ساقية الجوهري‏ 6

ساقية الجوهري‏
لسانك بالـورى شانـه // اذا مـا ضــل أوزانــه
مقال السوء فاحفـظه // ليبقـى عـنـد إمكانـه
بـلا بـهـتٍ يـخـالـطـه // فيغـدو مـثل عنـوانـه
فكل الطيب ان تبقـى // وقـد حاربت شيطانه
لتحيـا دونـمـا دنـسٍ // إذا جـانـبـت بـطـلانـه

‏
أتذكـر إذ عشقـتـكَ قبـل آنـي // وفي آني غرقتُ كـمـا تـراني
فأنّـى قـد رحلـتَ وبـنت عنّي // وانـتَ الحبُّ في مـتـن الجنانِ
فقـلـت احيـبـها بـل إن ذاتــي // وشعـري إن سألتِ وما أتاني
من الوجد الذي اغرى سهادي // وغالـى بالهـوى حتـى رماني
بهذا الحـب رهـنٌ عـنـد حبّـي // وأنـت الحـبُّ قـالـت ذا كفاني
وعـدنـا للهـوى والـحب نشدو // وقـد شُبِكَ الـبـنـان مـع البنانِ



ساقية الجوهري‏
مهما حملت محبّةً عندي زياده // فقلبي في الهـوى حمل الرياده
وشعري مردفـي للحبِّ يشـدو // وقـد تــرك الفـؤاد لــه الـقـيـاده
أيــا حسـناً جـعـلـت لـه فـؤادي // مهادا في الهوى طابـت مهـاده
وغالبني الهوى فرايـت شعـري // يدغدغ سمـعـه حيـث استعاده
فقـلـت مـكـررا مـن فـرط حبّـي // وشعـري بالهـوى رهـن الـزياده
عشقـتك راضياً مـن بـدءِ حبّـي // فعاد القـلب يـنهـض مـن رقـاده
لألقاكِ الغـداة سكـنـتِ صـدري // وقلبي في الهوى كان الوساده


ساقية الجوهري‏
ساجعل منك للاشعار غايه // فأنتِ الطيب يا بنتي هدايه
سالت الله ان يعطيك عمـرا // وعمـراً فـوقـه حتى النهايه
فانت الطيب من أصل وفرع // ووجه الخير من بـدءِ البدايه




يا أهل المعالي رقوا
لحالي
وقفت ببابكم أرتجي
كشفا لاكداري
صبوا لي من أقداحكم
شراب حالي
ممزوج بعطف وتحناني
لخيامكم قطعت البيداء
حتي تسعرت أكبادي
أنتم كرام بكل وادي
لكم أيادي وأسعادي
جواهر مكنونة أخفيت
ياسعد من يشهدها في النور واليالي
ساقية الجوهري‏
لـي الـله إن ضـاقـت بـيَ الـطــرق // أو نــال عـيـني سهـاد كـــان أرق
مـمـــا أتـانــي ومـا ارنوه يـتـبعـني // أزرى بحالـي وذاتي عـنه تفـتـرق
حـتـى كأنـي لـفـي تيهٍ يـغـالبـني // ذاك الـضياع وفـيه الـذات تـحتـرق
فالـكـل يــزعــم أن الـحـق غـايـتـه // والكـل أيـضاً بغـير البهت ما نطقوا
فـلزمت بيتي فهذا الحال أرهـقنـي // وسألت قلبي فكاد القلب يـنفلق
وسألت شعري على صمت يلازمه // فمـا استجـاب وردَّ المـاق والحق
لـي الـله إن ضـاقـت بـيَ الـطــرق // أو نــال عـيـني سهـاد كـــان أرق
مـمـــا أتـانــي ومـا ارنوه يـتـبعـني // أزرى بحالـي وذاتي عـنه تفـتـرق
حـتـى كأنـي لـفـي تيهٍ يـغـالبـني // ذاك الـضياع وفـيه الـذات تـحتـرق
فالـكـل يــزعــم أن الـحـق غـايـتـه // والكـل أيـضاً بغـير البهت ما نطقوا
فـلزمت بيتي فهذا الحال أرهـقنـي // وسألت قلبي فكاد القلب يـنفلق
وسألت شعري على صمت يلازمه // فمـا استجـاب وردَّ المـاق والحق
منذ 2 ساعات • أعجبني


نورُكَ الكُلُّ وَالوَرى أَجزاءُ...يا نَبِيّاً مِن جُندِهِ الأَنبِياءُ
علةَ الكَونِ كُنتَ أَنتَ وَلَولا...كَ لَدامَت في غَيبِها الأَشياءُ
مُنتَهى الفَضلِ في العَوالِمِ جَمعاً...فَوقَهُ مِن كَمالِكَ الإِبتِداءُ
لَم تَزَل فَوقَ كُلِّ فَوقٍ مُجِدّاً...بِالتَرَقّي ما لِلتَّرَقّي اِنتِهاءُ
جُزتَ قَدراً فَما أَمامَكَ خَلقٌ...فَوقَكَ اللَهُ وَالبَراياوَراءُ
خَير أَرضٍ ثَوَيتَ فَهيَ سَماءٌ...بِكَ طالَت ما طاوَلَتها سَماءُ
يارَعى اللَهُ طَيبَةً مِن رِياضٍ...طابَ فيها الهَوى وَطابَ الهَواءُ
شاقَني فيرُبوعِها خَيرُ حَيٍّ...حَلَّ لا زَينَبٌ وَلا أَسماءُ
وَعَدَتني نَفسيالدُنُوَّ وَلَكِن...أَينَ مِنّي وَأَينَ مِنها الوَفاءُ
غادَرَتها الذُنوبُ عَرجاء وَالقَفـ...رُ بَعيدٌ ما تَصنَعُ العَرجاءُ
وَبِحارٌ ما بَينَنا وَقِفارٌ...ثُمَّ صَحراء بَعدَها صَحراءُ
فَمَتى أَقطَعُ البِحارَ بِفُلكٍ...ذي بُخارٍ كَأَنَّهُ هَوجاءُ
وَمَتى أَقطَعُ القِفارَ بِبَحرٍ...مِن سَرابٍ تَخوضُ بي وَجناءُ
في رِفاقٍ مِنَ المُحِبّينَ كُلٌّ...فَوقَهُ مِن غَرامِهِ سيماءُ
جَسَدٌ ناحِلٌ وَطَرفٌ قَريح...ظَلَّ يَهمي وَهامَةٌ شَعثاءُ
أَضرَمَ الوَجدُ نارَهُ بِحَشاهُم...وَلِثِقلِ الغَرامِ ناحوا وَناؤُوا



ساقية الجوهري‏
وقصصت درب الطنجـره // لأسـدّ جـوع الـحـنجره
فـرايـتهـا قــد افـرغــت // أو أنّـهـــــا مـتـحــــرره
مـمــا أتـاهـــا أو بهــــا // ورايـت ذاتـي مسخـره
أشكــو خــواءً نـالـنــي // مع ما أتانـي من شَـرَه
ورجعت بغلبني الطوى // ورفـعــت أمـري للمَـرَه
فـاتـــت إلـى بخـبـــزة // قد خـلتهـا مـتـحـجـره
فبلـعـتهـا فـي سرعـة // ظـنّــا بـأنّـــي عـنـتـره
فسرت بحلقى مـديـةٌ // ووجدتني في المقـبرهساقية الجوهري‏
ان كنـت تـدري مـا لـديَّ فخلّي // وإذا جهـلـت رعـاك ربّـي افتـني
أنّى اتيـت كـلائـم فـي غـفـلــة // والحـال أنّـي من يعـيش كأنّني
قد جئتُ رهـناً للسقام بمبـدأي // من غـيـر ذنـب غيـر قلبٍ دلّـني
أين المـحبّة في الورى فـأتيـتها // خبباً أسيـر كـمـا أرانـي عـلّـني
أشدو لها مـا قد أراه بخـافـقـي // ورفيـق دربـي بالحياة لمـدفني
هذا أنا يـا مـن أتـيـتَ كـلائمـي // إن كنت تجهل من أنا أو معدني


ساقية الجوهري‏
ابـعـدي لا تبعدي بـل فابـعدي // أنّى تشائى في غرامك أقتدي
فانا إليـكِ كـمـا أرانـي بالهـوى // انّى تكـونـي رغم انفـكِ أهتدي
لأشـق دربـي أيـن كنت متيّما // أشدو لحسنك بالغرام قصائدي
فأتت ألي كما النسيم يقودها // شعرٌ حداها مـع بساط أحمـدي
ألقتيته في دربها كي تـأتنـي // مثل النسيم كما ذكرتُ وأرتـدي
حلل الجمال وقد أتته كتـاجـه // وغدت بعني والـفـؤاد لهـا صدي
نبع الحياة وكم أتيتُ كظـامئٍ // ما دمت ارنـو طيـب ذاك الـمـورد


قالوا : أتحمي جمالاً لستَ تعرفها ؟
فقلتُ : أحمي جمالاً سادتي فيها
قالوا : ونحن بواد ما به عشب
ولا طعام ولا ماء فنسقيها
خلّوا جمالكم يرعون في كبدي
لعلّ في كبدي تنمو مراعيها
روح المحب على الاحكام صابرة
لعلّ مسقمها يوماً يداويها
لا يعرف الشوق الا من يكابده
ولا الصبابة الا من يعانيها
لا يسهر الليل الا من به ألم
لا تحرق النار الا رجل واطيها



قال قائل لسيدي أبو الحسن الشاذلي :
====================
قد علمت الحب، فما شراب الحب؟ وما كأس الحب؟ ومن الساقي؟ وما الذوق؟ وما الشرب؟ وما الري وما السكر وما الصحو؟
قال رضي الله تعالى عنه:
الشراب هو النور الساطع عن جمال المحبوب،
والكأس هو اللطف الموصل ذلك إلى أفواه القلوب،
والساقي هو المتولي الخصوص الأكبر والصالحين من عباده،
وهو الله العالم بالمقادير ومصالح أحبائه، فمن كشف له عن ذلك الجمال وحظي بشيء منه نفسًا أو نفسين. ثم أرخى عليه الحجاب، فهو الذائق المشتاق ومن دام له ذلك ساعة أو ساعتين،
فهو الشارب حقًا، ومن توالى عليه الأمر ودام له الشرب حتى امتلأت عروقه ومفاصله من أنوار الله المخزونة،
فذلك هو الري، وربما غاب عن المحسوس والمعقول،
فلا يدري ما يقال ولا ما يقول فذلك هو السكر،
وقد يدور عليهم الكاسات، وتختلف لديهم الحالات،
ويرعون إلى الذكر والطاعات، ولا يحجبون عن الصفات،
مع تزاحم المقدورات، فذلك وقت صحوهم، واتساع نظرهم ومزيد علمهم، فهو نجوم العلم، وقمر التوحيد يهتدون في ليلهم، وبشموس المعارف يستضيئون في نهارهم،
( أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون)

وتــــرى القـــــومَ سُكــارى وهــمُ ليســـوا سُكـــــارى
لكــــنْ المحبـوبُ أرخـَـــــى عـــنْ مُحيّـــــاهُ السِتــَـارا
شاهـــَـدوا معنــىً رقيقـــــاً سـُلِبـَــتْ فيــه العَــــذارى
واحتســــوا منــْـه رحِيقــــاً خَلعـوا فيــهِ العِــــــــذارا
لـو تـــَـرى يـا صــاحِ لمّـــا كأسُ مَحْياهُـــــــــــمُ دارا
لتـــــرَكْتَ الأهــلَ طـُـــــرّاً واتخــذتَ الحــــــــانَ دارا
وَوَهبـْــتَ الروحَ ساقـي الرّ احِ مُـــذ ْ بالــراحِ جــــــارا
شاكـراً إذْ بَعـْـــــد بُعْــــــدٍ صــَــرتَ للْخَمـَّـارِ جــــارا
أيُّهــا الساقـِـــي تـَكـَـــــرَّم ْ واسقِنـي تلـــكَ العُقــــــارا
اسقنيهـــــــــا إنَّ قلبـِـي لـمْ يُطـِـقْ عنْهـــا اصطِبــارا
هاتِهــا صهبـــــاءَ بِكـْـــــراً تجعــلُ الليـــلَ نَهــــــارا
هاتِهـــا صِرْفــــــاً خفــــاءً هاتهـــا مْزجــاً جِهـــــارا
هـي ريحانـِـي وروحـــِــــــي وبهــا العقــلُ استنــــــارا
وهــي للجســم قيــــــــــامٌ ولهــــا كــانَ خِمـــــارا
كنـــتَ تسْقينــــي قُبيـــــــلاً مِنْهـا كاســــــاتٍ صِغــارا
أتَرانــي اليـــــومَ أرضــــــى منهــــا كاسـاتٍ كِبـــــارا
لسـتُ أرضـــــــــــى غيرَ أنيِّ أحتَسي تِلــكَ البـِحــــارا
ثـــــُــــــــمَّ لا أدْرِي أ أُروى أمْ أذوقُ الإحتِضـــــارا
شــــــاديَ القـــــــومِ أعِدْ لي ذكـــرَ مـــنْ زارَ وســـارا
تارِكـاً فــــــــــــي القَلْبِ نوراً تارِكــاً فــــي الجِسْـــمِ نارا
بالصَّبــا غنِّ لِروحــــــــي وأشـــــد ُ للنفــسِ الحصـارا
عَلَّهــــا تعلـــــمُ حقـــــــاً أنَّ للـــــــــــــــــهِ الفِــــــرارا
فبــه تـَفـْـنــــى فَتحَيــــــا فتـرى الكـونَ إعْتِبـــــــارا
وتــرى الأفـــــــلاكَ تجـْـــرِي وإلـى اللــــهِ القـــَـــرارا