شقي من بغير الله هامــــــــــا
وضيع عمره عاما فــــعاما
يفر من الهوى لكن إليـــــــــه
فلم يزدد به إلا انــــــهزاما
عنيد صاحبي رضع الغرامـا
على خطأ وقد كره الفطاما
تردى من سكينته اختيــــــارا
وقد جعل الجنون لهُ سنامـا
فمن فرح بلقياها قصــــــــــير
إلى ترحٍ ينافسه الخصامــا
ومن نغم به غزلٌ رقيـــــــــقٌ
إلى شجن يطيل به الظلاما
فتيلُ الشك ثقّب جانبيــــــــــه
وسوء الظن أشعله ضراما
عجبت لحاله وعجبتُ منــــه
فقد ألف المواجع والسُّقاما
وبعضُ العشقِ رزّاق البلايا
وبعضٌ يدفعُ الموت الزُّؤاما
مصيبة صاحبي في ناظريه
وما نفعُ العيون إذا تعامى
خطاياه استطالت واستدقت
تشظت في حشاشته سهاما
تمادى في الغواية والتصدي
وآثر أن يصرَّ وأن يلاما
فلا صــــــــــلى لعاقبة صلاة
ولا قصد الوضوء ولو لماما
ولا زكى ولا ضحى احتسابا
ولا ذكر الردى يوما فصاما
ولم يعرف لبـــــاب الله دربـا
وأنكر ما الوسيلة والمراما
ومن كمحمد يـــهدي إليها
ونورُ محمد عم الأناما
لباب الله مفتاحٌ أكيــــــــــــد
إذا كان الرسول لنا إماما
رسولُ الله مولى كلِّ حـــــي
وغير الحيِّ يرجوه التزاما
جميعُ العالمين بعــــــــــاتقيه
فلفح جهنم صهر العظاما
إذا ما الحق شفع وافديـــــــه
فمن كمحمد أزكى كلاما
ومن كمحمد أثرى غمامــــا
ومن كمحمد أسمى مقاما
فَحٌبٌ النَاسِ للناسِ ابتـــــلاءٌ
وحب محمد يهب السلاما
وذكر محمد لو مس صخرا
رأيت الصخر حيا مستهاما
أحب محمــدا حبا عجيبــــــا
تنامى من مساماتي خزامى
أحب محمــدا شرفا مهيبـــــا
لأن محمدا وتر العظاما
أحب محمــــدا كرما خصيبـا
فخير محمد جمع الكراما
أحب محمـــــدا قدرا طبيبــــا
يداوي علة الدنيا اقتحاما
أحب محمــــدا فتحا قريبــــا
يبدل دمعة القدس ابتسامة
رسول الله مدحـي فيك فرض
ومدح سواك يُتهم اتهاما
وكان مؤجــــــلا مدحي لأني
تركتُ القلب يختزن الهياما
وكم كُنيت قبــــــلي غير أني
أراني داعي الحق التمام
فمدحك سيدي يشفي فؤادي
وإن بلغ النزيف به الحماما
فكــــــــم من آثم قد رام كيدا
ولم يفلح ولو حشد اللئاما
فمـــن عاداك عادى الله حتما
وباء بجرمه ذنبا ملاما
يلوك دمــــــا ويشحذُ شفرتيه
ليرتكب المحرما والحراما
ولمــــــــا لم يصب إلا فراغا
وعين الله ترصده انتقاما
تــوارى في الجحور بلا ذمام
وشر الناس من فقد الذماما
إذا لم تــــــرعو الأعداء قولا
فإن السيف يغنينا الكلاما
رســــــول الله وا أسفي علينا
أمن خجل أرى خجلي لزاما
فحــــــال المسلمين كما تراها
حصارا فاحتلالا فانقساما
تداعـــت فوقنا الشرهات حتى
أناخت ثقل ما غنمت طعاما
يقلــــــــبنا الهوى في راحتيه
ويقذفنا حطاما أم ركامــــــا
كســـــيح صوتنا في كل حـفل
فلم نجفل لصارخة إلامـــــا
ولم نعقد لجاثمة حــزاما
ولم نشهر لقاصمة حسـامــا
وما من قلة في العد قومي
فقد أورت جحافلنا الرغامـا
ولكنا لهونا كل لهـــــــــو
ولم نجعل للاهية ختامــــــا
ومعظمنا بغير الله هــاما
وزاد تمردا عاما فعـــــــاما
هجرنا السنة الأولى ونمنا
فجاء الموت يحصدنا نيامــا
وعزة من به العز استـقا
من اتبع الرسول فلن يضاما
وصلى اللهم وسلم على اشرف الخلق أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا