جَـلَـلٍ ** مـن الخطـابِ وهـذا غايـةُ النـعِّـمِ
87 زيدي قريـشُ جحـوداً ضـدَّ دعوتـه ** وأنكري الرحلـةَ الإعجـازَ واتهمـي
88 وشككي الناسَ في صـدقِ النبـيِّ أذىً ** هذا أبو بكرُ ضدُّ الشـكِّ ، فاحتشمـي
89 نفسي فداؤك يـا صّديـقُ مـن بطـلٍ *** إن البطولـةَ تصديـقٌ علـى التُـهَـمِ
90 لـك الشهـادةُ طـولَ الدهـرِ خالـدةٌ ** في محكـمِ الآيِ نتلوهـا علـى عِظَـمِ
91 يا صاحبَ المصطفى... حباً . على أدبٍ **أسهرتَ بعدكَ مـن يهـواهُ ... فلتَنَـمِ
92 يا برلمـانَ قريـشٍ ، رأيكـم خطـلٌ ** حتـى وإن صـدَّق الشيطـانُ بالخَتَـم
93 لـن تقتلـوه وإن أجمعَـتـمُ أبــداً ** فاخسأ لُعنتَ أبا جهـلٍ علـى الغَشَـمِ
94 أخرُجْ محمـدُ ، جـاءَ الأمـرُ ملتجئـاً ** إلى المدينةِ سـراً فـي دجـى الظُّلَـمِ
95 نمْ يا عليُّ سريـرُ المصطفـى عَطِـرٌ ** وافدِ الرسولَ فليـلُ الكافريـنَ حمـي
96 لاتسألنّيْ عـنِ الكفـارِ كيـف عَمُـوا ** ولا عنِ الرملِ عنَد البابِ كيـف رُمـي
97 أغشاهـمُ اللهُ سـداً مـن ورائـهـمِ ** فمـرَّ أحمـدُ برقـاً مــن أمامـهـمِ
98 ومـن تكـنْ بعـيـونِ اللهِ جِلسـتُـهُ ** أعمـى عيـونَ طغـاةِ الأرضِ كلهـمِ
99 سَتْرُ العنايـةِ مـا أقـواهُ مـن كَنَـفٍ ** أغنى عن الدرعِ أو عالٍ مـن الأُطُـمِ
100 أقسمتُ هذا جرى بـلْ كـدتُ أبصـرهُ ** أقسمتُ أقسمتُ إنـي صـادقُ القَسَـمِ
101 الليـلُ لـفَّ رســولَ الله ممتـثـلاً ** أمرَ السماءِ ولـم يجـزعْ فلـم يُضَـمِ
102 وعـن يميـنِ رسـولِ اللهِ صاحُـبـه ** ركبُ النبوةِ يا صحـراءُ .. فاحترمـي
103 العنكبـوتُ علـى ثــورٍ بــه أَرَقٌ ** فينسجُ الحبَّ ... خيطاً غيـرَ منصـرمِ
104 أما الحمامةُ قد باضـتْ علـى عجـلٍ ** فمرَّ جيشُ قريشٍِ كالضريـرِ ... عَـمِ
105 لو أنهم طأطؤا ... قـد قـال صاحبُـه ** لأدركـوكَ ولكـنْ دونـهـم لَحَـمـي
106 (اللهُ ثالثُنـا) قـال الـرسـولُ لــهُ ** إنّ المعيَّـةَ يـا صدّيـقُ لــم تـنـمِ
107 يا صاحب الغارِ يا صدّيقُ قـد شهـدتْ ** لـكَ السمـواتُ والأرضـونَ بالذِّمـمِ
108 وياسراقـةُ غُـصْ بالرمـلِ منكَسـراً ** ويا خيولَ قريـشٍ بالـردى التجمـي
109 وتلك أسمـاءُ قـد جـاءتَ بسفرتهـا ** شَقَّـتْ نطاقـاً وأهدتْـهُ بـلا نَــدَمِ
110 يـا أم معبَـدَ قـد شاهـدتِ معجـزةً ** الضيف هـذا نبـيُّ الله ... فاغتنمـي
111 الشـاةُ خَلَّفهـا جَهْـدٌ فمـا بـرحـتْ ** دَرَّتْ حَلُوباً وصـارتْ أسمـنَ الغَنَـمِ
112 دُقـوا الدفـوفَ فـإنَ البـدرَ مؤتلـقٌ ** خلفَ الثنيـةِ ... نـوراً غيـرَ ملتَثـمِ
113 ويا مدينـةُ جـاءَ العـزُّ .. فانتبهـي ** من غفلةِ النومِ أو مـن رقـدةِ العـدمِ
114 ولتبدئـي اليـومَ تاريخـاً وملحـمـةً ** ولتكتبـي عنـه بالقرطـاسِ والقـلـمِ
115 تيهي على الكـونِ تشريفـاً ومنزلـةً ** فأنـتِ سيـدةُ الدنيـا بــلا َقـسَـمِ
116 وأنـتِ قبـلـةُ أرواحٍ بــلا سَـفَـرٍ ** فربَّ جسمٍ هنا والـروحُ فـي الحَـرَمِ
117 يا طيبةَ الخير قد بوركتِ مـن وطـنٍ ** وكـم يبـاركُ أرضـاً ملمـسُ القـدمِ
118 مشى الحبيبُ هنـا ياليـتَ لـي قَـدَرٌ ** أمشـي علـى أثـرِ (الأقـدامِ) باللثََّـمِ
119 رنا الحبيبُ هنا ! فاخضـرَّ ذو يَبَـسٍ ** وربَّ عـودٍ بكـى وانفـكَّ مـن بَكََـم
120 دنا الحبيبُ هنـا وارتـاحَ مِـنْ تَعَـبٍ ** فليتَ أنـي لـه مِـنْ أصغـرِ الخـدمِ
121 نخلَ المدينةِ كم شاهـدتَ عـن كَثَـبٍ ** وكم حضرتَ مـن الأحـداثِ والقُحَـمِ
122 هنا تأسـسَ مجـدُ الديـن وانطلقـتْ ** جحافـلُ الحـقِّ لـلأكـوانِ والأمــمِ
123 قُــمْ يـابـلالُ وأعلنـهـا مـدويـةً ** واحسمْ بصوتكَ أمَر الشـركِ ينحسـمِ
124 كَبرّْ ، وَأَرْهبْ دعاةَ الكفرِ قـد وُلـدتْ ** فـي طيبـةَ اليـوم آسـادٌ بـلا أجَـمِ
125 قاموا إلى الحقّ سيفـاً لا مـراءَ بـه ** والحقُّ بالسيفِ يعلـو عنـد مصطـدَم
126 عصابـةٌ لـو رآهـا اليـوم ذوبَطَـرٍ ** مـن الطغـاةِ لألقـى خطبـةَ السَّلَـمِ
127 الراكبـونَ إلـى الجنـاتِ فـي عجـلٍ ** مـن كـلِّ مستبِـقٍ كهـلٍ ومحتِـلـمِ
128 رَأَوْا فأسعَدهـمْ أَنْ ينشِـروا دمَـهـمْ ** من أجلِ نشرِ الهـدى والعلـمِ والقيـمِ
129 وبـاذلُ النفـسِ للرحمـنِ عـن ثقـةٍ *** قد مَّهدَ الـدربَ للأجيـالِ عـن رَغَـمِ
130 هنـا المدينـةُ فاكتـبْ بازمـانُ لهـا ** عـزَّ المآثـرِ وارفـعْ رايـة العَـلَـمِ
131 هنا البيـوتُ اللواتـي أنجبـتْ أُمَمـاً *** من الرجالِ ، وجلَّ البيـتُ مـن رَحِـمِ
132 هنا البقيـعُ ، وحيـثُ الأوليـاءُ هنـا ** بالروحِ تسكنُ تحـتَ الأرضِ واللَّحَـمِ
133 هنـا النبـيُّ يربـي عنَـد مسجدهـا ** ويفطـمُ الجيـلَ بالأخـلاقِ والشـيـمِ
134 هـذا أبـو بكـرُ رمـزٌ للـولاءِ فكـمْ ** أعطـى دروسَ ولاءٍ للرجـالِ كــمِ ؟
135 وكـم تشبَّـة بالفـاروقِ مـن حَـكَـمٍ ** وبالتواضـعِ رغـم الملـكِ والحـكُـمُِ
136 يـا مـنْ أعـزَّ بـه الرحمـنُ ملَّتـهُ ** وذلَّ فيـه دعـاةَ الكـفـرِ والصـنـم
137 جاءتْ إليـكَ رقـابُ المشركيـنَ بهـا ** رُعبٌ من الحَزْمِ لا مِنْ شـدةِ الحُـزُمِ
138 وذاك عثمـانُ ذو النوريـنِ سيـدُنـا ** من جهَّزَ الجيشَ كلَّ الجيشِ عن كَـرمِ
139 ماضرَّ عثمانَ بعـدَ اليـوم مـا فعلـتْ ** منـهُ اليميـنُ ، فكـلَّ الذنـبِ كالّلمَـمِِ
140 وذا علـيُّ ، ولــيُّ اللهِ لوقُسـمـتْ ** كـلُّ المكـارمِ ، فـاقَ الكـلَّ بالقِسَـمِ
141 صهرُ النبـيِّ ، وللأنسـابِ حظوتُهـا ** هذا هو الحسبُ الأعلـى ، بـلا جَـرَمِ
142 زوجُ البتـولِ وكـلُّ الطهـرِ مرجعُـهُ ** إلى البتولِ ، وللآلِ الكـرامِ ... نُمـي
143 ياجدتاهُ، وحسبي فـي العلـى شرفـاً ** في أنَّ حبـيَّ للزهـراءِ ... ذو رَحِـمِ
144 هنا المدينةُ ... والسبطانِ قـد جلسـا ** فيها ، فنـودي بالتاريـخِ ... فلْتقـمِ
145 هنا الملاحـمُ مـن بـدرٍ ومـن أُحُـدٍ ** هنا الفتوحُ فمـن قُـدْس إلـى شَـأَمِ
146 هنـا السيـوفُ موشـاةٌ إذا ارتـديـتْ ** وكـمْ تفاخـرَ سيـفٌ ارتـداهُ كـمـي
147 يا ابنَ الوليـدِ خيـولُ اللهِ قـد ركبـتْ ** والخيـلُ تعـرفُ سيـفَ اللهِ بالنَّـسَـمِ
148 ترنَّـحَ الباطـلُ المـغـرورُ منهـزمـاً ** إذْ صاحَ خالـدُ فـي عـزٍّ ألا : انهـزمِ
149 بـدرٌ ، ويطّلِـعُ الرحمـنُ عـن كثـبٍ ** ترمي يـدُ اللهِ جيـشَ الكفـرِ بالسَّهَـمِ
150 أُحْدٌ ، ودرسٌ علـى الطاعـاتِ ياَلَهفـي *** كيف احتَموا في رسولِ الله مـن حُمَـمِ
151 ياسيَّدَ الشهـدا ... يـا حمـزةٌ خلـدتْ *** كبدُ الشهيدِ برغـم القبـحِ فـي الجُـرُمِ
152 وذاكَ سلمـانُ ، منّـا ، قـال سيـدُنـا ** لمـا أشـارَ بحفـرِ الخنـدقِ العجمـي
153 العنصريةُ فـي الإسـلامِ قـد سقطـتْ ** من يومِها .. واستحالـتْ فيـه كالرِّمَـمِ
154 سعدُ حكمتَ بهـم أمـرَ السمـاءِ ، إذنْ ** يلـقَ اليهـودُ جـزاءَ النُكْـثِ بالعِصَـمِ
155 هـذي جويريـةٌ مـن أجلهـا فُـدِيَـتْ ** جلُّ القبيلةِ حيـث الصهـرُ فـي حَـرمَ
156 يا شجْرةَ البيعةِ - الرضوانِ قد رضيـتْ ** عن الرجـالِ سمـاءُ اللهِ ... فابتسمـي
157 صلـحُ الحديبّيـةِ الميمـونُ ، مظهُـرهُ ** غبـنٌ ، وجوهـره نصـرٌ بـلا غُـرُمِ
158 (أنـا النبـيُّ ، رسـولُ اللهِ لا كَــذِبٌ) ** على حُنَينٍ ، ينـادي المصطفـى بهـمِ
159 وفتـحُ مكـةَ درسُ النـصـرِ علّمـنـا ** على العصـورِ كتـابَ العفـوِ والكَظَـمِ
160 عفوتَ عنهـم رسـولَ الله رغـمَ أذىً ** وربَّ عفـوٍ يصيـدُ القلـبَ دون رمـي
161 لم تَغْزُ يـا سيـدي مـن أجـلِ فانيـةٍ ** حاشاك مـن طَمَـعٍ فيهـا ومـن غُنُـمِ
162 يـا فاتـحَ الأرضِ بالأخـلاقِ تنشرُهـا ** ومن يعارضْ رياحَ الخيـر ... ينقصـمِ
163 الفـرسُ والـرومُ أشــلاءٌ مبعـثـرةٌ ** جيشُ النبي أتـى كالمـوجِ فـي زَخَـمِ
164 هـي الحضـاراتُ لاتبقـى علـى أَحَـدٍ ** إذا تخلـى عـن الأخــلاقِ والـذِّمَـمِ
165 هنـا النـبـيُّ وبـالأخـلاقِ دولـتُـه ** والخُلْـقُ يفتـحُ قلبـاً دون سـفـكِ دمِ
166 هنا الصحابةُ في المحرابِ قـد جلسـوا ** والمصطفـى يشـرحُ القـرآنَ بالحِكَـمَ
167 الخُلْـقُ قـال رسـولُ الله فالتـزمـوا ** فقـد بُعثـتُ بـه كُـلاَّ عـلـى تـمَـمَِ
168 )وإنمـا الأمـمُ الأخـلاقُ مـا بقيـتْ) ** فـإن تدنـتْ ... فللتدمـيـرِ والنـقِّـمِ
169 الصالحـاتُ لـكَ استرخـتْ أَزِمُّتـهـا ** والمصلحونَ لـكَ انقـادوا علـى فَهَـمِ
170 ومـن تكـنْ بـرسـولِ الله أسـوتُـه ** ما ضارعتهُ علـى الأخـلاقِ بنـتُ فـمِ
171 صدقٌ ، وحلمٌ ، وعفـوٌ عنـد مقـدرةٍ ** هلْ بعد هذي السماتِ الغـرِّ مـنِ سيَـمِ
172 جودُُ كما البحرِ ،بل في البحرِ كلُّ أسـىً ** إذ لـمْ يجاريـكَ بالإنـعـامِ والـكـرمِ
173 يا واصلَ الرحْـم بعـد القطـعِ مبتـدراً ** لولا ابتـدارُكَ مـا كانـتْ مـن الحُـرَمِ
174 يا أفصحَ النـاس فـي علـمٍ وفـي أدبٍ ** شيَّـدتَ للضـادِ مُلْكـاً غيـرَ منـهـدمِ
175 إذا خطبـتَ تهـادى منـبـرٌ طـربـاً ** وأنصتتْ فصحـاءُ العُـرب فـي عِظـمِ
176 وتلـكَ أُمـيَّـةٌ تحـيـا بـهـا أمــمٌ ** وتنقذُ الأرضَ من بـؤسٍ ومـن عُـدُمِ
177 أبـا الفصاحـةِ قـد غامـرتُ يدفعنـي ** على المديحِ هوىً في القَلب مـن قِـدمِ
178 أدري بأنـيَّ لا أرقـى ... ولا يـرقـى ** منـي الكـلامُ ولكـنَّ الحنيـنَ فـمـي
179 أيشفعُ الحـبُّ يـا مـولاي حيـث أنـا ** في الشعرِ صفرٌ ، وفي الإلقاءِ في بَكَـمِ
180 أنـا الذنـوبُ علـى وجهـي معـفِّـرةٌ ** لكنَّ مدحكَ فـي قلبـي وضمـنَ دمـي
181 اللهُ يشهـدُ كـم قلبـي يـخـا طبـكـمْ **ومن يترجمْ خطـابَ القلـبِ ... لا يُلَـمِ
182 يا سيدي ، يـا رسـولَ الله لـي أمـلٌ ** أن تقبلَ المدحَ رغم العجـزِ فـي كلمـي
183 يا صاحبَ الحوض ،تسقي المؤمنينَ ، أنا ** رجوتُ أنُشدُ عند الحوضِ ... كلَّ ظمـي
184 هل يكتـبُ الله عـزي أن أكـونَ أنـا ** في بابِ أحمـدَ أشـدو حُسْـنَ منتظِـمِ
185 من غيرِ ما فتنـةٍِ ربـي ... ولا مِحَـنٍ ** بل منحـةٌ عظمـى يـا واهـبَ النعـمِ
186 حسّـانُ أولـى بهـا لكنـه ... أمــلٌ ** وهلْ يـلامُ علـى الآمـالِ ذو عَشَـمِ ؟
187 البردةُ العصما ... كم داعبـتْ بصـري ** وكم تخيلتُ في صحـوي وفـي نُوَمـي
188 يا سيدي ... يا رسولَ الله قـد رجعـتْ ** جحافلُ الـروم فـي حقـدٍ وفـي لُـؤُمِ
189 القـدسُ مسـراكَ لا أجـرو فأخبَركـم ** إن الفجيعـةَ جـرحٌ فـي القـلـوب دمِ
190 عادتْ قريظةُ يـا مـولاي ، وانتقمـتْ ** لقينقـاعَ عـلـوجُ الـذبـحِ كالغَـنَـمِ
191 صوتُ السبايا ... وكلُّ الأرض تسمعـهُ ** إلا الخيـولَ ... وإلا سيـفَ معتـصِـمِ
192 يا ربِّ ، جاؤوا لهدم الدين مـن أُسـسٍ ** يا رب ، فاجعـلْ بنـاء البغـي ينهـدمِ
193 وصـلِّ ربِّ علـى الهـادي محمِـدنـا ** والآلِ ، والصحـبِ والأتـبـاع كلِّـهـم
194 وامنحْ عبيَـدكَ فـي الداريـن تكرمـةً ** و والديـه وفــرّجْ كُـربـةَ الغُـمَـمِ
195 وارحـمْ ذويــه وذرياتِـهـم أبــداً ** وافتحْ عليهـم فتـوحَ العـارفِ الفَهِـمِ
196 واغفـر الهـي ذنوبـاً أنـت تعلمـهـا ** واشـفِ مـن العلـلِ الكـأداءِ والسقـمِ
197 واجبرْ الهي على الأيـامِ مـا انكسـرتْ ** منـه الأمانـي بستـرٍ غيـرِ منـخـرمِ
198 واقضِ الحوائجَ ما يرضيكَ فـي عَجَـلٍ ** كــذا الـمـرادَ أَنِلـنْـا دائـمـاً وَدُمٍ
199 واجمعْ على الخيرِ أمرَ المسلميـن بهـا ** وَوحِّـدِ الصـفَّ سـدَّاً غيـرَ منفصـمِ
200 وشفِّـعِ المصطـفـى فيـنـا وأمِـتِـه ** فوقَ الصـراطِ وعنـدَ الحـادث الَعمِـمِ
201 أبياتُهـا قـد أتـتْ مَاْئتَيْـنِ مَـعْ عَلَـمٍ ** كـذاك أسمـاؤه فـي العـدِّ والـرقَـمِ
202 فالشكـرُ للهِ قــد جــاءتْ موافـقـةً ** والحمـدُ للهِ فـي بَـدْءٍ وفــي خَـتَـمِ