رضينا بالنبى لنا إماما
و أنتم اّله وبكم رضينا
و بالسبط الحسين كذا أخوه
و حيدر ثم زين العابدينا
و زينب من لها فضل سمى
سلالة أحمدٍ فى الطيبينا
لها نور يضىء كمثل شمس
من المختار نشهده مبينا
لها جود لها كرم و عطف
حوت فضلا يرى للمنصفينا
أمير المؤمنين أبوك حقا
علىُ ساد جيشَ العارفينا
و أمك بضعة المختار طه
محببة إلى الهادى نبيبنا
و كان المصطفى يحنو عليها
حنو مودة عطفا و لينا
و جاء حديثه يتلى جهارا
لقد سادت نساء العالمينا
إذا إشتقنا إلي خير البرايا
أتيناكم مشـــاة راكبــينا
فأنتم منه بالأسرار جئتم
و جئناكم فشاهدنا الأمينا
و شاهدنا لديكم كل خير
و شاهدنا ألوفا زائرينا
بإخلاص و توحيد و دينٍا
أتوكم سادتى متبركينا
تذكرهم مشاهدكم جنانا
بروضة جدكم للوافدينا
فروح منهم و الريحان يأتى
لزوار أتوكم مخلصينا
فأنتم منه و الذكرى لديكم
برؤياكم تُــرى للمؤمنينا
فباب العلم والدكم عليٌ
له سيف أباد الكافرينا
فمن دمع لأرض قد روينا
من الأشواق نحو الأكرمينا
فأشبهتم بعطركمو رياضا
حوت جدا لكم فى المرسلينا
رضينا أن نكون لكم ضيوفا
و بالإقبال منكم قد رضينا
وفى نظراتكم سرٌ خفى ٌ
يسر بسره قلبا حزينا
أتاني الشعر بسامَ الْمُحَيَّا
وأهداني القوافي والرَّوِيَّـا
توضأ من سنا الإيمان حتى
تبدّى في خيالي لؤلؤيا
ورحت أصوغ من أسمى المعاني
نشيداً صادق النجوى شجيا
وجئتك سيدي أشدو وأشدو
يعلو في المدى صوتي قويا
وقد أوقفت بالأعتاب قلبي
حسينيّ الهوى صبّا وفيا
فَمُرْ, تُفتح له الأبواب وصلا
وأطفيء شوقه, وانظر إليَّا
فإن حزت الرضا أرضيت ربي
فحبك سيدي فرض عليا
حباك الله دون الخلق جاها
فكان المصطفى الجدَّ النبيا
وكانت أمك الزهراء نبعا
من التقوى وقد أغنتك ريَّا
وكنت الفرع من أصل عليّ
بلغت بفضله القدر العليا
فإني من حسينٍ وهو مني
حديث يحتوي الكنز الخفيا
شهيد الحق ذكرى كربلاء
لَتُبكيني وتكوي القلب كيا
تصدت عصبة الشيطان فيها
لآل البيت واشتدت عِتِيَّا
ولم تحفظ رسول الله فيهم
ولم ترحم ضعيفاً أو صبيا
فآه عِتْرةَ المختار آه
وصبِّي أدمعي يا مقلتيا
فكيف امتد بالعدوان سيف
وأردى السيد السِّبْط الزكيا
وكيف احتز رأساً عز أصلا
وأعراقاً, شريفاً هاشميّاً
شفاه المصطفى كم قبلته
ومست نحره الغالي مليا
فآه يا حسين ولهف نفسي
وهات الدمع يا عيني سخيا
فمن آذى رسول الله فيه
فقد أضحى لمولاه عصيا
سيصلى كل من آذاه ناراً
ومن أولى بها منه صِلِيّا
وحُقَّ القول فليأذن بحرب
من الرحمن من عادى وليا
وتلقى ربك الأعلى شهيدا
وترقى جنة الفردوس حيا
وتبقى يا سليل النور فينا
على الأزمان مرضيا رضياسأل المخـالف حين انـهكـه العـجب
هل للحـسين مع المحبين من نسب
لا يـنـقضي ذكـر الحسين بثـغرهم
وعلى امتداد الدهـر يُْوقِـدُ كاللَّـهب
وكـأنَّ لا أكَــلَ الزمـــانُ على دمٍ
كدم الحـسين بـكـربلاء ولا شــرب
أوَلَمْ يَـحِنْ كـفُّ البـكاء فــما عسى
يُـبدي ويُـجدي والحسين قد احــتسب
فأجـبـتـه ما للـحـسين وما لـــكم
يا رائــدي نــدوات آلـيـة الطـرب
إن لم يـكن بين الحــسين وبـيـنـنـــا
نـسبٌ فـيـكـفـيـنا الـرثاء له نــسب
والحـر لا يـنـسى الجـمــــيل وردِّه
ولَـإنْ نـسى فـلـقــد أسـاء إلى الأدب
يالائـمي حـب الحـسين أجــــــنـنا
واجــتاح أوديــة الضـــمائر واشرأبّْ
فلـقد تـشـرَّب في النــخاع ولم يــزل
سـريانه حتى تســـلَّـط في الـرُكــب
من مـثـله أحــيى الكـرامة حـيــنـما
مـاتت على أيــدي جــبابـرة الـعـرب
وأفـاق دنـيـاً طـأطـأت لـولاتــــها
فــرقى لـذاك ونـال عــالية الـرتــب
و غــدى الصـمـود بإثـره مـتـحفزاً
والـذل عن وهـج الحيـاة قد احتـجـب
أما الـبـكاء فــذاك مــصـدر عـزنا
وبه نـواسـيـهـم ليـوم الـمنـقـلـب
نـبـكي على الــرأس المـــرتـل آيـة
والــرمح مـنـبـره وذاك هو العـجـب
نـبـكي على الثـغـر المـكـسـر ســنه
نـبكي على الجـسـد السـليب الـمُنتهـب
نـبـكي على خـدر الفــواطـم حــسرة
وعـلى الـشـبـيـبة قـطـعـوا إربـاً إرب
دع عنـك ذكــر الخـالـديـن وغـبـطهم
كي لا تــكون لـنـار بـارئـهـم حــطب