عج بالحمى يا رعاك اللَه من أضم**واقر السلام على سلمى بذي سلم
يا حبذا نسمة من حاجر وردت**تروي حديث الهوى عن جيرة العلم
ولا كليلتنا بالأيرقين وقد**تألق البرق يحكي ثغر مبتسم
فقمت للبرق مرتاعاً أقول له **يا برق حيهم وانزل بحيهم
وإن حدوت عشار المزن مثقلةً** فاحبس ركابك بين البان والعلم
ولا أخالك تختار الريحل إذا ** ألقيت رحلك بين الضال والسلم
فكم هنالك من بيضاء ناعمةٍ** تستوقف العين بين الخمص والهضم
تلهب الجمر في رضراض وجنتها **وثغرها طافح بالبارد الشبم
قضى فؤادي بها وجداً فقلت له**من ذاق طعم الردى بالبيض لم يلم
نفسي الفداء لها من غادة ذهبت**بالحلم مني بلا ذنب وبالحلم
أترعت واديها بالدمع وامتنعت ** من رشفة أحتسيها ظامياً بفم
ولائم لامني فيها فقلت له** ذق الهوى وإن اسطعت الملام لم
وما عليه لحاه اللَه من رجل** إذا تبرعت في حب الدمي بدمي
أقول للركب تستن المطي بهم**على الإبريق بالأرسان واللجم
وقد أظلهم برق يحدثهم** وميضه عن بدور الحي من أضم
أعيذكم أن يمس اليوم قادمكم ** تلك الرسوم بأيدي الأنيق الرسم
فقابلوها بتقبيل فإن لها ** عليكم ذمة من أكبر الذمم
أأجدر المرء أن يختار لثم ثرى ** مرت به قدم المختار في القدم
محمد آية اللَه التي ظهرت ** ظهور شمس الضحى والناس في الظلم
أبو البتول الذي ما شد مئزره**إلا على الحسنين الباس والكرم
ذو المعجزات اللوات ليس يجحدها ** ونورها ساطع كالشمس غير عمي
وكيف يجحد إن البدر شق له**وخر في حجر ذاك العالم العلم
وإن شمس الضحى جاءته من أمم**لما دعاها إليه سيد الأمم
تطلعت من خصاصات الحجاب فمذ ** رأته نضت محيا غير ملتثم
والجذع حن إليه والبعير شكا**لسيد الخلق ما يلقى من الألم
وحسبه من كتاب اللَه معجزةً**تفتر عن درر الأحكام والحكم
بحر بماء الهدى جاشت عوارفه**فللعقول عليه أي مزدحم
وجنة من جنان الخلد نسمتها** تروي حديث الرضى عن بارئ النسم
يرفض دمع الغوالي كلما نظرت** محاسن الجود في المعنى وفيالكلم
ألوت بلاغته بالمصقفين فلا** ينفك سحبانهم يشكو من البكم
لذاك أحجمت الأعراب إذ هدرت ** شقاشق الفحل وانسابت مع الغنم
وأعرضت عن مجارة الأغر إلى ** وخز السنان وقرع الصارم الخذم
ووهذه رشحة من عارض هطل ** وقطرة من جمام الجحفل العرم
فضائل ليس يخفى نورها أبداً ** وقلما يختفي نار على علم
أطريت خير فتىً دبت فضائله ** في الكائنات دبيب البرء فيالسقم
كالماء في أدب والنجم في رتب**والريح في شمم والروض في شيم
أغر المج يستسقي الغمام به ** فيستجيش بمنهل ومنسجم
ولو أراد لأجرى من أنامله ** سيلاً يلف حضيض القاع بالأكم
يا أفضل الناس في خلق وفي خلق ** شهادة صدرت عن غير متهم
ويا ملاذ أخي التقوى وناصره** إذا أحاط به جيش من النقم
أنت الذي أنعش الدنيا وساكنها** بجوده وحياة الأرض بالديم
وأنت خير نبي حل في جرم ** تهوى إليه قلوب العرب والعجم
عجت بمدحك أبناء النظام وإن ** علوت عن كل منثور ومنتظم
بما ترى بمدح العقد الذي أخذت ** شذوره من عقود اللوح والقلم
وهاكها يا كريم الخيم قافيةً ** عجفاء جعجعتها في روضة النعم
عطفاً على الرحم البلهاء إن لنا ** فيكم لصدق الولا عرقاً من الرحم
لبست من حبكم والفضل فضلكم ** والحمد للَه عقداً غير منفصم
لذاك تختلج الآمال في خلدي ** مشيرةً أن عفو اللَهمختثمي
حي المغاني بين البان والعلم ** ففي المغاني معاني الحسن والكرم
يهيج برح الصبا للمستهام صباً ** في نشرها بشر قرب الركب من اضم
اراق بعدي لهم عيش فبعدهم** اراق فيض دم من دمعي السجم
ان السهاد نفى جسمي ضناً فغدا** يحكي السهى دنفاً في حب بدرهم
اتملك العين من عين الظبا نظراً** ودونها الاسد تسطو بالضبا الخذم
ريم الصريم إذا رمت العقيق ففي**عقيق دمعي غنى عنه فلا ترم
في وجهك ابن ابي سلمى وبهجته** وفي لواحظك الوسنى ابو هرم
ضل الفؤاد فظل الجسم حلف ضني** فالجسم في مرض والقلب في ضرم
اني ابحت دمي عمداً فلا قود** عليهم في الهوى اني ابحت دمي
رأيت جورهم عدلا وهجرهم ** وصلا وذلي عزاً في ودادهم
صبري وجسمي وطرفي والفؤاد أسى ** واه نحيل غزير الدمع في الم
يفك كل أسير في بيوتهم** الا أسير جفون من ظبائهم
فليت شعري أوجد أم لهيب غضاً ** ما أودعوه فؤادي يوم بينهم
يهيج لي عاذلي في ذكرهم طرباً** فالعذل أحسن في سمعي من النغم
وصاحب لامني لما رأى كلفي** لو ذقت طعم الهوى يا صاح لم تلم
يزيد طبع الفتى في الحب طيب شذى ** كما تضوعت الأزهار بالنسم
مخضت رايك واستجمعت زبدته** ولست عندي على راي بمتهم
فجئت بالنقض والإبرام منتقياً ** من الحجى أفصح الالفاظ والكلم
وقد تبوأ منا واحد رشداً ** فكل إذا شئت أمرينا إلى حكم
حاشا الهوى وهو علق ان تفوز به ** نفس العذول الغبي الساقط الهمم
إني رأيت كرام الناس في تعب ** وأنت من تعب العلياء في سلم
هم اسعروا مهجتي ناراً فخضت بها** في بحر عشق بموج العشق ملتطم
والحب أوله حلو وآخره ** مرّ ولذته تفضي إلى ندم
لا والهوى وليالينا التي سلفت** ما حلت من عهدكم يا جيرة العلم
ان ابق بعدكم حيا فلا عجب** بقيت لكن لطول الحزن والالم
ان أومض الخال من شرقي كاظمة ** حكاه دمعي بمنهل ومنسجم
قالوا الصبابة سقم لا شفاء له** قلت الوصال شفاً من ذلك السقم
قالوا سلوت فقلت العيش بعدكم ** قالوا الفت فقلت النجم في الظلم
كأن جسمي وقطر الدمع بغمره** سلك يلوح بدرّ فيه منتظم
اغني بجوهر دمعي ناظري على** اني من الصبى في فقر وفي عدم
دعني ارق نسقا دمعي فلا بدل** منهم وان منعوني نيل عطفهم
وربما شب في الاحشاء جمر غضاً** جنح الدجى ذكر جيران بذي سلم
طالت ليالي النوى حزناً كما قصرت** من المسرة لي أيام وصلهم
فما لليل النوى صبح يلوح وهل** في الصبح لي راحة من لاعج الالم
كم صابرت همتي صرف الزمان ولم ** تضعف وصرف النوى أو هي قوى هممي
يا نفس جرعتني مرّ الغرام بهم ** حتى اريق باسياف الجفون دمي
والصبر كان حميما لي فاسلمني ** غدراً فكابدت أشجاني بغير حمي
يا قلب هل لك ان يمحو الضلال هدى**بمدح خير البرايا سيد الأمم
طه ابي القاسم الهادي البشير رسو**ل الله صفوة عبدالله ذي الكرم
زاكي النجار كريم الطبع متصف**بالجود والباس والعلياء والعظم
الباذخ الهمم ابن الباذخ الهمم**ابن الباذخ الهمم ابن الباذخ الهمم
منزه الذات عن نقص يلم بها**قد هزبت واصطفاها بارئ النسم
عظيم خلق به الخلق اهتدى رشداً ** متمم كرم الاخلاق والشيم
سامي المعارج مهدي المناهج قضـ ** ـاء الحوائج غوث الناس في الازم
ونور قدس حباه النور من شرف** بالنور يهدي سبيل الرشد كل عمي
ان كان آنسي موسى النار من بعد** فالمصطفى آنس الأنوار من أمم
إن كان أحيى المسيح الميت معجزة** فذكر أحمد يحبى بالي الرمم
الناطق الفصل في قول يضمنه ** براعة البالغين الحكم والحكم
غيث المؤمل غوث المستجير به** هادي الأنام سبيل الواضح اللقم
فاق البرية في خلق وفي خلق** وعمهم كرماً بالنائل العمم
فجوده البحر في اسداد عارفة** وعلمه البحر يلقي جوهر الكلم
سقى رياض الأماني جود راحته**محاً فازهرن بالالاء والنعم
ومثله فليرجي المرتجون وهل ** يرجى مثيل لذاك المفرد العلم
مسترشد رشاد مستنجد نجد** مسترفد رافد مستمجد شهم
محمد المصطفى اصفاه خالقه ** بالحمد في اشرف الايات والكلم
رسول صدق عن الارشاد لم يرم ** يوماً وغير رضا باريه لم يرم
لو كان في الرسل من في الفضل بشركه ** ما خصه الله بالمعراج والعظم
فآدم قد حوى فضل السجود به** ونال عفواً به عن زلة القدم
وفيه قد رجعت نار الخليل له** برداً فنال رغيد العيش في الضرم
سمح يحقق آمال النفوس فما ** يخيب راجيه من لطف ومن كرم
فللجناة لديه عفو مقتدر** وللعفاة لديه جود مبتسم
اسماؤه وصفت افعاله فغدت** من الجلالة تتلوا أحرف القسم
هو المؤمل في الدنيا المشفع في** الأخرى فلذ وتمسك فيه واعتصم
عزت به العرب وانقاد الزمان لها** واصبحت تخضع التيجان للمم
إذ قام مضطلعا بالأمر مفترعاً** عزاً تقاعس عنه كل معتزم
في السلم يحيى بعذب الجود ذا آمل ** في الحرب يردي بمر البأس ذا اضم
بعزم أروع سامي الهم منصلت** ورفد ابلج طلق الوجه مبتسم
واستل من عزمه عضب الغرار ارمضا ** غرباً وشرقاً فبادت دولة الضم
واشرقت انجم التوحيد محدقة** منه ببدر هدى يجدو دجى الظلم
نبوة حاولوا اخفاءها فبدت** ان الشموس سناها غير منكتم
كأن شرعته ضوء النهار جلت ** من الضلالة ليلا حالك العتم
من صفو اخلاقه سلسال كوثره** جرى بصفو معين سائغ شبم
فشكره والثنا والاجر مغتنم** في خير مغتنم في خير مغتنم
ما نال من عرض الدنيا وقد عرضت ** كنوزها رغبة عنها ولم يرم
إذا لجأت إليه فاشتكيت له** بؤساً أمنت وزال البؤس بالنعم
يغزو العدا بموادي الخيل حاملة** غلب الأسود أسود الحرب لا الأجم
بالظلم يجزي العداة الظالمين له** وظلمه العدل في تاديب مجترم
وتخجر البيض من ماضي عزائمه** إذا انتضاها فتكسى حمرة العنم
يقسم السمر والبيض الرقاق لهم** فللصدور القنا والبيض للقمم
وقلبه للتقى والذكر منقسم ** وكفه الندى والسيف والقلم
مآثر قصرت عن دركها ونبت ** أوهام كل بليغ بارع فهم
حلم تخف الجبال الراسيات به** رزانة وندى يربى على الديم
لو شاء ان يجعل الدنيا لساكنها** دار الخلود نجت من سطوة العدم
فيومه الدهر وهو الخلق قاطبة ** بل كان علة خلق الكون في القدم
صلى عليه اله العرش ما تليت ** ايات فضل له في نون والعلم
وآله الغر اصحاب العباء ومن ** قد بأهل المصطفى اعداءه بهم
هم بعده خير خلق الله شرفهم** على الورى قبل خلق اللوح والقلم
هم الخضارم فارشف در عرفهم** خضر وامالنا بيض برفدهم
المغمدون الضبا في كل معترك** حيث الحجى ومناط البيض واللمم
بدور حسن إذا ما اشرقوا عكسوا ** ضوء البدور بغر الأوجه الوسم
فالزهر تشرق والأزهار تعبق عن** شذاهم وسناهم فانتشق وشم
تارجوا فطوى الافاق ذكرهم** نشراً به ضاع عرف المسك في الأمم
ما البارد العذب معلولا لذي ظمأ ** احلى واعذب من تكرير ذكرهم
ألو الكمال ملاك العلم حكمهم** عدل ولمع هداهم ساطع العلم
غطارف عرفوا بالعرف واتصفوا** بالفضل والشرف الموفي بفخرهم
لا عيب فيهم سوى التقوى وانهم** مصالت خشن في ذات ربهم
كم أوضحوا سننا كما اسبغوا منناً** وكم جلوا حزناً عنا ببشرهم
وقد بسطت وخير القول اصدقه** لسان صدق عليا في عليهم
ففي علي أمير المؤمنين ذكا** فكر وفي مجده قد رق منتظمي
وزيره وأخوه دونهم وابو** سبطيه فخر به قد خص في القسم
قسيم طه علا لولا نبوته** وفي الامامة فضل غير منقسم
لم يأل شرعة طه جهد منتصر ** بساعد ولسان ناطق وفم
مضاء ذي لبد مستبسل نجد** وحكم ملتزم بالعدل معتصم
فسيفه جدول يجلو الفرند به** روضاً سواه سوام الحتف لم تسم
وردت في حبه العذب الزلال ولم ** اخدع بلمع سراب من اتاه ظمي
وبالامام الهمام المرتضى علقت** يدي فلاح فلاحي وانجلت غممي
وصحبه النجب المحيين سنته** احياء نبت الربى بالوابل الرذم
صيد جحا جحه قد طاب فرعهم** ففرعهم معرب عن طيب اصلهم
تمضي الصوارم أيديهم إذا كهمت** وفي النزال قرى العقبان والرخم
هم المحاريب ان صالوا بيوم وغى** صلت سيوفهم في ارؤس البهم
بكل اهيف لدن القد منعطف** يرنو بازرق مشغوف بكل كمي
لا يخلفون لباغي الخير موعده** وربما اخلفوا الميعاد بالنقم
يا أرض طيبة قد طلت السماء علا ** بالمصطفى فاشكري النعماء واغتنمي
قد ضم تربك وهو المسك جوهرة** قد ابدعتها يد الالطاف والحكم
دوح بها يشرف الروح الأمين على** غر الملائك إذ يدعى من الخدم
كانك الجنة الفردوس واصفة ** جنان خلد وما فيهن من نعم
فهل تنال مناها النفس ثانية** بزورة فيحل الأنس بالحرم
يا سيدي لي حاجات عنيت بها ** وأنت أكرم مامول وملتزم
وسائل البر إن كانت وسائله** إلى الكريم أصاب النجح من أمم
ومذ غدوت شفيعا للأنام غدا** لواء حمدك منشوراً على الأمم
قد كاثرتني ذنوبي فالتقيت بها** بجيش هم على الأحشاء مزدحم
والنفس كالتبر تستصفي شوائبها** نار الهموم فترقى باذخ الهمم
جعلت مدحك لي ذخراً ومعتصما** فاقبل مديحي يا ذخري ومعتصمي
فصار قد حي المعلى وانجلت غممي** وسار مدحي المحلى واعتلت كلمي
وقيمة المرء ما قد كان يحسنه** وفي مديحك ما تغلو به قيمي
ورب قول يحلي السمع جوهره** ورب قول يروع السمع بالصمم
محمد بك اضحى ظنه حسناً** يا معدن اللطف والاحسان والكرم
حقق رجائي واشفع لي فقد علقت ** يدي بحبل رجاء غير منفصم