قد أدمجوا النّصر في أفلاذ سمرهم = فأظهروا ما على أفواه بينهم
صفر الحنابيب ، حمر البيض خضر يد = بالشهب ، والسمر يدا سود زرقهم
صيدا إذا ازدوجوا بالبيض أو عتقلوا =الأرماح صالوا ، ونالوا من عدوهم
شمّ كماة رؤو سأعين سحب = زهر هداة الجور في اتساعهم
نجوم رشد أبانوا النّور إذ أسفروا = نور الكتاب فوّحد باشتراكهم
سحاب جود بلا فيض يمازجهم = منزّهون عن الفحشاء وبسطهم
في معرض الذّم مدحي قال إذ قصروا =لاعيب فيهم سوى الإقبال والكرم
همهم الزهر أبدوا في تعطفهم = جبر الكسير ، فراقب نور زهرهم
تنازع المعنيين اشتدّ إذ جلسوا = حالا مشى وهما طوعا لأمرهم
طريق نصره خطي باجتماعهم = قد ولدت لي نقيا باتباعهم
لا راعك الله كرر مدحهم كرما = وأهمل عداهم كما مالوا لعكسهم
زيذن بتشبيب شر فتنة فنيت = بحسن ظبي غضيض من تعطهم
واسمح بتزيين أل زين مادحهم = بقنّة لم تبن إلاّ بخيفهم
رقّط بحب ، وشق كي أزد تلف = بصبّ من عزّ لي في حيّ حبهم
وزر درى دارزوواره دررا = ودع زرارة ، واردع راق قطعهم
فصّل تجد عهد حبّي غير منتفض = فيهم كما عجبي غير منفصم
معكوسهم مستوفى حبّهم قلدا = كان أن يحيا يحي فيا نعم
أسلوبهم حكمة نالوا بها شرفا = فقلت يا ماحوى من أشرف الأمم
كمتتزاحم على قلبي مدائحهم = إن كان من حزبهم أومن عدوّهم
اجمع بمؤتلففيهم ومختلف = تقديم صديقهم في حلبة القدم
وإن تعرض بفضل بعده عمرا = وبعد عثمان والي في عليهم
واجرهم بتعليق شاذ شيخهم فلقد = أشاء إذا لم يكن فرضا بفعلهم
السّابقون وما أدراك يانظري = ما السّابقون بفخم بامتداحهم
وان بإيماء مدح رمت تلفحهم = فقد كسوا ماكسوا من سابغ النّعم
وصل بقول علي إذ نهى عمر = وبابن عبّاس إذ تبدّ ابن هندهم
واحذف بعين صاد كاف منقصة = تحظى بقاف ، وسين من عند مثلهم
هم النّجوم أرجوا النّجاة وأرى = رجم العدو وقوف تفسير أفقهم
ياخير من كشف التوهيم صارمه = إذ قيل أعداه عند الموت دون فم
دوأكثر ارّسل إن عدّت مراحمهم = بنظم در الحياة في لبّة الأكم
رحبت في منامي ، واعتمدت على = إيضاحه يوم يدعى باسم منتقم
ومابراعة مدحي أنت هو طلبي = من غير نطق يعم يا خير من كرم
يارب سهل إلى الجناب منقلبي = ونجنّي بامتداحي من لظى الهرم
واحسن ريحان رجا ابن الخلاوف وجد = بالعفو والجود ، ياذا الصفح والكرم
ولاتعسر مالي للرجوع يد = ياذا الجلال ، ويا ذا الإكرام والحرم
لأنشد المثل الأعلى لساكنه = من جاوز البحر لايسل عن الديم
وجازي باحترامي في مدائحه = من غير أمد ، واوصل وافر النّعم
واتمم مساواة برجيعي بدائعه = بحسن منتثر فيها ومنتظم
وبتداء المديح خلّص أهل ملّته = والديّ وهب لي حسن مختتم
إن جِئتَ بَدراً فَطِب وَاِنزِل بِذي سَلَمِ ** سَلِّم عَلى مَن سَبا بَدراً عَلى عَلَمِ
يا راجِياً سَلسَبيلاً عَيـنَ جَنَّتِـهِ **لِنَحوهِ سَل سَبيلاً يا أَخـا الهِمَـمِ
كَم كفَّ الأذى عَن سائِلٍ وَكَفـى ** ثَوابُهُ من ثَوى بِـهِ فَلَـم يضَـمِ
بدا فلاحَ فَلاحٌ فـي الأنـامِ بـهِ **من خافَ أوزارهُ أو زارَهُ يَهِـمِ
فَاِحمده وَامدَحهُ تَظفَر بِالأَمان فَكَم ** لأحمد المُصطَفى من حامدٍ بِفَـمِ
هذا نَبِـيٌّ نبيـهٌ عـن شَريعَتِـهِ **سَدّ الرَدى ثُمَّ سَنّ الشَرع لِلأُمـمِ
جبرُ القُلوبِ وَخيرُ الخَلقِ قاطِبـةً ** وَحائِزُ الفَضل في حُكمٍ وَفي حكَمِ
معين جارٍ وَراجٍ مـن مكارِمِـهِ **لا ضَنّ فيـه وَلا ظَـنٌّ لمتّهـمِ
بحرٌ صَفا وَضَفـا بـرٌّ بأمتـهِ ** وَما غَفى بَل عَفا عن صاحب الجُرمِ
في النادِ نادِ كَريماً من يَلوذُ بـهِ **حَوى حَواصِلَ من خيرٍ وَمن نِعَمِ
كافٍ مكاف جَميلٌ وَجهه قَمـرٌ ** وافٍ عَلى وافِرٍ من شكلِه الحَشمِ
ما لاِبنِ قارِبَ قُربٌ في صَحيفَةِ مَن **يَزورُ مولىً بِفعل الحمد منهُ سمي
بادر إلى حرمٍ كَم فيه من كَـرَمٍ ** لا تخشَ من نَدمٍ مَع ساكِن الحَرَمِ
محمّدٌ في نَعيـمٍ شامِـلِ النِعَـمِ **مؤَيّدٌ من كَريـمٍ كامِـلِ الكَـرَمِ
مُستَعظمٍ مالِـكٍ مُستَكبـرٍ مَلـكٍ **مُستكمل كاملٍ مُستَحكَـم حَكَـمِ
وَسامِـعٍ علـمٍ لِطامِـعٍ عَــدَمٍ **في نافِـعٍ عَمِـمٍ بِشافِـعٍ فَهِـمِ
فَالذّات في مَدَدٍ وَالوَصفُ في مَننٍ **وَالخَلقُ في شَرَفٍ وَالخُلقُ في عِظَمِ
جَبـرٌ لمنكسـرٍ ذخـرٌ لمفتَقـرٍ ** غَوثٌ لمنفصمٍ غـوثٌ لِمُنقَصِـمِ
كَالبَدرِ في ظُلم كَالبَحر في كَلـمٍ ** كَالسَيفِ في نِقَمٍ كَالبُرء في سَقَمِ
مِفتـاح مِلَّتـهِ إيضـاحُ سُنَّتـهِ ** مِصباح أُمَّتـهِ كشـافُ كربهـمِ
اللَـه كمَّلَـه وَالقـرب جمَّلَــه ** وَالحُبُّ فضَّلَهُ مِن سالِفِ القِـدَمِ
هُو العَظيمُ عَلى اللَهِ العَظيم وَفي ** اليَوم العَظيم تَراهُ صاحبَ العَلَـمِ
في قَولِهِ وَيَدَيـهِ وَالنَـدى نِعَـمٌ ** تَلوحُ في نِعَمٍ لِلخَلـقِ مـن نعَـمِ
الفائِضُ الكرم بن الفائِض الكرم ابـ ** ن الفائِض الكرم بن الفائض الكرم
مكمّـلٌ كامـلٌ مبـاركٌ حَكَـمٌ ** مُكَـرَّمٌ أكـرمُ الحُكّـامِ بِالحِكَـمِ
مجمـل حاكِـمٌ مبـدٍ دَلائِلــهُ ** رَسول فَرد حَبيبُ اللَهِ في الأُمَـمِ
مرجٍ أَبا ضَرمٍ مُقـرٍ أَبـا نَغَـمٍ ** مُغنٍ أَبا رَقَمٍ مُرضٍ أَبـا جـرَمِ
فِعلُ الجَميلِ جَميلُ الفِعلِ وَهو لهُ ** مَع كُلّ مَن زارَهُ في أشرَفِ الخِيَمِ
دواءُ دائي ورودي دارُ ذي أَدَبٍ ** وَدَع زروداً وَذَر زوراء ذي ارَمِ
مؤيـدٌ ظاهـرٌ بـرٌّ بزمرتــهِ ** شَريفُ سرٍّ كريمٌ عمّ كـلّ ظـمِ
عدوّهُ مهمَلٌ عـارٍ وَصـارَ لَـهُ ** عارٌ وَما لاحَ إلا وهـو كَالعَـدَمِ
زَيـنٌ تقـيٌّ نَقـيٌّ بَيِّـنٌ شَفِـقٌ ** غَيثٌ نَبِيٌّ نَجيبٌ فَيَض ضَيفِ فَمِ
أتَمُّ ظلٍّ نَعيـمٌ ضِمـنَ حُجرَتِـهِ ** نَبيّ عَدلٍ شَفيقٌ حلَّ فـي حَـرَمِ
أكرِم بهِ من نَبِيٍّ بِالحَياء زَكـي ** وَبِالحَيا من يَدَيـهِ جـادَ كَالدِيَـمِ
مُحمَّدُ المُصطَفى الهادِي لأمَّتِـهِ ** من زارَهُ فهو محمودٌ وَلَم يُضَـمِ
فَهِم بِحُبّ مَليـحٍ لا شَبيـه لَـهُ ** وَسِر إلَيهِ بِقَلـبٍ صـادِقٍ فَهـمِ
أهوى حِماهُ عَلى طولِ الحَياةِ وَفي ** وَحبّهُ في جَميعي ظاهرٌ وَكمـي
كَمينُ نَفسِيَ لمّـا بِالمَديـحِ بَـدا ** بَدا فَلاحي فَكَم من مِنَّـةٍ وَكـمِ
مُحَمَّدُ البَدرُ في أَصحابِـهِ مَعَـهُ ** في مُرّة يَلتَقي الصِدّيـق بِالعَلَـمِ
مُحَمَّدُ البَدرُ في أَصحابِـهِ مَعَـهُ ** فاروقهم يَلتَقي من طهر كَعبهـم
مُحَمَّدُ البَدرُ في أَصحابِـهِ مَعَـهُ ** مِن صُلب عَبد مَنافٍ شاهدَ النِعَمِ
مُحَمَّدُ البَدرُ في أَصحابِـهِ مَعَـهُ ** من عمّه يَلتَقيه صاحِـب الهِمـمِ
مُحَمَّدُ البَدرُ في أَصحابِـهِ مَعَـهُ ** مِن مرَّةٍ طلحـةٌ ثانـي عتيقهـم
مُحَمَّدُ البَدرُ في أَصحابِـهِ مَعَـهُ ** يلقى الزُبير اجتِماعاً في قصيّهم
مُحَمَّدُ البَدرُ في أَصحابِـهِ مَعَـهُ ** سعدٌ باصل قصيٍّ كَاِبنِ عَوفهِـم
مُحَمَّدُ البَدرُ في أَصحابِـهِ مَعَـهُ ** سَعيدهم كَاِبنِ خَطّـاب بكعبهِـم
مُحَمَّدُ البَدرُ في أَصحابِـهِ مَعَـهُ ** يَلقى اِبن عوفٍ بهِ أَصلاً كَسَعدِهِم
مُحَمَّدُ البَدرُ في أَصحابِـهِ مَعَـهُ ** أَبو عُبيدة في فهـرٍ فلُـذ بِهِـم
مُحَمَّدُ المُصطَفى في آلِهِ شَـرَفٌ ** عَمِّم عُلاهُ تُزهِّر حُسـن بَيتِهِـم
فَآلـه خيـرُ آلٍ بَيتُهُـم عَلَــمٌ ** بِفَضلِهِ وَالَّـذي يَشنـاه كَالعَـدمِ
آلٌ مُشَرّفـةٌ نِلنـا بِهِـم شَرَفـاً ** أَهلُ السِيادَةِ بِالقُربـى وَبِالرحـمِ
أَقوالُهُم في فُنونِ الفَضلِ كافِيَـةٌ ** كَما فِعالُهُم تُشفـي مـن الأَلَـمِ
وَصحبهِ خيرُ صَحبٍ في الأَنامِ وَهُم ** أَهلُ الثَنا وَالغنى في الحِلِّ وَالحَرَمِ
يَدعونَ لِلخَيرِ في سِرٍّ وَفي عَلَنٍ ** وَيَأمُرونَ الوَرى بِالعَدلِ وَالكَـرَمِ
لا يَصبِرونَ عَلى ضيمِ المُحب لَهُم ** وَيَصبِرونَ عَلى الإيفاءِ بِالذِّمَـمِ
فَلُذ بِمَن هو أمنُ الخائِفينَ وَمَـن ** بِهِم كُفيتَ الرَدى يا صاحِبَ الجُرَمِ
يا خائِفاً في نَهارِ الحَشـر زلَّتـهُ ** لا تَخشَ مَع حُبِّهم من زَلَّةِ القَـدَمِ
من رامَ يُثني ضُلوعَ الحُبِّ منكَ فَقُل ** دَع عَنكَ ذا كيف حالُ اللَحمِ في الوَضمِ
يا عاذِلاً في الهَوى كُن عادِلاً لفتى ** يَرى مقامَكَ عندَ القَلب من سـدمِ
أبشِر بِذُلِّكَ في دُنيـاكَ مُهتَضَـمٌ ** أَعمى وَتُحشَرُ مَضلولا وَأنتَ عَمي
مِثلي لِمثلِكَ في الدُنيـا يُعـزِّرُه ** في نُصحِهِ لِضَعيفٍ من يَدٍ وَفَـمِ
أتعبتَ نفسك يَكفي أن لومك لـي ** مَيلٌ بِوَيلٍ فَـلا تَعـذِل وَلا تَلُـمِ
تُب لِلإِله وَطب نَفسـاً بِنائِلِهِـم ** وَالمح فَفي التوبَة البُرهانُ كَالعلَمِ
قالَ العذولُ ثَنيتَ العَزمَ قلتُ نعم ** ثَنيت عزميَ عن مَيلي لِغَيرِهِـم
وَما قَنَعتُ بِطيفٍ عَن زِيارَتِهِـم ** وَلَو قَنَعتُ فَما شَوقي بِمُنصَـرِمِ
شَكَوتُ لَيلي لِمَن قَد لامَني فَشَكى ** هُزءاً وَزادَ عَلى شَكوايَ بِالنَـدَمِ
وَقالَ تَشكو بِهيمَ اللَيلِ قُلـتُ لَـهُ ** أشكو البَهيمَ الَّذي يُعزى لِبُغضِهِم
قال اختَصِر قُلتُ إن الشَّوقَ أقلَقَني ** قالَ اِسترح قُلتُ ما السلوان من شيَمي
وَرُبَّما اِشتَغَلت نَفسُ المحـبّ إِذا ** ماتَت وَشابَ غُرابٌ يَومَ بَينهِـم
لَولا العِنايَـةُ بِالمُختـارِ سابِقَـةٌ ** قِدماً لما كان من يَمشي على قدمِ
جَمالُهُ قَد بَدا بِالنـورِ ثُـمَّ سَبـا ** فَاِبذل لَهُ العين لا تَبخَل وَلا تَنـمِ
بَرٌّ بِنا بحرُ فَضلٍ يا لهُ عَجَـبٌ ** فَردٌ هو البَرُّ وَهو البَحر في الكَرمِ
وَالعُسرُ وَاليُسرُ مَصروفان مِن يَده ** ذا لِلمُحِبِّ وَذا لِلفاجِـر الخَصـمِ
يَقولُ سائِلُهُ عنـدَ العَطـاءِ لَـهُ ** يا قَومِ هَذا السَخا أَم عارِضُ الديمِ
ما قالَ لا قطّ لِلشاكي الضعيف وَلا **يَقول لِلجار وَالراجي سِوى نعـمِ
قَد زادَهُ اللَهُ تَعظيماً عَلى شَـرَفٍ ** فَصارَ أَشهَرَ من نارٍ عَلى عَلَـمِ
دَعا بهِ آدمٌ مِن قبـل وهـو أَبٌ ** منهُ الشَفيع لِخَلـقِ اللَـهِ كلهـم
لَو كانَ لِلبَحر عَينٌ لاستَحى خَجلاً **مِمّا جَرى من يدَيهِ حالَة العَـدَمِ
تَكادُ تَشهَدُ في الدُنيا لـهُ نُطَـفٌ ** بِالبَعثِ لِلخَلقِ من صُلب ومن رَحِمِ
كَأَنَّما النَفسُ بحرٌ غيرُ مُنتَقِـصٍ ** وَالقَدرُ كَالشَمسِ في العلياءِ لَم يُرَمِ
نَزِّه لحاظَكَ في عَلياء حَضرَتِـهِ ** وَعن سواها فَفيها سيّـدُ الأُمَـمِ
فَردٌ هو الكَونُ في دارٍ مكرَّمـةٍ **هي الوجودُ لِباغي الجودِ وَالكَرَمِ
أسنى مُلوك الوَرى في بابِ حضرَتِهِ **يَغُضُّ طَرفاً وَيَحكي أَصغَر الخَدمِ
مِن فيه دُرٌّ وَفيهِ لِلـوَرى حكـمٌ **يا قَلبُ جَرِّد إلَيهِ العَزمَ وَاِغتَنِـمِ
من لَو أَتاهُ كَسيرٌ عـادَ منجبِـراً **وَكانَ في نَفعِهِ كَالبُـرءِ لِلسقَـمِ
لَو لَم يَكُن جودُهُ بَحراً لما شَملت ** نَداهُ لِلخَلقِ في الوجدان وَالعَـدمِ
مُحَمَّدٌ نَجلُ عَبدِ اللَهِ وارِث شـيـ ** بة بن عمرو أبو الأيتام وَالحُـرمِ
فَتى قَريش إمامُ العُـرب قاطِبَـةً **أَزكى النَبِيّين خيرُ الرُسلِ كُلّهـم
صلّى الإلهُ عَلَيـهِ مـع مَلائِكَـةٍ **مُسَلِّماً مَع أَهلِ الدينِ في الأُمَـمِ
يا نَفس مالِكِ عن مَولاكِ نائِمَـةٌ **سَهواً وَعَن شَهوات اللَهوِ لَم تَنَـمِ
أَطاعَني دَمعُ عَيني وَالمَنامُ عَصى **وَقامَ عُذري وَعزم السَعي لَم يَقُمِ
بادِر أَفِد امدح احمَد جُدّ مدّ أَعِـد **شَنِّف أَجِد خُصَّ عَمِّم قُل أَدِر أَدِمِ
قُم يا أخيَّ فَقَد فاتَ العُمَيرُ وَلَـم ** يَحظَ العَبيدُ قُبَيل الفَـوت بِالنِّعَـمِ
لا قَدَّمتني بنو الآدابِ فـي مَـلأٍ **وَلا دُعيتُ بِعَبدٍ صـادِقِ القَسَـمِ
إن لَم أُحَرِّر نَسيجاً في البَديعِ حكى **رَقماً عَلى بُردَةِ المَمدوحِ بِالعِظَمِ
أرجو التَخَلُّصَ من ذَنبي بِهِ واري **إنّي بِمَدح رَسولِ اللَهِ لَـم أُضَـمِ
ذو الفضل وَالفَضل في حُكم وَفي حكَمٍ **وَهو الوَفي لِشاكي الهَـمِّ بِالهِمَـمِ
لَولاهُ ما كانَ لا علمٌ وَلا عَمَـلٌ **وَلا جودٌ وَلا أَمـنٌ مِـن النِّقَـمِ
مُكَرَّمُ الذاتِ وَالأوصافُ في شَرَفٍ **مُوَفّقُ القَولِ وَالأفعالُ في حِكَـمِ
وَحُبُّهُ حلَّ في سَمعي وَفي بَصَري **وَفي فُؤادي وَمِن فرقي إلى قَدَمي