انا أن لدغت حية الهوى كبدى...............فلا طبيب لها و لا راقى
الا الحبيب الذى شغفت به................فهو لاشك طبى و ترياقى
فأسقى العنانا ايها الساقى واملأ... كأس المحبه لعليل سقمه باقى
لعله من سقمه يحكى الهوى............. ويذج بنا فى حضرة الاطلاقى
ورحمة للعاشقبن فى حبهم عاشوا...حيارا و ماتوا سكارى ومالهم من واقى
اه لو دنى المحبوب منهم نظرة.........صاروا سكارى وغابوا حتى عن الساقى
قال عبد الله بن المبارك: خرجتُ حاجّاً إلى بيت الله الحرام، وزيارة قبر نبيه عليه الصلاة والسلام
فبينما أنا في بعض الطريق إذ أنا بسَوَادٍ، فـتـَمَـيَّـزْتُ ذاك فإذا هي عجوز
عليها درع ٌ من صفوف، وخمارٌ من صوف
فقلت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته
فقالت: سلامٌ قولاً من ربّ ٍ رحيم
فقلت لها: يرحمك الله، ما تصنعين في هذا المكان؟
قالت: ومن يُضلل اللهُ فلا هاديَ له
فقلت لها: أين تريدين؟
قالت: سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
فقلت لها: أنت منذ كم في هذا الموضع
قالت: ثلاث ليالٍ سويّاً
فقلت: ما أرى معك طعامًا تأكلين
قالت: هو يطعمني ويسقين
فقلت: فبأي شيء تتوضئين؟
قالت: فإن لم تجدوا ماءً فتيمموا صعيدًا طيباً
فقلت لها: إن معي طعامًا، فهل لك في الأكل؟
قالت: ثم أتموا الصيام إلى الليل
فقلت: ليس هذا شهر رمضان
فقالت: ومن تطوعَ خيرًا فإن اللهَ شاكرٌ عليم
فقلت: قد أبيحَ لنا الإفطار في السفر
فقالت: وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون
فقلت: لم لا تكلمينني مثلما أكلمك؟
قالت: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد
فقلت: فمن أي الناس أنتِ؟
قالت: ولا تـَـقـْـفُ ما ليس لك به علم إن السمعَ والبصرَ والفؤادَ كل أولئك كان عنه مسؤولا
فقلت: قد أخطأتُ فاجعليني في حِلٍ
قالت: لا تثريبَ عليكم اليوم يغفر الله لكم
فقلت: فهل لكِ أن أحملك على ناقتي هذه فتدركي القافلة؟
فقالت: وما تفعلوا من خير يعلمه الله
فأنختُ ناقتي ........
فقالت: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم
فغضضتُ بصري عنها........
وقلت لها اركبي
فلما أرادت أن تركب نـَـفـَـرَت الناقة فمزقت ثيابها......
فقالت: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم
فقلت لها: اصبري حتى أَعْقِلـَـها
فقالت: ففهمناها سليمان
فعقلتُ الناقة .......
وقلت لها : اركبي
فلما ركبت قالت: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون
فأخذتُ بزمام الناقة وجعلت أسرع وأصيح.......
فقالت: واقصد في مشيك واغضض من صوتك
فجعلتُ أمشي رويدًا رويدًا وأترنم بالشعر
فقالت: فاقرءوا ما تيسر من القرآن
فقلت لها: لقد أوتيتِ خيرًا كثيرا
فقالت: وما يذكر إلا أولوا الألباب
فلما مشيتُ بها قليلاً....
قلتُ: ألكِ زوج؟
قالت: يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم
فسكتُّ ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة
فقلت لها: هذه القافلة، فمن لك فيها؟
فقالت: المال والبنون زينة الحياة الدنيا
فعلمتُ أن لها أولادًا ......
فقلت: وما شأنهم في الحج؟
قالت: وعلامات وبالنجم يهتدون
فعلمتُ أنهم أدلاء الركب فقصدتُ بها القباب والعمارات
فقلت: هذه القباب، فمن لك فيها؟
قالت: واتخذ الله إبراهيم خليلا
{وكلم الله موسى تكليما}
{يا يحيى خذ الكتاب بقوة}
فناديتُ: يا إبراهيم، يا موسى، يا يحيى
فإذا أنا بشبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا، فلما استقر بهم الجلوس
قالت: فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعامًا فليأتكم برزق منه
فمضى أحدهم فاشترى طعامًا فقدمه بين يديّ
فقالت: كلوا واشربوا هنيئـًا بما أسلفتم في الأيام الخالية
فقلتُ: الآن طعامكم عليّ حرام حتى تخبروني بأمرها
فقالوا: هذه أمّـنا منذ أربعين سنة لم تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزلَّ فيسخط عليها الرحمن، فسبحان القادر على ما يشاء
فقلتُ: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
اللهم إجعلنا ممن سكن القرآن قلوبهم قبل ألسنتهم
سيد شباب أهل الجنة مولانا أبو عبد الله الحسين بن سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء رضى الله تعالى عنها وهى بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأبوه هو أبو الحسنين مولانا الإمام على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه وكرم الله وجهه.
ولد رضى الله تعالى عنه فى ثالث أو خامس يوم من شعبان سنة أربع للهجرة، بعد نحو عام من ولادة أخيه الإمام الحسن رضى الله تعالى عنه فعاش مع جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم نيفاً وست سنوات ،ترعرع مولانا الإمام
الحسين فى حب جده المصطفى وأفيضت عليه الأنوار النبوية والهبات المحمدية ، قال المصطفى فى حقه : ” حسين منى وأنا من حسين ” قال شيخنا الإمام الجعفرى شارحاً هذا الحديث: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كالشمس وحسين منى أى شعاع من تلك الشمس، ” وأنا من حسين ” أى أنا متصل به كاتصال الشمس بشعاعها، وهذا عام فى جميع أهل البيت رضوان الله تعالى عنهم.
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علينا ومعه الحسن والحسين عليهما السلام هذا على عاتقه وهذا على عاتقه الآخر، يلثم هذا مرة ويلثم هذا مرة حتى انتهى إلينا رجل فقال : يا رسول الله إنك تحبهما! قال: من أحبهما فقد أحبنى ، ومن أبغضهما فقد أبغضنى.
نشأ مولانا الإمام الحسين ذا مروءة نادرة وشجاعة فائقة وحلم عظيم وعفة كاملة ، وكان إلى جانب ذلك فقيها ورعاً ذكياً ظهر ذلك فى كثير مما أثر عنه .
تزوج الإمام الحسين بعدد من النساء رجاء كثرة النسل لحفظ أثر البيت النبوى كما فعل أبوه من قبل، وقد حقق الله هذا الرجاء فحفظ ميراث النبوة وعصبتها فى نسل الحسن والحسين وزينب أخت الإمام وفاطمة ابنته رضى الله عن الجميع.
أما أبناؤه :
على الشهيد ، وأمه برة بنت عروة بن مسعود الثقفى من أشرف بيوت العرب.
وعلى الأوسط أو المثنى واشتهر بالإمام، وعلى الأصغر أو المثلث واشتهر بزين العابدين السجاد، وأمهما الأميرة مشهر بانو بنت كسرى شاهنشاه ملك الفرس.
ومحمد وعبد الله وسكينة الكبرى والصغرى ، وأمهم الرباب بنت امرئ القيس الكندية من ملوك العرب.
وجعفر ، وأمه القضاعية .
وفاطمة وزينب وأمهما ام إسحاق بنت طليحة بن عبد الله من كبار الصحابة.
لكن نسل الإمام الحسين كان كله من سيدى على زين العابدين ، ومن ابنتيه فاطمة وزينب عند من يقر الشرف من طريق البنات.
وقد كانت حادثة كربلاء من أعظم أحداث التاريخ خطراً حيث شهدت استشهاد سيد الشهداء مولانا الإمام الحسين رضى الله تعالى عنه وكثير من أهل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، وليس هنا مكان الاستفاضة فى ذكر قصة كربلاء .
يقع مسجد مولانا الإمام الحسين مقابلاً للجامع الأزهر وبينهما شارع جوهر القائد ( الأزهر حالياً) .