ساقية الجوهري
ساشدو للجمال كما تريني // أيـا عشقـا اتـانـي يعـتـرينـي
لالقاني غدوت رهـيـن حـبٍّ // وحسن في حياتي يحتذيني
فما ذنـبـي لأحـيـا دون أنـتِ // وانتِ الـروح قـد حلّـت وتيني
ايا امـلا اتـى يحـدو قـصيدي // ويحـدونـي ليغدو في عريني
فيا نبـع الجمـال رعـاك ربّـي // سالتك باسمه ان تعشقيني
فإنّـي من وقعت وصار قلبي // رهين العشق ليتك ترهنيني
ساقية الجوهري
ومــن إلاكِ قـد يفـهم قصيدي // ويـدرك مـا أريـد ومـا تـريـدي
أيــا حـبـاً غـدا صنـوا لـروحـي // وإن ادركـتِ مــا اعـنى فزيدي
غرامي إن تشائي تـنصفيـني // وقـلبا بالجـوى يـغـذو وريـدي
بحبٍّ مـا اتـى مـجنـون ليلـى // ولا سلـك الـدروبِ إلـى لبـيدِ
الست بواثق مـن فـاق قـيساً // وفـقْـتُ جميلـهُ وابـن العميد
ساقية الجوهري
لعطر الحب ارسلـت الـقـوافـي // وارسلت التحـايـا كـي يكـافي
جميلَ الحب فـي الـدنيا جميلٌ // تجلى في القصائد غير خافي
فمثلي للجمـال جعلت عمري // وأطلـقـت الـقـوادم والـخـوافي
ورحتُ محلّـقـاً أشدو بشعـري // لعـلـي في الهـوى يوما أوافي
حبـيـباً بالورى قد عشت ارجـو // ولو عشت الحياة على الكفافِ
أليس الحب في ذاتـي حياتي // يغالب خافقي ما كـان غـافـي
ليسهد مقلتي واظـلُّ عمـري // رهين الحسن اشدو بالقوافي
ساقية الجوهري
ومـا للحـب بـالـدنيـا سـواي // ليشـدوه الهـوى عــودٌ وناي
لوجـه مـلـيـحـة أزرت بحالي // أراهـا فـي جـمـال الثغـر آي
اطارحها الغـرام فتـجتبـيـني // فألقاها غدت للـقـلـب غـاي
فاشرب قهوتي إن حل صبح // وعنـد العـصر ينسون وشاي
فغالبها عـلـى قـولـي فـتـور // ولم ترضَ بـه فـأجـبـت بـاي
وضاعت بالـزحـام كمـا أراهـا // وحمقي ما تبقى في مداي
اليس الحمق ما احيا قريني // وكم حاز اللعين على رضـاي
و الله ما أسبى العقول و اقتنى إلا جمال محمد لما دنا
قمر إذا كشف اللثام رأيته أبهى من البدر المنير و أحسن
شبهته بالبدر قال ظلمتنى يا واصفى بالبدر ظلما بينا
خطر الحبيب دهشت من لفتاتيه يا مرحبا بالمصطفى و صفاته
غفل الحسود ففزت منه بنظرة يا ليــته يتأنى فى غفـــلاته
قسما بنور المصطفى وجماله لم يخلق الرحمن مثل صفاته
على خد طه شامة و علامة سبحان من خص الجمال لذاته
ألا تعلموا أن النبى محمدا أهل السماء والأرض فى بركاته
يا عاشقين محمدا و جمـاله صلوا عليه فتسعدوا بصلاته
عيسى المسيح رآه فى أنجليه و كذا الكليم رآه فى توراته
ندر على لئن وصلت مقــامه لأمرغ الخدين فى عتباته
و أقول للعين انظرى و تمتعى هذا ضياء الأكوان من وجناته
صلى عليك الله جل جلاله ما سار ركب إلى الحجيج مهرولا
ساقية الجوهري
ولـو كـان الهـوى رجلاً قتلتهْ // فـمثلي بالحياة لقد سئمتهْ
فقد اغرى بها ذاتي وقلبـي // ليحيا في الوجـود بما مللـته
فأنّى قد أتيتِ لكي تعـيدي // غراماً في فـؤادي قـد دفنـته
على عهد به عاهدت ذاتي // بأنّـي لـن أعـود لـمـا بـدأتـه
لألقاني الغداة مشيتُ درباً // وعهدي بالهـوى اني نسيته
كانّكِ من بهـا أحـيـا فـؤادي // أيا حسناً أتاني فاصـطـفيـته
لأحيي سيرة كان جفتـني // وأرجع قـافـيـاً دربـاً عشقـتـه
ساقية الجوهري
إن ترفضيني بالغـرام سارتضيكِ // وأشدو صادقاً ساعيش فيك
وإن حـلّ القضاء فسوف اقـضي // وعيني في النوى ترنو لفيكِ
لأطفئ جمرة تـوري بـحـلـقـي // وأهمس إنّـني مـن يفتديـكِ
فأنّـى او مـتـى ستـراكِ عيـني // وفي ذاتي تحلّي كي أريكِ
بأنّي عاشق مـا خـنـت عهـدي // وإنّي من يعيش ليصطفيكِ
ساقية الجوهري
أنا إن شدوت وقال شعري ذاك حقّي // ولكـم أتـاكِ من الهـوى مـا تستحقي
شعري وكلّي في الحياة وما استوى // فـي مـقلتيَّ ومهجتي فازداد خفقي
يــا مـن أراك وقــد غــدوتِ حبـيـبـتي // شمساً اراقـب وجههـا في مشرقي
ساقية الجوهري
اصغي إلي لتسمعي // ما قد شدوت وادّعي
فانا المحـبُّ بفـطرتي // من بدءِ بداي بالوعي
والحـبُّ انـتِ كما أرى // ولكم سألتكِ أن دعي
دربـي إلـيك مـمـهـداً // لأراك في قلبي معي
فأتت إلي وقـد غـدت // تـحـتـل نـبـع الادمــع
ساقية الجوهري
جنون فـي جـنـون فـي جنـون // حياة في الورى رهـن الجـنـون
ما عاش فـيهـا عـاقـلا الا ذوى // أو قـد حـداه العقـل يوما للأتون
فـاتـرك نهـاك كمـا اتـاك مبرئاً // من كل فكرٍ قـد اتاك ولن تهون
فالعقل يرهق من يعيش قرينه // ما دام يعمل بالـورى انّى يكون
قال التزمت فقلت ذلك غايتي // ورايـتـني أرنـو بهـا مـا لا تـرون
ساقية الجوهري
لو كنت أعرف ما لديـكِ لمّـا شـدا // هـذا الـيـراع لغـيـر حسنكِ او غدا
هذا الفؤاد برهن غيرك في الهوى // أو سار فـي درب الجمال أو ابتدا
ما دام حسنك ساحري أو مبعدي // عمّن سـواك حبيبتي ورد الندى
قالت فديتك واستوت نحـو الهـوى // شان الورود فـصار قـلبي مـرودا
وسقيتها كـاس الـغـرام لـتـرتـوي // وتقول زدني فالهوى بلغ المدى
