الذوق في موسوعة الكسنزان مصطلحات أهل العرفان :
مادة ( ذ و ق )
الذوق
في اللغة
" ذاق الطعام : اختبر طعمه .
ذاق الشيء : جرَّبه واختبره .
تذوَّق العمل الفني : استمتع بما فيه من جمال "..
في القرآن الكريم
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم (63) مرة على اختلاف مشتقاتها ، منها قوله تعالى : " وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ "..
في السنة المطهرة
عن أنس بن مالك أن رسول الله قال : " ثلاثة من كن فيه فقد ذاق طعم الإيمان : من كان لا شيء أحب إليه من الله ورسوله ، ومن كان أن يحرق في النار أحب إليه من أن يرتد عن دينه ، ومن كان يحب لله ويبغض لله "..
في الاصطلاح الصوفي
الشيخ أبو عبد الله الروذباري
يقول : " الذوق : هو أول المواجيد "..
الشيخ السراج الطوسي
يقول : " الذوق : هو تلقي الأرواح للأسرار الطاهرة من الكرامات وخوارق العادات "..
الشيخ نجم الدين الكبرى
الذوق : هو الوجدان بما يأتيك . وسببه : تبديل الوجود والأرواح ، و يدخل في هذا التبديل تبديل الحواس ..
الشيخ الأكبر ابن عربي
الذوق : هو التجلي الإلهي الحاصل للمؤمن الذي أكمل شرائط الإيمان ، وهو بدء جعل السكينة في قلبه ..
ويقول : " الذوق : هو ذوق طعم الحياة الأصلية ، وذوق وجوه الحياة ...
والذوق : ذوق الموجود المطلق ، وذوق الموجود الحاصل بالإيجاد "..
ويقول : " الذوق عند القوم : هو أول مبادئ التجلي ، وهو حال يفجأ العبد في قلبه ، فإن أقام نفسين فصاعدا كان شربا "..
الشيخ كمال الدين القاشاني
يقول : " الذوق : هو أول درجات شهود الحق بالحق في أثناء البوارق المتوالية عند أدنى لبث من التجلي البرقي ، فإذا زاد وبلغ أوسط مقام الشهود سمي شرباً ، فإذا بلغ النهاية سمي رياً ، وذلك بحسب صفاء السر عن لحظ الغير "..
الشيخ محمد بن وفا الشاذلي
يقول : " الذوق : هو إدراك في القلب يميز بين الخاص أصناف المعاني ، هذا إذا صح من علة داء الشرك الخفي "..
الشيخ محمد أبو المواهب الشاذلي
يقول : " الذوق : هو فوق الفوق ، وقد حده لساني بما شهده عياني "..
الشيخ ولي الله الدهلوي
يقول : " الذوق : هو منصب الحكيم ، وحدّه العلم "..
الشيخ عبيدة بن أنبوجه التيشيتي
يقول : " الذوق : هو استطعام مبادئ الاتصال في بستان الجمع على موائد القرب ، فليس من ذاق كمن تملى ، فالذوق نهاية المراقبة وبداية المشاهدة ، فيرقى عن الصوم عن مذاق الأسرار ، والإمساك عن تلمح بوادي الأنوار ، والاتسام بسيما الانقطاع والإخلاء عن الارتقاء "..
الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي
يقول : " الذوق : هو أول مقامات العارف ، وهو وجدان لذات الحقيقة "..
الدكتور عبد المنعم الحفني
يقول : " الذوق : هو نور عرفاني يقذفه الحق بتجليه في قلوب أوليائه ، يفرقون به بين الحق والباطل من غير أن ينقلوا من كتاب أو غيره ، وهو كالشراب لكن الشراب لا يستعمل إلا الراحات ، والذوق يلائم الراحات والمتاعب . وأول التجليات الذوق ، ثم الشراب "..
الدكتور حسن الشرقاوي
يقول : " الذوق " عند الصوفية " : هو طريق الإيمان ، لأن الإيمان هو الذي يجمعه إلى الله وبالله "..
الباحث محمد غازي عرابي
يقول : " الذوق : كأس الله الخاصة ، أعدها للمصطفين من عباده "..
مسائل في الذوق :
" مسألة - 1" : في درجات الذوق
يقول الشيخ عبد الله الهروي :
" الذوق وهو على ثلاث درجات :
الدرجة الأولى : ذوق التصديق طعم العدة ، فلا يعلقه ضن ، ولا يقطعه أمل ، ولا تعوقه أمنية .
والدرجة الثانية : ذوق الإرادة طعم الأنس ، فلا يعلق به شاغل ، ولا يفتنه عارض ، ولا تكدِّره تفرقة .
والدرجة الثالثة : ذوق الانقطاع طعم الاتصال ، وذوق الهمة طعم الجمع ، وذوق المسامرة طعم العيان "..
ويقول الشيخ محمود الفركاوي القادري :
" الذوق الأول : هو التصديق بما جاء به محمد من عند الله تعالى .
والثاني : هو ذوق الإرادة ، أي : إرادة الله : " وَما تَشاءونَ إِلّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَليماً حَكيماً" .، فذوق الإرادة : أنس بلا وحشة ، ولا تكدير على صاحبه ، فإن الحق فعال لما يريد .
والثالث : ذوق الانقطاع إلى الله بالكلية ليذيقهم من رحمته "..
ويقول : " الذوق ذوقان : ذوق رحمة وذوق عذاب .
فذوق الرحمة قوله تعالى : " إذا أَذَقْنا الْأِنْسانَ مِنّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها ".،فهذا عام لجميع السالكين ، وقال تعالى : " واذْكُرْ عَبْدَنا أَيّوبَ ".إلى " وَشَرَاب ".فبصبره قوله : " مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمينَ ".، فرحمه ظاهراً وباطناً بغسل ظاهره وشراب باطنه ، فكان فيه الشفاء لظاهره والرحمة لباطنه : " وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنّا وَذِكْرى لِأولي الْأَلْبابِ ".ففي الشراب مذاق ، وفي الرحمة مذاق ، وفي الذكر مذاق .
وأما ذوق العذاب فقوله تعالى لأعدائه : " فَذوقوا فَما لِلظّالِمينَ مِنْ نَصيرٍ ".، وقوله تعالى : " هَذا فَلْيَذوقوهُ حَميمٌ وَغَسّاقٌ "."..
" مسألة -2 " : في خصائص الذوق
يقول الشيخ عبد الله الهروي :
" الذوق أبقى من الوجد وأجلى من البرق "..
" مسألة - 4" : في حقيقة الذوق وغايته
الشيخ محمد بن وفا الشاذلي
" حقيقته " الذوق " : وجدان حلاوة من التمني في رياض تروض الرضا .
وغايته : الاستغناء في تصور معاني الحقائق عن نصب والبراهين السمعيه والعقليه