منى الفخرانى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منى الفخرانى

روحانيات وتصوف اسلامى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التستري... مفسِّر القرآن الذي انجذب إلى التصوّف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 798
تاريخ التسجيل : 30/03/2013

التستري... مفسِّر القرآن الذي انجذب إلى التصوّف Empty
مُساهمةموضوع: التستري... مفسِّر القرآن الذي انجذب إلى التصوّف   التستري... مفسِّر القرآن الذي انجذب إلى التصوّف Emptyالسبت سبتمبر 14, 2013 4:56 pm

التستري... مفسِّر القرآن الذي انجذب إلى التصوّف
هو أحد أكثر أهل زمانه ورعاً، وأعمقهم زهداً في الدنيا، وأحرصهم عبادة للخالق العظيم، جلّ شأنه وعظم سلطانه. وشيخنا هذا هو الذي تغذّى بالذكر فخفّ احتياجه إلى ما سواه، فكان يكتفي بخبز الشعير ويأكل أقل القليل منه‏، فيخفّ جسده وتسمو روحه وتعلو بقدر الإمكان على ماديات الحياة الدنيا واحتياجاتها الأولية، أو بقدر ما يقيم الأود ويطلق فيوضات الروح.

كان التستري على تصوّفه فقيهاً لا يشقّ له غبار، فكثير من المسائل الشائكة التي طرحت على أهل زمنه من العلماء، كانت تنتهي إليه، حين يعجز الجميع، أو لا يتمكنون من القطع بشيء أو بأمر، فكان يجود عليها دوماً بالإجابات الشافية الكافية. وقد بانت عليه هذه الملكة وهو في الحادية عشرة، فجعلت دعوته إلى الله لا تقتصر على التربية والسلوك ولم تكتفِ بإسداء النصيحة وإبداء الموعظة الحسنة.

من هو؟

هو أبو محمد سهل بن عبد اللّه التستري، ولد في بلدة تستر في الأهواز سنة 203 هـ، وعاش في القرن الثالث الهجري، الذي حفل بالأعلام الكبار في الفقه والتصوّف والعلوم المختلفة، وبلغت فيه الحضارة الإسلامية ذروتها، وأشهدت العالم كله على إنجازها.

‏ نشأ التستري في بيت عُرفت عنه التقوى، لاسيما خاله محمد بن سوار، الذي كان يقيم الليل، يتضرّع إلى الله في خشوع، فتمكنت صورته من قلب الفتى وانجذب إليه انجذاباً شديداً، فارتبط به وأحبه واتخذ منه مثالاً وقدوة.

هنا يقول: «كنت ابن ثلاث سنين وكنت أقوم الليل أنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار، الذي كان يقوم الليل، فربما كان يقول: إذهب يا سهل فنم فقد شغلت قلبي».

  يروي عن خاله أيضاً أنه قال له ذات يوم: «ألا تذكر الله تعالى الذي خلقك، فقلت كيف أذكره، فقال: قل بقلبك عند تقلبك في ثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرّك به لسانك: الله معي، الله ناظر إلي، الله شاهد علي. فقلت ذلك ثلاث ليال، ثمّ أعلمته. فقال لي: قل ذلك في كل ليلة سبع مرات. فقلت ذلك ثم أعلمته فقال لي: قل ذلك في كل ليلة إحدى عشرة مرة، فقلت ذلك فوقع في قلبي حلاوة، فلما كان بعد سنة قال لي خالي: إحفظ ما علمتك وداوم عليه إلى أن تدخل القبر فإنّه ينفعك في الدنيا والآخرة، فلم أزل على ذلك سنين فوجدت لها حلاوة في سري».

في سنّ مبكرة أرسله أهله إلى الكُتّاب ليحفظ القرآن الكريم ويتعلّم الفقه، فراق له ذلك، لكنه اشترط الذهاب إليه ساعة واحدة في النهار، كي لا يغفل عن العبادة، ولا ينصرف ذهنه عن النزعة الصوفية التي تمكنت منه إلى حدّ ظهرت عليه ولم تكن خافية على أهل البصيرة ممن ألفوه وعرفوه منذ طفولته الغضة.

تفسير القرآن

‏ في الكُتّاب حفظ التستري القرآن الكريم وهو في السادسة، وتفقّه في أمور الدين، واستطاع ضمّ العلم إلى المجاهدة، والذكر إلى ممارسة كل ما يوجبه الخير، وتحتّمه الفضيلة.

لم يقتصر التستري في حفظه القرآن على الاكتفاء بترديد الآيات، وبما قرأه عنها في التفاسير المختلفة، لكنه أيقن أن القرآن لا يمكن أن يحيط أحد بأقطاره، أو أن تكون المعاني اللغوية الضيّقة هي كل ما عبّر عنه كتاب الله المنزل، وأنها إن انطوت على تعبير فإنما هو الظاهر. وهذا أمر قاصر أو مبتسر إذ إن القرآن الكريم ليس هو ما يظهر للناظر منذ الوهلة الأولى‏، فوراء ظاهره أسرار لا تتعارض مع هذا الظاهر، لكنها توضحه وتجليه وتجعله نافذاً إلى القلوب، جاذباً للنفوس، آسراً للأرواح‏، مفجّراً للملكات والطاقات العقلية المطمورة.

فسّر التستري القرآن الكريم، وتميّز تفسيره بصغر حجمه، لأنه لا يضمّ تفسيراً كاملاً لجميع الآيات القرآنية، إنما هو تفسير لبعضها، وتعليقات كانت استجابة لأسئلة بعض تلامذته. يمكن في هذا المقام أن نعطي جانباً من هذا التفسير دالا على بقيته وطريقته، وهو تفسير الآيات الخمس الأولى من سورة «الفاتحة»:

«قال أبو بكر: سئل سهل عن معنى: {بسم الله الرحمن الرَّحِيمِ} فقال:
الباء بَهاء الله عزَّ وجلَّ. والسين سناء الله عزَّ وجلَّ. والميم مجد الله عزّ َوجلَّ.
والله: هو الإسم الأعظم الذي حوى الأسماء كلها، وبين الألف واللام منه حرف مكنّى غيب من غيب إلى غيب، وسرّ من سر إلى سر، وحقيقة من حقيقة إلى حقيقة. لا ينال فهمه إلاَّ الطاهر من الأدناس، الآخذ من الحلال قواماً ضرورة الإيمان.
والرحمن: اسم فيه خاصية من الحرف المكنّى بين الألف واللام. والرحيم: هو العاطف على عباده بالرزق في الفرع والابتداء في الأصل رحمة لسابق علمه القديم».

«قال أبو بكر: أي بنسيم روح الله اخترع من ملكه ما شاء رحمة لأنه رحيم. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «الرحمن الرحيم» إسمان رقيقان أحدهما أرقُّ من الآخر، فنفى الله تعالى بهما القنوط عن المؤمنين من عباده».

«أما «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» فقال عنها سهل: معنى: {الحمد للَّهِ} [2] الشكر لله، فالشكر لله هو الطاعة لله، والطاعة لله هي الولاية من الله تعالى كما قال الله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ والذين آمَنُواْ} [المائدة: 55] ولا تتم الولاية من الله تعالى إلا بالتبرّي ممن سواه. ومعنى: {رَبِّ العالمين} [2] سيد الخلق المربّي لهم والقائم بأمرهم، المصلح المدبّر لهم قبل كونهم، وكون فعلهم المتصرف بهم السابق علمه فيهم، كيف شاء لما شاء، وأراد وحكم وقدر من أمر ونهي، لا رب لهم غيره».

«ومالك يَوْمِ الدين} [4] أي يوم الحساب. وإِيَّاكَ نَعْبُدُ} [5] أي نخضع ونذلّ ونعترف بربويتك ونوحّدك ونخدمك، ومنه اشتقّ اسم العبد. {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [5] أي على ما كلفتنا بما هو لك، وإليك المشيئة والإرادة فيه، والعلم والإخلاص لك، ولن نقدر على ذلك إلاَّ بالمعونة والتسديد لنا منك، إذ لا حول لنا ولا قوة إلاَّ من عندك. فقيل له: أليس قد هدانا الله إلى الصراط المستقيم؟ قال: بلى، ولكن طلب الزيادة منه كما قال: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: 35] فكان معنى قوله: «اهدنا» أمددنا منك بالمعونة والتمكين. وقال مرة أخرى «اهدنا» معناه أرشدنا إلى دين الإسلام الذي هو الطريق إليك بمعونة منك، وهي البصيرة، فإننا لا نهتدي إلاَّ بك، كما قال: {عسى ربي أَن يَهْدِيَنِي سَوَآءَ السبيل} [القصص: 22] أي يرشدني قصد الطريق إليه. قال: وسمعت سهلاً يحكي عن محمد بن سوار عن سفيان عن سالم عن أبي الجعد عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله عزَّ وجلَّ: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل. قال: فإذا قال العبد: {الحمد لِلَّهِ رَبِّ العالمين} قال تعالى: حمدني عبدي، فإذا قال: {الرحمن الرحيم} قال الله تعالى: أثنى عَليّ عبدي، وإذا قال: {مالك يَوْمِ الدين} يقول الله: فهذه الآيات لي ولعبدي بعدها ما سأل، وإذا قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين اهدنا الصراط المستقيم} إلى آخره يقول الله عزَّ وجلَّ: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل».

«قال سهل: معنى قوله «مجدني عبدي» أي وصفني بكثرة الإحسان والإنعام، وقال سهل: وروي عن مجاهد أنه قال: آمين إسم من أسماء الله تعالى، وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنه: ما حسدتكم النصارى على شيء كما حسدتكم على قولكم آمين».

حكى محمد بن سوار عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلاَّ مؤمن، فإذا قال الإمام: ولا الضالين، فقولوا: آمين، فإن الله يرضى على قائلها، ويقبل صلاته، ويجيب دعاءه». وحكى الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قال الإمام ولا الضالين قولوا: آمين، فإن الملائكة يقولون آمين، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه».

اهتمامه بالسنّة

امتاز التستري بتعظيمه السنّة النبوية ومراعاته لتعاليم الشريعة. ظهر هذا في تفسيره للقرآن الكريم. جعل هذا الأمر تصوف التستري غير مغال فيه، أو جانح إلى أي اتجاه يؤخذ عليه من أهل الرواية. ثمة واقعة تدل دلالة قاطعة على ذلك، رواها القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد السجزي: «سمعت أبا محمد أحمد بن محمد بن الليث، قاضي بلدنا، يقول: جاء سهل بن عبد الله التستري إلى أبي داود فقيل يا أبا داود هذا سهل جاءك زائراً فرحّب به، فقال له سهل: أخرج إليّ لسانك الذي تتحدث به أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبّله فأخرج إليه لسانه فقبله».
وقد قيل للتستري: «متى يعلم الرجل أنه على السنة والجماعة» ؟ قال:» إذا عرف من نفسه تسع خصال: لا يترك الجماعة. لا يسبّ أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم. لا يخرج على هذه الأمة بالسيف. لا يكذب بالقدر. لا يشكّ في الإيمان. لا يماري في الدين. لا يترك الصلاة على من يموت من أهل القبلة بالذنب. لا يترك المسح على الخفين. لا يترك الجماعة خلف كل والٍ جار أو عدل».

وفي هذا الصدد قال أيضا‏:‏ «أصولنا سبعة‏ هي،‏ التمسّك بكتاب الله تعالى، الاقتداء بسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أكل الحلال، كفّ الأذى، اجتناب الآثام، التوبة، أداء الحقوق».‏

ومن كلام التستري في هذا المضمار: «كل فعل يفعله العبد بغير اقتداء طاعة كان أو معصية فهو عيش النفس، وكل فعل فعله بالاقتداء فهو عذاب على النفس».

عناصر ضرورية للتصوّف

كان التستري في تصوّفه يعلي من شأن المحبة والصبر والشكر والتوكل والصمت. والمحبة لديه هي أن تحبّ ما يحبه حبيبك، وتكره ما يكرهه، والحب لله لديه يجب أن يلازمه الخوف منه ولا يفارقه أبداً، وللمحبة لديه نارها، كما أن للشهوة والشقاوة والقطيعة ناراً. فنار الشهوة تحرق الطاعات ونار الشقاوة تحرق التوحيد ونار القطيعة تحرق القلوب، أما نار المحبة فتحرق النيران كلها.

وسئل التستري: «أي شيء يفعل الله بعبده إذا أحبه؟ فأجاب: يلهمه الاستغفار عند التقصير، والشكر له عند النعمة».

أما عن الصبر فيستدلّ على رؤية التستري له من حوار دار بينه وبين أحد المريدين، الذي سأله:

- ما الصبر؟

- لا عمل أفضل من الصبر، ولا ثواب أكثر من صوابه، ولا زاد إلا التقوى، ولا تقوى إلا بالصبر، ولا معين على الصبر لله إلا الله عزّ وجلّ.

- وهل الصبر من الأعمال؟

- الصبر من العمل بمنزلة الرأس من الجسد، لا يصلح أحدهما إلا بصاحبه.

- وما أجله؟

- أجله انتظار الفرج من الحق.

- فما أصله؟

- مجاهدة النفس على إقامة الطاعات، وأدائها بأحكامها وحدودها ومكابداتها على اجتناب المعاصي، صغيرها وكبيرها.

- وكيف يكون الناس في الصبر؟

- الناس في الصبر صنفان، فصنف يصبرون في الدنيا حتى ينالوا منها ما تشتهي أنفسهم، فهو الصبر المذموم. وصنف يصبرون للآخرة طلباً لثواب الآخرة، وخوفاً من عذابها، وهذا هو الصبر المحمود.

- الصبر للآخرة هو على نوع واحد أم على أنواع؟

- الصبر للآخرة له أربعة مقامات. فثلاثة منها فرض والرابع فضيلة. صبر على طاعة الله عز وجلّ، وصبر عن معصيته، وصبر على المصائب من عنده، أو قال: «صبر على أمر الله عز وجل، وصبر على نهيه، وصبر على أفعال الله، فهذه ثلاثة مقامات منه، وهي فرض، والمقام الرابع فضيلة، وهو الصبر على أفعال المخلوقين».

- وما علامة الصبر؟

- ألا يجزع فيه.

- فبأي شيء يحصل التجمل بالصبر؟

- بالمعرفة بأن الله تعالى معك، وبراحة العافية، فإنما الصبر مثل قدح أعلاه الصبر، وأسفله العسل. إنني أعجب ممن لم يصبر، كيف لم يصبر للحال ورب العزة يقول:»إن الله مع الصابرين».

أما الشكر، فيقول عنه: «أدنى الشكر أن لا تعصيه بنعمه، وأول درجاته الطاعة. إن العبد ليس له أن يتكلم إلا بأمر سيده، وأن يبطش إلا بأمره، وأن يمشي إلا بأمره، وأن يأكل وينام ويتفكر إلا بأمره، وذلك أفضل الشكر الذي هو شكر العباد لسيدهم».

ويرى التستري أن التوكل هو الاسترسال مع الله على ما يريد. وهو طرح البدن في العبودية، وتعلّق القلب بالربوبية، والتبري من الحول والقوة.

يعظم التستري من شأن الفقراء، عملا بالتصوّر الذي يقول إن فقراء الصوفية لا ينفعهم الوجود، ولا تنعيهم الملذات، ولا ينال منهم العوز، ولا تقلقهم المصائب. فها هو يقول: «الفقير لا يسأل ولا يردّ ولا يحبس».

ينادي التستري، كغيره من المتصوفة الكبار، بفضيلة الصمت، فالكلام إن كان يهدي، فالصمت يقي. وهنا يقول: {لا يصحّ لأحد الصمت حتى يلزم نفسه الخلوة، ولا تصحّ له التوبة، حتى يلزم نفسه الصمت».

نظرية الولاية

الولي عند التستري هو «من توالت أعماله على الموافقة» وكان يقول: «من أسلم قلبه لله تولى الله جوارحه. وأن الخير كله اجتمع في أربعة، فصاروا بها أولياء لله: أخماص البطون، الاعتزال عن الخلق، سهر الليل، الصمت». وقد سئل ذات يوم عن الشروط التي يجب توافرها في رجال الله حتى يصبحوا أبدالا، فقال: «سمي الأبدال أبدالا، لأنهم يبدلون الأحوال، أخرجوا أبدانهم عن الحيل في سرهم، ثم لا يزالون ينتقلون من حال إلى حال، ومن علم إلى علم، فهم أبداً في المزيد من العلم فيما بينهم وبين ربهم».

وقد سئل ذات مرة: «أيهما أفضل، الأوتاد أم الأبدال؟ فأجاب: الأوتاد. فسئل: كيف ذلك؟ فرد: لأن الأوتاد قد بلغوا، وثبتت أركانهم. أما الأبدال فيتقلبون من حال إلى حال».

وتقوم الولاية لدى التستري على المعرفة، الحسية والحدسية معاً. وفي هذا الشأن يقول التستري: «إن الله سبحانه وتعالى ما استولى ولياً من أمة محمد صلى الله عليه وسلّم إلا علّمه القرآن، إما ظاهراً، وإما باطناً». قيل له: «إن الظاهر نعرفه، فماذا عن الباطن»؟ فقال: «فهمه، وإن فهمه هو المراد». وأعلى درجات الولاية لدى التستري هو: الصديقية، وكان يقول إن الصديقين هم الذين عدوا أنفاسهم بالتسبيح والتقديس، وحفظوا الجوارح والحواس، فصار قولهم وفعلهم صدقاً، وصار ظاهرهم وباطنهم صدقاً، وصار دخولهم في الأشياء وخروجهم عنها بالصدق. ومرجعهم إلى مقعد صدق، بقدم صدق، عند مليك مقتدر.

يشهد معاصرو التستري بأنه أحد الأئمة الكبار العظام، وأنه لم يكن ثمة في وقته نظير له في المعاملات والورع، وكان صاحب كرامات مشهودة، ومؤلفات معروفة من أشهرها: «رقائق المحبين» و{مواعظ العارفين» و‏{جوابات أهل اليقين‏» و{قصص الأنبياء»، علاوة على تفسيره الشهير للقرآن الكريم، الذي لا يزال يقرأ، ويقتبس منه إلى هذه اللحظة.

ظل التستري محافظاً على مواقفه وتصوفه وعلاقاته بأتباعه، وصورته الطيبة لدى الخاصة والعامة، حتى وافته المنية في سنة 283 هـ. وورد في بعض المصادر أنه مات قبل ذلك بسنوات عشر أي في سنة 273 هـ، وترك بموته فراغاً ملموساً في مسيرة التصوف الإسلامي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrefaee.ahlamontada.com
 
التستري... مفسِّر القرآن الذي انجذب إلى التصوّف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التستري... مفسِّر القرآن الذي انجذب إلى التصوّف مكرر
» عندنا القرآن والكعبه وزمزم والمقامِ
» منذ الذي يغريك يا ريم الغضا
» من الذي قام بتأليف الفوائد الروحانية
» لذ بالرفاعي الحسيني الذي قد مد راحته له المختار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منى الفخرانى :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: