ابراهيم عليه السلام
هو إبراهيم (خليل الرحمن) بن تارح (آزر) بن ناحور بن ساروغ بن راعو بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام
أخوته:
هاران (أبو لوط عليه السلام)، ناحور
زوجاته:
سارة، هاجر، قنطورا، حجون
أبنائه:
إسماعيل عليه السلام: من السيدة هاجر
إسحق عليه السلام: من السيدة سارة
مدين، زمران، يقشان، سرج، نشق، السادس اسمه غير معلوم: من قنطورا
كيسان، سورج، امم، لوطان، نافس: من حجون
سارة زوجة إبراهيم عليهما السلام
لم يُذكر اسمها في القرآن الكريم، وإنما جاءت الإشارة إليها بعد الحديث عن سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، على أنها "امرأة إبراهيم".
تحدّثت الآية الكريمة عن ضيف إبراهيم الذين أتوه مُبشرين، قال تعالى:
((وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ )) (هود 69 – 71 )
((هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ * فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ * فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ )) ( الذاريات 24 – 30 )
"امرأة إبراهيم" عليه السلام التي أشارت إليها الآيات هي سارة" ابنة عم النبي خليل الرحمن، إبراهيم عليه السلام. قيل أن اسمها الأصلي هو "يسارة" حرّفته العربية إلى "سارة"، وهو لقب معناه التي لا تُنجب أولاد، أطلق عليها لأنها لم تُنجب قط، ولم تلد قط حتى أصبحت عجوز،.
قيل أن "سارة" كانت من أجمل نساء عصره، تزوجها إبراهيم عليه السلام وهو في السابع والثلاثين من عمره، واصطحبها معه حين فرّ من نمرود، وعبرت معه الفرات إلى الأردن، ثم رافقته إلى مصر، فلما رآها فرعون مصر طمع بجماله، ولما أراد بها سوءا شلّ الله يده التي امتدت إليها قبل أن يمسّها بأذى، فطلب فرعون منها أن تدعو له لله ليشفيه، وأقسم لها أنه تاب عن فعل السوء، فدعت قائلة: "اللهم إن كان صادقا فيما قول فأطلق يده كما كانت"، فاستجاب الله دُعاءه، وشُفيت يد فرعون، فأحسن إليه،
وأهدى إليها جارية قبطية تدعى "هاجر".
ولمعرفة "سارة" رغبة زوجها في خلف من صلبه، وهبته "هاجر" قائلة له، هي لك، عسى الله أن يهبك منها غُلام، فلما تزوجها إبراهيم عليه السلام ولدت له إسماعيل، مما أثار نار الغيرة في قلب "سارة" فطلبت من زوجها أن يبتعد عنها مع "هاجر"، وبوحي من الله سبحانه نزل مكة.
وبعد سنوات منّ الله تعالى على سارة بفضله وكرمه، ووهبها إسحق ويعقوب، وفي قوله تعالى "وامرأته قائمة" إشارة إلى "امرأة إبراهيم" عليه السلام.
وقد كانت في التسعين من عمرها عندما جاءت البشرى بمولد اسحاق وذلك عندما اقبل الملائكة المرسلون الى قوم لوط على ابراهيم عليه السلام وقالوا انا مرسلون الى قوم لوط وكانت سارة تستمع الى حديثهم ..............
التفت إليها أحد الملائكة وبشرها بإسحاق. يبشرك الله بإسحاق. صكت العجوز وجهها تعجب، وقالت:
((قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجٍيبٌ )) ( هود 72 ) عاد أحد الملائكة يقول لها
(وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ )) ( هود 71 )
جاشت المشاعر في قلب إبراهيم وزوجته.. شف جو الحجرة وانسحب خوف إبراهيم واحتل قلبه نوع من أنواع الفرح الغريب المختلط.. كانت زوجته العاقر تقف هي الأخرى وهي ترتجف.. إن بشارة الملائكة تهز روحها هزا عميقا.. إنها عجوز عقيم وزوجها شيخ كبير.. كيف.. كيف يمكن؟
وسط هذا الجو الندي المضطرب تساءل إبراهيم: ((قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَي )) ( الحجر 54 )
أكان يريد أن يسمع البشارة مرة أخرى؟ أكان يريد أن يطمئن قلبه ويسمع للمرة الثانية منة الله عليه؟ أكان ما بنفسه شعورا بشريا يريد أن يستوثق؟ ويهتز بالفرح مرتين بدلا من مرة واحدة؟ أكد له الملائكة أنهم بشروه بالحق.
((قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ * قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ)) ( الحجر 56 – 57 )
لم يفهم الملائكة إحساسه البشري، فنوه عن أن يكون من القانطين، وأفهمهم أنه ليس قانطا.. إنما هو الفرح. كان رد الفعل على زوجة إبراهيم عليه الصلاة والسلام مدهشا.. عادت للمرة الثانية تتدخل في الحديث.. تساءلت بين الذهول والدهشة: (( قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ )) ( هود 72)
رد الملائكة: ((قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ )) ( هود 73 )
لم تكن البشرى شيئا بسيطا في حياة إبراهيم وزوجته.. لم يكن لإبراهيم غير ولد واحد هو إسماعيل، تركه هناك بعيدا في الجزيرة العربية. ولم تكن زوجته سارة قد أنجبت خلال عشرتها الطويلة لإبراهيم، وهي التي زوجته من جاريتها هاجر.. ومن هاجر جاء إسماعيل.. أما سارة، فلم يكن لها ولد.. وكان حنينها إلى الولد عظيما، لم يطفئ مرور الأيام من توهجه. ثم دخلت شيخوختها واحتضر حلمها ومات. كانت تقول: إنها مشيئة الله عز وجل.
هكذا أراد الله لها.. وهكذا أراد لزوجها.. ثم ها هي ذي في مغيب العمر تتلقى البشارة.. ستلد غلاما. ليس هذا فحسب، بشرتها الملائكة بأن ابنها سيكون له ولد تشهد مولده وتشهد حياته.. لقد صبرت طويلا ثم يئست ثم نسيت.. ثم يجيء جزاء الله مفاجأة تمحو هذا كله في لحظة.
فاضت دموعها وهي تقف.. وأحس إبراهيم عليه الصلاة والسلام بإحساس محير.. جاشت نفسه بمشاعر الرحمة والقرب، وعاد يحس بأنه إزاء نعمة لا يعرف كيف يوفيها حقها من الشكر.. وخر إبراهيم ساجدا على وجهه.
إن ابنه إسماعيل هناك.. بعيدا منه ولا يراه.. وهو موجود هناك بأمر الله.. أمره الله أن يحمله مع أمه ويتركهما في واد غير ذي زرع وماء.. هكذا بغير تفسير أو إيضاح.
وصدع إبراهيم بالأمر.. وعاش يدعو الله وحده.. والآن، فان الله تعالى يبشره بعد شيخوخته أنه سينجب إسحق من سارة.. ومن بعده يعقوب.. انتهى الأمر واستقرت البشرى في ذهنيهما معا..
قيل أن "سارة" ماتت ودُفنت في مزرعة قريبة من "حبرون" من أرض كنعان، وكان إبراهيم عليه السلام قد اشتراه، وبعد وفاة "سارة" تزوج إبراهيم من امرأة كنعانية تدعى "قنطورا" فولدت له ستة أولاد.
__________________________________
إبراهيم عليه السلام: هو إبراهيم (خليل الرحمن) بن تارح (آزر) بن ناحور بن ساروغ بن راعو بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام
أخوته: هاران (أبو لوط عليه السلام)، ناحور
زوجاته: سارة، هاجر، قنطورا، حجون
أبنائه
إسماعيل عليه السلام: من السيدة هاجر
إسحق عليه السلام: من السيدة سارة
مدين، زمران، يقشان، سرج، نشق، السادس اسمه غير معلوم: من قنطورا
كيسان، سورج، امم، لوطان، نافس: من حجون
__________________________________
الترتيب {سارة، هاجر، }
لما كبر تزوج بامرأه تسمى ( سارة ) وكانت عقيما لاتلد ، ولذلك تزوج معها ( هاجر ) أم اسماعيل عليه السلام وعلى الكبر رزقه الله ولدا يسمى ( اسحق )من ( سارة ) بعد أن بشرتها الملائكة وقالت ( ياويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخا ان هذا لشئ عجيب ؟؟ ) فكان رد الملائكة ( أتعجبين من أمر الله ؟
اما قنطور فخطاء قالوا: ثم تزوج إبراهيم عليه السلام قنطورا، فولدت له زمران، ويقشان، ومادان، ومدين ، وشياق، وشوح. وذكروا: ما ولد كل واحد من هؤلاء أولاد قنطورا. ...
هل تزوج سيدنا إبراهيم عليه السلام بالسيدة هاجر أم كانت ملك يمينه؟ وهل السيدة سارة هي التي طلبت منه أن يتزوج السيدة هاجر؟ وهل فعلا كانت السيدة سارة تكره السيدة هاجر؟ ولماذا ذهب سيدنا إبراهيم بالسيدة هاجر وابنه إسماعيل عليه السلام لشبه الجزيرة العربية؟ وهل ذهابهم لشبه الجزيرة العربية له علاقة بغيرة سارة من هاجر؟ أم أنه أمر إلهي لا علاقة له بذلك؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الإجابة نقول: إن الله سبحانه وتعالى إذا أراد الله أمرا هيأ له الأسباب والظروف، وفتح له الأبواب، فأمنا هاجر والدة إسماعيل ـ عليهما السلام ـ كانت أمة لسارة أم إسحاق من قبل جبار مصر الذي وهبها لها، وقد وهبتها سارة لزوجها إبراهيم لما يئست من الولد فأصبحت ملك يمينه، فلما ولدت منه إسماعيل غارت سارة منها، فأمر الله إبراهيم أن يذهب بإسماعيل وأمه إلى مكان مكة المكرمة، كما جاء في كتب السنة والأخبار وانظري صحيح البخاري وغيره، وبذلك تعلمين إجابة على هذه التساؤلات، وجاء في فتح الباري وغيره ما ملخصه: كان إبراهيم قد دعا الله أن يهب له ولدا من الصالحين فأخرت الدعوة حتى كبر، وكانت سارة قد وهبته أمتها بعد ما يئست من الولد فلما علمت سارة أن إبراهيم وقع على هاجر حزنت على ما فاتها من الولد فلما جاءت الملائكة لإبراهيم بإهلاك قوم لوط بشرت سارة بولدها إسحاق ومن بعده يعقوب فلذلك قال تعالى: وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ـ الآيات، فقال إبراهيم الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء ـ ويقال لم يكن بينهما ـ إسماعيل وإسحاق ـ إلا ثلاث سنين، وقيل غير ذلك.
والله أعلم.
سؤال: يوجد في بعض الكتب والمحاضرات أن سارة غارت أو كرهت هاجر، وأن إبراهيم عليه السلام قد طلقها، وسمعت على ما أذكر أنه عندما لم تنجب هاجر زوجة إبراهيم عليه السلام أتاه جبريل قائلا غير عتبتك فتزوج هاجر وطلق سارة. ويمكنك الاطلاع على بعض الكتب ستجد أن إبراهيم عليه السلام طلق سارة. لم تذكر ذلك أو تشير إليه فضيلتك في فتواكم أو تصحح ما فيه خطأ حول نقطة كره سارة لهاجر وطلاق سيدنا إبراهيم لسارة، ومدى صحة هذا الكلام أو خطئه، وهل كانت سارة حاملا في إسحق وقت طلاق إبراهيم منها، أم أنها كانت قد وضعته، ومعنى كلامكم أن إسماعيل أكبر بثلاث سنوات من إسحق؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإجابة في الفتوى المشار إليها كانت حسب السؤال، وغيرة سارة من هاجر لما ولدت إسماعيل ذكرها غير واحد من أهل العلم، وأنها السبب في ذهاب إبراهيم بها مع ولدها إلى مكة.
قال القرطبي في التفسير "وقد روي أن سارة لما غارت من هاجر بعد أن ولدت إسماعيل خرج بها إبراهيم عليه السلام إلى مكة.. فكان ذلك كله بوحي من الله تعالى"
وقال ابن القيم في زاد المعاد ".. فإن سارة امرأة الخليل غارت من هاجر وابنها أشد الغيرة، فإنها كانت جارية فلما ولدت إسماعيل وأحبه أبوه اشتدت غيرة سارة، فأمره الله سبحانه أن يبعد عنها هاجر وابنها ويسكنها في أرض مكة لتبرد عن سارة حرارة الغيرة، وهذا من رحمته تعالى ورأفته.."
وأما طلاق إبراهيم لسارة فلم نقف على من قال به، ولعل ما سمعت كان وهما، فإن الذي قال "غير عتبة بابك" هو إبراهيم- عليه السلام- عند ما كان يأتي إلى ولده وأمه بمكة يتفقد حالهم. ففي صحيح البخاري من حديث ابن عباس قال "..فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل يطالع تركته فلم يجد إسماعيل فسأل امرأته عنه فقالت: خرج يبتغي لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم؟ فقالت: نحن بشر، نحن في ضيق وشدة.. فشكت إليه، قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له: يغير عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا فقال هل جاءكم من أحد قالت نعم جاءنا شيخ كذا وكذا فسألنا عنك فأخبرته وسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا في جهد وشدة قال فهل أوصاك بشيء قالت نعم أمرني أن أقرأ عليك السلام ويقول غير عتبة بابك قال ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك الحقي بأهلك فطلقها وتزوج منهم أخرى فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ثم أتاهم بعد فلم يجده فدخل على امرأته فسألها عنه فقالت خرج يبتغي لنا قال كيف أنتم وسألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بخير وسعة وأثنت على الله فقال ما طعامكم قالت اللحم قال فما شرابكم قالت الماء قال اللهم بارك لهم في اللحم والماء.. " انظر القصة بطولها في صحيحالبخاري وغيره.
والله أعلم.