منى الفخرانى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منى الفخرانى

روحانيات وتصوف اسلامى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سل العقيق وسل عربا بذي سلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 798
تاريخ التسجيل : 30/03/2013

سل العقيق وسل عربا بذي سلم Empty
مُساهمةموضوع: سل العقيق وسل عربا بذي سلم   سل العقيق وسل عربا بذي سلم Emptyالسبت ديسمبر 27, 2014 6:39 am

سل العقيق وسل عربا بذي سلم ... عن دمع عين جرى استهلاله بدم
وسل أهيل النقا مع أهل كاظمة ... وسل أهيلاً بذك الشيح والعلم
وقف بسلع وسل أهلاً بربعهم ... وحى أرضاً بذات البان والغم
وأنشد دليل السرى عن حالنا سحراً ... وحادي العيس والأظعان بالنغم
وسلهم عن فؤادي عن تضرمه ... وعن نحولي وما لاقيت من الم
يا صاح كرر أحاديث الغرام فما ... على المحب إذا ما باح من سدم
ودع كلام عذول ان ترم أربا ... ان المحب عن العذال في صمم
وبح بمدح ختام الرسل كلهم ... فهو الشفيع غدا في يوم حشرهم
وهو الملاذ إذا قلت بناحيل ... وهو الغياث غدا في موقف الحكم
خير النبيين قد عدوا وأفضلهم ... حوى المحاسن من فرق إلى قدم
وقد رقى للسموات العلا ودنا ... من قاب قوسين أو أدنى ولم يهم
وخاطبته الظبا والجذع حن له ... لديه قد أفصحت البدن بالكلم
والبدر شق له والضب كلمه ... وقد غدا معدنا للجود والكرم
لما تحققت اني في مدائحه ... مقصر نهت من وجدي ومن هيمي
ناديت والشوق مني قد نما ورقا ... ودمع عيني على خدي كما الديم
يا أكرم الرسل ياسر الوجود ويا ... كهف المساكين من عرب ومن عجم
مالي سوى جاهك الأسنى ألوذ به ... فأنت كل المنى يا خير مغتنم
وأنت قصدي وسؤلي ثم معتمدي ... ان لم تغثني أهل يا زلة القدم
اليك أشكو ذنوباً ضيقت حبلي ... وأجهدتني ومنها القلب في سقمي
ان لم تكن لي معيناً في المآب غدا ... فضلاً فيا حسرتي حزناً ويا ندمي



بغية المستهام ، في مدح النبي عليه السلام )))
للعلامة سيدي عبد الرحمن بن زيدان رحمه الله


إِنِّي بِدِينِ الغَرَامِ رَاسِخُ القَدَمِ = وَاللَّهُ قَدَّرَهُ عَلَيَّ فِي القِدَمِ
اللَّهُ يَا مَنْ بِهِ بَيْنَ الوَرَى تَلِفَتْ = نَفْسِيَ رِفْقاً بِهَا فَالقَلْبُ فِي سَدَمِ
وَالجِسْمُ مِنِّي ذَوَى وَالعَيْنُ سَاهِرَةٌ = تَرْعَى النُّجُومَ وَأَبْدَتْ مَدْمَعاً بِدَمِ
مَا ضَرَّ أَنْ تَصِلُوا الصَّبَّ الغَرِيمَ وَلَوْ = بِطَيْفِكُمْ عَلَّهُ يُشْفَى مِنَ الأَلَمِ
رِقُّوا فَقَدْ رَقَّتِ الأَعْدَا لِرِقِّكُمُ = ورقكم ورقت وَالقَلْبُ فِي ضَرَمِ
رَثَى الرَّقِيبُ لِحَالِي وَانْثَنَى وَلَقَدْ = أَضْحَتْ وُشَاتِي مَعَ العُذَّالِ فِي بَكَمِ
لَمَّا رَأَوْا أَنَّنِي بِالحُبِّ فِي تَلَفٍ = وَدَمْعُ عَيْنِي جَرَى بِوَابِلِ الدِّيَمِ
لَوْ حَلَّ مَا بِيَّ فِي صَمَّاءَ لانْصدَعَتْ = مِنْ فَرْطِ وَجْدِي وَمَا وَجَدْتُ مِنْ أَلَمِ
فَمَا عَرَفْتُ الهَوَى حَتَّى سَبَانِي رَشَا = مِنِّي الحِجَا بِسَنَاءِ ثَغْرِهِ الشَّبِمِ
النَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ العِشْقِ بَيْنَهُمُ = أَحْيَا وَلاَسِيَمَا مَنْ كَانَ ذَا هِمَمِ
مَتَى تَهُبُّ رِيَاحُ الوَصْلِ عِنْدَهُمُ = تَرْتَاحُ رُوحُهُمُ بِرُوحِ حُبِّهِمِ
بَشِّرْ ذَوِي العِشْقِ بِالفَوْزِ العَظِيمِ إِذَا = مَاتُوا عَفَافاً بِهِ مِنْ بَعْدِ بَعْثِهِمِ
وَقُلْ لِأَهْلِ القِلَى مُوتُوا بِغَيْظِكُمُ = اللَّهُ حَافِظُ أَهْلِ العِشْقِ مِنْ حُطَمِ
أَنَا الَّذِي بِالهَوَى قَدْ صِرْتُ مُمْتَزِجاً = نَفْسِي بِهِ تَلِفَتْ لَكِنْ رَسَتْ قَدَمِي
أَنَا الأَسِيرُ كَسِيرُ القَلْبِ مِنْ شَغَفٍ = بِمَنْ سَطَا بِلِحَاظٍ تَسْتَبِيحُ دَمِي
فَلاَ أُبَالِي بِمَنْ بِالإِدِّعَاءِ رَمَى = لِأَنَّنِي عِنْدَ أَهْلِ العِشْقِ كَالعَلَمِ
لَوْلاَ سَوَادُ عُيُونِ الرِّيمِ مَا اتَّقَدَتْ = لَوَاعِجُ الشَّوْقِ بِالأَحْشَا عَلَى ضَرَمِ
وَلاَ اسْتَطَالَ الضَّنَى عَلَى الفُؤَادِ وَلاَ = فَرَّ اصْطِبَارِي بِمَا أَلْقَاهُ مِنْ وَصَمِ
وَلاَ اسْتَصَالَ الجَوَى وَالعَيْنُ سَاهِدَةٌ = تَرْعَى السُّهَى وَبِطُولِ الدَّهْرِ لَمْ تَنَمِ
وَلاَ اسْتَحَالَ عَلَى قَلْبِي السُّرُورُ وَلاَ = رَوَتْ جَدَاوِلَ جَفْنِي اليَوْمَ كُلَّ ظَمِي
كَيْفَ السُّلُوُّ وَنَارُ العِشْقِ مُضْرِمَةٌ = تَشْوِي الفُؤَادَ بِشَوْقٍ غَيْرِ مُنْفَصِمِ
عَزَّ الخَلاَصُ وَلاَ لِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ = سِوَى الحَبِيبِ الشَّفِيعِ كَوْكَبِ الظُّلَمِ
الكَامِلِ الفَخِمِ بْنِ الكَامِلِ الفَخِمِ ابْـ = ـنِ الكَامِلِ الفَخِمِ ابْنِ الكَامِلِ الفَخِمِ
الطَّاهِرِ الشِّيَمِ بْنِ الطَّاهِرِ الشِّيَمِ ابْـ = ـنِ الطَّاهِرِ الشِّيَمِ ابْنِ الطَّاهِرِ الشِّيَمِ
مُحَمَّدِ الحَامِدِ المَحْمُودِ أَحْمَدِ مَنْ = لَوْلاَهُ مَا فُضِّلَتْ عُرْبٌ عَلَى عَجَمِ
عَيْنِ اليَقِينِ وَرُوحِ الكَوْنِ مَنْ شَهِدَتْ = لَهُ العِدَا بِعَظِيمِ القَدْرِ فِي الأُمَمِ
نُورِ الوُجُودِ وَخَيْرِ الخَلْقِ قَاطِبَةً = عَيْنِ السَّعَادَةِ سِرِّ سَائِرِ العَلَمِ
المُجْتَبَى المُرْتَضَى المُخْتَارِ مِنْ مُضَرِ = المُصْطَفَى المُنْتَقَى المُنْجِي مِنَ النِّقَمِ
قُوتِ القُلُوبِ وَتَاجِ الرُّسْلِ سَيِّدِهِمْ = كَهْفِ الأَنَامِ وَمَوْلَى الخَلْقِ كُلِّهِمِ
أَسْنَى الوَرَى حَسَباً أَعْلاَهُمُ نَسَباً = أَحْلاَهُمُ مَنْطِقاً بِأَفْصَحِ الكَلمِ
فَرْدِ الجَلَالَةِ مَنْ جَلَّتْ مَآثِرُهُ = طَهَ الأَمِينِ المَكِينِ حَافِظِ الذِّمَمِ
وَافٍ وَعَيْن الوَفَى أَوْفَى الوَرَى شَرَفاً = شَافٍ لِكُلِّ عُضَالٍ مُزْمِنِ السَّقَمِ
عَيْنِ العِنَايَةِ كَهْفِ المُسْتَجِيرِ بِه= مُسْدِي المُنَى لِلبَرَايَا كَاشِفِ الغُمَمِ
مُطَهَّرٍ طَاهِرٍ مَاحِي الضَّلَالَةِ مَنْ =عَنَّا العَنَاءُ بِهِ قَدْ صَارَ فِي العَدَمِ
مُنْجِي الغَرِيقِ مُغِيثِ الخَلْقِ أَكْرَمِ مَنْ = بِهِ انْتَفَى كُلُّ مَا قَدْ عَنَّ مِنْ نِقَمِ
سَيْفِ الإِلَهِ بِهِ انْمَحَى الضَّلاَلُ نَعَمْ = عَيْنِ النَّعِيمِ وَلَكِنْ مَانِح النِّعَمِ
هَادٍ لِدِينِ الهُدَى لَكِنَّهُ عَلَمٌ = عَلَى الهُدَى وَبِهِ تُهْدِي إِلَى الحكَمِ
أَمْنٌ وَمَنٌّ وَيُمْنٌ مِنْ عُلاَهُ عَلَى = كُلِّ المَعَالِي عَلاَ بِحَبْلِهِ اعْتَصِمِ
فَهْوَ الرَّسُولُ الَّذِي فَاقَ الوَرَى عِظَماً = وَطَابَ أَصْلاً وَفَرْعاً غَيْرَ مَتَّهمِ
وَهْوَ المُجِيرُ لَنَا مِنْ كُلِّ دَاهِمَةٍ = وَهْوَ الشَّفِيعُ لَنَا فِي كُلِّ مُدْلَهِمِ
بِهِ حَبَانَا الإِلَهُ كُلَّ مَكْرُمَةٍ = لَكِنَّهُ هُوَ عَيْنُ الجُودِ وَالكَرَمِ
عَلَيْكَ بِالمُصْطَفَى تَنْجُو وَتَغْنَمُ فِي = يَوْمِ القِيَامَةِ يُمْناً غَيْرَ مُنْصَرِمِ
بِمَدْحِهِ تَنْتَفِي عَنَّا الغُمُومُ كَمَا = بِحُبِّهِ نَرْتَقِي أَعْلَى عُلاَ الهِمَمِ
اللَّهُ أَرْسَلَهُ لِلْخَلْقِ مَرْحَمَةً = سَمْحاً عَطُوفاً مُغِيثاً كُلَّ مُحْتَرَمِ
لِأَجْلِهِ أَوْجَدَ المَوْلَى خَلاَئِقَهُ = وَالدِّينُ بَيْنَ الوَرَى لَوْلاَهُ لَمْ يَقُمِ
لِأجْلِهِ أَبَّدَ الإِلَهُ رَحْمَتَهُ = عَلَى الأَنَامِ فَمَنْ يَقْفُوهُ لَمْ يُضَمِ
بُشْرَى لِأُمَّتِهِ طُوبَى لِمِلَّتِهِ = يَا سَعْدَ مَنْ بِهُدَاهُ كَانَ ذَا عِصَمِ
بُشْرَى وَحُقَّ الهَنَا لِلنَّاسِ أَجْمَعِهِمْ = بِمَوْلِدِ المُصْطَفَى مُنَوِّرِ الظُّلَمِ
زُهْرُ النُّجُومِ دَنَتْ بِالنُّورِ سَاطِعَةً = لَهُ فَضَاءَتْ بِهَا الأَرْجَاءُ مَعْ أَجَمِ
وَعِنْدَ نَشْأَتِهِ هَوَاتِفٌ هَتَفَتْ = عَنِ الحُجُوبِ وَفِي الأَعْلاَمِ وَالأَكَمِ
إِيوَانُ كِسْرَى تَدَاعَى عِنْدَ مَوْلِدِهِ = حَقّاً وَغَارَتْ عُيُونُ الفُرْسِ كُلِّهِمِ
غَدَتْ بُيُوتٌ لِنَارِ الفُرْسِ خَامِدَةٌ = وَالقَوْمُ فِي كُرَبٍ مِنْ صَدْمَةِ الأَزَمِ
نَالَتْ بِهِ ابْنَةُ وَهْب يَوْمَ مَوْلِدِهِ = مَا لَمْ تَنَلْهُ النِّسَا فِي سَائِرِ الأُمَمِ
وَالجِنُّ عَنْ مَقْعَدٍ لِلسَّمْعِ قَدْ طُرِدَتْ = بِالشُّهْبِ رَجْماً فَلَمْ تَقْرُبْ وَلَمْ تَحُمِ
حِرْصاً عَلَى وَحْيِّهِ مِنْ كُلِّ مُسْتَرِقٍ = لِلسَّمْعِ حَتَّى غَدَوْا فِي الأُفْقِ كَالحُمَمِ
بِآيَهِ مُحِيَتْ آيُ الكَهَانَةِ مِنْ = لُوحِ الوُجُودِ فَلَمْ تَنْجَحْ وَلَمْ تَدُمِ
رُؤْيَاهُ تَأْتِي كَمِثْلِ الصُّبْحِ فِي بَلَجٍ = وَإِنْ تَنَمْ عَيْنُهُ فَالقَلْبُ لَمْ يَنَمِ
يَرَى بَوَاطِنَ كُلِّ النَّاسِ ظَاهِرَةً = لَكِنْ يَرَى مِنْ وَرَا حَقّاً وَمِنْ أَمَمِ
وَقَدْ أَظَلَّتْهُ فِي البَيْدَا الغَمَامَةُ مِنْ = حَرَارَةِ الشَّمْسِ وَالأَعْدَاءُ فِي غمَمِ
وَمَا يُرَى ظِلُّهُ فِي الأَرْضِ مُرْتَسِماً = وَالشَّمْسُ تُظْهِرُ ظِلَّ سَائِرِ النَّسَمِ
أَتَتْ لِدَعْوَتِهِ الأَدْوَاحُ خَاضِعَةً = لَمَّا دَعَاهَا لَهُ تَسْعَى بِلاَ قَدَمِ
وَمُذْ أَشَارَ لَهَا أَنِ ارْجِعِي رَجَعَتْ = وَالنَّاسُ تَنْظُرُهَا مِنْ جُمْلَةِ الخَدَمِ
وَحَنَّ جِذْعُ النَّخِيلِ عِنْدَ فُرْقَتِهِ = وَقَدْ بَكَى آسِفاً وَكَانَ ذَا بَكَمِ
بِكَفِّهِ سَبَّحَ الحَصَا وَقَدْ شَهِدَتْ = بِأَنَّهُ المُصْطَفَى المُسْتَكْمِلُ الوَسَمِ
بِأَفْصَحِ القَوْلِ قَالَ الضَّبُّ فِي مَلَأٍ = أَنْتَ الرَّسُولُ المُطَاعُ طَيِّبُ النَّسَمِ
لاَنَتْ صُخُورُ الصفاةِ لِلحَبِيبِ وَكَمْ = لَهُ فَخَارٌ غَدَا يُتْلَى بِكُلِّ فَمِ
قَدْ فَاضَ مِنْ يَدِهِ عَذْبُ الزُّلاَلِ وَقدْ = أَرْوَى الأَوَامَ بِشُرْبِ عَذْبِهِ الشَّبِمِ
بِلَمْسِهِ دَرَّتِ العَجْفَاءُ دُونَ مِرَا = وَرَدَّ عَيْناً لِمَنْ قَدْ كَانَ قَبْلُ عَمِي
وَيَابِسُ العُودِ صَارَ مُورِقاً خَضِراً = فِي الحِينِ مِنْ مَسِّهَا وَكَانَ كَالحُطَمِ
بِثُفْلِهِ صَارَ عَذْباً وَالأُجَاجُ كَمَا = شَفَا بِهِ رُمَّداً وَكُلَّ ذِي سَقَمِ
قَضَى دُيُوناً عَلاَ فِي النَّاسِ مَوْقِعُهَا = بِقَدْرِ بِيضَة عَنْ سَلْمَانَ ذِي الفَخِمِ
بِهِ تَوَسَّلَ طَيْرٌ فِي الفَلاَةِ فَلاَ = تَكُنْ مُرِيباً نَعَمْ لِلرَيْبِ لاَ تَرُمِ
تَفَتَّقَ الزَّهْرُ مِنْ أَنْوَارِ بَهْجَتِهِ = وَمِنْ شَذَاهُ امْتِيَازُ الوَرْدِ عَنْ سَلَمِ
يَكْفِي لِرَدْعِ العِدَا فَاللَّهُ أَنْزَلَهُ = فِي النَّجْمِ وَالفَتْحِ وَالإِسْرَا مِنَ الشِّيَمِ
عَلَى البُرَاقِ اسْتَوَى وَالرُّوحُ مَعْهُ إِلَى = أَقْصَى المَسَاجِدِ ذَاكَ شَامِخِ العِظَمِ
وَمِنْهُ سَارَ إِلَى العَلْيَاءِ مُعْتَصِماً = بِاللَّهِ يَخْتَرِقُ الأَنْوَارَ فِي حَشَمِ
فَكَانَ مِنْ رَبِّهِ أَدْنَى وَأَقْرَبَ مِنْ = كَقَابِ قَوْسَيْنِ ذَا فِي المُحْكَمِ الحَكَمِ
أَعْظِمْ بِهِ فَكِتَابُ اللَّهِ مُعْجِزَةٌ = مِنْ مُعْجِزَاتٍ لَهُ نُورٌ عَلَى عَلَمِ
بِهِ اهْتَدَى لِلرَّشَادِ كُلُّ ذِي رَشَدٍ = لَوْلاَهُ كَانَ ذَوُوا الإِرْشَادِ فِي عَدَمِ
وَمَنْ بِهِ فِي الوَرَى قَدْ كَانَ مُعْتَصِماً = نَجَا وَنَالَ الَّذِي يَرْجُوهُ مِنْ نِعَمِ
وَالمُبْغِضُونَ لَهُ فِي النَّاسِ كُلِّهِمِ = بَشِّرْهُمُ بِثُبُورٍ غَيْرِ مُنْحَسِمِ
يَا وَيْحَهُمْ رَكِبُوا نُجْبَ الضَّلاَلِ وَعَنْ = سُبْلِ الهِدَايَةِ قَدْ ضَلُّوا بِغَيِّهِمِ
لِغَارٍ ثَوْرٍ أَتَى وَقْتَ الظَّهِيرَةِ مَعْ = رَفِيقِهِ الصَّادِقِ الصِّدِّيقِ ذِي الكَرَمِ
فِي بَابِهِ نَزَلَتْ حَمَامَةٌ وَحَمَتْ = خَيْرَ الوَرَى مِنْ عُدَاةِ الدِّينِ كُلِّهِمِ
مَا كَانَ ظَنُّهُمُ أَنَّ الحَمَامَ لَهُ = حَامٍ وَلَكِنْ بَدَا خلْفاً لِظَنِّهِمِ
فِي الحِينِ قَدْ نَسَجَتْ عَنَاكِبٌ حُلَلاً = حَقّاً عَلَيْهِ وَطَرْفُ الكَافِرِينَ عَمِي
اللَّهُ أَكْبَرُ مَا أَعْمَى بَصَائِرَهَمْ = لَكِنْ عَمَى قَلْبَهُمْ مِنْ أَجْلِ بُغْضِهِمِ
لَوَ انَّهُمْ آمَنُوا بِالمُصْطَفَى سَعِدُوا = وَلَمْ يَذُوقُوا الرَّدَى مِنْ بَيْنِ سِرْبِهِمِ
نَحَى المَدِينَةَ رُوحُ العالَمِينَ وَقَدْ = شَاقَتْ إِلَيهِ نَوَاحِي سَاكِنِي الحَرَمِ
قُلْ لِلمُجَادِلِ فِي فَضْلِ النَّبِي صَهٍ = وَشَنِّفِ السَّمْعَ لِلمَتْلُوِّ مِنْ عِظَمِ
إِنْ رُمْتَ كَشْفَ الغِطَاءِ عَنْ مَفَاخِرِهِ = وَمَا لَهُ مِنْ إِلَهِ النَّاسِ مِنْ كَرَمِ
فَسَلْ بُوَاطاً تَرَى فِي جَمْعِهِمْ نَصَباً = مِمَّا لَقُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ أَزَمِ
قَدْ كَانَ يَغْزُوهُمُ فِي فِتْيَةٍ سَعِدُوا = وَلاَ تَرَى فِي الأَعَادِي غَيْرَ مُنْهَزِمِ
كَمْ مِنْ جَمَالٍ سَبَاهَا مِنء فُحُولِهِمُ = وَكَمْ رِقَابٍ عَنَتْ إِلَيْهِ فِي حَشَمِ
سَلِ العَشِيرَةَ عَنْ خَيْرِ الأَنَامِ فَقَدْ = أَذَاقَهُمْ مِنْ طَعَامِ البُؤْسِ فِي طَسَمِ
قَدْ كَانَ يَلْقَاهُمُ فِي طُرْقِ تَجْرِهِمُ = فَلاَ يَرَوْنَ سِوَى الإِفْلاَسِ وَالعَدَمِ
وَسَلْ أَكَابِرَ بَدْرٍ مَا أَنَالَهُمُ = مِنَ المَهَانَةِ بَعْدَ العِزِّ وَالعِظَمِ
فَلاَ تَرَى مِنْهُمُ إِلاَّ أَخَا عَطَبٍ = لَمَّا كَسَاهُمْ بِثَوْبِ الذُّلِّ وَالنِّقَمِ
فِي ذَاكَ يَوْمَ الْتَقَى الجَمْعَانِ قَدْ نَزَلَتْ = وَنَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى بِمُنْتَقِمِ
وَفِيهِ قَدْ قُطِّعَتْ أَدْبَارُهُمْ وَغَدَتْ = أَبْطَالُهُمْ فِي الوَغَى لَحْماً عَلَى وَضَمِ
وَكَمْ مِنَ النَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ مَعْ ظَفَرٍ = فِيهَا بَدَا لِرَسُولِ اللَّهِ ذِي الشِّيَمِ
وَسَلْ سليماً عَلَى مَ أَدْبَرُوا هَرَباً = وَشَمْلُهُمْ فِي البَرَارِي غَيْرُ مُلْتَئِمِ
فَرُّوا وَقَدْ تَرَكُوا الأَنْعَامَ مِنْ وَجَلٍ = غَنيمَةً لِحَبِيبِ خَالِقِ النَّعَمِ
وَسَلْ بَنِي قَيْنُقَاعٍ مِنْ مَآثِرِهِ = وَمَا رَأَوْا مِنْ وَبَالِ نَقْضِ عَهْدِهِمِ
قَدْ عَاهَدُوهُ عَلَى أَنْ يَنْصُرُوهُ وَلاَ = يُحَارِبُوهُ وَمَا وَفُوا بِوَعْدِهِمِ
فَأُلْبِسُوا مِنْ لِبَاسِ الذُّلِّ مَرْقَعَةً = مَطْرُوزَةً بِبَدِيعِ الخَزْيِّ وَالنَّدَمِ
أَجْلاَهُمُ عَنْ مَحَلٍّ لاَ رُجُوعَ لَهُمْ = إِلَيْهِ بَيْنَ الوَرَى بِفَرْطِ فُحْشِهِمِ
لَوْلاَ مَحَنَّتُهُ لَقُطِّعُوا قِطَعاً = وَلاَكْتَسُوا بِالرَّدَى مِنْ بَيْنِ جِنْسِهِمِ
وَسَلْ أَهَالِي السَّوِيقِ عَنْ سَوِيقِهِمُ = مَنْ عَاقَهُمْ عَنْهُ فِي تَشْتِيتِ شَمْلِهِمِ
وَكَانَ عَزْمُهُمُ فِي نَيْلِ مَا طَلَبُوا = ذَا قُوَّةً فَغَدَوْا بِضِدِّ قَصْدِهِمِ
وَسَلْ أَخِي غَطَفَاناً مَالَهُمْ هَرَبُوا = تَجِدْ هَوَانَهُمُ فِي الصَّاِرِم الخَذِمِ
أَقَرَّ لِلمُصْطَفَى كَرْهاً رَئِيسُهُمُ = بِأَنَّهُ المُقْتَفَى المَبْعُوثُ لِلأُمَمِ
وَسَلْ بِحِيرَانَ لِمْ تَفَرَّقُوا وَلِمَا = حُصُونُهُمْ رَجَعَتْ كَدَارِسِ الرّمَمِ
فَقَدْ دَهَتْهُمْ دَوَاهٍ مِنْ فُجُورِهِمُ = وَقَدْ فَشَا قتلهمْ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِمِ
وَسَلْ عَنِ المُصْطَفَى بَيْنَ الوَرَى أُحُداً = وَمَا رَآهُ عِدَاهُ فِيهِ مِنْ غمَمِ
تَرَى فُحُولَهُمُ صَرْعَى كَأَنَّهُمُ = أَعْجَازُ نَخْلٍ بِمَا قَدْ جَدَّ مِنْ صَكَمِ
أُلُوفُ أَبْطَالِهِمْ كَالأُفِّ إِنْ حملُوا = وَلَوْا فِرَاراً بِذُلٍّ غَيْرِ مُنْفَصِمِ
قِبَابُ ذُلٍّ عَلَى خَمِيسِهِمْ ضُرِبَتْ = حَتَّى غَدَا ألْفُهُمْ فِي الحَرْبِ كَالأرَمِ
أَتَاهُمُ الوَيْلُ لَمَّا حَلَّ سَاحَتَهُمْ = وَكَبْشُهُمْ بِالرَّدَى عِنْدَ اللِّوَاءِ رُمِي
وَكُلُّ مَنْ يَبْتَغِي نَيْلَ اللِّوَاءِ يُرَى = غَرِيقَ بَحْرِ دَمٍ يَسِيلُ كَالعَرِمِ
فَلاَ تَرَى مِنْهُمُ إِلاَّ أَخَا وَصَبٍ = وَلاَ تَرَى مِنْهُمُ إِلاَّ أَبَا رَقَمِ
وَصَحْبُ خَيْرِ الوَرَى قَدْ عَزَّ جَانِبُهُمْ = مُؤَيَّدِينَ عَلَى الأَعْدَا بِمُنْتَقِمِ
وَأَخْبَرَ المُصْطَفَى بِذَا صَحَابَتَهُ = حَدِيثَ صِدْقٍ وَلَكِنْ غَيْرَ مُتَّهمِ
فَيَا سَعَادَةَ مَنْ بِهِ اهْتَدَى وَقَفَا = طَرِيقَهُ وَنَجَا مِنْ طُرْقِ شِرْكِهِمِ
وَوَيْحَ مَنْ قَدْ هَوَى بِاللَّهْوِ فِي مِحَنٍ = لاَ تَنْتَهِي وَهَوَانٍ غَيْرِ مُنْصَرِمِ
اللَّهُ عَظَّمَهُ اللَّهُ شَرَّفَهُ = اللَّهُ أَطْلَعَهُ بَدْراً لَدَى الظُّلَمِ
وَسَلْ نَضِيراً فَهَلْ رَأَوْا نَظِيرَهُمُ = فِي هَزْمِ حِزْبٍ وَذُلٍّ غَيْرِ مُنْحَسِمِ
أَضْحَتْ جُيُوشُ التُّقَى فِي النَّصْرِ رَافِلَةً = وَظَلَّ جَيْشُ الشَّقَا فِي الخَذْلِ وَالنِّقَمِ
سَلِ المُرَيْسِعَ عَمَّا أَبْصَرُوهُ لَدَى = جُمُوعِهِمْ مُذْ غَدَوْا فِي قَيْدِ أَسْرِهِمِ
لَمْ يَنْفَلِتْ مِنْهُمُ مِنَ الرَّدَى أَحَدٌ = إِلاَّ الَّذِينَ غَدَوْا بِالعِتْقِ كَالعَلَمِ
أَكْرِمْ بِقَوْمٍ بِحَبْلِ اللَّهِ قَدْ عَلِقُوا = وَمِنْهُ نَالُوا اعْتِزَازاً غَيْرَ مُنْخَرِمِ
وَسَلْ ذَوِي الخَنْدَقِ الوَاهِينَ فِيهِ عَلَى = وُجُوهِهِمْ قَدْ هَوَوْا فِي ذُلِّ حِزْبِهِمِ
بِالبِيضِ تُقْضَبُ أَعْنَاقُ العُتَاةِ كَمَا = لِلرُّمْحِ مَوْقِعُ فَتْكٍ فِي نُحُورِهِمِ
وَسَلْ قُرَيْظَةَ لَمَّا سَارَ سَائِرُهُمْ = بِذِلَّةٍ وُشِمَتْ بِالخِزْيِّ وَالنَّدَمِ
قَامَتْ قِيَامَتُهُمْ فَوْراً بِلاَ مَهَلٍ = وَقَدْ كُسُوا بِالرَّدَى مِنْ أَجْلِ فِسْقِهِمِ
وَسَلْ أَخِي غَابَةً لِمَهْ رَئِيسُهُمُ = مُتَوَّجٌ بِبَدِيعِ الغَمِّ وَالسَّدَمِ
أَغْوَاهُمُ بِالمُنَى رَبُّ الضَّلاَلِ لِذَا = تَرَى دِمَاءَهُمُ تَسِيلُ كَالدِّيَمِ
نَعَمْ أَذَاقَهُمُ رَيْبَ المَنُونِ كَمَا = سَقَاهُمُ عَلْقَماً مِنْ ظُلْمِ جُرْمِهِمِ
قَدْ فُكَّ جَمْعُهُمُ وَقَلَّ حِزْبُهُمُ = فَصَارَ قَلْبُ العِدَا بِالغَيْظِ فِي ضَرَمِ
وَادِي القُرَى سَلْ أَخِي وُقِيتَ كُلَّ رَدَى = تَرَى العِدَا أُدْخِلُوا فِي حَيِّزِ العَدَمِ
تَبّاً لِقَوْمٍ بِحَبْلِ الشِّرْكِ قَدْ عَلِقُوا = وَأَوْدَعُوا العُرْوَةَ الوُثْقَى لَدَى التُّهَمِ
جَاحَتْ أَعَادِي رَسُولَ اللَّهِ أَجْمَعِهِمْ = وَخَابَ مَسْعَاهُمُ بِمَقْتِ رَبِّهِمِ
فَرُّوا فِرَارَ الظِّبَاءِ النَّافِرَاتِ لِمَا = رَأَوْا مِنَ الوَيْلِ وَالإِفْلاَسِ فِي الأُطُمِ
وَسَلْ أَخِي طَائِفاً وَمَا لَقُوهُ بِهِ = وَمَا رَأَتْهُ العِدَا فِي يَوْمِ حَرْبِهِمِ
لَوْ أَنَّهُمْ تَبِعُوا أَقْوَالَهُ رَبِحُوا = لَكِنَّهُمْ خَسِرُوا مِنْ أَجْلِ خُلْفِهِمِ
مَا خَابَ مَسْعَى الَّذِي قَدْ أَمَّ سَاحَتَهُ = وَفَضْلُ خَيْرِ الأَنَامِ غَيْرُ مُكْتَتَمِ
وَفَازَ وَاللَّهِ مَنْ وَافَى طَرِيقَتَهُ = بَيْنَ الوَرَى وَنَجَا مِنْ كُلِّ مُدْلَهِمِ
يَا خَيْرَ مَنْ يَرْتَجِي الجَانِي وَيَأْمَلُهُ = فِي النَّائِبَاتِ فَيُنْفِي كُلَّ مُقْتَحِمِ
أَشْكُو إِلَيْكَ زَمَاناً لاَ يُسَاعِدُنِي = وَلاَ أَنَالُ بِهِ مَا تَبْتَغِي هِمَمِي
مَارُمْتُ مِنْهُ المُنَى إِلاَّ وَقَابَلَنِي = بِضِدِّ مَا أَبْتَغِيهِ غَيْرَ مُحْتَشِمِ
وَلَمْ أَجِدْ لِعُضَالِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ = سِوَاكَ فَاشْفِ غَلِيلِي وَاحْفَظَنْ حُرَمِي
حَاشَا يَخِيبُ الَّذِي قَدْ حَطَّ حَاجَتَهُ = بِبَابِ فَضْلِكَ دُونَ النَّاسِ كُلِّهِمِ
فَامْنُنْ عَلَى عَابِدِ الرَّحْمَانِ مِنْكَ بِمَا = يَرْجُوهُ مِنْ نِعَمٍ وَاحْرُسْهُ مِنْ نِقَمِ
أَقْبِلْ وَقَابِلْ بِإِقْبَالٍ وَجُدْ كَرَماً = وَأَبْدِلَنْ غمَمِي يَا طَيِّبَ النِّعَمِ
أَغِثْ أَسِيرَ ذُنُوبٍ لاَ مُجِيرَ لَهُ = سِوَاكَ بَيْنَ الوَرَى فِي كُلِّ مُصْطَدَمِ
وَامْنُنْ عَلَيْهِ بِمَا يَرُجُوهُ مِنْكَ لَدَى = الدَّارَيْنِ فِي كَشْفِ مَا قَدْ عَنَّ مِنْ غَمَمِ
أَنْتَ المَعَاذُ إِذَا الخَطْبُ الخَطِيرُ جَلاَ = أَنْتَ المَلاَذُ لَنَا فِي مَعْرِضِ اللَّمَمِ
إِنْ لَمْ تَكُنْ مُنْقِذِي مِنَ الضَّلاَلِ فَيَا = خَسَارَةَ السَّعْيِ حَيْثُ لَمْ يُفِدْ نَدَمِي
حَاشَاكَ أَلاَّ تَكُونَ آخِذاً بِيَدِي = وَأَنْتَ بَحْرُ النَّدَى يَا خَيْرَ مُلْتَزِمِ
عَلَيْكَ أَزْكَى صَلاَةِ اللَّهِ يَا أَمَلِي = مَا هَبَّ رِيحُ الصَّبَا مِنْ حَيِّ ذِي سَلَمِ
مَعْ آلِكَ الطَّيِّبِينَ الكَامِلِينَ كَذَا = كُلِّ الصَّحَابَةِ مَعْ تُبَّاعِ نَهْجِهِمِ







بِطَيبَةَ انزِل وَيَمِّم سَيِّدَ الأُمَمِ ** وَانشُر لَهُ المَدحَ وَاِنثُر أَطيَبَ الكَلِمِ
وَابذُل دُموعَكَ واعذُل كُلَّ مُصطَبِرٍ ** وَالحَق بِمَن سارَ وَالحَظ ما عَلى العَلَمِ
سَنا نَبيٍّ أَبى أَن يُضَيِّعَنا ** سَليلِ مَجدٍ سَليمِ العِرضِ مُحتَرَمِ
جَميلِ خَلقٍ عَلى حَقٍّ جَزيلِ نَدىً ** هَدى وَفاضَ نَدى كَفَّيهِ كالدِّيَمِ
كَفَّ العُداةَ وَكَدَّ الحادِثاتِ كَفى ** فَكَم جَرى مِن جَدا كَفَّيهِ مِن نِعَمِ
وَكَم حَبا وَعَلى المُستَضعَفينَ حَنا ** وَكَم صَفا وَضَفا جوداً لِجَبرِهِمِ
ما فاهَ في فَضحِهِ مَن فاءَ لَيسَ سِوى * عَذلٍ بِعَدلٍ وَنُصحٍ غَيرِ مُتَّهَمِ
حانٍ عَلى كُلِّ جانٍ حابٍ إن قَصَدوا ** حامٍ شَفى مِن شَقا جَهلٍ وَمِن عَدَمِ
لَيثُ الشَّرى إِذ سَرى مَولاهُ صارَ لَهُ ** جاراً فَجازَ وَنَيلاً مِنهُ لَم يَرُمِ
كافي الأَرامِلِ وَالأَيتامِ كافِلُهُم ** وافي النَدى لِمُوافي ذَلِكَ الحَرَمِ
أَجارَ مِن كُلِّ مَن قَد جارَ حِينَ أَتى ** حَتّى أَتاحَ لَنا عِزّاً فَلَم نُضَمِ
وَعامَ بَدرٍ أَعامَ الخَيلَ في دَمِهِم ** حَتّى أَباتَ أَبا جَهلٍ عَلى نَدَمِ
وَحاقَ إِذ جَحَدوا حَقَّ الرَّسولِ بِهِم ** كَبيرُ هَمٍّ أَراهُم نَزعَ هامِهِمِ
فَهدَّ آطامَ مَن قَد هادَ إِذ طَمِعوا ** في شَتِّهِ فَرَماهُم في شَتاتِهِمِ
وَجَلَّ عَن فَضحِ مَن أَخفى فَجامَلَهُم ** ما رَدَّ رائِدَ رِفدٍ مِن جُناتِهِمِ
مَن زارَهُ يَقِهِ أَوزَارَهُ وَنَوى ** لَهُ نَوافِلَ بَذلٍ غَيرِ مُنصَرِمِ
كالغَيثِ فاضَ إِذ المَحلُ اِستَفاضَ تَلا ** أَنفالَ جودٍ تَلافى تالِفَ النَّسَمِ
سَل مِنهُمُ صِلَةً لِلصَّبِّ واصِلَةً ** والثَم أَنامِلَ أَقوامٍ أَنا بِهِمِ
أَقِم إِلى قَصدِهِم سوقَ السُرى وَأَقِم * بِدارِ عِزٍّ وَسوقَ الأَينُقِ التَثِمِ
وَالحَق بِمَن كاسَ واحتُث كاسَ كُلِّ سُرى ** فالدَّهرُ إِن جارَ راعى جارَ بَيتِهِمِ
عُج بي عَلَيهِم فَعُجبي مِن جَفاءِ فَتىً ** جازَ الدِّيارَ وَلَم يُلمِم بِرَبعِهِمِ
دَع عَنكَ سَلمى وَسَل ما بِالعَقيق جَرى ** وَأُمَّ سَلعاً وَسَل عَن أَهلِهِ القُدُمِ
مَن لي بِدارِ كِرامٍ في البِدارِ لَها ** عِزٌّ فَمَن قَد لَها عَن ذاكَ يُهتَضَمِ
بانوا فَهانَ دَمي وَجداً فَها نَدَمي ** فَقَد أَراقَ دَمي فيما أَرى قَدَمي
يُولونَ ما لَهُمُ مَن قَد لَجا لَهُمُ * فاِشدُد يَداً بِهِمِ وانزِل بِبابِهِمِ
يا بَردَ قَلبي إِذا بُردُ الوِصالِ ضَفا * *وَيا لَهيبَ فُؤادي بَعدَ بُعدِهِمِ
ما كانَ مَنعُ دَمي بُخلاً بِهِ لَهُمُ ** لَكِن تَخَوَّفتُ قَبلَ القُربِ مِن عَدَمِ
أَهلاً بِها مِن دِماءٍ فيهِم بُذِلَت ** وَحَبَّذا وِردُ ماءٍ مِن مياهِهِمِ
مَن نالَهُ جاهُهُم مِنّا لَهُ ثِقَةٌ * *أَن لا يُصابَ بِضَيمٍ تَحتَ جاهِهِمِ
بدارِ وَالحَق بِدارِ الهاشِميِّ بِنا * *قَبلَ المَماتِ وَمَهما اِسطَعتَ فاِغتَنِمِ
جَزمي لَئِن سارَ رَكبٌ لا أُرافِقُهُ ** فَلا أُفارِقُ مَزجي أَدمُعي بِدَمي
فَأيُّ كَربٍ لِرَكبٍ يُبصِرونَ سَنا ** بَرقٍ لِقَبرٍ مَتى تَبلُغهُ تُحتَرَم
مَتى أَحُلُّ حِمى قَومٍ يُحِبُّهُمُ ** قَلبي وَكَم هائِمٍ قَبلي بِحُبِّهِمِ
جارَ الزَمانُ فَكَفّوا جَورَهُ وَكَفوا ** وَهَل أُضامُ لَدى عُربٍ عَلى إِضَمِ
وَحَقِّهِم ما نَسينا عَهدَ حُبِّهِمِ ** وَلا طَلَبنا سِواهُم لا وَحَقِّهِمِ
لا يَنقَضي أَلَمي حَتّى أَرى بَلَداً * *فيهِ الَّذي ريقُهُ يَشفي مِنَ الأَلَمِ
وَقَد تَشَمَّرَ ثَوبُ النَقعِ عَن أُمَمٍ ** شَتّى يَؤمُّونَ طُرّاً سَيِّدَ الأُمَمِ
مَتى أُرى جارَ قَومٍ عَزَّ جارُهُم ** عَهدٌ عَلَيَّ السُرى حِفظاً لِعَهدِهِمِ
صَبُّ الدُموعِ كأَمثالِ العَقيقِ عَلى **وادي العَقيقِ اشتياقاً حَقُّ صَبِّهِمِ
أَبَحتُ فيهِم دَمي لِلشَوقِ يَمزُجُهُ ** بِماءِ دَمعي عَلى خَدّي وَقُلتُ دُمِ
وَلَيسَ يَكثُرُ إِن آثَرتُ نَضخَ دَمِي ** حَيثُ المُلوكُ تَغُضُّ الطَّرفَ كالخَدمِ
مِن سائِلِ الدَّمعِ سالٍ عَن مَعاهِدِهِ ** نَعيمُهُ أَن يُرى يَسري مَعَ النّعَمِ
لِلسَّيرِ مُبتَدِرٍ كالسَّيلِ مُحتَفِرٍ ** كالطَّيرِ مُشتَمِلٍ بالليلِ مُلتَئِمِ
قَصداً لِمُرتَقِبٍ لِلَّهِ مُنتَصِرٍ ** في الحَقِّ مُجتَهِدٍ لِلرُّسلِ مُختَتِمِ
مَن لي بِمُستَسلِمٍ لِلبيدِ مُعتَصِمٍ ** بِالعيسِ لا مُسئِمٍ يَوماً وَلا سَئِمِ
لِلبَرِّ مُقتَحِمٍ لِلبرِّ مُلتَزِمٍ ** لِلقُربِ مُغتَنِمٍ لِلتُّربِ مُلتَثِمِ
يَسري إِلى بَلَدٍ ما ضاقَ عَن أَحَدٍ * كَم حَلَّ مِن كَرَمٍ في ذَلِكَ الحَرَمِ
دارٌ شَفيعُ الوَرى فيها لِمُعتَصِمٍ ** جارٌ رَفيعُ الذّرا ناهٍ لِمُجتَرِمِ
فَهَجرُ رَبعي لِذاكَ الرَّبعِ مُغتَنَمي ** وَنَثرُ جَمعي لِذاكَ الجَمعِ مُعتَصَمي
وَمَيلُ سَمعي لِنَيلِ القُربِ مِن شِيَمي ** وَسَيلُ دَمعي بِذَيلِ التُّربِ كالدِّيَمِ
يَقولُ صَحبي وَسُفنُ العيسِ خائِضَةٌ * *بَحرَ السَّرابِ وَعَينُ القَيظِ لَم تَنَمِ
يَمِّم بِنا البَحرَ إِنَّ الرَكبَ في ظَمأٍ ** فَقُلتُ سيروا فَهَذا البَحرُ مِن أمَمِ
وافٍ كَريمٌ رَحيمٌ قَد وَفى وَوَقى ** وَعَمَّ نَفعاً فَكَم ضُرٍّ شَفى وَكَمِ
فَقُم بِنا فَلَكَم فَقرٍ كَفى كَرَماً * *وَجودُ تِلكَ الأَيادي قَد ضَفا فَقُمِ
ذو مِرَّةٍ فاِستَوى حَتّى دَنا فَرأى ** وَقيلَ سَل تُعطَ قَد خُيِّرتَ فاِحتَكِمِ
وَكانَ آدَمُ إِذ كانَت نُبَوَّتُه ** ما بَينَ ماءٍ وَطينٍ غَيرِ مُلتَئِمِ
صافح ثَراهُ وَقُل إِن جِئتَ مُستَلِماً * *إِنّا مُحَيّوكَ مِن رَبعٍ لِمُستَلِمِ
قَد أَقسَمَ اللَّهُ في الذِّكرِ الحَكيمِ بِهِ ** فَقالَ وَالنَجمِ هَذا أَوفَرُ القَسَمِ
ما بَينَ مِنبَرِهِ السّامي وَحُجرَتِهِ ** رَوضٌ مِنَ الخُلدِ نَقلٌ غَيرُ مُتَّهَمِ
مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَّهِ سُلَّ عَلى ** عِداه نورٌ بِهِ إِرشادُ كُلِّ عَمِ
إِنَّ الَّذي قالَ يُستَسقى الغَمامُ بِهِ ** لَو عاشَ أَبصَرَ ما قَد عَدَّ مِن شِيَمِ
تَلوحُ تَحتَ رِداءِ النَّقعِ غُرَّتُهُ ** كَأَنَّ يُوشَعَ رَدَّ الشَّمسَ في الظُّلَمِ
وَتَقرَعُ السَّمعَ عَن حَقٍّ زَواجِرُهُ * قَرعَ الرِّماحِ بِبَدرٍ ظَهرَ مُنهَزِمِ
قالَت عِداهُ لَنا ذِكرٌ فَقُلتُ عَلى ** لِسانِ داودَ ذِكرٌ غيرُ مُنصَرِمِ
إِنّي لأَرجو بِنَظمي في مَدائِحِهِ ** رَجاءَ كَعبٍ وَمَن يَمدَحهُ لَم يُضَمِ
وَإِنَّ لَيلِيَ إِلّا أَن أُوافِيَهُ ** لَيلُ امرئِ القَيسِ مِن طولٍ وَمِن سأَمِ
نامَ الخَليُّ وَلَم أَرقُد وَلي زَجَلٌ ** بِذِكرِهِ في ذرا الوَخّادَةِ الرُّسُمِ
أَقولُ يا لَكَ مِن لَيل وَأُنشِدُهُ ** بَيتَ ابن حُجرٍ وَفَجري غَيرُ مُبتَسِمِ
فَقُلتُ لِلرَّكبِ لَمّا أَن عَلا بِهِمُ ** تَلَفُّتُ الطَّرفِ بَينَ الضّالِ وَالسَّلَمِ
أَلَمحَةٌ مِن سَنا بَرقٍ عَلى عَلَمٍ ** أَم نُورُ خَيرِ الوَرى مِن جانِبِ الخِيَمِ
أَغَرُّ أَكمَلُ مَن يَمشِي عَلَى قَدَمٍ ** حُسناً وَأَملَحُ مَن حاوَرت في كَلِمِ
يا حادِيَ الرَّكبِ إِن لاحَت مَنازِلُهُ ** فاِهتِف أَلا عِم صَباحاً وادنُ واِستَلِمِ
واسمَح بِنَفسِكَ وابذُل في زيارَتِهِ ** كَرائِمَ المالِ مِن خَيلٍ وَمِن نَعَمِ
واسهَر إِذا نامَ سارٍ وامضِ حَيثُ وَنى ** وَاسمَح إِذا شَحَّ نَفساً واسرِ إِن يَقُمِ
بِواطئٍ فَوقَ خَدِّ الصُبحِ مُشتَهِرٍ ** وَطائِرٍ تَحتَ ذَيلِ اللَّيلِ مُكتَتِمِ
إِلى نَبيٍّ رأى ما لا رأى مَلَكٌ * *وَقامَ حَيثُ أَمينُ الوَحي لَم يَقُمِ
جَدّوا فَأَقدَمَ ذو عِزٍّ وَرامَ سُرى * *فَلَم تَجِدَّ وَلَم تُقدِم وَلَم تَرُمِ
فَسَوَّدَ العَجزُ مُبيَضَّ المُنى وَغَدا * *مُخضَرُّ عَيشِكَ مُغبَرّاً لِفَقدِهِمِ
في قَصدِهِم رافِقِ الإِلفَينِ أَبيَضَ ذا * بِشرٍ وَأَسوَدَ مَهما شابَ يَبتَسِمِ
قَد أَغرَقَ الدَّمعُ أَجفانِي وَأَدخَلَني * *نارَ الأَسى عَزمِيَ الوانِي فَوانَدَمِي
ما ابيَضَّ وَجهُ المُنى إِلّا لأَغبَرَ مِن ** خَوضِ الغُبارِ أَمامَ الكُومِ في الأَكَمِ
فَلُذ بِبَرٍّ رَحيمٍ بالبَريَّةِ إِن ** عَقَّتكَ شِدَّةُ دَهرٍ عاقَ واِعتَصِمِ
يُروى حَديثُ النَّدى وَالبِشر عَن يَدِهِ ** وَوَجهُهُ بَينَ مُنهَلٍّ وَمُبتَسِمِ
تَبكي ظُباهُ دَماً وَالسَّيفُ مُبتَسِمٌ * يَخُطُّ كالنونِ بَينَ اللامِ وَاللِّمَمِ
دَمعٌ بِلا مُقَلٍ ضِحكٌ بِغَيرِ فَمٍ ** كَتبٌ بِغَيرِ يَدٍ خَطٌّ بِلا قَلَمِ
جاوِرهُ يَمنَع وَلُذ يَشفَع وَسَلهُ يَهَب* * وَعُد يَعُد واِستَزِد يَفعَل وَدُم يَدُمِ
لَم يَخشَ قِرناً وَيَخشى القِرنُ صَولَتَهُ ** فَهوَ المَنيعُ المُبيحُ الأُسدَ لِلرَّخَمِ
وَالشَّمسُ رُدَّت وَبَدرُ الأُفقِ شُقَّ لَهُ * *والنَّجمُ أَينَعَ مِنهُ كُلُّ مُنحَطِمِ
وَإِذ دَعا السُّحبَ حالَ الصَّحو فاِنسَجَمَت * *وَمِن يَدَيهِ ادعُها إِن شِئتَ تَنسَجِمِ
سَقاهُمُ الغَيثُ ماءً إِذ سَقى ذَهَباً ** فَغَيرُ كَفَّيهِ إِن أَمحَلتَ لا تَشِمِ
قَد أَفصَحَ الضَّبُّ تَصديقاً لِبعثَتِهِ ** إِفصاحَ قُسٍّ وَسَمعُ القَومِ لَم يَهِمِ
الهاشِمُ الأُسدَ هَشمَ الزّادِ تَبذُلُهُ * *بَنانُ هاشِمٍ الوَهّاب لِلطُّعمِ
كَأَنَّما الشَّمسُ تَحتَ الغَيمِ غُرَّتُهُ ** في النَّقعِ حَيثُ وجوهُ الأُسدِ كالحُمَمِ
إِذا تَبَسَّمَ في حَربٍ وَصاحَ بِهِم ** يُبكي الأُسودَ وَيَرمي اللُّسنَ بِالبَكَمِ
قَلّوا بِبَدرٍ فَفَلُّوا غَربَ شانِئهِم * *بِهِ وَما قَلَّ جَمعٌ بِالرَّسولِ حمِي
فابيَضَّ بَعدَ سَوادٍ قَلبُ مُنتَصِرٍ ** واسوَدَّ بَعدَ بَياضٍ وَجهُ مُنهَزِمِ
فاِتبَع رِجالَ السُّرى في البيدِ واسرِ لَهُ * *سُرى الرِّجالِ ذَوي الأَلبابِ وَالهِمَمِ
خَيرُ اللَّيالي لَيالي الخَيرِ في إِضَمٍ ** وَالقَومُ قَد بَلَغوا أَقصى مُرادِهِمِ
بِعَزمِهِم بَلَغوا خَيرَ الأَنامِ فَقَد * فازوا وَما بَلَغوا إِلّا بِعَزمِهِمِ
يَقومُ بالأَلفِ صاعٌ حينَ يُطعِمُهُم * *وَالصّاعُ مِن غَيرِهِ بِاثنَينِ لَم يَقُمِ
مَنِ الغَزالَةُ قَد رُدَّت لِطاعَتِهِ ** لَو رامَ أَن لا تَزورَ الجَديَ لَم تَرُمِ
داني القُطوفِ جَميلُ العَفوِ مُقتَدِرٌ * *ما ضاقَ مِنهُ لِجانٍ واسِعُ الكَرَمِ
لا يَرفَعُ العَينَ لِلرّاجينَ يَمنَحُهُم * بَل يَخفِضُ الرّاسَ قَولاً هاكَ فاِحتَكِمِ
يا قاطِعَ البيدِ يَسريها عَلى قَدَمٍ ** شَوقاً إِلَيهِ لَقَد أَصبَحتَ ذا قَدَم
قَدِ اِعتَصَمتَ بِأَقوامٍ جُفونُهُمُ ** لا تَعرِفُ السَّيفَ خِلواً مِن خِضابِ دَمِ
جَوازِمُ الصَّبرِ عَن فِعلِ الجَوى مُنِعَت ** وَرَفعُهُ حالَ إِلّا حالَ قُربِهِمِ
في القَلبِ وَالطَّرفِ مِن أَهلِ الحِمى قَمَرٌ ** مَن يَعتَصِم بِحماهُ الرَّحبِ يُحتَرمِ
يا مُتهِمينَ عَسى أَن تُنجِدوا رَجُلاً ** لَم يَسلُ عَنكُم وَلَم يُصبِح بِمُتَّهَمِ
أَغارَ دَهرٌ رَمى بِالبُعدِ نازِحَنا ** فأَنجِدوا يا كِرامَ الذَّاتِ وَالشِيَمِ
إِنَّ الغَضى لَستُ أَنسى أَهلَهُ فَهُمُ ** شَبُّوهُ بَينَ ضُلوعِي يَومَ بَينِهِمِ
جَرى العَقيقُ بِقَلبي بَعدَما رَحَلوا ** وَلَو جَرى مِن دُموعِ العَينِ لَم أُلَمِ
حَيثُ الَّذي إِن بَدا في قَومِهِ وَحَبا ** عُفاتَهُ وَرَمى الأَعداءَ بِالنّقَمِ
فالبَدرُ في شُهبِهِ وَالغَيثُ جادَ لِذي ** مَحلٍ وَلَيثُ الشَّرى قَد صالَ في الغَنَمِ
وَإِن عَلا النَّقعُ في يَومِ الوَغى فَدَعا ** أَنصارَهُ وَأَجالَ الخَيلَ في اللُّجمِ
تَرى الثُّرَيا تَقودُ الشُّهبَ يُرسِلُها ** لَيثٌ هَدى الأُسدَ خَوضَ البَحرِ في الظُّلَمِ
أَخفوا في الإنجيلِ وَالتَّوراةِ بِعثَتَهُ * *فأَظهَرَ اللَّهُ ما أَخفَوا بِرَغمِهِمِ
قَد أَحرَزَ البأسَ وَالإِحسانَ في نَسَقٍ ** وَالعِلمَ وَالحِلمَ قَبلَ الدَّركِ لِلحُلُمِ
لا يَستَوي الغَيثُ مَع كَفَّيهِ نائِلُ ذا * *ماء وَنائِلُ ذا مال فَلا تَهِمِ
غَيثانِ أَمّا الَّذِي مِن فَيضِ أَنمُلِهِ ** فَدائِمٌ وَالَّذي لِلمُزنِ لَم يَدُمِ
جَلا قُلوباً وَأَحيا أَنفُساً وَهَدى **عُمياً وَأَسمَعَ آذاناً ذَوي صَمَمِ
يُرِيكَ بِاليَومِ مِثلَ الأَمسِ مِن كَرَمٍ ** وَلَيسَ في غَدِهِ هَذا بِمُنعَدِمِ
فَلُذ بِمَن كَفُّهُ وَالبَحرُ ما اِفتَرَقا * *إِلّا بِكَفٍّ وَبَحرٍ في كَلامِهِمِ
وَالمالُ وَالماءُ مِن كَفَّيهِ قَد جَرَيا ** هَذا لِراجٍ وَذا لِلجَيشِ حينَ ظمِي
فازَ المُجِدّانِ دانٍ أَو مُديمُ سُرىً * فَذاكَ ناجٍ وَذا راجٍ لجودِهم
مِن وَجهِ أَحمَدَ لي بَدرٌ وَمِن يَدِهِ ** بَحرٌ وَمِن فَمِهِ دُرٌّ لِمُنتَظِمِ
كَم قُلتُ يا نَفس ما أَنصَفتِ أَن رَحَلوا * *وَما رَحَلتِ وَقاموا ثُمَّ لَم تَقُم
يَمِّم نَبيّاً تُباري الرِّيحَ أَنمُلُهُ * وَالمُزنَ مِن كُلِّ هامِي الوَدقِ مُرتَكِمِ
لَو قابَلَ الشُّهبَ لَيلاً في مطالِعِها * خَرَّت حَياءً وَأَبدَت بِرَّ مُحتَرِمِ
تَكادُ تَشهَدُ أَنَّ اللَّهَ أَرسَلَهُ ** إِلى الوَرى نُطَفُ الأَبناءِ في الرَّحِمِ
لَو عامَتِ الفُلكُ فيما فاضَ مِن يَدِهِ ** لَم تَلقَ أَعظَمَ بَحراً مِنهُ إِن تَعُمِ
تُحيطُ كَفّاهُ بِالبَحرِ المُحيطِ فَلُذ ** بِهِ وَدَع كُلَّ طامي المَوجِ مُلتَطِمِ
لَو لَم تُحِط كَفُّهُ بالبَحرِ ما شَمِلَت ** كُلَّ الأَنامِ وَأَروَت قَلبَ كُلِّ ظَمِي
لَم تَبرُقِ السُّحبُ إِلّا أَنَّها فَرِحَت ** إِذ ظَلَّلَتهُ فَأَبدَت وَجهَ مُبتَسِمِ
وَالماءُ لَو لَم يَفِض مِن بَينِ أَنمُلِهِ ** ما كانَ رِيُّ الظَّما في وردِهِ الشَّبِمِ
يَستَحسِنُ الفَقرَ ذو الدُّنيا لِيَسأَلَهُ * *فَيأمَنَ الفَقرَ مِمّا نالَ مِن نِعَمِ
وَالبَدرُ أَبقى بِمَرآهُ لِيُعلِمَنا ** بالانشِقاقِ لَهُ آثار مُنثَلِمِ
أَزالَ ضُرَّ البَعيرِ المُستَجيرِ كَما * بِهِ الغَزالَةُ قَد لاذَت فَلَم تُضَمِ
مِن أَعرَبِ العُربِ إِلّا أَنَّ نِسبَتَهُ ** إِلى قُرَيشٍ حُماةِ البَيتِ وَالحَرَمِ
لا عَيبَ فيهِم سِوى أَن لا تَرى لَهُمُ ** ضَيفاً يَجوعُ وَلا جاراً بِمُهتَضَمِ
ما عابَ مِنهُم عَدُوٌّ غَيرَ أَنَّهُمُ ** لَم يَصرِفوا السَّيفَ يَوماً عَن عَدُوِّهِمِ
مَن غَضَّ مِن مَجدِهِم فالمَجدُ عَنهُ نأى ** لَكِنَّهُ غُصَّ إِذ سادوا عَلَى الأُمَمِ
لا خَيرَ في المَرءِ لَم يَعرِف حُقوقَهُمُ ** لَكِنَّهُ مِن ذَوي الأَهواءِ وَالتُّهَمِ
عِيبَت عِداهُم فَزانوهُم بِأَن تَرَكوا * سُيوفَهُم وَهيَ تِيجانٌ لِهامِهِمِ
تَجرِي دِماءُ الأَعادِي مِن سُيوفِهِم ** مِثلَ المَواهِبِ تَجري مِن أَكُفِّهِمِ
لَهُم أَحاديثُ مَجدٍ كالرِياضِ إِذا ** أَهدَت نَواسِمَ تُحيي بالِيَ النّسَمِ
تَرى الغَنِيَّ لَدَيهِم وَالفَقيرَ وَقَد ** عادا سَواءً فَلازِم بابَ قَصدِهِمِ
قُل لِلصَّباحِ إِذا ما لاحَ نُورُهُمُ ** إِن كانَ عِندَكَ هَذا النورُ فَابتَسِمِ
إِذا بَدا البَدرُ تَحتَ اللَّيلِ قُلتُ لَهُ ** أَأَنتَ يا بَدرُ أَم مَرأى وُجوهِهِمِ
كانوا غُيوثاً وَلَكِن لِلعُفاةِ كَما ** كانوا لُيوثاً وَلَكِن في عُداتِهِمِ
كَما قائِلٍ قالَ حازَ المَجدَ وارِثُهُ ** فَقُلتُ هُم وارِثوهُ عَن جُدودِهِمِ
قَد أَورَثَ المَجدَ عَبدَ اللَّهِ شَيبَةُ عَن ** عَمروِ بنِ عَبدِ مَنافٍ عَن قُصَيِّهِمِ
فَجاءَ فيهِم بِمَن جالَ السَّماءَ وَمَن * سَما عَلى النَّجمِ في سامي بُيوتِهِمِ
فالعُربُ خَيرُ أُناسٍ ثُمَّ خَيرُهُمُ ** قُرَيشُهُم وَهوَ فيهِم خَيرُ خَيرِهِمِ
قَومٌ إِذا قيلَ مَن قالوا نَبيُّكُمُ ** مِنّا فَهَل هَذِهِ تُلفى لِغَيرِهِمِ
إِن تَقرأِ النَّحلَ تُنحِل جِسمَ حاسِدِهِم ** وَفي بَراءةَ يَبدو وَجهُ جاهِهِمِ
قَومُ النَّبِيِّ فإن تَحفِل بِغَيرِهِمِ * بَينَ الوَرى فَقَدِ استَسمَنتَ ذا وَرَمِ
إِن تَجحَدِ العُجمُ فَضلَ العُربِ قُل لَهُمُ ** خَيرُ الوَرى مِنكُمُ أَم مِن صَميمِهِمِ
مَن فَضَّلَ العُجمُ فَضَّ اللَّهُ فاهُ وَلَو ** فاهوا لَغصّوا وَغَضّوا مِن نَبيِّهِمِ
بَدءاً وَخَتماً وَفيما بَينَ ذَلِكَ قَد ** دانَت لَهُ الرُّسلُ مِن عُربٍ وَمِن عَجَمِ
لَئِن خَدَمتُ بِحُسنِ المَدحِ حَضرَتَهُ ** فَذاكَ في حَقِّهِ مِن أَيسَرِ الخِدَمِ
وَإِن أَقَمتُ أَفانِينَ البَديعِ حُلىً ** لِمَدحِهِ فَبِبَعضِ البَعضِ لَم أَقُمِ
وَما مَحَلُّ فَمي وَالشِّعرِ حَيثُ أَتى ** مَدحٌ مِنَ اللَّهِ مَتلوٌّ بِكُلِّ فَمِ
لَكِنَّني حُمتُ ما حَولَ الحِمى طَمَعاً * مَن ذا الَّذي حَولَ ذاكَ الجودِ لَم يَحُمِ
يا أَعظَمَ الرُّسلِ حاشا أَن أَخيبَ وَإِن * صَغُرتُ قَدراً فَقَد أَمَّلتُ ذا عِظَمَ
لَعَلَّنِي مَعَ عِلّاتي سَتُغفَرُ لي * كُبرُ الكَبائِرِ وَالإِلمامُ بِاللَّمَمِ
أَنتَ الشَّفيعُ الرَّفيعُ المُستَجيبُ إِذا ** ما قالَ نَفسِيَ نَفسِي كُلُّ مُحتَرَمِ
مالي سِواكَ فآمالي مُحَقَّقَةٌ ** وَرأسُ مالِي سُؤالي خَيرَ مُعتَصَمِ
فَاشفَع لِعَبدِكَ وادفَع ضُرَّ ذي أَمَلٍ * يَرجو رِضاكَ عَسى يَنجُو مِنَ الأَلَمِ
حَسبي صِلاتُ صَلاةٍ سُحبُها شَمِلَت * آلاً وَصَحباً هُمُ رُكنِي وَمُلتَزَمِي
بِصِدقِ حُبّيَ في الصِّديقِ فُزتُ وَلا ** أُفارِقُ الحُبَّ لِلفاروقِ لَيثِهِمِ
وَقَد أَنارَ بِذي النُورَينِ صَدرِيَ هَل ** نَخافُ ناراً وَإِنّا أَهلُ حُبِّهِمِ
بِغَيثِهِم يَومَ إِحسانٍ أَبي حَسَنٍ ** غَوثِي وسِبطَيهِ سِمطي جيدِ مَجدِهِمِ
أُطفِي بِحَمزَةَ وَالعَبّاسِ جَمرَةَ ذي ** بأسٍ وَأَطوي زَمانِي في ضَمانِهِمِ
صَحبُ الرَّسولِ هُمُ سُولِي وَجودَهُمُ ** أَرجو وَأَنجو مِنَ البَلوى بِبالِهِمِ
أُحِبُّ مَن حَبَّهُم مِن أَجلِ مَن صَحِبوا ** أَجَل وَأُبغِضُ مَن يُعزَى لِبُغضِهِمِ
هُمُ مَآلي وَآمَالِي أَمِيلُ لَهُم ** وَلا يَمَلُّ لِسانِي مِن حَدِيثِهِمِ
لَكِن وَإِن طَالَ مَدحِي لا أَفِي أَبَداً ** فأَجعَلُ العُذرَ وَالإِقرارَ مُختَتَمِي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrefaee.ahlamontada.com
 
سل العقيق وسل عربا بذي سلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سل العقيق وسل عربا بذي سلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منى الفخرانى :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: