بِسمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
نحمد الله لدى بدء الكلام وعلى سر الورى أزكى السلام
وعلى الآل الميامين الخيار وعلى الأصحاب أصحاب الفخار
هذه آيات عرفان نظيم أعربت عن مولد الهادي الكريم
مصطفى الحق إمام المرسلين سيد الخلق ملاذ العاجزين
كاشف الكرب رسول الثقلين خيرة الرحمن جد الحسين
من أتانا رحمة للعالمين وهدانا بعد غي أجمعين
مظهر القدرة برهان البيان حجة الديان محراب الآمان
دولة الدين ومفتاح النجاح مقتدى أهل الهدى باب الفلاح
سيد السادات صدر الأنبيا ملجأ الأكوان قصد الأوليا
بـسـم الله الـرحـمـن الـرحـيـم
اللَّهُمَّ صَلَّ وَسَلِمُ عَلَى الذَّاتِ المُحَمَدِيَّة وَاغفِر لَنَا مَا يَكُونُ وَمَا قَدْ كَانْ
وَأَمَّا وَصْفُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَيْثُ جِهَتُهُ اْلخَلْقِيَّة ٭ فَهُوَ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اْلحَقِيقَةِ كَان ٭ فَخْماً مُفَخَّماً وَجْهُهُ كَالدَّائِرِة اْلقَمَرِيَّة ٭
أَطْولَ مِنَ اْلمَرْبُوعِ وَأَقْصَرَ مِنَ اْلمُشَذَّبِ الَّذِي طُولُهُ قَدْ بَان ٭ عَظِيمَ اْلهَامَةِ أَزْهَرَ اللَّوْنِ وَاسِعَ اْلجَبِينِ أَزَجَّ اْلحَوَاجِبِ غَيْرَ مَقْرُونِيَّة٭ لَا يُجَاوِزُ شَعْرهٌ شَحمَهَ أُذُنَيْهِ رَجِلَ الشَّعْرَان٭ بَيْنَ حَاجَبْيهِ عِرْقٌ يُدِرُّهُ الْغَضَبُ أَقنَى العِرْنِينِ ذَا الْحِلْيَهِ الْحَلِيَّة ٭ لَهُ نُورٌ يَعلُوهُ يَحسِبُهُ مَنْ لَمْ يَتَأَمَّلهُ أَشَمَّ وَهُوَ خَطْأن ٭ كَثَ اللَّحْيَةِ سَهْلَ الْخَدَّيْنِ الْوَرْدِيَّة ٭ كَامِلَ الْجَمَالِ فِطْرَةً أَدْعَجَ الْعَيْنَان ٭ وَاسِعَ الْفَمِ يَفْتَتِحُ الْكَلَامَ وَيَخْتَمِهُ بِشِدْقَيْهِ العَسَلِيَّة ٭ أَشْنَبَ وَقَدْ صَحَّ أَنَّهُ مُفَلَّجُ الْأَسْنَان ٭ لَهُ شَعَرُ دَقِيقٌ مِنْ صَدْرِه إِلى سُرَّتِه يُسَمَّى الْمَسْرُبَةَ الشَّعَرِيَّة ٭ وَعُنُقُهُ جِيدُ دُميَهٍ فِي صَفَاءِ الْفِِصَّةِ بَيْضَان ٭ مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ بَادِناً مُتَمَاسِكاً ذَا رَوَائِحَ مِسْكِيَّة طِيبِيَّة ٭ سَوَاءَ الْبَطْنِ وَالصَّدْرِ مَسِيَحهُ بَعْيِدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَان ٭ ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ أَىْ رُءُوسِ الْعِظَامِ الْمَجْلِيَّة ٭ أَشْعَرَ الْمَنِكبَيْنِ وَأَعَالِى الصَّدْرِ وَالذِّرَاعَان٭ عَارِىَ الثَّدْيَيْنِ مِمَّا سِوى ذلِكَ بِتَصْحِيحِ الشَّمَائِلِ التِّرِمْذيَّة ٭ طَوِيلَ الزَّنْدَيْنِ رَحبَ الرَّاحَةِ شَثْنَ الكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَان ٭ سَبْطَ الْعَصَبِ سَابِلَ الطَّرْفِ ذَا النَّظَرَاتِ الْجَمَالِيَّة ٭ يَنْبُو الْمَاءُ عَنْ كَفَّىْ رِجْلَيْهِ إِذَا ضَحِكَ يَفْتَرُّ عَنْ مِثْلِ حَبِّ الْغَمَامِ مُبْدٍ لِذَلِكَ الْحُبَّان ٭ أَيِ الْحُبُوبِ الْمَحْظِيَّة ٭ نَظَرُهُ إِلَى الْأَرْضِ أَطْوَلُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ جُلُّ نَظَرِهِ الْمُلَاحَظَةُ يَسُوقُ أَصْحَابَهُ رُكْبَاناً ومِشْيَان ٭
دَائِمَ الْبِشْرِ يَبْدَأُ مَنْ لَقِيَهُ بِالسَّلَامِ إِذَا مَشى كَأَنَّما يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ مِشْيَةً رُوحَانِيَّة ٭ دَائِمَ الْفِكْرِ طَوِيَل السُّكُوتِ مُتَوَاصِلَ الْأَحْزَان ٭
اللَّهُمَّ صَلَّ وَسَلِمُ عَلَى الذَّاتِ المُحَمَدِيَّة وَاغفِر لَنَا مَا يَكُونُ وَمَا قَدْ كَانْ
*************
عـطـِّـر الـلـهـم قـَـبْـرَهُ الـكـَـريـم
بـعَـرْفٍ شـذِيٍّ مِـن صَـلاَةٍ و تـَـسـلِـيـم
(الـلـهـم صـلِّ و سـلـِّـم و بـارك عـلـيـه)
********************
قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى وَجَبَتْ لَكَ النُّبُوَّةُ؟
قَالَ: " وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ"
صحيح الترمذى
قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم
عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى كُتِبْتَ نَبِيًّا؟
قَالَ: " وآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ "
صحيح مسند أحمد بن حنبل
وَاُتِيَتْ أُمُّهُ فِي الْمَنَامِ فَقِيْلَ لَهَا إِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ الْعَالَمِيْنَ وَخَيْرِ الْبَرِيَّة * فَسَمِّيْهِ إِذَا وَضَعْتِهِ مُحَمَّدًا لِأَنَّهُ سَتُحْمَدُ عُقْبَاه *
(عَطِّرِ اللَّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْم، بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْم)
قال أهل العلم أعيان الرجال من لهم باع لفهم النقل طال
إذ أراد الله خلق العالمين وله في أمره شأن كمين
أبرز النور الشريف النبوي وجلا عنوانه المصطفوي
رشحت قبضته رشح الحيا فبدا من ذاك حزب الأنبيا
وعلى الترتيب إبداء الوجود من طراز الغيب حكما للشهود
وارتقى آدم من كنز العدم لظهور حفه محض الكرم
وسرت فيه من الروح شؤون أظهرت في شكله غيب البطون
وانجلى في وجهه نور الرسول لامعا كالبدر إذ ليلا يجول
فعلى المختار هادي الكائنات وعلى آل وصحب صلوات
***********
(اَلْجَنَّةُ وَنَعِيمُهَا سَعْدٌ لِمَنْ يُصَلِّي وَيُسَلِّمُ وَيُبَارِكُ عَلَيْه)
وامحمَّداه
*************************
النفحة الخامسة عشر من النفحات النبوية *
دائما استفتح دعاؤك ويومك
سبحان ربى العلى الاعلى الوهاب
رُويَ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح دعاء افتتحه بقوله سبحان ربي العلي الأعلى الوهاب،
وأنه كان يقول لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، له المُلك وله الحمد، يُحيي ويُميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير،
لا إله إلا اللّه أهل النعمة والفضل والثناء الحسن لا إله إلا اللّه ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون،
وروي أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي اللّه عنها: عليك بالجوامع الكوامل، قولي:
اللّهم إني أسألك الصلاة على محمد وآله، وأسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم،
وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك الجنة،
وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار، وما قرب إليها من قول وعمل،
وأسألك من الخير ما سألك به عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وأستعيذك مما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم
وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشداً برحمتك يا أرحم الراحمين
**********************
النفحة السادسة عشر من النفحات النبوية *
اكثر من قول
يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث فأغثني ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله
عن أنس بن مالك قال، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا فاطمة ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي
يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث فأغثني ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله،
**************************
* النفحة السابعة عشر من النفحات النبوية *
وعلّم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي اللّه عنه هذا الدعاء فقال: قل
اللّهم إني أسألك بمحمد نبيك وإبراهيم خليلك وموسى نجيّك وكليمك وعيسى روحك وكلمتك وبكلام موسى وإنجيل عيسى وزبور داود وفرقان محمد صلى الله عليه وسلم وكل وحي أوحيته أو قضاء قضيته أو سائل أعطيته أو غني أقنيته أو فقير أغنيته أو ضال هديته وأسألك باسمك الذي أنزلته على موسى وأسألك باسمك الذي ثبت به أرزاق العباد وأسألك باسمك الذي وضعته على الأرض فاستقرّت وأسألك باسمك الذي وضعته على السموات فاستقلّت وأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فأرست وأسألك باسمك الذي استقلّ به عرشك وأسألك باسمك الطهر الطاهر الأحد الصمد الوتر المنزل في كتابك من لدنك من النور المبين وأسألك باسمك الذي وضعته على النهار فاستنار وعلى الليل فأظلم وبعظمتك وكبريائك وبنور وجهك أن تصلي على محمد نبيك وعلى آله وأن ترزقني القرآن والعم وتخلطه بلحمي ودمي وسمعي وبصري وتستعمل به جسدي بحولك وقوّتك فإنه لا حول لي ولا قوّة إلا بك يا أرحم الراحمين.
**********************
* النفحة الثامنة عشر من النفحات النبوية *
وروي عن أبي زرعة قال: كتب إليّ أبو هريرة فيما أكاتبه وشافهني به فيما ألقاه أن الشيطان لا يطيف بإنسان يقول حين يصبح وحين يمسي
اللّهم إني أعوذ باسمك وكلمتك التامة من شر السامة والهامة وأعوذ باسمك وكلمتك التامة من شر عذابك وشر عبادك وأعوذ باسمك وكلمتك التامة من شر الشيطان الرجيم، اللّهم إني أسألك بأسمائك وكلمتك التامة أن تصلي على نبيك محمد وآله وأسألك من خير ما تعطي وما تسأل ومن خير ما تخفي وخير ما تبدي، اللّهم إني أعوذ باسمك وكلمتك التامة من شر ما يجري به النهار إن ربّي اللّه الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم وإن كان مساء قال ومن شر ما جاء به الليل
يقول ذلك ثلاثاً.
* النفحة التاسعة عشر من النفحات النبوية *
وروي عن عطاء عن ابن عباس قال: يلتقي الخضر وإلياس في كل موسم فيفترقان عن هذه الكلمات:
بسم اللّه ما شاء اللّه لا حول ولا قوّة إلا باللّه ما شاء اللّه كل نعمة من اللّه ما شاء اللّه الخير كله بيد اللّه عزّ وجلّ ما شاء اللّه لا يصرف السوء إلا اللّه
ما شاء اللّه لا حول ولا قوة إلا باللّه، فمن قالها إذا أصبح ثلاث مرات أمن الحرق والغرق والسرق،
ويقال: إن هذا من استغفار الخضر عليه السلام:
اللهم إني أستغفرك من كلّ ذنب تبت إليك منه ثم عدت فيه اللّهم إني أستغفرك من كل عقبد عقدته لك ثم لم أفِ لك به
اللّهم إني أستغفرك من كل نعمة أنعمت بها علي فقويت بها على معصيتك اللّهم إني أستغفرك من كل عمل عملته لوجهك خالطه ما ليس لك.
وحكى سعيد بن أبي الروحاء الجمال وكان من أهل الخير أنه توحد ذات ليلة في أرض قفرة فاستوحش وفزع فظهر له شخص قال: فاشتد جزعي منه حتى سمعته يقرأ القرآن ثم قال:
ألا أدلك على شيء إذا أنت قلته أنست إذا استوحشت واهتديت إذا ضللت ونمت إذا أرقت، قلت: علمني رحمك اللّه قال، قل:
" بسم اللّه ذي الشأن عظيم البرهان شديد السلطان كل يوم هو في شأن لا حول ولا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم "
****************
* النفحة العشرون من النفحات النبوية *
لاتنس ان تقول كل صباح ومساء ثلاث مرات هذا التسبيح:
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ، ورضى نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته "
عن جويرية أم المؤمنين رضي الله عنها : " أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح ، وهي في مسجدها ، ثم رجع بعد أن أضحى ،
وهي جالسة فيه ، فقال : " ما زلت اليوم على الحالة التي فارقتك عليها ؟ قالت : نعم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن :
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ، ورضى نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته "
وفي رواية : " سبحان الله عدد خلقه ، سبحان الله رضى نفسه ، سبحان الله زنة عرشه ، سبحان الله مداد كلماته ".
وروينا في " كتاب الترمذي " ولفظه : " ألا أعلمك كلمات تقولينها :
سبحان الله عدد خلقه ، سبحان الله عدد خلقه ، سبحان الله عدد خلقه ،
سبحان الله رضى نفسه، سبحان الله رضى نفسه ، سبحان الله رضى نفسه ،
سبحان الله زنة عرشه ، سبحان الله زنة عرشه ، سبحان الله زنة عرشه ،
سبحان الله مداد كلماته ، سبحان الله مداد كلماته ، سبحان الله مداد كلماته ".
في " سنن أبي داود والترمذي " عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه :
أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به ، فقال :
" ألا أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل ؟ فقال :
سبحان الله عدد ما خلق في السماء ، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض ، وسبحان الله عدد ما بين ذلك ،
وسبحان الله عدد ما هو خالق ، والله أكبر مثل ذلك ، والحمد لله مثل ذلك ، ولا إله إلا الله مثل ذلك ،
ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك "
قال الترمذي : حديث حسن
**************************
* النفحة الحادى والعشرون من النفحات النبوية *
لا تنس ان تبدأ باليمين في كل اعمالك ففى البدء باليمين سر للبركة
يستحب أن يبتدأ في لبس الثوب والنعل والسراويل وشبهها باليمين من كميه ورجلي السراويل ويخلع الأيسر ، ثم الأيمن ، وكذلك الاكتحال ، والسواك ، وتقليم الأظفار ، وقص الشارب ، ونتف الإبط ، وحلق الرأس ، والسلام من الصلاة ، ودخول المسجد ، والخروج من الخلاء ، والوضوء ، والغسل ، والأكل ، والشرب والمصافحة ، واستلام الحجر الأسود ، وأخذ الحاجة من إنسان ، ودفعها إليه ، وما أشبه هذا ، فكله يفعله باليمين ، وضده باليسار.
في صحيحي البخاري ، وأبي الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري عن عائشة رضي الله عنها قالت :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في شأنه كله : في طهوره وترجله وتنعله.
في " سنن أبي داود " وغيره بالإسناد الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت:
" كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه ، وكانت اليسرى لخلائه وما كان من أذى ".
في " سنن أبي داود " ، و " سنن البيهقي " عن حفصة رضي الله عنها :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه ، ويجعل يساره لما سوى ذلك ".
وروينا عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" إذا لبستم ، وإذا توضأتم فابدؤوا بأيامنكم " حديث حسن ، رواه أبو داود والترمذي ، وأبو عبد الله محمد بن يزيد هو ابن ماجه ، وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، وفي الباب أحاديث كثيرة ، والله أعلم.
********************
نفحات من الاستغاثات بالنبى صلى الله عليه وسلم
لقضاء الحوائج
اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد الفاتح الخاتم الرسول الكامل الرحمة الشامل وعلى آله وصحابه وأحبابه عدد معلومات الله بدوام الله صلاة تكون لك يا ربنا رضاء ولحقه أداء ، وأسألك به من الرفيق أحسنه ومن الطريق أسهله ومن العلم أنفعه ومن العمل أصلحه ومن المكان أفسحه ومن العيش أرغده ومن الرزق أطيبه وأوسعه
اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي ، اللهم فشفعه فيّ.
اللهم إنا نسألك بحبيبك المصطفى ورسولك المقتفى إخلاصا في الأعمال وصدقاً في الأقوال والأحوال ، ورضا عميماً وفيضاً جسيماً .
اللهم إني أسألك بالسر المصون والدر المكنون وما احتوت عليه أوائل السور من سرّ سرَللعقل بهر ، وأسألك بالاسم الأعظم والكنز المطلسم ، والنبي المعظم والصفي الأفخموالمقدم من القدم على من تأخر عن ظهور نوره أو من تقدم على بروز هيكله الأكرم أنتصحبنا النصر والظفر والتيسير الأوفر. يا أرحم الراحمين ، يارب العالمين صلِّ على قرّة عين عبادك الصالحين وتقبلنا واقضى حوائجنا بجاهه آمين .. اللهم بجاهه الأعلى ، وسره الأغلى ،افتح لنا باب حضراته ، واجعلنا من أهل شهود ذاته ، وقربنا لديه في كل مشهد ، وحققنا به في كل مهبط ومصعد ،
وأسمعنا بحقه لذيذ الخطاب ، وبصِّرنا بجاهه عظيم الجناب ، وأدخلنا بجاهه إلى صدر المحراب ، اللهم بجاهه الكريم عمنا منه بفيض عظيم
لدفع الاعداء
اللهم إني أسألك يا الله بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم عبدك ونبيك الذي أرسلتهلقمع المخالفين ،وزجر الكاذبين ،ونجاة العارفين ،يا الله يا قوي يا عزيز ،
يا قهاريا جبار يا منتقم،يا مجيب يا متين يا صمد، يا مقتدر يا ذا الجلال والإكرام ،يا مقسطيا صبور ،يا الله يا الله يا من أذل المعاندين وأهلك المخالفين
يا من علت قدرته علىكل قدرة وعزته على كل عزة ونقمته على كل نقمة يا قهار يا قهار، ق حم حم حم حم حم حمحم اقهر أعدائنا فإنهم أعداؤك، وأهلِك مخالفينا فإنهم مخالفوك ،وامح ما أثبته فينفوسهم وعقولهم من الضلال، وأزل عنا ظلمهم وأبعدهم عنا في الدنيا والآخرة وأجرني يا الله يا جامع يا مانع آمين آمين بحق محمد صلى الله عليه وآله وسلم ياالله يا رحمن يا رحيم يالله يا حق يا مبين بحقك ثم بحق محمد صلى الله عليه وآلهوسلم أنلني ميم ملك الظاهر والباطن.
********************
لقضاء الحوائج
اللهم إني أسألك بنيّر هدايتك الأعظم ، وسر إرادتك المكنون من نورك المطلسم ،مختارك منك لك قبل كل شيء ونورك المجرد بين مسالك اللقى ، كنزك الذي لم يحط به سواك وأشرف خلقك الذي بحكم إرادتك كونت من نوره أجرام الأفلاك ،
وهياكل الأملاك فطافت به ,الصافون حول عرشك تعظيماً وتكريماً،
وأمرتنا بالصلاة والسلام عليه بقولك :{ إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ً} (الأحزاب : 56) ,, ونشرت فوق هامته في تخت ملكك لواء حمدك ، وقدمته على صناديد جيوش سلطانك بقوةعزمك ،وأخذت له على أصفيائك بالحق ميثاقك الأول وقربته بك ومنك ولك،وجعلت عليه المعول،ومتعته بجمالك في مظهر التجلي ، وخصصته بقاب قوسين قرب الدنو والتدلي وزجيتبه في أنوار ألوهيتك العظمى ، وعرفت به آدم حقائق الحروف والأسماء ، فما عرفك منعرفك إلا به ،وما وصل من وصل إليك إلا من اتصل بسببه ، خليفتك بمحض الكرم على سائرمخلوقاتك سيد أهل أرضك وسماواتك خصيص عزتك بخصائص نعمائك وفيوضات آلائك ،أعظم منعوت أقسمت بعمره في كتابك وفضلته بما فضلت به أسرار خطابك، وفتحت به أقفال أبواب سابق النبوة والجلالة ،وختمت به دوائر مظهر الرسالة،ورفعت ذكره مع ذكرك وسيدته بنسبةالعبودية إليك فخضع لأمرك، وشيدت به قوائم عرشك المحوط بحيطتك الكبرى
،ومنطقته بمنطقة العز فمنطق بعزة أهل الدنيا والأخرى ، وألبسته من سرادقات جلالك أشرف حلة ،وتوَّجته بتاج الكرامة والمحبة والخُلة ، نبي الأنبياء والمرسلين ، والمبعوث بأمرك إلى الخلق أجمعين ، بحر فيضك المتلاطم بأمواج الأسرار ، وسيف عزمك القاهر الحاسملحزب الكفر والبغي والإنكار ،أحمدك المحمود بلسان التكريم ، محمدك الحاشر العاقب المسمى بالرؤوف الرحيم ، أسألك به وبالإقسام الأول ، وأتوسل إليك بك ، وأنت المجيب لمن سأل ، أن تصلي وتسلم عليه صلاة تليق بذاتك وذاته لأنك أدرى بمنزلته ، وأعلم بصفاته عدداً ، لا تدركه الظنون زيادة على ما كان ، يا من أمره بين الكاف والنون ويقول للشيء كن فيكون.
*******************************
للتحصن
تباركت ربنا وتعاليت عما يقول الظالمون والجاحدون علواً كبيراً ، يا حنان يا منانيا عظيم السلطان، يا قديم الإحسان ،يا دائم النعم ،يا كثير الخير ،يا باسط الرزق،يا واسع العطاء ،يا دافع البلاء ،يا غافر الخطايا،يا حاضراً ليس بغائب يا موجوداًعند الشدائد ، يا خفي اللطف يا لطيف الصنع ،يا جميل الستر يا عظيم الذكر، يا حليماًلا يعجل ، جزى الله سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم عنا خيراً كما هو أهله
. أسألك اللهم بحرمة هذا النبي لديك أن تجعل لي ولأهلي حرزاً منيعاً ،وحصناً حصيناً، وحمى عزيزاً تحفظ به نفسي وأهلي وديني وولدي ودنياي وآخرتي وجميع من تلحقه عنايتي .
***********************
للكفاية
اللهم بسر الصمدانية والفردانية ،والوحدانية والأحدية ، والعزة والقدرة ، والحياة والجبروتية ، يا من هو مطلع بعظيم قدرته ،وعالم بسر وحدانيته ، يا حي يا قيوم ،يا ذا الجلال والإكرام ، يا الله يا شديد الحول ،يا كثير الطول ،يا ذا الفضل العظيم ، يا أرحم الراحمين ، وبمكنون سرك الذي أودعته في عظيم أسمائك ،وكمال صفاتك ،وبجاه سيدنا ونبينا ومولانا أفضل مخلوقاتك محمد خير خلقك وصفوتك من عبادك ، النبي الأعظم والمعصوم الأكبر صاحب الحوض والمنبر والحظ الأوفر والجبين الأزهر الذي أنزلت عليه { إنا أعطيناك الكوثر } (الكوثر : 1)
ونسألك أن تحفظنا وأتباعنا من كل نقص يبعدنا عنك وتعصمنا بعنايتك ورعايتك من أن نشتغل عنك بغيرك أو نميل إلى سواك. .
للاغاثة
يا غياث المستغيثين ، ويا مجيب المضطرين ، ويا أرحم الراحمين ويا غافر ذنوب المذنبين ، بحرمة حبيبك المصطفى ونبيك المجتبى ، عليه من الصلوات أزكاها ،
ومنالتحيات أوفاها وجميع الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربينعليهم الصلاة والسلام أجمعين وأصحاب حبيبك السابقين الذين رضيت عنهم وهم عنك راضون والتابعين لهم بإحسانعليهم الرحمة والغفران ، ارحمنا فإنا مذنبون وبالآثام والخطايا معترفون ، واغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار إنك أنت الرحيم الغفار ولعيوب عبادك المذنبين ستار آمين آمين يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين ,, نسألك اللهم عدد كل ذرة في الوجود أن تغفر لنا ولكل المسلمين يا كريم يا ودود ،دعوناك اللهم بصدق الرجاء ، واليأس من جميع المخلوقات ، فأغثنا يا ربنا إغاثةالملهوفين ، وأجبنا اللهم إجابة الموقنين ،بحق من جعلته نقطة دائرة الوجود، ودرة بحر الكرم والجود ،
اللهم فصلّ وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ،
اللهم صل صلاة كاملة وسلم سلاماً تاماً على نبيّ تنحل به العقد ، وتنفرج به الكرب،وتقضى به الحوائج وتنال به الرغائب،وحسن الخواتيم ، ويستسقى الغمام بوجهه الكريم ، وعلى آله وصحبه في كل لمحة ونفس بعدد كل معلوم لك
سبحان ربك ربالعزة عما يصفون وسلام على المرسلين ،والحمدلله رب العالمين .
****************
لاستفتاح دعاء
اللهم بحقك أنت ، لا إله إلا أنت ، وباسمك الأسمى الذي له على كل عبادك قد اخترت ، وكل نبي له استنبأت ، ورسول له أرسلت ، وكل كتاب له من لوحك المحفوظ كتبت ، وكل وحي من علمك القديم على رسلك أنزلت ، وبحق ( اللهم ) وعظمتها لديك ، وبجلال هوتيكوأحديتك وربوبيتك عليك ، يا من وسع كل شيء رحمة وعلماً ، وأمدّ الوجود بفضله وجودهحنانة ورحمة، أنت الحليم الستار ، العفو الكريم ، الغفار ، أجرني من خزي الدنياوالآخرة وعذاب النار بمحمد نبيك ورسولك وحبيبك ، وإبراهيم نبيك ورسولك وخليلك ، وموسى رسولك وصفيك ونجيك، وعيسى رسولك وكلمتك وروحك ، بتوراة موسى ، وانجيل عيسى ، وزبور داود ، وصحف إبراهيم ، وقرآن محمد عليه وعليهم الصلاة والتسليم ، وكل وحي أوحيته أو قضاء قضيتهأ وسائل أعطيته أو فقير أغنيته أو غني أقنيته أو ضعيف قويته ، أو ضال هديته ،أناسائلك فأعطني ، أنا فقير فأغنني ، أنا ضعيف فقوني ، وبك إليك منك ولديك اهدني ، وعلى ما شئت من علمك الغيبي والشهادي وحكمك الأحدي الصمدي دلني وولني
******************************
اللهم صلِّ على مولانا محمد نورك اللامع ، ومظهر سرّك الهامع ، الذي طرزت بجماله الأكوان ، وزيّنت ببهجة جلاله الألوان ، الذي فتحت ظهور العالم من نور حقيقته ، وختمت كماله بأسرار نبوته ، فظهرت صور الحسن من فيضه في أحسن تقويم،لولا هو ما ظهرت لصورة عين من العدم الرميم ، الذي ما استغاثك به جائع إلا شبع ، ولا ظمآن إلا روي ، ولا خائف إلا أمن ، ولا لهفان إلا أغيث ،وإني لهفان مستغيثك ، أستمطر رحمتك الواسعة من خزائن جودك ، فأغثني يا رحمن ،
يا من إذا نظر بعين حلمه وعفوه لم يظهر في جنب كبرياء حلمه وعظمة عفوه ذنب،اغفر لي وتب عليّ وتجاوز عني يا كريم
هَذَا وَقَدِ اسْتَحْسَنَ الْقِيَامَ عِنْدَ ذِكْرِ مَوْلِدِهِ الشَّرِيْفِ أَئِمَّةٌ ذَوُوْ رِوَايَةٍ وَرَوِيَّه *
فَطُوْبَى لِمَنْ كَانَ تَعْظِيْمَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَايَةُ مَرَامِهِ وَمَرْمَاهُ *
(عَطِّرِ اللَّهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْم، بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْم)
اَللَّهُمَّ يَا بَاسِطَ الْيَدَيْنِ بِالْعَطِيَّةِ * يَا مَنْ اِذَا رُفِعَتْ إِلَيْهِ أَكُفُّ الْعَبْدِ كَفَاه* يَا مَنْ تَنَزَّهَ فِيْ ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ الْأَحَدِيَّةِ * عَنْ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ فِيْهَا نَظَائِرُ وَأَشْبَاهُ * يَا مَنْ تَفَرَّدَ بِالْبَقَاءِ وَالْقِدَمِ وَالْأَزَلِيَّةِ * يَا مَنْ لَا يُرْجَى غَيْرُهُ وَلَا يُعَوَّلُ عَلَى سِوَاه* يَا مَنِ اسْتَنَدَ الْأَنَامُ إِلَى قُدْرَتِهِ الْقَيُّوْمِيَّةِ * وَأَرْشَدَ بِفَضْلِهِ مَنِ اسْتَرْشَدَهُ وَاسْتَهْدَاهُ * نَسْأَلُكَ بِأَنْوَارِكَ الْقُدْسِيَّةِ *الَّتِي أَزَاحَتْ مِنْ ظُلُمَاتِ الشَّكِّ دُجَاه* وَنَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بْشَرَفِ الذَّاتِ الْمُحَمَّدِيَّة * وَمَنْ هُوَ آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ بِصُورَتِهِ وَأَوَّلُهُمْ بِمَعْنَاه* وَبِآلِهِ كَوَاكِبِ أَمْنِ الْبَرِيَّة *وَسَفِينَةِ السَّلَامَةِ وَالنَّجَاة * وَبِأَصْحَابِهِ أُوْلِي الْهِدَايَةِ وَالْأَفْضَلِيَّة * الَّذِينَ بَذَلُوا نُفُوسَهُم لِلَّهِ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ الله * وَبِحَمَلَةِ شَرِيعَتِهِ أُوْلِي الْمَنَاقِبِ وَالْخُصُوصِيَّة * الَّذِينَ اسْتَبْشَرُوا بِنِعْمَةٍ وَفَضْلٍ مِنَ الله * أَنْ تُوَفِّقَنَا فِي الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ لِأِخْلَاصِ النِّيَّة * وَتُنْجِحَ لِكُلٍّ مِنَالْحَاضِرِينَ مَطْلَبَهُ وَمُنَاه * وَتُخَلِّصَنَا مِنْ أَسْرِ الشَّهَوَاتِ وَالْأَدْوَاءِ الْقَلْبِيَّة * وَتُحَقِّقَ لَنَا مِنَ الْآمَالِ مَا بِكَ ظَنَنَّاه * وَتَكْفِيَنَا كُلَّ مُدْلَهِمَّةٍ وَبَلِيَّة * وَلَا تَجْعَلْنَا مِمَّنْ أَهْوَاهُ هَوَاه *وَتُدْنِيَ لَنَا مِنْ حُسْنِ الْيَقِينِ قُطُوفًا دَانِيَةً جَنِيَّة *وَتَمْحُوَ عَنَّا كُلَّ ذَنْبٍ جَنَيْنَاه * وَتَسْتُرَ لِكُلٍّ مِنَّا عَيْبَهُ وَعَجْزَهُ وَحَصْرَهُ وَعِيَّة *
وَتُسَهِّلَ لَنَا مِنْ صَالِحِ الْأَعْمَالِ مَا عَزَّ ذَرَاه * وَتَعُمَّ جَمْعَنَا هَذَا مِنْ خَزَائِنِ مِنَحِكَ السَّنِيَّة * بِرَحْمَةٍ وَمَغْفِرَةٍ وَتُدِيمَ عَمَّنْ سِوَاكَ غِنَاه *اَللَّهُمَّ إِنَّكَ جَعَلْتَ لِكُلِّ سَائِلٍ مَقَامًا وَمَزِيَّةً * وَلِكُلِّ رَاجٍ مَّا أَمَّلَهُ فِيكَ وَرَجَاهُ * وَقَدْ سَأَلْنَاكَ رَاجِيْنَ مَوَاهِبَكَ اللَّدُنِيَّةَ *فَحَقِّقْ لَنَا مَا مِنْكَ رَجَوْنَاهُ * اَللَّهُمَّ آمِنِ الرَّوْعَاتِ وَأَصْلِحِ الرُّعَاةَ وَالرَّعِيَّةَ * وَأَعْظِمِ الْأَجْرَ لِمَنْ جَعَلَ هَذَا الْخَيْرَ فِيْ هَذَا الْيَوْمِ وَأَجْرَاهُ *
اَللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذِهِ الْبَلْدَةَ وَسَائِرَ بِلَادِ الْإِسْلَامِ آمِنَهً رَخِيَّةً *وَاسْقِنَا غَيْثًا يَعُمُّ انْسِيَابُ سَيْبِهِ السَّبْسَبَ وَرُبَاهُ *وَاغْفِرْ لِنَاسِجِ هَذِهِ الْبُرُوْدِ الْمُحَبَّرَةِ الْمَوْلِدِيَّةِ * سَيِّدِنَا جَعْفَرٍ مَنْ إِلَى الْبَرْزَنْجِيِّ نِسْبَتُهُ وَمُنْتَمَاهُ * وَحَقِّقْ لَهُ الْفَوْزَ بِقُرْبِكَ وَالرَّجَاءَ وَالْأُمْنِيَّةَ * وَاجْعَلْ مَعَ الْمُقَرَّبِيْنَ مَقِيْلَهُ وَسُكْنَاهُ * وَاسْتُرْ لَهُ عَيْبَهُ وَعَجْزَهُ وَحَصْرَهُ وَعِيَّه *وَكَاتِبِهَا وَقَارِئِهَا وَمَنَ أَصَاخَ إِلَيْهاَ سَمْعَهُ وَأَصْغَاهُ *
اَللَّهُمَّ وَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى أَوَّلِ قَابِلٍ لِلتَّجَلِّي مِنَ الْحَقِيْقَةِ الْكُلِّيَّةِ *
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ نَصَرَهُ وَوَلَاهُ * مَاشُنِّفَتِ الْآذَانُ مِنْ وَصْفِهِ الدُّرِّيِّ بِأَقْرَاطٍ جَوْهَرِيَّةٍ* وَتَحَلَّتْ صُدُوْرُ الْمَحَافِلِ الْمُنِيْفَةِ بِعُقُوْدِ حُلَاهُ *
وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلَانَا خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ * وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ * سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ
* وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *
اللهم صلي وسلم على الذات المحمدية
وغفر لنا مايكون وما قد كان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
و أمّا ما ورد في حقه صلى الله عليه وسلم في الكتب القديميّة ☼ فالتوراة والانجيل مملؤتان والفرقان ويكفيك قول الله تعالى (وانك لعلى خـــلقٍ عظيم) آية الهية (ولقد جاءكـــم رسول) بها لقد تم الامتنان ☼ وقد وصفه الله تعالى في التوراة ببعض صفاته المنعيّة☼ التي أنزلها في كتابه القرآن☼ وهي قوله تعالى (يا أيها النبي انا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً)أخباراً مبشّريّة وزاد فيها وحرزاً للأميّيّن فهذا الوصفان ☼
وقال أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل شهادة قدسيّة ☼ وغير ذلك مما رواه كعب الأحبار وغيره وابن سلام ٍ بعد الايمان ☼
وقال آدم لما خلقتني رفعت رأسي الى عرشك فاذا هو مكتوب فيه هذه الكلمات التي هي المباني الإسلاميّة ☼ لا اله الا الله محمد رسول الله فعلمت أنه ذو الرفعان ☼ وأنه ليس احدٌ أعظم عندك منه منحةً قربيّة ☼ وأن هذين الاِسْمَيْنِ اللّذَيْنِ بهما يتمُّ الوصلان ☼ وأبدى ممن جعلت اسمه مع اسمك أموراً فاوحى الله اليه ذو العظمة الرّحيميّة وعزتي وجلالي ليعلمه عظمة عين الأعيان ☼
انه لآخر النبيين من ذريتك لولاه ما خلقتك أحوالاً تشريفيّة ☼ وقيل أبا محمد يكنى صفي الله آدم كان
وقال عيسى شاهداً فيه له ولستُ أهلاً أن أُحمل حذاءَهُ وأنبآءً مسطوريّة ☼ ولو أخذت في النقل لتهت في وسع هذا الميدان ☼ وقدره المعظم قد اتضح قبل بروزه وأشرقت أنواره على العوالم بالكليّة ☼وليس يخص ذلك الا الملك الديان ☼
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
اللهم صلي وسلم على الذات المحمدية
واغفر لنا مايكون وما قد كان
ما لي إذا دهت الخطوب وسيلة ترجى لدفع نوائب الحدثان
إلا النبي الهاشمي المصطفى روح الوجود ورحمة الرحمن
هو ملجأي في الحادثات وعمدتي وحماي من زمني ودرع أماني
* * *
كل المآرب إن تعسر نيلها فانزل بها أعتاب سر العالم
فهو الذي بوجيه على جاهه قُبلت لدى المولى ضراعة آدم
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد ....النبى الممجد....
الذى سعدت الاكوان بميلاده وتشرفت بظهوره
واحتفت السماء والارض وكل العالمين بلحظة مولده وحضوره
فكان خير مولود استقبلته الاكوان
في كل زمان ومكان صلى الله عليه وعلى اله وسلم
**************************************
ملحق رقم 1
التأصيل الشرعي لاحتفال المولد النبوي الشريف
الأستاذ المساعد الدكتور : عبدالرحمن حمدي شافي العبيدي
رئيس قسم الفقه وأصوله في كلية العلوم الإسلامية ـ الرمادي / جامعة الأنبار
المبحث الأول : مبدأ ظهور الإحتفالات بالمولد
قبل أن نشرع في ذكر الأصول التي اعتمدها من أجاز الإحتفال بالمولد النبوي ، على الرغم من اشتمالها على مايدل ، على أن نوعا من هذه الإحتفالات ، كانت موجودة في القرن الأول ، بل في حياة النبي ، ومن فعله هو ، بصيام اليوم الذي ولد فيه . فقد اشتهر القول لدى المنكرين ، بأن هذه الإحتفالات على الوجه المعروف لدينا اليوم باجتماع الناس ، وقراءة ماتيسر من القرآن الكريم ، ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي ، وما وقع في مولده من الآيات ، ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون ، وقد يشتمل على إنشاد بعض الأشعار والمدائح التي قيلت في حقه ، لم تحصل في القرون الأولى من تاريخ الإسلام
قال ابن تيمية أصل عمل المولد ، لم ينقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة [1].
وقال صاحب تفسير أضواء البيان أما مايفعله بعض الناس من احتفالات ، ومظاهر ، فقد حدث ذلك بعد أن لم يكن لافي القرن الأول ، ولاالثاني ، ولاالثالث، وهي القرون المشهود لها بالخير ، وأول إحداثه في القرن الرابع[2].
وقال ابن الجوزي وأول من أحدثه من الملوك ، الملك المظفر أبو سعيد صاحب أربل[3])[4].
وقال السيوطي وأول من أحدث فعل ذلك صاحب أربل ، الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين ، أحد الملوك الأمجاد ، والكبراء الأجواد ، وكان له آثار حسنة ، وهو الذي عمّر الجامع المظفري بسفح قاسيون[5].قال ابن كثير : كان يعمل المولد الشريف بربيع الأول ، ويحتفل به احتفالا هائلا ، وكان شهما شجاعا بطلا عاقلا عالما عادلا ، رحمه الله ، وأكرم مثواه[6] .
وقد طالت مدة هذا الملك في الحكم إلى أن مات وهو محاصر للفرنج بمدينة عكا سنة 630هـ محمود السيرة والسريرة كما قال السيوطي [7] .
ويبدو أن الملك المظفر ، قد اقتدى في فعله هذا ، بالشيخ معين الدين عمر بن محمد الملاء ، من أهل الموصل ، أحد الصالحين المشهورين ، كما يقول أبو شامة( شيخ النووي) ، وغيره [8] .
وقال صاحب شذرات الذهب : عمر الملاء ، كان من الأخيار ، وإنما قيل : (الملاء) لأنه كان يملأ أتون الآجر ، ويتقوت بالأجرة ، وليس عليه غير قميص وعمامة ، ولايملك شيئا ، وكل إليه الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بن أق سنقر ، ملك حلب ودمشق ، بناء جامعه بالموصل ، وفوض أمره إليه ، توفي في رجب أو شعبان بالموصل سنة 571هـ [9].
وقال صاحب الروضتين : وكان بالموصل شيخ صالح يعرف بعمر الملاء ، سمي بذلك لأنه كان يملأ تنانير الجص بأجرة يتقوت بها ، وكل ما عليه من قميص ورداء وكسوة وكساء ، قد ملكه سواه ، واستعاره ، فلا يملك ثوبه ولا إزاره ، وكان له شيء فوهبه لأحد مريديه ، وهو يتجر لنفسه فيه ، فإذا جاءه ضيف قراه ذلك المريد . وكان ذا معرفة بأحكام القرآن ، والأحاديث النبوية ،
وكان العلماء والفقهاء والملوك والأمراء ، يزورونه في زاويته ، ويتبركون بهمته ، ويتيمنون ببركته ، وله كل سنة دعوة يحتفل بها في أيام مولد رسول الله ، يحضره فيها صاحب الموصل ، ويحضر الشعراء وينشدون مدح رسول الله ، في ذلك المحفل ، وكان نور الدين من أخص محبيه ، يستشيره في حضوره ، ويكاتبه في مصالح أموره ، وكانت بالموصل خربة واسعة في وسط البلد ، أشيع عنها أنه ما شرع في عمارتها إلا من ذهب عمره ، ولم يتم على مراده أمره ، فأشار الشيخ عمر على نور الدين بابتياعها ، ورفع بنائها ، جامعا تقام فيه الجمع والجماعات ،
ففعل ووقف فيه أموالا كثيرة ، ووقف عليه ضيعة من ضياع الموصل ورتب فيه خطيبا ومدرسا[10] .
ومن المحتفلين بالمولد أيضا : أبو بكر بن أيبك الحسامي ، كان مسؤول الأوقاف بدمشق ، وأمير عشيرة بدمشق ، كان يعمل المولد فيبالغ في الاحتفال فيه ، مات سنة756هـ [11].
*************************
ملحق رقم 2
صور من تلك الإحتفالات
ذكر العلماء بعض أخبار تلك الإحتفالات ، وما كان يصنع فيها ،وإليك بعض تلك الأخبار :
قال السيوطي : قال سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان : حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد ، أنه عدّ في ذلك السماط خمسة آلاف رأس غنم مشوي ، وعشرة آلاف دجاجة ، ومائة فرس ، ومائة ألف زبدية ، وثلاثين ألف صحن حلوى ،
قال : وكان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء والصوفية ، ... وكان يصرف على المولد ، في كل سنة ثلثمائة ألف دينار ، وكانت له دار ضيافة للوافدين ،
من أي جهة ، على أي صفة ، فكان يصرف على هذه الدار ، في كل سنة مائة ألف دينار ، وكان يستفك من الفرنج في كل سنة أسارى ، بمائتي ألف دينار ،
وكان يصرف على الحرمين ، والمياه بدرب الحجاز ، في كل سنة ، ثلاثين ألف دينار، هذا كله سوى صدقات السر ، وحكت زوجته ربيعة خاتون ، بنت أيوب ،
أخت الملك الناصر صلاح الدين ، أن قميصه كان من كرباس[12]غليظ لايساوي خمسة دراهم ، قالت : فعاتبته في ذلك ، فقال : لبسي ثوبا بخمسة ، وأتصدق بالباقي ، خير من أن ألبس ثوبا مثمنا ، وأدع الفقير والمسكين . قال السيوطي : وقد صنف له الشيخ أبو الخطاب بن دحية ، مجلدا في المولد النبوي سماه (التنوير في مولد البشير النذير) فأجازه على ذلك بألف دينار [13] .
قال ابن خلكان : كان أبو الخطاب المذكور، من أعيان العلماء ، ومشاهير الفضلاء ، متقنا لعلم الحديث النبوي وما يتعلق به ، عارفا بالنحو واللغة ، وأيام العرب وأشعارها ... قدم مدينة أربل في سنة أربع وستمائة ، وهو متوجه إلى خراسان فرأى صاحبها ، الملك المعظم ، مظفر الدين بن زين الدين ، مولعا بعمل المولد ، عظيم الإحتفال به ، فعمل له كتابا سماه ( التنوير في مولد السراج المنير) وقرأه عليه بنفسه ، وسمعناه على الملك المعظم في ست مجالس ، في جمادى الآخرة ، سنة خمس وعشرين وستمائة ... توفي سنة ثلاث وثلاثين وستمائة بالقاهرة [14].
ومن صور الإحتفال بالمولد في تلك الأزمان : ما ذكره صاحب إعانة الطالبين ، عن أحد شيوخ بلد الله الحرام ، الشيخ أحمد بن زيني دحلان ، أنه قال : جرت العادة ، أن الناس إذا سمعوا ذكر وضعه ،
يقومون تعظيما له ، وهذا القيام مستحسن ، لما فيه من تعظيم النبي ، وقد فعل ذلك كثير من علماء الأمة الذين يقتدى بهم ،
قال الحلبي في السيرة : فقد حكى بعضهم أن الإمام السبكي اجتمع عنده كثير من علماء عصره ، فأنشد منشد قول الصرصري :
قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب ***** على ورق من خط أحسن من كتب
وأن تنهض الأشراف عند سماعه ***** قياما صفوفا أو جثيا على الركب
فعند ذلك قام الإمام السبكي ، وجميع من بالمجلس ، فحصل أنس كبير في ذلك المجلس[15] .
وقال صاحب نفح الطيب : وكان السلطان أبو حمو ، يحتفل لليلة مولد رسول الله غاية الإحتفال ، كما كان ملوك المغرب والأندلس في ذلك العصر وما قبله ، ومن احتفاله له : أنه كان يقيم ليلة الميلاد النبوى ، على صاحبه الصلاة والسلام ، بمشورة من تلمسان المحروسة مدعاة حفيلة ، يحشر فيها الناس خاصة وعامة ، فما شئت من نمارق مصفوفة ، وزرابى مبثوثة وبسط موشاة، ووسائد بالذهب مغشاة، وشمع كالإسطوانات، وموائد كالهالات ومباخر منصوبة كالقباب ، يخالها المبصر تبرا مذاب ، ويفاض على الجميع أنواع الأطعمة ، كأنها أزهار الربيع المنمنمة، تشتهيها الأنفس ، وتستلذها النواظر، ويخالط حسن رياها الأرواح ، ويخامر رتب الناس فيها على مراتبهم ترتيب احتفال ، وقد علت الجميع أبهة الوقار والإجلال ، وبعقب ذلك يحتفل المسمعون بأمداح المصطفى عليه الصلاة والسلام ، ومكفرات ترغب فى الإقلاع عن الآثام ، يخرجون فيها من فن إلى فن ، ومن أسلوب إلى أسلوب ، ويأتون من ذلك بما تطرب له النفوس ، وترتاح إلى سماعه القلوب ، وبالقرب من السلطان خزانة المنجانة ، قد زخرفت كأنها حلة يمانية ، لها أبواب موجفة على عدد ساعات الليل الزمانية ... وكل ذلك ، والسلطان لم يفارق مجلسه الذى ابتدأ جلوسه فيه ، وكل ذلك بمرأى منه ومسمع ، حتى يصلى هنالك صلاة الصبح . على هذا الأسلوب تمضى ليلة المصطفى ، فى جميع أيام دولته ، وما من ليلة مولد مرت فى أيامه ، إلا ونظم فيها قصيدا فى مديح مولد المصطفى [16].
وذكر ابن بطوطة عن قاضي مكة العالم الصالح العابد : نجم الدين محمد بن الإمام العالم محيي الدين الطبري ، أنه : فاضل ، كثير الصدقات والمواساة للمجاورين ، حسن الأخلاق ، كثير الطواف والمشاهدة للكعبة الشريفة ، يطعم الطعام الكثير في المواسم المعظمة ، وخصوصا في مولد رسول الله ، فإنه يطعم فيه شرفاء مكة ، وكبراءها ، وفقراءها ، وخدام الحرم الشريف ، وجميع المجاورين[17].
كما ذكر ابن بطوطة أن من المراسيم المتعارف عليها ، فتح باب الكعبة الشريفة ، في يوم مولده ، ورسمهم في فتحه ، أن يضعوا كرسيا شبه المنبر ، له درج وقوائم خشب ، لها أربع بكرات ، يجري الكرسي عليها ويلصقونه إلى جدار الكعبة الشريفة ، فيكون درجه الأعلى متصلا بالعتبة الكريمة ، ثم يصعد كبير الشيبيين وبيده المفتاح الكريم ، ومعه السدنة ، فيمسكون الستر المسبل على باب الكعبة ، المسمى بالبرقع ، خلال ما يفتح رئيسهم الباب ، فإذا فتحه قبل العتبة الشريفة ،ودخل البيت وحده ،وسد الباب وأقام قدر ما يركع ركعتين ، ثم يدخل سائر الشيبيين ، ويسدون الباب أيضا ويركعون ، ثم يفتح الباب ، ويبادر الناس بالدخول ، وفي أثناء ذلك يقفون مستقبلين الباب الكريم ، بأبصار خاشعة ، وقلوب ضارعة ، وأيد مبسوطة إلى الله ، فإذا فتح كبروا [18].
وقال الإمام أبو شامة : ومن أحسن ماابتدع في زماننا ، ما يفعل كل عام ، في اليوم الموافق ليوم مولده ، من الصدقات والمعروف وإظهار الزينة والسرور...
وقال السخاوي : لازال أهل الإسلام من سائر الأقطار ، والمدن الكبار ، يعملون المولد ، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ، ويعتنون بقراءة مولده الكريم...[19] .
وقد يقال : إنك لم تذكر كل ما يجري من أفعال الناس في هذه المناسبات ، ومن أفعالهم ، مالايقبله الشرع الحنيف ، كالإختلاط بين الرجال والنساء وماشابه .
والجواب : أن مثل هذه الأمور قد تحصل في بعض البلدان دون سائرها ، فليس كل تلك الإحتفالات تشتمل على ذلك . وعلى كل حال : فالضابط في هذا الموضوع ، لما يشرع فعله وما لايشرع في هذه المناسبة ، ماذكره ابن حجر العسقلاني قائلا : إن احتفالات المولد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن ، وتجنب ضدها، كان بدعة حسنة ، ومن لا ، فلا،
قال : وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت ، وهو ما ثبت في الصحيحين ، من أن النبي ، قدم المدينة ، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم ، فقالوا : هذا يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى ، فنحن نصومه شكرا لله تعالى . فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين ، من إسداء نعمة ، أو دفع نقمة ، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة ، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة ، كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة ، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي ، نبي الرحمة ، في ذلك اليوم ، وعلى هذا ، فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه ، حتى يطابق قصة موسى في يوم عاشوراء ، ومن لم يلاحظ ذلك ، لا يبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر ، بل توسع قوم ، فنقلوه إلى يوم من السنة، وفيه ما فيه . هذا ما يتعلق بأصل عمله ، وأما ما يعمل فيه ، فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى ، من نحو ما تقدم ذكره ،
من التلاوة والإطعام والصدقة ، وإنشاد شيء من المدائح النبوية ، والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير ، والعمل للآخرة ، وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو ، وغير ذلك فينبغي أن يقال :
ما كان من ذلك مباحا ، بحيث يتعين للسرور بذلك اليوم ، لا بأس بإلحاقه به ، ومهما كان حراما أو مكروها ، فيمنع ، وكذا ما كان خلاف الأولى [20].
أقول : وفي هذا المعنى ، قول الإمام أحمد بن حنبل عن الصوفية : لاأعلم أقواما أفضل منهم . قيل : إنهم يستمعون ، ويتواجدون . قال : دعوهم يفرحون مع الله ساعة . قيل فمنهم من يموت ، ومنهم من يغشى عليه . فقال : [21] وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ[22].
فجوّز منهم ماكان دافعه السرور بالله عزوجل ، وما زاد فالله يتولى المؤاخذة عليه .