وَقَدَّمَتْكَ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ بِهَا = فَكُنْتَ خَيْرَ إِمَامٍ فِي أَمَامِهِمِ
وَقَدَّمُوكَ مَعَ الأَمْلاَكِ أَجْمَعِهِمْ = وَالرُّسْلِ تَقْدِيمَ مَخْدُومٍ عَلَى خَدَمِ
وَأَنْتَ تَخْتَرِقُ السَّبْعَ الطِّبَاقَ بِهِمْ = فَوْقَ البُرَاقِ مَحُوطًا بِاحْتِرَامِهِمِ
وَلَمْ تَزَلْ صَاعِدًا تَعْلُو العُلاَ عَلَنًا = فِي مَوْكِبٍ كُنْتَ فِيهِ صَاحِبَ العَلَمِ
حَتَّى إِذَا لَمْ تَدَعْ شَأْوًا لِمُسْتَبِقٍ = سِرًّا وَجَهْرًا دُعِيتَ زِدْ إِلَى أَمَمِ
وَلَمْ تَدَعْ لِسِوَاكَ أَيَّ مَرْتَبَةٍ = مِنَ الدُّنُوِّ وَلاَ مَرْقَى لِمُسْتَنِمِ
خَفَضْتَ كُلَّ مَقَامٍ بِالإِضَافَةِ إِذْ = خُصِّصْتَ بِالفَضْلِ وَالأَعْلَى مِنَ الشِّيَمِ
وَفِي بِسَاطِ التَّدَانِي فِي كَمَالِ هَنَا = نُودِيتَ بِالرَّفْعِ مِثْلَ المُفْرَدِ العَلَمِ
كَيْمَا تَفُوزَ بِوَصْلٍ أَيِّ مُسْتَتِرٍ = عَنْ الوَرَى وَبِفَضْلٍ زَادَ فِي عِظَمِ
فِي الكَوْنِ فُزْتَ بِسِرٍّ فِي الكَمَالِ خَفَا = عَنِ العُيُونِ وَسِرِّ أَيِّ مُكْتَتِمِ
فَحُزْتَ كُلَّ فَخَارٍ غَيْرَ مُشْتَرَكٍ = وَلاَ فَخَارٍ سِوَى فَخْرٍ إِلَيْكَ نُمِي
فَأَنْتَ أَنْتَ الَّذِي قَدْ حُزْتَ كُلَّ عُلاَ = وَجُزْتَ كُلَّ مَقَامٍ غَيْرِ مُزْدَحَمِ
وَجَلَّ مِقْدَارُ مَا أُولِيتَ مِنْ رُتَبٍ = تَسْمُو لِأَعْلَى العُلاَ مَعْ رِفْعَةِ الهِمَمِ
وَقَدْ ظَفِرْتَ بِمَا لَمْ يُلْقِهِ أَحَدٌ = وَعَزَّ إِدْرَاكُ مَا أُوتِيتَ مِنْ نِعَمِ
بُشْرَى لَنَا مَعْشَرَ الإِسْلاَمِ إِنَّ لَنَا = خَيْرَ نَبِيٍّ أَتَانَا كَاشِفَ الغُمَمِ
وَقَدْ أَشَادَ لَنَا فِي العَالَمِينَ بِهِ = مِنَ العِنَايَةِ رُكْنًا غَيْرَ مُنْهَدِمِ
لَمَّا دَعَا اللَّهُ دَاعِينَا لِطَاعَتِهِ = كُنَّا المُجِيبِينَ بَيْنَ الخَلْقِ كُلِّهِمِ
وَخَصَّنَا بَيْنَهُمْ بِهِ فَنَحْنُ إِذَنْ = بِأَكْرَمِ الرُّسْلِ كُنَّا أَكْرَمَ الأُمَمِ
رَاعَتْ قُلُوبُ العِدَا أَنْبَاءُ بِعْثَتِهِ = رَوْعًا بِهِ أُخِذُوا حَالَ اجْتِمَاعِهِمِ
وَشَتَّتْ شَمْلَهُمْ أَنْبَاءُ نُصْرَتِهِ = كَنَبْأَةٍ أَجْفَلَتْ غُفْلاً مِنَ الغَنَمِ
مَازَالَ يَلْقَاهُمْ فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ = فِيِه اسْتَعَدُّوا لَهُ بِكُلِّ مُنْتَقمِ
فَحَارَبُوهُ وَقَدْ حَارُوا بِمَا حَمِلُوا = حَتَّى حَكَوْا بِالقَنَا لَحْمًا عَلَى وَضَمِ
وَدُّوا الفِرَارَ فَكَادُوا يَغْبِضُونَ بِهِ = مَنْ مَاتَ أَوْ صَارَ فِي قُيُودِ أَسْرِهِمِ
وَاعْتَادَتِ الطَّيْرُ أَكْلَهُمْ وَكَمْ نَهَشَتْ = أَشْلاَءَ شَالَتْ مَعَ العِقْبَانِ وَالرَّخَمِ
تَمْضِي اللَّيَالِي وَلاَ يَدْرُونَ عِدَّتَهَا = مِنْ فَرْطِ مَا لَهُمْ فِي الحِلِّ وَالحَرَمِ
وَلَمْ يَرَوْا فِي اللَّيَالِي لَيْلَةً رَقَدَتْ = مَا لَمْ تَكُنْ مِنْ لَيَالِي الأَشْهُرِ الحُرُمِ
كَأَنَّمَا الدِّينُ ضَيْفٌ حَلَّ سَاحَتَهُمْ = فَلَمْ يُقَابَلْ بِوَجْهٍ مِنْ قَبُولِهِمِ
فَعَادَ مُنْتَشِراً فِي الأَرْضِ مُنْتَصِراً = بِكُلِّ قِرْمٍ إِلَى لَحْمِ العِدَا قَرِمِ
يَجُرُّ بَحْرَ خَمِيسٍ فَوْقَ سَابِحَةٍ = تَجْرِي فَتُحْرِزَ سَبْقًا فِي حُرُوبِهِمِ
فِي كُلِّ مَا جِهَةٍ رَامَتْهُمْ عَلَنًا = تَرْمِي بِمَوْجٍ مِنَ الأَبْطَالِ مُلْتَطِمِ
مِنْ كُلِّ مُنْتَدِبٍ لِلَّهِ مُحْتَسِبٍ = أَعْمَالَهُ وَهْوَ فِي الأُمُورِ غَيْرُ عَمِي
حَلِيفَ صَبْرٍ مَعَ الإِيمَانِ خَفَرٍ = يَسْطُو بِمُسْتَأْصِلٍ لِلْكُفْرِ مُصْطَلِمِ
حَتَّى غَدَتْ مِلَّةُ الإِسْلاَمِ وَهْيَ بِهِمْ = بِالحَقِّ مَنْصُورَةً فِي العُرْبِ وَالعَجَمِ
قَدْ أَيَّدُوهَا فَصَارَتْ فِي مَشَاهِدِهَا = مِنْ بَعْدِ غُرْبَتِهَا مَوْصُولَةَ الرَّحِمِ
مَكْفُولَةً أَبَدًا مِنْهُمْ بِخَيْرِ أَبٍ = أَبِيِّ نَفْسٍ بِهِ حَمَى بَنِيهِ حَمِي
أَعْظِمْ بِهَا مِلَّةً صِينَتْ بِخَيْرِ أَبٍ = وَخَيْرِ بَعْلٍ فَلَمْ تَيْتَمْ وَلَمْ تَئِمِ
هُمُ الجِبَالُ فَسَلْ عَنْهُمْ مُصَادِمَهُمْ = فَرُبَّمَا أَنْبَأَتْكَ حَالَهُ بِهِمِ
وَانْظُرْ لِمَا أَخْبَرَتْنَا عَنْهُ سِيرَتُهُمْ = مَاذَا رَأَى مِنْهُم فِي كُلِّ مُصْطَدَمِ
وَسَلْ حُنَيْنًا وَسَلْ بَدْراً وَسَلْ أُحُداً = عَمَّا بِهِ ظَفِرُوا مِنْ خَيْرِ مُغْتَنِمِ
فَإِنَّهَا لِصَدَاهُمْ فِي الوُجُودِ غَدَتْ = فُصُولَ حَتْفٍ لَهُمْ أَدْهَى مِن الوَخَمِ
المُصْدِرِي البِيضِ حُمْراً بَعْدَمَا وَرَدَتْ = دَمُ العِدَا وَلَهُ غَدَا الجَمِيعُ ظَمِي
لَمْ يَغْمِدُوهَا إِلَى أَنْ قَدَّ نَاشِرُهَا = مِنَ العِدَا كُلَّ مُسْوَدٍ مِنَ اللَّمَمِ
وَالكَاتِبِينَ بِسُمْرِ الخَطِّ مَا تَرَكَتْ = كَتِيبَةً لَمْ تَكُنْ مَهْزُومَةً بِهِمِ
فَهُمْ هُمُ فِي الوَرَى مَا فِي الوَغَى تَرَكَتْ = أَقْلاَمُهُمْ حَرْفَ جِسْمٍ غَيْرَ مُنْعَجِمِ
شَاكِي السِّلاَحِ لَهُمْ سِيمَا تُمَيِّزُهُمْ = عَن غَيْرِهِمْ قُدِّمُوا بِثَبَاتِ القَدَمِ
وَهُمْ بِعَرْفِهِمُ مِنْ غَيْرِهِمْ عُرِفُوا = وَالوَرْدُ يَمْتَازُ بِالسِّيَمَا عَنِ السَّلَمِ
تُهْدِي إِلَيْكَ رِيَاحُ النَّصْرِ نَشْرَهُمْ = فَيُنْعِشُ الرَّوحُ مِنْكَ رِيحُ نَشْرِهِمِ
هُمُ الكُمَاةُ الحُمَاةُ إِنْ حَسِبْتَهُمُ = فَتَحْسِبُ الزَّهْرَ فِي الأَكْمَامِ كُلَّ كَمِي
كَأَنَّهُمْ فِي ظُهُوِر الخَيْلِ نَبْتُ رُبًى = مِنَ الثَّبَاتِ إِذَا جَالُوا بِخَيْلِهِمِ
هُمُ الأَعِزَّةُ مَا اهْتَزُّوا بِرِيحِ هَوَى = مِنْ شِدَّةِ الحَزْمِ لَا مِنْ شِدَّةِ الحُزُمِ
طَارَتْ قُلُوبُ العِدَا مِنْ بَأْسِهِمْ فَرَقًا = وَعَمَّهُمْ غَمُّهُمْ فِي الحِلِّ وَالحَرَمِ
وَأَصْبَحُوا فِرْقًا عُقُولُهُمْ ذَهِلَتْ = فَمَا تُفَرِّقُ بَيْنَ البَهْمِ وَالبُهَمِ
وَمَنْ تَكُنْ بِرَسُولِ اللَّهِ نُصْرَتُهُ = يُعَدُّ مُنْتَصِرًا فِي الحَرْبِ وَالسَّلَمِ
وَمَنْ بِهِ لاَذَ فِي سِرٍّ وَفِي عَلَنٍ = إِنْ تَلْقَهُ الأُسْدُ فِي آجَامِهَا تَجِمِ
وَلَنْ تَرَى مِنْ وَلِيٍّ غَيْرَ مُنْتَصِرٍ = لَهُ وَلِلآلِ وَالأَصْحَابِ كُلِّهِمِ
وَتَرَى مِنْ مُحِبٍّ غَيْرَ مُحْتَفِلٍ = بِهِ وَلاَ مِنْ عَدُوٍّ غَيْرَ مُنْقَصِمِ
أَحَلَّ أُمَّتَهُ فِي حِرْزِ مِلَّتِهِ = فَكَانَ أَمْنًا لَهَا مِنْ عَاجِلِ النِّقَمِ
قَدْ حَاطَهَا فَهْيَ فِي حِمَى حِمَايَتِهِ = كَاللَّيْثِ حَلَّ مَعَ الأَشْبَالِ فِي أَحَمِ
كَمْ جَدَّلَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ مِنْ جَدِلٍ = فِيهِ فَصَارَ لَدَيْهَا مُلْقِىَ السَّلَمِ
وَكَمْ وَكَمْ أَنْزَلَ الرَّحْمَانُ مِنْ كَلِمٍ = فِيهِ وَكَمْ خَاصَمَ البُرْهَانُ مِنْ خَصِمِ
كَفَاكَ بِالعِلْمِ فِي الأُمِّي مُعْجِزَةً = فِي ضِمْنِهَا مُحْكَمُ الآيَاتِ وَالحِكَمِ
وَاللَّهُ أَكْرَمَهُ بِكُلِّ مَعْرِفَةٍ = فِي الجَاهِلِيَّةِ وَالتَّأْدِيبِ فِي اليُتُمِ
خَدَمْتُهُ بِمَدِيحٍ أَسْتَقِيلُ بِهِ = نَفْسًا قَد اكْتَسَبَتْ إِثْمًا مَعَ النَّهِمِ
وَلَمْ أُبَادِرْ بِتَوْبَةٍ أُزِيحُ بِهَا = ذُنُوبَ عُمْرٍ مَضَى فِي الشِّعْرِ وَالخِدَمِ
إِذْ قَلَّدَانِيَ مَا تُخْشَى عَوَاقِبُهُ = وَمَا اهْتَمَمْتُ بِمَا سَاقَا مِنَ السَّقَمِ
قَدْ سَاقَنِي الشِّعْرُ وَالهَوَى لِكُلِّ رَدَى = كَأَنَّنِي بِهِمَا هَدْيٌ مِنَ النَّعَمِ
أَطَعْتُ غَيَّ الصِّبَا فِي الحَالَتَيْنِ وَمَا = عَصَيْتُ دَاعِي الهَوَى فِي الشَّيْبِ وَالهَرَمِ
وَضَاعَ عُمْرِي وَلَمْ أَنَلْ مُنَايَ وَمَا = حَصَّلْتُ إِلاَّ عَلَى الآثَامِ وَالنَّدَمِ
فَيَا خَسَارَةَ نَفْسِي فِي تِجَارَتِهَا = إِنْ لَمْ تُدَارِكْنِيَ الأَلْطَافُ فِي إِزَمِي
يَا وَيْحَهَا كَيْفَ صَارَتْ فِي تَلَهُّفِهَا = لَمْ تَشْتَرِي الدِّينَ بِالدُّنْيَا وَلَمْ تَسُمِ
وَمَنْ يَبِعْ آجِلاً مِنْهُ بِعَاجِلِهِ = فَرُبَّمَا حَطَّ مِنْهُ أَعْظَمَ القِيَمِ
وَلَمْ يَعْد نَدَمٌ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ إِنْ = يَبِنْ لَهُ الغَبْنُ فِي بَيْعٍ وَفِي سَلَمِ
إِنْ آتِ ذَنْبًا فَمَا عَهْدِي بِمُنْتَقِضٍ = فِي حُبِّ خَيْرِ الوَرَى المَقْصُودِ لِلْأُمَمِ
وَوَصْلُ حُبِّيَ لاَ يُرَى بِمُنْفَسِخٍ = مِنَ النَّبِيِّ وَلاَ حَبْلِي بِمُنْصَرِمِ
فَإِنَّ لِي ذِمَّةً مِنْهُ بِتَسْمِيَتِي = بِأَحْمَدٍ وَبِهِ دَخَلْتُ فِي حَرَمِ
وَهَلْ أَخَافُ الرَّدَى وَقَدْ دَعَوْتُ لَهُ = مُحَمَّدًا وَهْوَ أَوْفَى الخَلْقِ بِالذِّمَمِ
إِنْ لَمْ يَكُنْ فِي مَعَادِي آخِذًا بِيَدِي = فَمَنْ مَعَاذِي الَّذِي تُجْلَى بِهِ غُمَمِي
فَإِنْ يَكُنْ لِي بَلَغْتُ كُلَّ أُمْنِيَتِي = فَضْلاً وَإِلاَّ فَقُلْ يَازَلَّةَ القَدَمِ
حَاشَاهُ أَنْ يُحْرَمَ الرَّاجِي مَكَارِمَهُ = وَهْوَ الَّذِي عَمَّرَ الوُجُودَ بِالكَرَمِ
حَاشَاهُ يَطْرُدُ مُحْتَمٍ بِحُرْمَتِهِ = أَوْ يَرْجِعَ الجَارُ مِنْهُ غَيْرَ مُحْتَرَمِ
وَمُنْذُ أَلْزَمْتُ أَفْكَارِي مَدَائِحَهُ = أَجَازَنِي بِالَّذِي أَمَّلْتُ مِنْ نِعَمِ
وَكُلَّمَا طَلَبْتُ نَفْسِي إِغَاثَتَهُ = وَجَدْتُهُ لِخَلاَصِي خَيْرَ مُلْتَزِمِ
وَلَنْ يَفُوتَ الغِنَى مِنْهُ يَدًا تَرِبَتْ = وَجُودُهُ شَاعَ بَيْنَ العُرْبِ وَالعَجَمِ
وَلَمْ يَزَلْ بِحَيَاهُ الكَوْنُ مُزْدَهِراً = إِنَّ الحَيَا يُنْبِتُ الأَزْهَارَ فِي الأَكَمِ
وَلَمْ أَرِدْ زَهْرَةَ الدُّنْيَا الَّتِي اقْتَطَفَتْ = مِنْ الكِرَامِ يَدَ المُدَّاحِ كُلِّهِمِ
وَمُنْيَتِي الكَسْبُ مِنْهُ لاَ الَّذِي كَسَبَتْ = يَدَا زُهَيْرٍ بِمَا أَثْنَى عَلَى هَرِمِ
يَا أَكْرَمَ الخَلْقِ مَالِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ = فِي الحَشْرِ حَيْثُ لَمْ يُفِدْ نَدَمِي
وَلَيْسَ مِنْ شَافِعٍ تُغْنِي شَفَاعَتَهُ = سِوَاكَ عِنْدَ حُلُولِ الحَادِثِ العَمِمِ
وَلَنْ يَضِيقَ رَسُولَ اللَّهِ جَاهُكَ بِي = إِنْ ضَاقَ عَنْ زَلَلِي الفَضَاءُ مِنْ عِظَمِ
فَإِنَّنِي مِنْ ذُنُوبِي خَائِفٌ وَجِلٌ = إِذَا الكَرِيمُ تَجَّلَى بِاسْمِ مُنْتَقِمِ
فَإِنَّ مِنْ جُودِكَ الدُّنْيَا وَضَّرَّتَهَا = فَكَيْفَ لاَ تُكْشِفِ المُلِمَّ مِنْ غُمَمِي
فَمِنْكَ فَضْلُ وُجُودٍ فِي الوُجُودِ هَمَا = وَمِنْ عُلُومِكَ عِلْمُ اللَّوْحِ وَالقَلَمِ
يَا نَفْسُ لاَ تَقْنَطِي من زَلَّةٍ عَظُمَتْ = حَيْثُ النَّبِيُّ يَكُونُ شَافِعَ الأُمَمِ
وَلاَ تَكُونِي لِرَوْحِ اللَّهِ مُنْكِرَةً = إِنَّ الكَبَائِرَ فِي الغُفْرَانِ كَاللَّمَمِ
لَعَلَّ رَحْمَةَ رَبِّي حِينَ يَقْسِمُهَا = تَعُمُّ مِثْلِي وَأَحْبَابِي وَذِي رَحِمِي
وَإِنَّنِي مِنْهُ أَرْجُو قِسْمَةً قُسِمَتْ = تَاتِي عَلَى حَسَبِ العِصْيَانِ فِي القِسَمِ
يَارَبِّ وَاجْعَلْ رَجَائِي غَيْرَ مُنْعَكِسٍ = وَارسمْهُ مُطَّرِدًا فِي حَضْرَةِ الكَرَمِ
وَحَقِّقِ الظَّنَّ لِي فِيمَا أُؤَمِّلُهُ = لَدَيْكَ وَاجْعَلْ حِسَابِي غَيْرَ مُنْخَرِمِ
وَالْطُفْ بِعَبْدِكَ فِي الدَّارَيْنِ إِنَّ لَهُ = قَلْبًا جَزُوعًا وَلَكِنْ عَنْ هُدَاهُ عَمِي
مُشَمِّرَ الذَّيْلِ فِي الأَهْوَا وَأَنَّ لَهُ = صَبْرًا مَتَى تَدَعُهُ الأَهْوَالُ يَنْهَزِمِ
وَائْذَنْ بِسُحْبِ صَلاَةٍ مِنْكَ دَائِمَةً = عَلَى الرَّسُولِ تَفُوقُ صَيِّبَ الدُّيَمِ
وَاسْحَبْ سَحَائِبَ خَيْرَاتِ مُؤَبَّدَةٍ = عَلَى النَّبِي بِمُنْهَلٍّ وَمُنْسَجِمِ
مَا رَنَّحَتْ عَذَبَاتِ البَانِ رِيحُ صَبًا = وَمَا تَحَرَّكَ وَجْدُ الصَّبِّ فِي سَدَمِ
وَمَا تَوَالَتْ عَلَى الوَرَى نِعَمٌ = وَأَطْرَبَ العِيسَ حَادِي العِيسِ بِالنَّغَمِ