مهما جهـلـتِ من الغرام سنعلمي // مـا قـد عـلمـتُ ولا اخـالـك تندمي
إن جئـتِ شعـري بالغرام لـتـقـرأي // ما قد شدوت إلى الهوى فتقدّمي
فـأنـا الــذي رسم الغرام بـريشتي // وشدوته شعـراً تجلى فـي فـمـي
قالت عـرفتك فـي الـغـرام مـعـلمـا // ينبوع شعرٍ في الغرام لمـن ظمي
ها قد أتـيـتـكَ ظـامـئـاً كـي أرتـوي // مـمـا علـمـت فأنـت ذاك مـعـلمي
فجعلت درسـي بالغـرام قـصائـدي // أشدو بها أنـتِ الـجمـالِ مُـتـيّـمي
والحبُّ انـتِ ومن سكنتِ بخافقي // لـن تـبـرحـيـه فـذاك أمـر مـؤلـمـي
عيني لغير جمالكم لا تنظر وسواكمو في خاطري لا يخطر
وجميع فكري فيكمو دون الورى وعلى محبتكم أموت وأحشر
يا سادة قلبي بهم متعلق أبدا وعنكم ساعة لا أصبر
إن نمت كنتم في المنام معي وإن في يقظتي قد كنت فيكم أبصر
لا فرق ما بيني وبين خيالكم إن غاب غبت وإن حضرتم أحضر
اثنان نحن وفي الحقيقة واحد لكن أنا الأدنى وأنت الأكبر
ولعل لطفك أن يداركني فقد أفللت من أدبي وإني الأحقر
سبحانك اللهم يا ملك الورى إني بجاهك في الورى أستنصر
ولقد جعلت وسيلتي لك سيدا أرسلته بالحق دينك يظهر
وهو النبي محمد دون الورى منك الصلاة عليه ليست تحصر
برق بدا من جانب الغور لامع ام ارتفعت عن وجه ليلى البراقع
نعم اسفرت ليلا فصار بوجهها نهارا به نور المحاسن ساطع
ولما تجلت للقلوب تزاحمت علي حسنها للعاشقين مطامع
لطلعتها تعنو البدور ووجهها له تسجد الاقمار وهي طوالع
تجمعت الاهواء فيها وحسنها بديع لانواع المحاسن جامع
سكرت بخمر الحب في حان حيها وفي خمره للعاشقين منافع
تواضعت ذلا وانخفاضا لعزها فشرّف قدري في هواها التواضع
فإن صرت مخفوض الجناب فحبها لقدر مقامي في المحبة رافع
آل بيت النبي نعم الوسيلة في افتناء العلا ونيل الفضيلة
كن بهم لائذاً على كل حال كي بهم تحزر الخصال الجميلة
واشهدن في ذواتهم يا ابن ودي سيد الرسل من هدانا سبيلة
يا لهم سادة علوا بامتداح في نصوص من ذي العطايا الجزيلة
منهم من سموا بذات ووصف قبلة الحق يا لها من قبيلة
وهم سادتي بنو علوي صفوة الله بالمزايا الجليلة
يا إلهي بهم أرحنا دواما بالرضا منك واسقنا سلبيلة
كي نحوز الهنا هنا وتلك الدا ر في روضة الجنان الظليلة
سَكِرتُ بِخَمر الحُبِ فِيْ حَان حَيِّهَا . . . وَفي خمْــــرِهِ للعَاشِقينِ مَنَافِعُ
تَوَاضَعتُ ذُلاً وَانخِفَاضَاً لِـ عِـزِهَا . . . فَشرَّف قَدرِيْ فيْ هَـوَاهَا التَوَاضُعُ
فَيَا آلِ لَيلَىْ ضَيفُـكُم وَنَزيلكُـمْ . . . بِحيَكُمُ ، يَا أكَرَمَ العُــربِ ضَالِعُ
وَقُولا لَهَا إنِيْ مُقيمٌ عَلـىْ الهَـوَىْ . . . وَإنِيْ لسُلطَانِ الَمَحَبَـــةِ طَائِعُ
إذَا مَابَدَتْ لَيلىْ فَكُليْ أعْيـــُنٌ . . . وَإنْ هِيَ نَاجَتنِيْ فَكُـليْ مَسَامِـعُ
فَيَا قَلبُ شَاهِدْ حُسنَهَا وَجَمَالَهَـا . . . فَفِيهَا لأسَرارِ الكَمَـــالِ وَدَائِع
هذا الذي تعرف البطحاء وطأتـه والبيت يعـرفه والحـل والحـرم
هذا ابن خيـر عباد الله كلهـم هذا التقـي النقـي الطاهر العلم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهلـه بـجده أنبيـاء الله قـد ختمـوا
وليـس قـولك من هذا بضائـره العرب تعرف من أنكرت والعجـم
سهل الخليقـة لا تخشى بـوادره يزينه اثنان حسن الخلق والشيـم
حمـال أثقال أقوام إذا افتدحـوا حلو الشمـائل تحلو عنده نعـم
ما قال لا قـط إلاّ في تشهـده لولا التشهـد كانت لاءه نعـم
عم البرية بالإحسان فانقشعـت عنها الغياهب والإملاق والعـدم
إذا رأتـه قريـش قـال قائلهـا إلى مكـارم هذا ينتهـي الكـرم
يغضي حيـاء ويغضى من مهابتـه فمـا يكلـم إلاّ حيـن يبتسـم
بكفـه خـيزران ريحـه عبــق من كف أروع في عرنينـه شـمم
يكـاد يـمسكه عرفان راحتـه ركن الـحطيم إذا ما جاء يستلم
الله شـرفه قـدمـا و عظمــه جـرى بذاك له في لوحـه القلـم
أيُّ الـخلائق ليست في رقابـهم لأوليـة هـذا أولـه نعـــم
من يشكـر الله يشكـر أوليـة ذا فالدين من بيـت هذا ناله الأمـم
ينمى إلى ذروة الدين التي قصـرت عنها الأكف وعن إدراكها القـدم
من جـده دان فضـل الأنبيـاء له وفضـل أمتـه دانـت له الأمـم
ينشق ثوب الدجى عن نور غرتـه كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم
من معشـر حبهم دين وبغضهـم كفر وقربـهم منجـى ومعتصـم
مقـدم بعـد ذكـر الله ذكرهـم في كـل بدء و مختـوم به الكلـم
إن عد أهل التقـى كانوا أئمتهـم أو قيل من شير أهل الأرض قيل هم
لا يستطيـع جواد بعد جودهـم ولا يدانيهـم قـوم وإن كرمـا
هم الغيـوث إذا ما أزمة أزمـت والأُسدُ أُسدُ الشرى والبأس محتـدم
لا ينقص العسر بسطا من أكفهـم سيان ذلك ان أثروا وإن عدمـوا
يستـدفع الشر و البلوى بـحبهم ويستـرب به الإحسان والنعـم
إذا كانَ عينُ الحبِّ ما ينتجُ الحبُّ فما ثمَّ من يهوى ولا من له حبُّ
فإن التباسَ الأمر في ذاك بين وقد ينتج البغضاءَ ماينتجُ الحبُّ
ولكنه معنى لطيفٌ محققٌ يقومُ بسرِّ العبدِ يجهلهُ القلبُ
لأنَّ له التقليب في كلِّ حالة به فتراه حيثُ يحمله الركبُ
وذو الحب لم يبرحْ مع الحب ثابتاً على كل حالٍ يرتضيها له الحب
فإن كان في وصلٍ فذاكَ مراجهُ وإن كان في هجرٍ فنارَ الهوى تخبو
شكورٌ لما يهواه منه حبيبُه فليس له بعدٌ وليس له قرب
ولكنه يهوى التقرُّبَ للذي أتته به الآمالُ إذ تُسدل الحُجُب
فيهوى شهودَ العين في كل نظرة وما هو مستورٌ ويجهله الصَّب
فلو ذاقهُ علماً به وعلامة ً له فيه لم يبرح له الأكلُ والشُّرب
ولكنه بالجهلِ خابت ظنونُه فليس له فيما أفوه به شرب
فيطلبه من خارجٍ وهو ذاته وينتظر الإتيان إنْ جادتِ السُّحبُ
فلا خارجٌ عني ولا فيّ داخل كذاتي من ذاتي كذا حكمُهُ فاصبو
إليه فلا علمَ سوى ما ذكرتهُ ولكنَّ صغيرَ القومِ في بيتهِ يحبو
فلو كان يمشي في الأورِ منفذاً لما كان يعميه عن إدراكه الذَّنب
ساقية الجوهري
مـنـعت العين ان تبكي فـناحت // وخـلـت بأنها فـي الارض ساحت
فعدت الـومهـا نـفسي فـــولّـت // وعـنـي خلـف دمـع العـين راحت
فرحت مـلاحقاً نفسي ودمعي // فـمـا ارتـاحـت ولا قـلـبـي اراحت
أَيُنْكِرُ الوَجْدُ أَنِّي فِي الهَوىَ شَحِبُ """ وَدُونَ كُلِّ دُخَانٍ سَاطِعٍ لَهِبُ
وَمَا سَلَوتُ كَمَا ظَنَّ الوِشَاةُ وَلاَ """ أَسْلُو كَمَا يَتَرجَّى العَاذِلُ التَّعِبُ
فَإِنْ بَكَى لِصَبَابَاتِي عَذُولُ هَوىً """ فَلى بِمَا مِنْهُ يَبْكِى عَاذِلي طَرَبُ
نَاشَدْتُكَ الَّلهَ يَا رُوحي اذْهُبَى كَلَفاً """ بِحُبِّ قَوْمٍ عَنِ الجَرْعَاءِ قَدْ ذَهَبُوا
لاَ تَسْأَلِيْهُمْ ذِمَاماً فِي مَحَبَّتِهمْ """ فَطَالَمَا قَدْ وَفَا بِالذِّمَةِ العَرَبُ
هُمْ أَهْلُ وُدِّي وَهَذَا وَاجِبٌ لَهُمُ """ وَإِنَّمَا وُدهُمْ لي فَهْوَ لاَ يَجِبُ
هُمْ أَلْبَسُونِي سِقَاماً مِنْ جُفُونِهِمُ """ أَصْبَحْتُ أَرْفُلُ فِيهِ وَهْوَ يَنْسَحِبُ
وَصَيَّرَتْ أَدْمُعي حُمْراً خُدُودُهمُ """ فَكَيْفَ أَجْحَدُ مَا مَنُّوا وَمَا وَهَبُوا
هَلِ السَّلاَمَةُ إِلاَّ أَنْ أَمُوتَ بِهِمْ """ وَجْداً وَإِلاَّ فبُقْيَاىَ هُوَ العَطَبُ
إِنْ يَسْلُبُوا البَعْضَ مِنِّي فَالجَميعُ لَهُمْ """ وَإِنّ أَشْرفَ أَجْزَائِي الَّذِي سَلَبُوا
إن الصبابة في الفؤاد عجيبةٌ لكؤوسها سجد الزمان تذللاً لكؤوسها سرٌّ إذا سُرَّ الفتى للكأس أسرارٌ عجيبٌ وصفُها عجباً لمن جهلوا الكؤوس وشربها سِرٌّ تُسَرُّ به النفوسُ وتزدهي عِلمٌ علوم الفكرِ تحت لوائه يأتي من الحَضَرات في غسق الدجى إن رمت أن تحظى به بادر إلى تجد المراد وترتقي أوج العلا واسجد لربك عند ذلك شاكراً
ساقية الجوهري
سأحيـا في الـوجود كما أراني // فـريـدا أرتـضـي مـا قـد أتـانـي
فلا عمـرو بـهـا سيـنـال مـنّـي // ولا زيـدٌ سيـفهـم مـا اعـتراني
لأبقى كيف شئتُ فدعك مني // ولا تـقـفـو دروبـي قــد تـعـاني
وترجــع بـاكـيـا مـن غيـر علـمٍ // وأنّى فـي الـورى يـومـاً تـرانـي
اخالـف فـطرة مـن عـنـد ربّـي // وفيهـا كيـف شاء لـقــد بــراني
فدعني من فضولكَ وانتبذنـي // فـرب الناس مـن فيها اجتباني
لأحيا فـوقهـا مـن بـدءِ بـدئـي // بـعـقـلٍ بالـورى كـان اصطفاني
لأحيا كيف شاء وشئتُ فـيهـا // ولا أرنــو لـمـن كــان افـتـرانـي
ويبقى فائضاً بالـحـبِّ شعـري // ويأتي كالنشيد عـلى لساني
لهذا قد خلقـتُ فـدعـكِ منّـي // فراح مفارقـي إذ قـد جـفـانـي
فقلـت تـحـمّـداً شكـرا إلـهـي // سأبقى في الحياة بغـير ثاني
وحيـدا بالـورى مـن نـال منى // مـكـانٌ مــا اعـيش ولا زمـانـي
لولاك ماشُيدت دور لساكنها
ولا السفن فوق موج البحر تعتاك !!
كلا ولا السحب في الأفلاك سابحة
ولا الكواكب تُضيء إلا لأ جلآ كِ
بارك الله فيك وبوجودك يفوح المسك والعودوالعنبر
لم يعُد سراً هوآنا أوتخفي
ألف قلبٍ لهوآنا ليس يكفي
حبنا أكبر منا
وهوانا ليس يفنى
أبداً حتى لو أنا
نحن أبعدناهُ عنا
حبنا ما تآه في الإ ثم ولا ضل
حبنا حكم من الأقدار مُرسل
حبنا قرآءن قلبينا المُرتل