ساقية الجوهري
بحسنك راغما قد حار أمري // كأنّي من غدوت رهين جمري
وإنّكِ من سحرت بها عيوني // لأغدو رهن حسنك كلِّ عمري
فأنّى أو متى سأراكِ قربـي // لأسكر علّني أوَلستِ خمـري
وشهدا قد غـدوتِ كمـا أراكِ // وهذا ما غـدا للحسـن عـذري
فأنّى أو متى سأراكِ قربـي // أيـا ذات الـجـمـال وذاك نـذري
أعيش لأجله ما دمـتُ فيهـا // لأشدو في غرامكِ كل شعري
فجاءت للهوى خبـباً وحـلّـت // كما أهوى ومـا تهوى بصدري
ساقية الجوهري
حمدت الله إذ أوفى جمـيـلـه // بأن جعـل الهوى تلك الجميله
لأشدو للجمال رقيق شعري // كمـن يشدو لورد فـي خميله
ومن كانت لعمري مثل رقـيـا // وطـبِّ الـروح لـو كانـت علـيله
فطيب العيش ان احيا وحـبٍّ // يبادلني الهوى وهـو الوسيله
لقلبٍّ في الضلوع يمور شوقا // ويرنـو مـا يعيش الى خليـله
وأنـتِ الـخـلِّ أنـتِ وأنـتِ روح // وفـي ذاتـي أنا صارت عديله
فؤادا بالجوى يحـدو بـصدري // وعنـد الـجـدِّ يا عمـري بديله
ساقية الجوهري
فيما أتيت أثرت جرحي // كي تزيد بذاك صدحي
يـا كـريـمـاً جـاء دربــي // بعدما قد طال شرحي
كي تثير بها شجـونـي // دون قـــدحٍ دون مــدح
فرأيـتَ الـقـلـبَ يـعـدو // في هيامٍ زاد طـرحـي
للهوى لو قـد جفـانـي // وشـدا بالـدربِ ويـحي
كيف تأتي في حـنـونٍ // بعـد اظـلام بـصبـحـي
للهوى والحـب تشـدو // فهـوت ذاتي وصـرحي