شِفَاءُ العَلِيلِ بِتَحْوِيلِ البُرْدَةِ مِنْ بَحْرِ البَسِيطِ إِلَى بَحْرِ الطَّوِيلِ ))
سيدي أحمد سكيرج رضي الله عنه
أَمِنْ ذِكْرِ جِيرَانٍ أَقَامُوا بِذِي سَلَمْ……مَزَجْتَ دُمُوعَ العَيْنِ مِنْ مُقْلَةٍ بِدَمْ
أَمِ الرِّيحُ مِنْ تِلْقَاءِ كَاظِمَةٍ جَرَتْ……وَأَوْمَضَ بَرْقٌ فِي الدَّيَاجِي مِنْ إِضَمْ
فَمَالَكَ إِنْ لِلْعَيْنِ قُلْتَ اكْفُفِي هَمَتْ……وَإِنْ قُلْتَ لِلْقَلْبِ الكَئِيبِ اسْتَفِقْ يَهِمْ
أَتَحْسِبُ أَنَّ الحُبَّ مُنْكَتِمٌ وَقَدْ ……غَدَا بَيْنَ مُنْهَلِ الدُّمُوعِ وَمُضْطَرِمْ
فَلَوْلاَ الهَوَى لَمْ تَبْكِ مِنْ طَلَلٍ وَلاَ ……أَرِقْتَ لِذِكْرِ البَانِ وَالحِجْرِ وَالعَلَمْ
فَلاَ تُنْكِرِ الحُبَّ الَّذِي شَهِدَتْ بِهِ……عَلَيْكَ عُدُولُ الدَّمْعِ وَالوَجْدِ وَالسَّقَمْ
وَأَثْبَتَ خَطَّيْ عَبْرَةٍ ذَلِكَ الضَّنَى……عَلَى الخَدِّ أَضْمَتْ كَالبَهَارِ أَوْ العَنَمْ
نَعَمْ قَدْ سَرَى طَيْفُ الحَبِيبِ فَسَرَّنِي……وَيَعْتَرِضُ الحُبُّ اللَّذَاذَةَ بِالأَلَمْ
فَيَالاَئِمِي فِي الحُبِّ مَعْذِرَةً وَلَوْ……طُعِمْتَ الهَوَى أَوْ كُنْتَ تُنْصِفُ لَمْ تَلُمْ
عَدَتْكَ أُمُورٌ سِرُّهَا غَيْرُ مُخْتَفٍ……عَنِ العَاذِلِ العَادِي وَدائِيَ مَا انْحَسَمْ
مَحَضْتَنِيَ النُّصْحَ الَّذِي لَسْتُ سَامِعًا……لَهُ وَالمُحِبُّ عَنْ ذَوِي العَذْلِ فِي صَمَمْ
وَإِنِّي اتَّهَمْتُ الشَيْبَ فِي العَذْلِ نَاصِحًا……وَأَبْعَدُ شَيْءٍ نُصْحُ شَيْبِي عَنِ التُّهَمْ
وَأَمَّارَتِي بِالسُّوءِ مَا اتَّعَظَتْ بِهِ……مِنَ الجَهْلِ بِالإِنْذَاِر بِالشَّيْبِ وَالهَرَمْ
وَمِنْ خَيْرِ فِعْلٍ مَا أَعَدَّتْ قِرَى لَمَّا……أَلَمَّ بِرَأْسِي ضَيْفُنَا غَيْرَ مُحْتَشِمْ
فَلَوْ لَمْ أُوَقِّرْهُ كَتَمْتُ الَّذِي بَدَا……مِنَ السِّرِّ لِي مِنْهُ عَنِ الغَيْرِ بِالكَتَمْ
فَمَنْ لِي بِإِلْحَامٍ لِجَامِحِهَا كَمَا……تُرَدُّ جِمَاحُ الخَيْلِ لِلْخَيْرِ بِاللُّجُمْ
فَلاَ تَرْمِهَا فِي اللَّهْوِ فِي كَسْرِ شَهْوَةٍ……فَإِنَّ الطَّعَامَ مُكْثِرٌ شَهْوَةَ النَّهَمْ
وَمَا النَّفْسُ إِلاَّ كَالصَّبِيِّ يَشِبُّ فِي……رَّضَاعٍ وَإِنْ تَفْطِمْهُ بِالرَّغْمِ يَنْفَطِمْ
فَحَاذِرْ هَوَاهَا أَنْ تُوَلِّيَهُ فَإِنْ……تَوَلَّى الهَوَى فِي الحِينِ يُصْمِكَ أَوْ يَصِمْ
وَنَفْسَكَ رَاعِ وَهْيَ مُنْقَادَةٌ فَإِنْ……هِيَ اسْتَحْلَتِ المَرْعَى بِسَوْمٍ فَلاَ تُسِمْ
فَكَمْ حَسَّنَتْ مِنْ لَذَّةٍ تَقْتُلُ الفَتَى……وَلَمْ يَدْرِي مِنْهَا السُّمَّ قَدْ دُسَّ فِي الدَّسَمْ
وَكُنْ تَخْتَشِي فِي الجُوعِ وَالشِّبَعِ الرَّدَى……فَرُبَّتَمَا جُوعٍ أَشَرُّ مِنَ التُّخَمْ
وَأَفْرِغْ مِنَ العَيْنِ الَّتِي امْتَلَأَتْ قَذَا الـ……ـمَحَارِمِ وَالزَمْ حِمْيَةَ الخَوْفِ وَالنَّدَمْ
وَخَالِفْ هَوَى الشَّيْطَانِ وَالنَّفْسِ دَائِمًا……وَإِنْ مَحَضَاكَ النُّصْحَ فِي الخَيْرِ فَاتَّهِمْ
وَلاَ تَكُ تَرْضَى مِنْهُمَا الحُكْمَ مُطْلَقًا……فَإِنَّكَ تَدْرِي كَيْدَ خَصْمِكَ والحَكَمْ
فَهَا أَنَذَا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ حَيْثُ قَدْ……نَسَبْتُ بِمَا قَدْ قُلْتُ نَسْلاً لِذِي عُقُمْ
أَمَرْتُكَ خَيْرًا لَمْ أَكُنْ أَأْتَمِرْ بِهِ……وَلَمْ أَسْتَقِمْ حَتَّى أَقُولَ لَكَ اسْتَقِمْ
وَلَمْ أَتَزَوَّدْ قَبْلَ مَوْتِيَ طَاعَةً……وَغَيْرَ فُرُوضِي لَمْ أُصَلِّ وَلَمْ أَصُمْ
ظَلَمْتُ بِجَهْلِي سُنَّةَ السَّيِّدِ الَّذِي اشْـ……ـتَكَتْ فِي المُصَلَّى رِجْلُهُ الضُّرَّ مِنْ وَرَمْ
وَشَدَّ مِنَ الجُوعِ الحَشَا وَطَوَى عَلَى الحِـ……ـجَارَةِ كَشْحًا لَمْ يَزَلْ مُتْرَفَ الأَدَمْ
وَمِنْ ذَهَبٍ شُمُّ الجِبَالِ لَهُ أَتَتْ……وَلَكِنْ أَرَاهَا عِنْدَهُ أَيَّمَا شَمَمْ
ضَرُورَتُهُ زَادَتْهُ فِيهَا زَهَادَةً……وَمَا نَظَرٌ يُنْمِي الضَّرُورَةَ لِلْعِصَمْ
مُحَالٌ تَمِيلُ النَّفْسُ مِنْهُ إِلَى الدُّنَى……وَلَوْلاَهُ لَمْ تَخْرُجْ دُنَانَا مِنَ العَدَمْ
مُحَمَّدُ المُخْتَارُ فِي الثَّقَلَيْنِ وَالـ……ـفَرِيقَيْنِ مِنْ عُرْبٍ جَمِيعًا وَمِنْ عَجَمْ
هُوَ الآمِرُ النَّاهِي فَلَا أَحَدٌ أَبَـ……ـرَّ فِي قَوْلِ لاَ مِنْهُ حَقِيقًا وَلاَ نَعَمْ
وَهْوَ الَّذِي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ لِكُـ……ـلِّ هَوْلٍ مِنَ الأَهْوَالِ فِي الكَوْنِ مُقْتَحَمْ
بِهِ المَاسِكُونَ اسْتَمْسَكُوا بِعُرَى الهُدَى……وَلاَ زَالَ فِي تَوْثِيقِهِ غَيْرَ مُنْفَصِمْ
وَفِي خَلْقِهِ وَالخُلْقِ قَدْ فَاقَ الأَنْبِيَا……وَمَا قَارَبُوهُ فِي عُلُومٍ وَفِي كَرَمْ
وَكُلُّهُمُ مِنْ كَفِّهِ الْتَمَسَ الغِنَى……فَصَبَّ عَلَيْهِمْ جُودَهُ صَيِّبُ الدُيَمْ
وَهُمْ وَاقِفُونَ عِنْدَ حَدِّهِمُ لَدَيْـ……ـهِ مِنْ نُقْطَةٍ لِلْعِلْمِ أَوْ شَكْلَةِ الحِكَمْ
لَقَدْ تَمَّ مَعْنَاهُ وَصُوَرتُهُ لِدَى اصْـ……ـطَفَاهُ حَبِيبًا بَاِرئُ الخَلْقِ وَالنَّسَمْ
عَلاَ عَنْ شَرِيكٍ فِي مَحَاسِنِهِ فَجَـ……ـوْهَرُ الحُسْنِ فِيهِ دَائِمًا غَيْرُ مُنْقَسِمْ
فَدَعْ مَا النَّصَارَى فِي نَبِيِّهِمُ ادَّعَتْ…...وَفِي قَدْرِهِ احْكُمْ بِالَّذِي شِئْتَ وَاحْتَكِمْ
إِلَى ذَاتِهِ انْسُبْ كُلَّ مَا شِئْتَ مِنْ عَلاَ……وَمَا شِئْتَ فِي مِقْدَاِرهِ انْسُبْهُ مِنْ عِظَمْ
فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ لِفَضْلِهِ……حُدُودٌ فَيُبْدِي نَعْتَهُ نَاطِقٌ بِفَمْ
فَلَوْ نَاسَبَتْ آيَاتُهُ حَقَّ قَدْرِهِ……لَأَحْيَ اسْمُهُ عِنْدَ الُّدعَا دَارِسَ الرَّمَمْ
فَلَمْ يَمْتَحِنَّا بِالَّذِي حَيَّرَ النُّهَى……فَفُزْنَا وَلَمْ نَرْتَبْ لَدَيْهِ وَلَمْ نَهِمْ
وَعَنْ فَهْمِ مَعْنَاهُ تَكِلُّ النُّهَى فَلاَ……تَرَى فِي الوَرَى فِي دَرْكِهِ غَيْرَ مُنْفَحِمْ
كَشَمْسٍ بَدَتْ لِلعَيْنِ مِنْ بُعُدٍ صَغِـ……ـيرَةً وَتَكِلُّ الطَّرْفَ بِالنُّورِ مِنْ أَمَمْ
حَقِيقَتُهُ جَلَّتْ فَكَيْفَ بُلُوغُهَا……لِقَوْمٍ تَسَلَّوْا عَنْهُ فِي النَّوْمِ بِالحُلُمْ
فَمَبْلَغُ عِلْمِ الخَلْقِ فِيهِ بِأَنَّهُ……هُوَ البَشَرُ الأَعْلَى عَلَى الخَلْقِ كُلِّهِمْ
وآيٌ أَتَى الرُّسْلُ الكِرَامُ بِهَا فَإِنَّـ……ـمَا اتَّصَلَتْ مِنْ نُورِهِ فِي الوَرَى بِهِمْ
وَمَا هُو إِلَّا الشَمْسُ هُمْ أَنْجُمٌ بَدَتْ……لِتُظْهِرَ أَنْوَارًا لَهَا فِي دُجَى الظُّلَمْ
فَأَكْرِمْ بِخَلْقٍ زَانَهُ خُلُقٌ أَتَى……بِأَحْسَن وَجْهٍ مِنْهُ بِالبِشْرِ مُتَّسِمْ
هُوَ الزَّهْرُ فِي زَهْوٍ هُوَ البَدْرُ فِي عَلَا……هُوَ البَحْرُ فِي جُودٍ هُوَ الدَّهْرُ فِي هِمَمْ
يُرَى وَهْوَ فَرْدٌ مِنْ جَلاَلَتِهِ كَأَنَّـ……ـهُ فِي كَبِيرِ الجَيْشِ قَدْ حُفَّ بِالحَشَمْ
كَأَنَّ الَّلأَلِي مِنْهُ كَانَ بَهَاؤُهَا……وَمَعْدِنُهَا نُطْقٌ لَدَيْهِ وَمُبْتَسَمْ
فَلاَ طِيبَ سَاوَى رِيحَ تُرْبَ ضَرِيحِهِ……فَطُوبَى لِمَنْ قَدْ شَمَّهُ وَلَهُ التَتَمْ
وَمَوْلِدُهُ عَنْ طِيبِ عُنْصُرِهِ أَبَـ……ـانَ يَا طِيبَ بَدْءٍ مِنْهُ كَانَ وَمُخْتَتَمْ
تَفَرَّسَ فِيهِ الفُرْسُ أَنَّهُمُ قَد أَنْـ……ـذِرُوا بِحُلُولِ البُؤْسِ وَالطَّرْدِ وَالنِّقَمْ
وَإِيوَانُ كِسْرَى بَاتَ مُنْصَدِعًا كَشَمْـ……ـلِ أَصْحَابِ كِسْرَى قَدْ غَدَا غَيْرَ مُلْتَئِمْ
وَقَدْ خَمَدَتْ نَارٌ لَدَيْهِمْ مِنَ الأَسَى……عَلَيْهِ وَنَهْرٌ سَاهِيُ العَيْنِ مِنْ سَدَمْ
وَسَاوَةَ قَدْ غَاضَتْ بُحَيْرَتُهَا وَرُدَّ……وَارِدُهَا بِالغَيْظِ فِي الضَمَئِ المُهَمْ
كَأَنَّ بِتِلْكَ النَّارِ قَدْ صَبَّ مَاؤُهَا……وَجَفَّفَهُ مَا كَانَ بِالنَّارِ مِنْ ضَرَمْ
وَكَمْ هَاتِفٍ وَالنُّوُر يَسْطَعُ فِي الدُّجَا…وَلِلحَقِّ مَعْنَى يَسْبِقُ الِذهْنَ مِنْ كَلِمْ
عَمُوا وَأَصَمَّ اللَّهُ آذَانَهُمْ فَمَا……صَغُوا لِتَبَاشِيرٍ وَبَرْقُهُ لَمْ يُشَمْ
وَقَدْ أَخْبَرَ الأَقْوَامَ كَاهِنُهُمْ بِأَنَّ……دِينَهُمُ المُعَوَجَّ مِنْ بَعْدُ لَمْ يَقُمْ
وَمُذْ عَايَنُوا فِي الأُفْقِ يَنْقُضُ شُهْبَهُ……عَلَى وَفْقِ مَا فِي الأَرْضِ يُنْقَضُ مِنْ صَنَمْ
غَدَا عَنْ طَرِيقِ الوَحْي مُنْهَزِمٌ مِنَ الشَّـ……ـيَاطِينِ يَقْفُو مِنْهُمُ إِثْرَ مُنْهَزِمْ
كَأَنَّهُمُ أَبْطَالُ أَبْرَهَةٍ وَعَسْـ……ـكَرٌ بِالحَصَى مِنْ كَفِّهِ قَدْ رُمِي فَعَمْ
وَقَدْ سَبَّحَتْ فِي كَفِّهِ قَبْلَ نَبْذِهَا……كَتَسْبِيحِ مَنْبُوذٍ مِن أَحْشَاءِ مُلْتَقِمْ
لِدَعْوَتِهِ الأَشْجَارُ سَاجِدَةً أَتَتْ……وَتَمْشِي عَلَى سَاقٍ إِلَيْهِ بِلاَ قَدَمْ
وَقَدْ سَطَّرَتْ سَطْرًا لِمَا كَتَبَتْ فُـ……ـرُوعُهَا مِنْ بَدِيعِ السِّرِّ بِالخَطِّ فِي اللَّقَمْ
مَثِيلُ الغَمَامِ حَيْثُمَا سَارَ سَائِرٌ……يَقِيهِ وَطِيسًا لِلْهَجِيرِ قَدْ اضْطَرَمْ
فَبِالقَمَرِ المُنْشَقِّ أُقْسِمُ أَنَّهُ……لَهُ نِسْبَةٌ مِنْ قَلْبِهِ بَرَّةُ القَسَمْ
وَمَا قَدْ حَوَاهُ الغَارُ مِنْ كَرَمٍ وَكُـ……ـلُّ طَرْفٍ مِنَ الكُفَّارِ عَنْهُ عَمِي أَصَمْ
وَلَمْ يَرِمِ الصِّدِّيقُ فِيهِ كَصِدْقِهِ……وَقَالُوا بِأَنَّ الغَارَ مَا فِيهِ مِنْ أَرِمْ
وَظَنُّوا الحَمَامَ وَالعَنَاكِبَ لَمْ تَكُنْ……عَلَى سَيِّدِ الأَرْسَالِ تَنْسُجْ وَلَمْ تَحُمْ
وِقَايَةُ رَبِّي عَنْ مُضَاعَفَةِ الذُّرُوعِ……أَغْنَتْ وَعَنْ عَالِي التَّحَاصِيِن وَالأُطُمْ
مَتَى سَامَنِي دَهْرِي بِضَيْمٍ وَجِئْتُهُ……وَجَدْتُ جِوَارًا عِنْدَهُ لِيَ لَمْ يُضَمْ
وَإِنْ أَلْتَمِسْ نَفْسِي غِنَاهَا لَدَيْهِ مِنْ……يَدَيْهِ تَجِدْ من فَضْلِهِ خَيْرَ مُسْتَلِمْ
فَرُؤْيَاهُ حَقٌّ لَيْسَ يُنْكَرُ وَحْيُهَا……فَإِنْ نَامَتِ العَيْنَانِ فَالقَلْبُ لَمْ يَنَمْ
وَحِينَ بُلُوغٍ مِنْ نُبُوَّتِهِ فَلَيْـ……ـسَ يُنْكَرُ مِنْهُ فِي الوَرَى حَالُ مُحْتَلِمْ
لَكَ اللَّهُ مَا وَحْيٌ بِمُكْتَسَبٍ وَلاَ……نَبِيٌّ عَلَى غَيْبٍ أَبَانَ بِمُتَّهَمْ
فَكَمْ أَبْرَأَتْ بِاللَّمْسِ رَاحَتُهُ أَذًى……وَفَكَّتْ مُعَنًّى فِيهِ مِنْ رِبْقَةِ اللَّمَمْ
وَدَعْوَتُهُ قَدْ أَحْيَتِ السَّنَةَ الَّتِي……بِهِ قَدْ غَدَتْ غَرَّاءَ فِي الأَعْصُرِ الدُّهُمْ
بِعَارِضِ جُودٍ مِنْهُ خِلْتَ البِطَاحَ قَدْ……تَحَلَّتْ بِسَيْبِ اليَمِّ أَوْ سَيْلَةِ العَرِمْ
فَدَعْنِي وَوَصْفِي آيَةٍ ظَهَرَتْ لَهُ……بِحَقٍّ ظُهُورَ النَّارِ لَيْلاً عَلىَ عَلَمْ
وَيَزْدَادُ حُسْنُ الدُّرِّ مُنْتَظِمًا وَلَيْـ……ـسَ يَنْقُصُ قَدْرًا سَوْمُهُ غَيْرَ مُنْتَظِمْ
فَمَا وَصَلَ المُدَّاحُ كَلَّا لِمَا لَدَيْـ……ـهِ مِنْ كَرَمِ الأَخْلَاقِ فِي الخُلْفِ وَالشِّيَمْ
لَهُ آيُ حَقٍّ مُحْدَثٌ لَفْظُهَا قَدِيـ……ـمَةٌ صِفَةُ المَوْصُوفِ فِي الخَلْقِ بِالقِدَمْ
سَمَتْ فِي المَعَالِي وَهْيَ تُخْبِرُنَا عَنِ الـ……ـمَعَادِ وَعَنِ عَادٍ وَسُدٍّ وَعَنْ إِرَمْ
وَدَامَتْ فَفَاقَتْ كُلَّ مُعْجِزَةٍ مِنَ النَّـ……ـبِيئِينَ إِذْ جَاءَتْ وَفِي الكَوْنِ لَمْ تَدُمْ
مُحْكَّمَةٌ لَمْ تُبْقِي مِن شُبَهٍ لِذِي……شِقَاقٍ وَمَا تَبْغِي لَهَا الغَيْرَ مِنْ حَكَمْ
وَمَا حُوِربَتْ إِلاَّ وَعَادَ عَدُوُّهَا الـ……ـمُعَادِي لَهَا بَيْنَ الَورَى مُلْقِى السَّلَمْ
بَلاَغَتُهَا رَدَّتْ مُعَارِضَهَا كَمَا……يَرُدُّ يَدَ الجَانِي الغَيُورُ عَنِ الحُرَمْ
مَعَانٍ لَهَا كَالمَوْجِ فِي مَدَدٍ وَفَـ……ـوْقَ جَوْهَرِهِ فِي الحُسْنِ وَالقَدْرِ وَالقِيَمْ
عَجَائِبُهَا فَاقَتْ عَنِ العَدِّ وَهْيَ لاَ……تُسَامُ عَلَى الإِكْثَاِر فِي العَرْضِ بِالسَّأَمْ
بِهَا عَيْنُ قَارِيهَا تَقَرُّ فَقُلْ لَهُ……ظَفِرْتَ بِحَبْلِ اللَّهِ بِالفَوْزِ فَاعْتَصِمْ
فَإِنْ تَتْلُهَا مِنْ خِيفَةِ النَّارِ أَطْفَأَتْ……حَرَارَةَ تِلْكَ النَّارِ مِنْ وِرْدِهَا الشَّبِمْ
هِيَ الحَوْضُ تَبْيَضُّ الوُجُوهُ بِهِ مِنَ الـ……ـعُصَاةِ وَقَدْ جَاؤُوهُ مِنْ قَبْلُ كَالحُمَمْ
وَفِي عَدْلِهَا قُسْطَاسُ خَيْرِ مُحَقَّقٍ……وَمِنْ غَيْرِهَا القِسْطُ المُؤَمَّلُ لَمْ يَقُمْ
فَلاَ تَعْجَبَنْ مِنْ حَاسِدٍ رَاحَ مُنْكِرًا……لَهَا وَهْوَ عَيْنُ الحَاذِقِ المُعْجَبِ الفَهِمْ
فَمِنْ رَمَدٍ قَدْ تُنْكِرُ العَيْنُ نَيِّرًا……وَيُنْكِرُ طَعْمَ المَا فَمٌ عِنْدَهُ سَقَمْ
فَيَا خَيْرَ مَنْ يَاتِي العُفَاةُ لِبَابِهِ……سُعَاةً عَلَى الأَشْوَاقِ وَالأَيْنُقِ الرُّسُمْ
وَيَا آيَةً كُبْرَى لِمُعْتَبِرٍ بِهِ……ويَا نِعْمَةً عُظْمَى تَبَدَّتْ لِمُغْتَنِمْ
إِلَى الحَرَمِ الأَقْصَى سَرَيْتَ كَمَا سَرَى…بِأَوْجِ عُلَاهُ البَدْرُ فِي غَيْهَبِ الظُّلَمْ
سَمَوْتَ إِلَى أَنْ نِلْتَ مَنْزِلَةً كَقَـ……ـابِ قَوْسَيْنِ لَمْ تُدْرَكْ لِعَبْدٍ وَلَمْ تُرَمْ
بِهَا قَدَّمَتْكَ الأَنْبِيَاءُ جَمِيعُهُم……كَتَقْدِيمِ مَخْدُومٍ عَظِيمٍ عَلَى خَدَمْ
وَتَخْتَرِقُ السَّبْعَ الطِّبَاقَ بِهِمْ بِمَوْكِـ……ـبٍ كُنْتَ فِيهِ سَيِّدًا صَاحِبَ العَلَمْ
لِمُسْتَبِقٍ لَم تُبْقِ شَأْوًا مِنَ الدُّنُـ……ـوِّ فِيهَا وَلاَ مَرْقَى تُرَقِّى لِمُسْتَنِمْ
خَفَضْتَ مَقَامًا لِلعُلاَ بِإِضَافَةٍ……إٍلَيْكَ وَقَدْ نُودِيتَ بِالرَّفْعِ كَالعَلَمْ
عَسَى أَنْ تَنَالَ الوصْلَ مُسْتَتِرًا عَنِ الـ……ـعُيُونِ و تَحْضَى بِالَّذِي هُوَ مُكْتَتِمْ
فَحُزْتَ فَخَارًا غَيْرَ مُشْتَرَكٍ وَ جُـ……ـزْتَ كُلَّ مَقَامٍ فِي العُلاَ غَيْرَ مُزْدَحَمْ
وَمِقْدَارُ مَا وُلِيتَ مِنْ رُتَبٍ عَلاَ……وَقَدْ عَزَّ إِدْرَاكُ الَّذِي نِلْتَ مِنْ نِعَمْ
فَيَا مَعْشَرَ الإِسْلاَمِ إِنَّ لَنَا مِنَ الـ……ـعِنَايَةِ رُكْنًا شَامِخًا غَيْرَ مُنْهَدِمْ
دَعَا اللَّهُ دَاعِينَا لِطَاعَتِهِ لَدَى الـ……ـوُجُودِ فَكُنَّا بِالنَّبِي أَكْرَمَ الأُمَمْ
وَرَاعَ العِدَا أَنْبَاءُ بِعْثَتِهِ كَنَبْـ……ـأَةٍ أَجْفَلَتْ غُفْلاً مِنَ المَعْزِ وَالغَنَمْ
وَلَاقَاهُمُ فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ بِمَا……بِهِ قَدْ حَكَوا لَحْمًا يُقَدُّ عَلَى وَضَمْ
وَكَادُوا بِمَا لَاقُوهُ أَنْ يَغْبِطُوا السِّوَى……تُشَالُ مَعَ العِقْبَانِ وَالرَّخِ وَالرَّخَمْ
وَكَمْ لَيْلَةٍ تَمْضِي وَلاَ يَحْسِبُونَهَا……إِذَا لَمْ تَكُنْ عُدَّتْ مِنْ الأَشْهُرِ الحُرُمْ
غَدَا الدِّينُ ضَيْفًا حَلَّ سَاحَتَهُمْ بِكُـ……ـلِّ قِرْمٍ إِلَى لَحْمِ الِعدَا لَمْ يَزَلْ قَرِمْ
يَجُرُّ خَمِيسًا فَوْقَ سَابِحَةٍ رَمَى……بِمَوْجٍ مِنَ الأَبْطَالِ كَالبَحْرِ مُلْتَطِمْ
بِكُلِّ امْرِئٍ لِلَّهِ مُحْتَسِبٍ سَطَا……بِمُسْتَأْصِلٍ لِلكُفْرِ وَالظُّلْمِ مُصْطَلِمْ
إِلَى أَنْ غَدَا الإِسْلاَمُ مِنْ بَعْدِ غُرْبَةٍ…... بِهِمْ فِي سَلاَمِ اللَّهِ مُتَّصِلَ الرَّحِمْ
وَأَصْبَحَ مَكْفُولاً بِخَيْرِ أَبٍ وَخَيْـ……ـرِ بَعْلٍ فَلَمْ تَيْتَمْ ذُرَاهُ وَلَمْ تَئِمْ
فَهُمْ هُمْ جِبَالٌ سَلْ مُصَادِمَهُمْ لَمَا…...رأَى مِنْهُمُ فِي الحَرْبِ فِي كُلِّ مُصْطَدَمْ
وَسَلْ أُحُدًا بَدْرًا حَنِينًا فَذِي فُصُـ……ـولُ حَتْفٍ لَهُمْ لاَ شَكَّ أَدْهَى مِنَ الوَخَمْ
هُمُ مُصْدِرُوا البِيضِ الَّتِي وَرَدَتْ مِنَ الـ……ـعِدَا كُلَّ مُسْوَدٍّ بِحُمْرٍ مِنَ اللَّمَمْ
هُمُ الكَاتِبُونَ بِالقَنَا فِي العِدَا فَلَمْ…تَدَعْ حَرْفَ جِسْمٍ قَدْ بَدَا غَيْرَ مُنْعَجِمْ
وَشَاكُوا السِّلَاحِ مَيَّزَتْهُمْ عَلاَمَةٌ……كَمَا امْتِيزَ فِي سِيمَا وَردَّ عَنِ السَّلَمْ
فَتُهْدِي إِلَيْكَ نَشْرَهُمْ رِيحُ نَصْرِهِمْ…وَكَمْ مِنْهُمُ تَحْجُو كَمِي زَهْرَة بِكَمْ
كَأَنَّهُمُ نَبْتُ الرُّبَى فَوْقَ خَيْلِهِمْ…مِنَ الحَزْمِ لاَ مِنْ شِدَّةِ الرَّبْطِ لِلْحُزُمْ
وَمِنْ فَرَقٍ طَارَتْ قُلُوبُ عِدَاهُمُ……فَمَا فَرَّقَتْ مَا بَيْنَ بَهْمٍ وَلاَ بُهَمْ
وَمَنْ بِرَسُولِ اللَّهِ نُصْرَتُهُ غَدَتْ……مَتَى تُلْقِهِ الآسَادُ فِي غَابِهَا تَجِمْ
وَهَلْ مِنْ وَلِيٍّ غَيْرِ مُنْتَصِرٍ بِهِ……وَهَلْ مِنْ عَدُوٍّ ظَهْرُهُ غَيْرُ مُنْقَصِمْ
وَأُمَّتُهُ فِي حِرْزِ مِلَّتِهِ غَدَتْ……كَلَيْثٍ مَعَ الأَشْبَاِل قَدْ حَلَّ فِي أَجَمْ
وَكَمْ جَدَّلَ القُرْآنُ مِنْ جَدِلٍ وَفِيـ……ـهِ قَدْ خَصَمَ البُرْهَانُ بِالحَقِّ مِنْ خَصِمْ
كَفَى العِلْمُ فِي الأُمِّيِّ مُعْجِزَةً جَلَتْ…وجَلَّتْ مَعَ التَّأْدِيبِ فِي حَالَةِ اليُتُمْ
مَدِيحِي لَدَيْهِ أَسْتَقِيلُ بِهِ ذُنُـ……ـوبَ عُمْرٍ مَضَى فِي الشِّعْرِ وَاللَّهْوِ وَالخِدَمْ
هُمَا قَلَّدَانِي مَا خَشِيتُ مَآلَهُ……كَأَنِّيَ مِنْ هَذَيْنِ هَدْيٌ مِنَ النَّعَمْ
وَفِي الحَالَتَيْنِ قَدْ أَطَعْتُ الصِّبَا فَلَمْ…أُحَصِّلْ سِوَى الآثَامَ وَالهَمَّ وَالنَّدَمْ
فَيَا خَسَر نَفْسِي فِي تِجَارَتِهَا فَلَمْ……تَكُ اشْتَرَتِ الأُخْرَى بِدُنْيَا وَلَم تَسُمْ
وَبَائِعُ مَا يَبْقَى بِعَاجِلِهِ يُرَى……قَرِيبًا لَدَيْهِ الغَبْنُ فِي بَيْعٍ أَوْ سَلَمْ
وَإِنِّي مَا عَهْدِي بِمُنْتَقِضٍ مِنَ النَّبِـ……ـيِّ وَلَا حَبْلِي بِذَنْبِي بِمُنْصَرِمْ
إِذَا كَانَ لِي فِي الحَشْرِ بِاليَدِ آخِذًا……نَجَوْتُ وَإِلاَّ قُلْتُ يَا زَلَّةَ القَدَمْ
حَشَا يُحْرِمُ الرَّاجِي مَكَارِمَهُ وَيَـ……ـرْجِعُ الجَارُ مِنْهُ فِي الوَرَى غَيْرَ مُحْتَرَمِ
وَمُذْ لَزِمَتْ نَفْسِي مَدَائِحَهُ وَجَدْتُـ……ـهُ لِخَلاَصِي فِي العَنَا خَيْرَ مُلْتَزِمْ
وَلَيْسَ الغِنَا مِنْهُ يَفُوتُ يَدًا بِهِ اغْـ……ـتَنَتْ فَالحَيَاءُ يُنْبِتُ الزَّهْرَ فِي الأَكَمْ
وَلاَ أَطْلُبُ الدُّنْيَا الَّتِي اقْتَطَفَتْ يَدَا……زُهَيْرٍ بِمَا أَثْنَى عَلَى مُلْكِهِ هَرِمْ
أَمَوْلَايَ مَالِي مَنْ أَلُوذُ بهِ سِـ……ـوَاكَ عِنْدَ حُدُوثِ الحَادِثِ الهَائِلِ العَمِمْ
فَجَاهُكَ بِي مَا ضَاقَ يَا سَيِّدِي إِذَا الـ……ـكَرِيمُ تَجَلَّى لِلْوَرَى بِاسْمِ مُنْتَقِمْ
فَمِنْ جُودِكَ الدُّنْيَا وَضَرَّتُهَا وَمِنْ……عُلُومِكَ عِلْمُ اللَّوْحِ وَالعَرْشِ وَالقَلَمْ
فَلَا تَقْنَطِي يَا نَفْسُ مِنْ عُظْمِ زَلَّتِي…فَإِنَّ كَبِيرَ الذَّنْبِ فِي الغُفْرِ كَاللَّمَمْ
عَسَى رَحْمَةُ الرَّحْمَانِ فِي حَالِ قَسْمِهَا…تُوَافِي عَلَى مِقْدَاِر ذَنْبِي فِي القِسَمْ
فَيَا رَبِّ وَاجْعَلْ غَيْرَ مُنْعَكِسٍ رَجَـ……ـاءَ عَبْدِكَ وَاجْعَلْ عَدَّهُ غَيْرَ مُنْخَرِمْ
وَبِي الْطُفْ لَدَى الدَّارَيْنِ يَا سَيِّدِي فَلِي اصْـ……ـطِبَارٌ مَتَى الأَهْوَالُ تَدْعُهُ يَنْهَزِمْ
وَسُحْبُ صَلَاةٍ مِنْكَ تَتْرَى عَلَى النَّبِي…بِأَعْظَمِ مُنْهَلٍّ وَأَكْمَلِ مُنْسَجِمْ
عَلَى طُولِ رَقْصِ البَانِ فِي حَضْرَةِ الصِّبَا…وَإِطْرَابِ حَادِي العِيسِ عِيسَهُ بِالنَّغَمْ