صباح الجوهري
أنت المخصص بالشفاعة للورى طراً وأنت على الصراط مجيز
برزت في نيل المقامات العلى ولمثل مجدك يثبت التبريز
ولقد خشيت الله أعظم خشية فلصدرك العطر الرحيب أزيز
ونصحت إذا بلغت نصحاً شافياً ما فيه لا وهن ولا تعجيز
حتى استقام الدين وارتفعت له عمدٌ لها في الخافقين بُروز
فأجاب واقترب المنيب المتقي ونأى وصد الخاسر المحجوز
كسرت جنودك قاهراً سلطانها كسرى وأُنفق ماله المكنوز
ولحزبك الأعلون حتى يخرج ال طاغي ويمنع درهم وقفيز
ولسوف يبعثك المهيمن مقعداً فيه لك التقريب والتعزيز
أشكو إليك جماح نفس ترتمى في الغي وهي عن الرشاد ضموز
مخدوعة بخداع دنيا شهدها سمٌ وتبدي الدر وهي عزوز
ساقية الجوهري
سيان عندي ان أتيت ايا حياتي // كـمـا اهـوى وان جـاءت وفـاتـي
فكـل قـد غدا فـي عيـن رأسي // وقـد صار الـورى مـن غـيــر آتـي
يساوي بـعـضـه مـن غـيـر فـرق // اذا طـال الـمـدى دون المــمـات
فدعني في خـتـام الـدربِ أحيـا // كما أهوى ولن تسمـع شكاتـي
وحيدا كيـف شئـت وشـاء ربّـي // وتشدو في جميل الشعر ذاتـي
الى هذا الورى من فـضل ربّـي // ومــا جـــفّ الــيـــراع ولا دواتــي
الست بشاعر ما غـاض نبـعـي // ولـــو زادت عـلــى هـذا هنـاتـي
بلــى قــال الـفـــؤاد وذاك حـق // بمن خـلــق الــورى والكـائــنـات
خدوني خدوني إلى حبيبي ونور عيوني ---- خدوني خدوني إلى ضياء عمري وعيوني --- خدوني خدوني إلى طريقي للحبيب ودوني وطرحوني على باب حبيبي ونور عيوني -- خدوني خدوني وأرض النور ومكة وعند الرسول سيبوني --- خدوني خدوني عالروضة النبي ارموني --- خدوني خدوني على تراب النبي اطرحوني -- خدوني خدوني الى المختار حيث الأنوار وعالباب اطرحوني -- وقفت عالأعتاب ولزمت الباب وقلت للبواب
ووقفت على الأعتاب.... وبكيت له بالباب
وبصفح دون عتاب ..... قد جاد رسول الله
وشكوت اليه ذنوبي .... فاستغفر لي محبوبي
ورجعت بدون عيوب.... من عند رسول الله
هللت له تهليلا.... كم كان الصفح جميلا
داوى قلبي العليلا ..... ترياق رسول الله
==صلى الله عليه وسلم
هوالحبُّ فاسْلَمْ بالحَشا ما الهوى سَهْلُ
فما اختــــارَهُ مُضنىً بهِ ولـهُ عَقْلُ
وعِــشْ خَـاليـاً فالحُــبُّ راحتــُهُ عَنـَاً
وأولـُـــهُ سُقـْــــــمٌ وآخــــرُه قَـتــْـلُ
ولكــن لـــديّ المـوتُ فيـه صبــــابـةً
حيــاةٌ لمنْ أهوى عليّ بهــا الفضلُ
نصحــتـُــكَ علماً بالهوى والذي أرى
مُخالـَفـَتي فاخــترْ لنفســـك ما يَحلو
فإن شئتَ أن تحيـا سعيــدا فمـُـتْ به
شهيــــدا وإلا فالغــــرامُ لـه أَهـــلُ
فمــنْ لم يمـت في حبِّـه لـم يَعِـشْ به
ودون اجتناء النَحلِ ما جَنـَتِ النَّحلُ
وقــــل لقتيـلِ الحــبّ وَفـّيْــتَ حقـــَّـه
وللمُدعــي هيهــاتَ ما الكَحَلُ الكُحْلُ
تَعــرّضَ قـومٌ للغــرام وأعـــرضـوا
بجــانبِهــم عــن صحتي فيه فاعتلـّوا
رضـُـوا بالأماني وابْتُلوا بحظوظِهِمْ
وخاضُوا بحارَ الحبّ دَعوىً فما ابْتُلوا
فهم في السُّرى لم يَبرحوا من مَكانِهم
ومــا ظعـنوا في السيرِ عنه وقد كَلّوا
وعن مذهبي لما استحبوا العمى على الـ
ـهدى حســدا مــن عند أنفسهم ضلوا
أحبـّـــةََ قلبـــي والمحبـّــةُ شـــــــافـعـي
لديـكم إذا شئتـمْ بهـا اتّصــل الحَبْــلُ
عســـى عطفــــةٌ منـــكم علـيّ بنظــرةٍ
فقـــد تَعبـــتْ بيني وبينـَـكمُ الرُسْــلُ
أحبـــايَ أنتـــمْ أحْسَـــنَ الدهــرُ أم أسا
فكونـــوا كمــا شئتــمْ أنا ذلك الخِلُّ
إذا كان حَظــي الهَجْرَ مِنكمْ ولــم يَكنْ
بِعادٌ فذاك الهجرُ عندي هو الوَصلُ
وما الصــدّ إلا الوُدُّ مـــا لم يَكـنْ قِلَىً
وأصعبُ شيءٍ غيرَ أعراضِكمْ سَهلُ
وتعذيبـــكمْ عَـــذْبٌ لــــدي وجــوركمْ
علــيّ بمــا يَقضي الهـوى لكمُ عَدْلُ
وصـبـريَ صــبرٌ عَنكـــــمُ وعليـكــمُ
أرى أبـــداً عنــدي مرارتـَــه تَحلو
أخذتمْ فؤادي وهـو بعضي فمــا الذي
يَضــــرّكمُ لـو كان عنــــدكمُ الكلُ
نأيتــــم فغـيرَ الدمـــــع لم أرَ وافيــــاً
سوى زفرةٍ من حَرّ نارِ الجوى تغلو
فسُهـــــدي حــيّ في جفــوني مخلّــدٌ
ونَومـــي بهـا مَيتٌ ودمعي له غُسْلُ
هوى طَلّ ما بين الطلــولِ دمي فمِن
جفوني جَرى بالسَّفْحِ من سَفْحِهِ وَبْلُ
تـَبَـــالــَهَ قوْمــي إذ رأوْنـــي مـُتيـّمــا
وقالـــوا بمـن هذا الفتى مسّه الخبلُ
ومــاذا عســـى عني يُقـالُ سوى غدا
بِنـُعْــمٍ لَهُ شُغـْـلٌ نَعَـمْ لي بها شُغـْـلُ
إذا أنـْعَمـــتْ نـُعـْــمٌ علــيّ بِنـَظـــرةٍ
فلا أَسعدتْ سُعدى ولا أَجْملتْ جُمْلٌ
وقــدْ علمـــوا أني قَتيــلُ لِحــــاظـِها
فــإن لهــا فــي كل جــارحةٍ نَصْـلُ
حـــديثي قديمٌ فـــي هـــواها ومـا له
كمـــا عَلِمـَـتْ بَعـْــدٌ وليـسَ لها قَبْلُ
ومــا لي مِثـْـلٌ في غـَرامي بهـا كما
غـَـدَتْ فِتـْنـَةً في حُسْـنها ما لها مِثْلُ
ولــي هِمـّــةٌ تَعلــو إذا ما ذكـرْتـُهــا
وروحٌ بذكـراها إذا رَخُصــتْ تـَغلو
جَرى حُبّها مَجرى دمي في مَفاصلي
فأصبح لي عــن كل شُغْلٍ بها شُغلُ
وفي حبــِّها بِعْــتُ السعــادةَ بالشـقـا
ضـلالا وعقلي عـن هدايَ بهِ عَقلُ
وقلــــت لرُشـدي والتنسـُّـكِ والتـُّقى
تَخلُوا ومــا بيني وبين الهوى خَلُّوا
وفرّغت قلبي عن وجوديَ مُخلصا
لعلــيَ في شُغـلي بها معهــا أخلــو
ومن أجلِهـا أسعى لمـن بيننا سعى
وأعــدو ولا أعــدو لمن دأبُهُ العَذْلُ
فأرتـــاحُ للواشـــينَ بَينـي وبينـهــا
لتعلــمَ مــا أَلقــى ومــا عنـدها جَهْلُ
وأصبـُوا إلى العـُـذّالِ حـُبـا لذكرها
كأنهــم مـا بيننا فــي الهــوى رُسْـلُ
فإن حدّثـــوا عنهـــا فكُلي مَسامعٌ
وكـُـلـّيَ إن حَدّثـتـُهــمْ ألســـنٌ تـَتـلـو
تخــالفـــتِ الأقـــوالُ فينـــا تبايُـنـا
بــرَجــمِ ظنــونٍ بيننا مـا لها أصـلُ
فشنـّعَ قــومٌ بالوصـالِ ولــمْ تـَصِلْ
وأرْجَــف بالسلــوانِ قـومٌ ولـم أَسْـلُ
فما صَدَقَ التشنيعُ عنهـــا لِشَقوتي
وقــد كَذَبَــتْ عـني الأراجيفُ والنُقْلُ
وكيفَ أُرجّي وَصْلَ من لو تَصوّرتْ
حِماها المُنى وَهْماً لضاقتْ بها السُبْلُ
وإن وَعَـدَتْ لم يَلحـــقِ الفِعـلُ قَولهــا
وإن أوعـــدتْ بالقــولِ يَسبِقـُهُ الفِعْـلُ
عديني بوَصــلٍ وامْطـُـلي بِنَجـــــازه
فعندي إذا صحّ الهـوى حَسُنَ المَطْـلُ
وحـرمةِ عهــــد بينَنـَا عنــــهُ لـم أَحُلْ
وعـِقـْــدٍ بأيـدٍ بينـَنـا مـــا لــــه حـَـلُّ
لأنْتِ على غَيْظِ النوى ورضى الهوى
لـــدي وقلبــي ســاعةً مِنـكِ ما يَخلو
تـُرى مُقلتي يوماً تــَـرى من أُحبــّهــم
ويَعـتـبـُـني دَهْـري ويَجتمعُ الشـَّـمْـلُ
ومـــا بَرِحــوا مَعنىً أراهمْ معــي فإن
نأوا صورةً فـي الذهنِ قامَ لهم شَكْلُ
فهم نُصْبُ عيني ظاهرا حيثما سَرَوا
وهُــمْ فـي فـؤادي باطنـا أينمــا حَلُّوا
لهــم أبــدا منــي حُنـُـوٌّ وإن جـَـفـَوْا
ولــي أبــــدا مَيْـلٌ إليهـمْ وإن مَلـُّــوا
((سَقَانِي الحُبُّ كاساتِ الوِصَال فقُلتُ لخمرَتِي نَحوِي تَعَالي))
((سَعَت ومَشَت لِنحوِي فِي كؤوسٍ فهِمتُ بِسَكرَتِي بينَ المَوالِي))
((وقلتُ لسَائرِ الأقطابِ لُمُّوا بِحَالِي وَادخُلوا أنتُم رِجالي))
((وهِيمُوا واشرَبُوا أنتُم جُنودِي فسَاقِي القَومِ بِالوَافِي مَلا لِي))
((شربتُم فضلَتِي مِن بَعدِ سُكرِي وَلا نِلتُم عُلُوِّي واتِّصَالِي))
((مقامُكُم العُلا جمعاً ولَكن مقامِي فَوقَكم مَازَالَ عَالِي))
(( أنا فِي حَضرةِ التقرِيبِ وَحدِي يُصرِّفُنِي وحَسبي ذُو الجَلالِ))
(( أنا البازِيُّ أشهبُ كلِّ شيخٍ ومَن ذَا فِي الرِّجالِ أُعطِي مِثَالِي))
(( دَرَستُ العِلمَ حَتَّى صِرتُ قُطبَاً وَنِلتُ السَّعدَ مِن مَولَى المَوَالِي ))
(( كَسَانِي خِلعَةً بِطِرازِ عِزمٍ وتَوَّجَنِي بِتِيجَانِ الكَمَالِ ))
(( وأطلَعَنِي عَلى سِرٍّ قَدِيمٍ وقَلَّدَنِي وَأعطَانِي سُؤَالِي ))
(( طبولي فِي السَّمَا والأرضِ دُقَّت وشَاؤوسُ السَّعَادةِ قَد بَدَا لِي ))
(( أنَا الحَسَنِيُّ والمخدَع مَقَامِي وأقدَامِي عَلى عُنُقِ الرِّجَالِ))
((وَوَلَّانِي عَلَى الأقطَابِ جَمعَاً فَحُكمِي نَافِذٌ فِي كُلِّ حَالٍ))
(( نظرتُ إلى بِلادِ اللهِ جمعاً كَخَردَلَةٍ عَلى حُكمِ اتِّصَالِ ))
(( فلَو أَلقَيتُ سِرِّي فوقَ نارٍ لَخَمِدَت وانطَفَت مِن سِرِّ حَالِي ))
(( وَلو ألقيتُ سِرِّي فَوقَ ميْتٍ لقَامَ بِقُدرَةِ المَولَى مَشَا لِي ))
((ولَو ألقيتُ سِرِّي فِي جبِالٍ لدُكَّت واختَفَت بينَ الرِّمَالِ))
((ولَو ألقيتُ سِرِّي فِي بِحَارٍ لصارَ الكلُّ غَورَاً فِي الزَّوَالِ))
(( وما مِنهَا شُهورٌ أو دُهُورٌ تَمرُّ وتَنقَضِي إلا أَتَى لِي ))
((وتُخبِرُنِي بِمَا يَأتِي ويَجرِي وتُعلِمُنِي فَأقصُر عَن جِدَالِي ))
(( بلادُ الله مُلكِي تَحتَ حُكمِي وَوَقتِي قَبلَ قَلبِي قَد صَفَا لِي ))
(( مريدي لا تَخَف وَاشٍ فإنِّي عزومٌ قَاتلٌ عِندَ القِتَالِ ))
(( مُريدِي لا تَخَف اللهُ ربِّي عَطَانِي رِفعَةً نِلتُ المَعَالِي ))
(( مُريدي هِم وطِبْ واشطَحْ وغَنِّي وَافعَـل مَا تَشَـا فَالاســُم عَالِــي))
(( وكُلُّ وليٍّ لهُ قَدَمٌ وإنِّيعَلى قَدَمِ النَّبِي بَدرِ الكَمَالِ ))
أسرى بك الرحمن يا بدر الدجى * من مسجد حرم لأقصى مسجد
ورفيقك الروح الأمين مسامرٌ * يا خير مأمول وأكرم قائد
والأنبيا من خلفك اصطفوا فلم * يدعوا سواك امامهم في المسجد
ثم ارتقيت إلى السماء ففتحت * أبوابها واستبشرت بالقاصد
وشهدت من صنع القدير عجائباً * عظمى وكنت لهن خير مُشاهد
حتى اذا بلغت المنتهى يامنتهى * أملى فاكرم بالعطاء المُفرد
حتى اذا بلغ الأمين مقامه * ورُفعت للعلياء رفعة ماجد
أوُردت في نور إلى نور ومن * نور فكنت من الجليل بمشهد
سبحان من أولاه كُل جليلة * و حباه بالحسنى ففاز بسؤدد
من جوده تُعطى السحائب غيثها * ويزيد نضرتُها محياه الندى
لاشيء يعدل في العوالم قدره * وبه استمد فؤاد كل موحد
هو زينة الدنيا وعصمة أمرها * وغياث ملهوف ونعمة قاصد
ما إن ألم بمؤمن عشق اسمه * خطب وكيف يضام عاشق أحمد ؟
أقسمت باسمك يا نبي لحاجتي * أعظم به قسماً لكل مُجاهد