الله صفى لقلب المصطفى فصفى*وزاده رفعة من فوق كل صفى
نعم وصرفه فى الكائنات وفي *جنات عدن بها للمؤمنين يفي
فزده مدحا فإن الفضل غير خفي
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف*وانسب إلى قدره ما شئت من عظم
الله أوحى إليه حين كمله*أمين وحى بذكر منه أنزله
وبالغمامة أنى صار ظلله*وبالمهابة والتبجيل جلله
وللشفاعة يوم البعث أهله
فإن فضل رسول الله ليس له*حد فيعرب عنه ناطق بفم
الله أنزل في آياته حكما *على النبيين ألقوها إلى العلما
وكلهم أطنبوا في مدحه قدما*وحاولوا أن يكونوا للنبى خدما
لكن به الله عقد الرسل قد ختما
لو ناسبت قدره آياته عظما *أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمم
الله خوله في كنز مطلبه*لما رآه فريدا في تطلبه
وزاده رفعة في عز منصبه*فواضح الحق في منهاج مذهبه
فمذ أتانا بدين غير مشتبه
لم يمتحنا بما تعيا العقول به*حرصا علينا فلم نرتب ولم نهم
الله كرر في تبجيله السورا*وألبس الشمس منه النور والقمرا
وأخجل البحر من يمناه والمطرا*فهاك عذري فكم مثلي اعتذرا
إن الذي أعجز المداح والشعر
أعيا الورى فهم معناه فليس يرى*في القرب والبعد فيه غير منفحم
الله ناصره بالرعب والمدد*أنى يكن حوله شهرا لمطرد
كسرى وقيصر كانا منه في رعد*وإن بدا مفردا يوما على أحد
ظنوه في جحفل بالخيل والعدد
كالشمس تظهر للعينين من بعد*صغيرة وتكل الطرف من أمم
الله قبل الورى أبدى خليقته*والرسل والأنبيا راموا طريقته
كم أرمد قد شفي مذ مس ريقته*تالله إن الدنا كانت طليقته
ونفسه في رضا المولى رفيقته
وكيف يدرك في الدنيا حقيقته *قوم نيام تسلوا عنه بالحلم
الله آتاه سرا فهو مستتر *ما العقل فى كنهه ما الفهم ما الفكر
ما الفجر من نوره ما الشمس ما القمر*ما الظل في جوده ما البحر ما المطر
من شاء يطنب أو من شاء يختصر
فمبلغ العلم فيه أنه بشر *وأنه خير خلق الله كلهم
الله ملكه العليا بأطنبها*وكان عمدتها في وسط مطلبها
وفاز من حضرة المولي بأقربها*منه النبوة مبدأ عز منصبها
وهو الذي قد أتى ختما لموكبها
وكل آي أتى الرسل الكرام بها*فإنما اتصلت من نوره بهم
الله قدر أن تجلى غياهبها*فأرسل الرسل فانجابت سحائبها
أتوا بآي فلا تحصى عجائبها*لكن خير الورى في الأصل صاحبها
ومن ضيا نوره تزهو ثواقبها
فإنه شمس فضل هم كواكبها *يظهرن أنوارها للناس في الظلم
الله منه إلينا الخير مستبق*على لسان نبي وجه طلق
فالشمس من نوره والبدر والفلق*والمسك من ريحه في الأفق يعتبق
والجود من كفه في الخلق مندفق
أكرم بخلق نبي زانه خلق *بالحسن مشتمل بالبشر متسم
الله جاعله عونا لملتهف*في كل حالاته سترا لمكتنف
إن رمت تشبيهه المروى عن سلف*لينا وحسنا ومنهلا لمغترف
وعزمة ألقت الكفار في تلف
كالزهر في ترف والبدر في شرف*والبحر في كرم والدهر في همم
الله شاهد منه حسن حالته*حتى إصطفاه ختاما في رسالته
وأنزل الذكر في معنى مقالته*وإن بدا وهو يزهو في علالته
ترى الصناديد تخشي من بسالته
كأنه وهو فرد من جلالته *في عسكر حين تلقاه وفي حشم
الله مكنه في ذروة الشرف*لما رأى منه من لين ومن عطف
وحسن عطف على جان ومقترف*هو المصرف في الجنات والغرف
ومدحه قد أتى في سائر الصحف
كأنما اللؤلؤ المكنون في صدف*من معدنى منطق منه ومبتسم
الله بالمدح في التنزيل كرمه*من قبل إيجاده والرسل أخدمه
وفي القيامة رب العرش حشمه*وقبره حرم والله عظمه
فيا له حرم ما صار أعظمه
لا طيب يعدل تربا ضم حضرته *طوبى لمنتشق منه وملتثم
الله نرجوه يروينا بكوثره*إذا أتينا جميعا تحت منبره
هو الذي نسله سادوا بمفخره*كذاك آباؤه سادوا بمنوره
نعم وظاهره ينبي بمضمره
أبان مولده عن طيب عنصره*يا طيب مبتدأ منه ومختتم
الله قد منع الكهان جنهم*لما أتى النور في ليل أجنهم
وبالهدى عن طريق الزيغ عنهم*فحققوا كل ما قد كان ظنهم
وأيقنوا أنهم يخلون كنهم
يوم تفرس فيه الفرس أنهمو *قد أنذروا بحلول البؤس والتقم
الله يعلم أن الخير مجتمع*فيه وفيه التقى والزهد والورع
لما رأى نوره في الكون يرتفع*الموبذان تولى وهو مرتدع
وقال لابد هذا الملك ينتزع
وبات إيوان كسرى وهو منصدع *كشمل أصحاب كسرى غير ملتئم
الله حيرهم في ظلمة السدف*لما بدا سيد الأشراف والشرف
أتى الموكل بالنيران في شغف*وقال جاء الذي تخشون من تلف
وماء ساوة بعد الجري في نشف
والنار خامدة الأنفاس من أسف*عليه والنهر ساهي العين من سدم
الله قدر أن تطفى جميرتها*وظن فارس أن تحمى نويرتها
لم تدر إلا وعمتها جويرتها*وأيقنت أنها تخلى دويرتها
أما البحيرة قد جفت جويرتها
وساء ساوة أن غاضت بحيرتها*ورد واردها بالغيظ حين ظمي
الله أشغلهم بالنار والشعل*وهم يظنون هذا أفضل العمل
حتى أتى سيد الأكوان والرسل*فأصبح القوم في وجد وفي وجل
وأرض ساوة بعد الخصب في محل
كأن بالنار ما بالماء من بلل*حزنا وبالماء ما بالنار من ضرم
الله آياته بالحق رادعة*للمتقين وللكفار قامعة
منها الملا في العلا لله خاضعة*وجنة الخلد بالأزهار يانعة
وأهل ملته في الجود طامعة
والجن تهتف والأنوار ساطعة*والحق يظهر من معنى ومن كلم
الله في لوحه أجرى خطوط قلم*لم يظلم الله مخلوقا أسا وظلم
بل إنهم خبطوا بالجهل وسط ظلم*باعوا الجنان وما فيها ببخس سلم
ولم يروا نوره المشهور فوق علم
عموا وصموا فإعلان البشائر لم*تسمع وبارقة الإنذار لم تشم
الله أرسل خير الرسل يأمنهم*من العذاب لكى تعلوا أماكنهم
زلوا وضلوا وإن الله ماحنهم*فالشك والشرك والشيطان فاتنهم
تحققوا عندما تخلى مساكنهم
من بعد ما أخبر الأقوام كاهنهم*بأن دينهم المعوج لم يقم
الله أظهره في سالف الحقب*لكل قرن إلى قوم ببعث نبي
أليس بهتانهم من أعجب العجب*وقد رأوا وصفه المشهور في الكتب
وأيقنوا أنه من أشرف العرب
وبعد ما عاينوا في الأفق من شهب *منقضة وفق ما في الأرض من صنم
الله رافع دين ليس ينجزم*بالفتح مفتتح بالنصر مختتم
بمن بمولده قد زالت الظلم*وليس يلقى إلى كهانهم كلم
ومارد الجن بالنيران ترتجم
حتى غدوا عن طريق الوحي منهزم*من الشياطين يقفو إثر منهزم
الله يرميهم من أيما جهة*رامو السماع لآيات منزهة
ببأسهم لشرار النار مشبهة*يلقيهم حرها في كل مكرهة
حتى يمزقهم في كل مهمهة
كأنهم هربا أبطال أبرهة*أو عسكر بالحصى من راحتيه رمى
الله خص يمينيه وعمهما*جودا وفضلا لمن والاهما كرما
ومن يحاربه يشرب منهما ألما*أليس يوم حنين قال حين رمى
شاهت وجوه العدى عم الجميع عمى
نبذا به بعد تسبيح ببطنهما*نبذ المسبح من أحشاء ملتقم
الله أتاه آيات مشاهدة*أضحت له بالهدى والوحى شاهدة
وأصبحت للعدى بالحق كامدة*لا يستطيع لها الواشي معاندة
وقال من قد رأى الآيات واردة
جاءت لدعوته الأشجار ساجدة *تمشي إليه على ساق بلا قدم
الله أوحى إليه سورة اقتربت*والشمس ردت له من بعد ما غربت
والسحب لما رعا من غيثها سكبت*والوحش ناجاه والأشجار
والسحب لما رعا من غيثها سكبت*والوحش ناجاه والأشجار قد ذهبت
له تخط الثرى لما له طلبت
كأنما سطرت سطرا لما كتبت *فروعها من بديع الخط بالقلم
الله يعلم أن الخلق قاصرة*عن وصفه منذ والأملاك دائرة
من إصبعية عيون الماء فائرة*وهيبة الشهر أنى كان غائرة
منها الأعادي بعون الله نافرة
مثل الغمامة أنى سار سائرة*تقيه حر وطيس للهجير حمي
الله للخلق بالقرآن أرسله*أتى لكفر بدين الله بدله
وبالعلى والمزايا الغر كمله*وقد حبله من التفضيل أفضله
ونال من معظم التبجيل أجزله
أقسمت بالقمر المنشق أن له*من قلبه نسبة مبرورة القسم
الله أسبل سترا منه لم يضم*على رفيقين فاقا الخلق في همم
هذا الصدوق وذا الصديق من قدم*تالله أنهما كانا على قدم
لا خلف بينهما في الحكم والحكم
وما حوى الغار من خير ومن كرم*وكل طرف من الكفار عنه عمى
الله أعماهم عمن به ثويا*وللمهيمن رب العرش قد أويا
لما اقتفوا أثر من بالغار إختفيا*قالوا هما نزلا في الأرض أم عليا
بالله إنهما بالله قد لجيا
فالصدق في الغار والصديق لم يرما* وهم يقولون ما بالغار من أرم
الله فوقهما ستر الرضا سبلا*وأرسل الطير باضت حيثما نزلا
والعنكبوت بباب الغار قد غزلا*قالوا إلى هاهنا لا شك قد وصلا
لكن هنا أبدا ما هاهنا دخلا
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على *خير البرية لم تنسج ولم تحم
الله أنجاهما من غير راجفة*كما نجى المرتضى من شر طائفة
ببابه بسيوف الهند واقفة* طوبى لنفس الرضى ليست بخائفة
من عصبة بالهوى المذموم خائفة
وقاية الله أغنت عن مضاعفة من الدروع وعن عال من الأطم
الله مولى تعالى أن يحاط به*هدى عمانا بنور يستضاء به
من رام نيل مناه عن مآربه*يحط أثقاله من حول مطنبه
وحق رب تعالى في تحجبه
ما سامني الدهر ضيما واستجرت به*إلا ونلت جوارا منه لم يضم
الله يهدي فؤادي في تردده*لباب ساداته في نيل مقصده
عسى يرى المصطفى في يوم موعده*هو الذي مهجتي من حسن مشهده
لا يشتفي داؤها إلا بمورده
ولا التمست غنى الدارين من يده*إلا استلمت الندى من خير مستلم
الله نوله نصرا وخوله*و بالشفاعة يوم الحشر منّ له
فحضرة القدس فيها الحق أنزله*كقاب قوسين والرحمن جمله
بتاج عز وبالإكرام كمله
لا تنكر الوحي من رؤياه إن له*قلبا إذا نامت العينان لم ينم
الله عاصمه من قبل نبوته*فلا يميل إلى لهو بشهوته
وكان قوم قريش في فتوته*يستعجبون وفي زاكي مروءته
مستيقظ القلب للمولى بنيته
وذاك حين بلوغ من نبوته*فليس ينكر فيه حال محتلم
الله خص رسول الله منه بالقرب*والعلم والحلم والإنصاف والأدب
بصدق وحي أتى للعجم والعرب*وعلم غيب من الباري بلا ريب
فقيل مكتسب بالكهن والكذب
تبارك الله ما وحي بمكتسب *ولا نبي على غيب بمتهم
الله آتاه ما تتلى فصاحته*بكل فضل له فاقت رجاحته
أقسمت بالله لا تحصى سماحته*كم فرجت كربا عنا صباحته
كم أسبغت نعما فينا سماحته
كم أبرأت وصبا باللمس راحته *وأطلقت أربا من ربقة اللمم
الله صفاه فالمختار صفوته*لا يظهر الحزن إن عمته بلوته
ولا تميل إلى الكونين شهوته*وحضرة القدس فيها تم جلوته
وليس إلا لمولى العرش همته
وأحيت السنة الشهباء دعوته*حتى حكت غرة في الأعصر الدهم
الله أحيا محياها لراغبها*وأرسل الوبل غيثا في سواكبها
سحت على الكون سحب من سحائبها*فجاد زرع وضرع صوب صائبها
وخصب الأرض حقا في أجادبها
بعارض جاد أو خلت البطاح بها*سيبا من اليم أو سيلا من العرم
الله آتاه آيات قد اشتهرت*في يوم مولده منها الورى انبهرت
جنات عدن مع الكونين قد زهرت*والشهب للجن بالإحراق كم قهرت
والأرض من رجسها لما أتى طهرت
دعني ووصفي آيات له ظهرت*ظهور نار القرى ليلا على علم
الله حسب الذي بالله يعتصم*وللمديح لخير الرسل يلتزم
وهو الذي مدحه تعلو به الهمم*وقاله الرسل والأملاك والأمم
وكلما زاد زاد الجود والكرم
فالدر يزداد حسنا وهو منتظم*وليس ينقص قدرا غير منتظم
الله أعطاه في الدارين ما سألا *وزاده رفعة لما إليه علا
فهو الذي عطل الأديان والمللا *وقام لله حتى أوضح السبلا
هو الذي مدحه في الذكر قد نزلا
فما تطاول أمال المديح إلى ما فيه من كرم الأخلاق والشيم
الله في علمه أشيا مؤبدة*تجري إلى الخلق لكن هي مؤجلة
كذاك آياته بالحق محكمة*وبالهدى والتقى والخير معلمة
وبالمديح لخير الرسل معلنة
آيات حق من الرحمن محدثة*قديمة صفة الموصوف بالقدم
الله أنزلها بالحق تنذرنا *وعن طريق الهوى والغي تزجرنا
وإن أتانا عدو فهي تنصرنا*وبالهدى والتقى والزهد تأمرنا
على لسان نبي جا يبشرنا
لم تقترن بزمان وهي تخبرنا*عن المعاد وعن عاد وعن إرم
الله حافظها من كل مغمزة*يعيش قارئها في ألف معززة
أعظم بآي من النيران محرزة*على الصراط لتاليها مجوزة
لم يلق كيدا ولا يرمى بمكيدة
دامت لدينا ففاقت كل معجزة* من النبيين إذ جاءت ولم تدم
الله أبرزها من علم غيهبه*لها ضياء يراه كل منتبه
يا سعد من كان يدعو في تطلبه*بها إلى الله في مأمول مطلبه
لأنها قد أزالت كل مشتبه
محكمات فما تبقين من شبه* لذي شقاق وما تبغين من حكم
الله أظهرها للعجم والعرب*كالشمس نورا وكالأقمار والشهب
منها اكتسبنا علوم الدين والأدب*ثم اغترفنا الذي نرجوه من طلب
وحقها قسما ما فهت بالكذب
ما حوربت قط إلا عاد من حرب*أعدى الأعادي إليها ملقي السلم
الله أمطرنا من وبل عارضها*علما وحلما وتطهيرا بفائضها
فما رأينا الهدى إلا بوامضها*فقل لمن قد تغالى في تناقضها
يصغي إلى سرها الخافي وغامضها
ردت بلاغتها دعوى معارضها*رد الغيور يد الجاني عن الحرم
الله نزلها بالخير والرشد*على تقي نقي خير معتمد
فبان منها الهدى في كل معتقد*وباء بالسقم شانيها وبالرمد
آيات صدق تنجي كل مرتشد
لها معان كموج البحر في مدد*وفوق جوهره في الحسن والقسم
الله قدر أن تعلو كواكبها*للمؤمنين وأن تجلو سحائبها
كأنها جنة تجري سواكبها*للمتقين ويأتيهم أطايبها
نعم وتجلى لهم فيها كواعبها
فما تعد ولا تحصى عجائبها*ولاتسام على الإكثار بالسأم
الله من فضله القرآن أنزله*إلى نبي لكل الفضل أهله
يا سعد من في ظلام الليل رتله*فيها مواعظ تاليها يحق له
جنات عدن إذا ما الدمع أسباه
قرت بها عين قاريها فقلت له*لقد ظفرت بحبل الله فاعتصم
الله يحفظ من ألفاظها حفظا*وفاه بالذكر أو بها لفظا
راقت ورقت علاها من بها لفظا*آي عظام بها الرحمن قد وعظا
قد قر قاريها عينا بما لفظا
إن تتلها خيفة من حر نار لظى*أطفئت حر لظى من وردها الشبم
الله حسب عبيد في تحسبه *يرجو النجاة بها من سؤ مكسبه
ومن رآها مناه في تشببه*تراه نورا يرى في ورد مشربه
وتكسه حلة من كنز مطلبه
كأنها الحوض تبيض الوجوه به*من العصاة وقد جاءوه كالحمم
الله بالحق أوحاها مرتلة*مفصلات وللأحكام مفصلة
فلم تزل لأعادى الله مجزلة*أضحت بها أوجه الخيرات مقبلة
كأنها العقل بل تعلوه منزلة
وكالصراط وكالميزان معدلة *فالقسط من غيرها في الناس لم يقم
الله لا شك للإيمان يدخرها*كما خباها لمن بالحق ينصرها
على عدو أتى بالجهل يدحرها*يفوز من في ظلام الليل يذكرها
سرا وإن زاد منه الوجد يجهرها
لا تحسبن لحسود راح ينكرها* تجاهلا وهو عين الحاذق الفهم
الله أظهرها كالشمس في الأسد*فلا تغيب بلا غيم على أحد
من سار في نورها يجلوه بالرشد*وزل من ضلها بالسقم والكمد
لاتركنن إلى من فاه بالحسد
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد*وينكر الفم طعم الماء من سقم
الله برأ مما قيل ساحته*وفالق الصبح قد أزهى صباحته
فجملة الخلق مما وافوا رجاحته*يا خير من للورى يبدي سماحته
أتى الفقير يرجي منك راحته
يا خير من يمم العافون ساحته*سعيا وفوق متون الأينق الرسم
الله ينجي لجسمي من لظى سقر*ويحفظ القلب من ريب ومن كدر
بجاه خير الورى المبعوث من مضر*ومن يرجى لمن يخشاه من ضرر
ومن يشفع يوم الكرب والضرر
ومن هو الآية الكبرى لمعتبر *ومن هو النعمة العظمى لمغتنم
الله خصك بالإكرام والكرم*كما تخصصت بالأحكام والحكم
وسرت بالملإ الأعلى على قدم*مع النبيين في الإسراء والحشم
قبل الدنو من الموصوف بالقدم
سريت من حرم ليلا إلى حرم *كما سرى البدر في داج من الظلم
يتابع