الغُنْمُ مدحُ رسول الله يُنْتَظَرُ
الغَيْمُ ظلله فى الحرِّ معجزةً
والبدر شُقَّ له والناس تبصره
والجيش يُرْوَى بماءٍ من أصابعه
والجذع حنَّ له شوقاً لحكمته
أو فى جنانٍ تُرَى فى دار ناعمةٍ
وقد مشى فى سماء المجد شرَّفها
هذا النبىُّ الذى ما مثله أحدٌ
يا رحمة الله عمَّتْ كل كائنةٍ
يا ابن الكرام أولى الإحسان من مُضَرٍ
يا ساكن القبة الخضراء قائلةً
ومن أتى زائراً يقرى السلام على
النور لاح لزوار تكرمه
والزائرون له جلت مناقبهم
وشاهدوا الكوكب الدرى يغلبه
والمسك فاح وقد سالت مدامعهم
والروح تهتز شوقاً عند رؤيته
وروضة المصطفى تبدو محاسنها
والمصطفى جالسٌ تبدو بشائره
يعلوه حبٌ وإقبالٌ وتكرمةٌ
جاءوا فجاء لهم من فضله كرمٌ
طوبى لمن وقفوا عند النبى ضحى
وفاح طيب رسول الله وانشرحت
وللرسول قبولٌ عند خالقه
يا سعد أمته تحظى بزورته
ثم الصلاة على المختار سيدنا
كذا السلام لمن أهدى السلام لنا
ما أنشد الجعفرىُّ النظم مبتهجاً
الله الله . محمد رسول الله نبينا
يوم القيامة حيث الناس قد حُشروا
والضبُّ يشهدُ والسِّرْحان والحجر
وعاد بعدُ سليماً ذلك القمر
والشاربون كرامٌ . منهمُ عمرُ
فضمَّه قائلاً تأتى لك الخُضَرُ
فاختار باقيةً يا ناسُ فاعتبروا
والأرضً من مشيه تعلو وتفتخرُ
فى المرسلين وأمَّ الكل إذ حضروا
فى العالمين وفضل الله ينتشرُ
وهاشم الجد معروفٌ ومشتهرُ
فقتُ الجنان بمن فى الحشر يُنْتَظَرُ
خير الأنام فقد سيقت له البُشَرُ
والمسك فاح لمن بالشوق قد عبروا
فهم ضيوفٌ له بالخير قد ظفروا
نور النبى لمن بالقلب قد نظروا
لدى النبى وقد زادوا وقد كثروا
فإن أملاك رب العرش تنتشر
فإنها جنة للناس تنتظر
ردَّ السلام عليهم عندما حضروا
للزائرين وقد جاءوا كما أُمِروا
ويستحى عند جود المصطفى المطرُ
مستبشرين وزال الهم والكدرُ
منه الصدور وزاد الشوق والسهرُ
وجاهه نافعٌ لا شك إن عثروا
فيها الخلاص لمن أردتهم الغير
والآل والصحب مثل الغيث تنهمر
عند الزيارة والفيحاء تزدهر
الغُنْمُ مدح رسول الله يُنْتَظَرُ
وحاشا أرى ضيماً وطه وسيلتى
وأنت شفيع الخلق فى يوم كربهم
لواؤك مرفوعٌ وآدم تحته
لك التاج والمعراج والحوض واللوا
بوجهك يستسقى الغمام وإنه
إذا ما رآه الكرب ولَّى ولم يعد
ويفرح محزونٌ برؤية نوره
فيا رحمةً عمت ونوراً بسره
وفى مدحه الأملاك تأتى تبركاً
ويحضر خير الخلق عند مديحه
فلا تنس آداباً تليق بقدره
هو الباب للرحمن باب رضائه
ونادِ بحبٍ يا مجير من الهوى
وأدرك فؤاداً قد أحبك مسلماً
بنورك أدْرِكْ للفؤاد ودُلَّنى
أشاهد منك النور يبدو فينجلى
فلا تنسنى مهما نسيتُ فإننى
سبقت لخلقٍ قبل آدم والورى
وأول خلق الله نورك قد أتى
عليك صلاة الله تزهو بنورها
وما الجعفرىَّ يرجوك يا خير شافعٍ
وحبك فى قلبى أراه وسيلتى
شفيعٌ لكل الخلق يوم القيامة
ومن دونه من أهل وحى النبوة
ومسكنك الفردوس أعلى مكانة
لوجهٌ يفوق البدر فى جُنْحٍ ظلمة
ويُهْدى برؤياه حليف الشقاوة
ويضحى سعيداً من بدائع رؤية
سرى فى قلوب المؤمنين بحكمة
وتهتزُّ أرواح الكرام الأحبة
كأمثال أهل الهدى والبصيرة
لعلك أن تحظى لديه بنظرة
فلا تدخلنَّ من غير باب النبوة
أجرنى رسول الله من كل زلة
فأنت سريع الغوث أدرك لمهجتى
وكن مدركى فى كل حالٍ وساعةِ
ظلامى وتعطيلى وأسباب غفلتى
مسئٌ لنفسى من ذنوبٍ وغفلة
وجئت ختاماً يا ختام النبوة
حديث صحيح اللفظ عند الأئمة
إلى الروضة العلياء فى أرض طيبة
شفيعٌ لكل الخلق يوم القيامةِ
كلُّ الأنام تهوى النبى
بحر الكمال العربى
نور الوجود اليثربى
الهاشمى المطلبى
فيا له من عاقب
ودافعٍ للكرب
وقد جلا للغيهب
أقواله كالكوكب
جاءوا له بالنجب
من مشرقٍ ومغرب
زواره لا تحسب
وشاهدوا للطيِّب
نبينا المُطيَّب
فى روضة المقرَّب
سخاؤه كالسحب
مَنْ وصفه فى الكتب
ورافعٌ للرتب
صلاة ربى للنبى
المصطفى المنتخب
خير الأنام العربى
ما الجعفرى ذو النسب
يشدو بمدحٍ طيب